
بن علي قبل تسلمه السلطة من بورقيبة - ارشيف
ولم تحدد الوجهة التي قصدها بن علي، وهو اول زعيم عربي تطيح به انتفاضه شعبية.
الا ان متحدثا باسم الحكومة المالطية اعلن لفرانس برس ان طائرة بن علي كانت تحلق الجمعة قبيل الساعة 19,00 ت غ في اجواء مالطا "في اتجاه الشمال".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ان قبطان الطائرة "اتصل ببرج المراقبة في مطار فاليتا ولكن فقط للسماح له بالتحليق في الاجواء وليس الهبوط"، موضحا ان الطائرة كانت تتجه "نحو الشمال".
من جهته قال وزير خارجية مالطا تونيو بورغ ان "بن علي لن ياتي الى مالطا وليس لدى الحكومة اي مؤشر الى انه سيأتي الى مالطا"
وافادت شائعات ان بن علي قد يصل الى ايطاليا. وردا على سؤال فرانس برس بهذا الخصوص وصفت الخارجية الايطالية هذه الشائعات بانها "بلا اساس"، مؤكدة ان بن علي ليس متجها الى روما "على الاطلاق"ويبدو ان فرنسا غير راغبة باستقباله
وفي باريس نفى قصر الاليزيه معلومات تحدثت عن وصوله الى فرنسا.
وفي واشنطن اعلن البيت الابيض ان للشعب التونسي "الحق في اختيار زعمائه" في رد فعل على مغادرة بن علي.
واعلن الغنوشي في بيان قرأه عبر التلفزيون الرسمي محاطا برئيسي مجلس النواب فؤاد المبزع ومجلس المستشارين عبد الله القلال عن تسلمه الحكم "طبقا لاحكام الفصل 56 من الدستور" الذي يتناول "تعذر رئيس الجمهورية القيام بمهامه بصفة وقتية".
واضاف "وباعتبار تعذر على رئيس الجمهورية ممارسة مهامه بصفة وقتية، اتولى من الان سلطات رئيس الجمهورية وادعو كافة ابناء الشعب من مختلف الحساسيات الفكرية والسياسية والفئات والجهات بالتحلي بالوحدة لتمكين بلادنا التي تعز علينا جميعا من تخطي هذه الصعاب".
كما تعهد الغنوشي "باحترام الدستور" والقيام "بالاصلاحات السياسية والاجتماعية التي تم الاعلان عنها بكل دقة بالتعاون مع الاحزاب ومكونات المجتمع المدني".
وسمع صوت اطلاق رصاص من اسلحة رشاشة مساء الجمعة في تونس بعيد مغادرة بن علي الا انه لم يكن بالامكان معرفة مصدر اطلاق النار بدقة في العاصمة التي خلت الا من قوات الامن.
وكانت السلطات التونسية اعلنت حالة الطوارىء "في كامل انحاء الجمهورية .. حفاظا على سلامة الاشخاص والمملتكات من الشغب". كما اعلن الجيش عصرا سيطرته على مطار تونس قرطاج الدولي واغلاق المجال الجوي، بحسب ما اعلن مصدر ملاحي لوكالة فرانس برس.
وقد تواصلت منذ صباح الجمعة التظاهرات والتجمعات في وسط تونس بمشاركة الاف المتظاهرين قبل ان تفرقهم قوات الامن بالهراوات والقنابل المسيلة للدموع.
واعلن المتظاهرون عزمهم على مواصلة الاحتجاج "لحين سقوط النظام" ورفعوا لافتات كتب عليها "بن علي ارحل" و"خبز وماء بن علي لا".
وطالبت احزاب المعارضة الرئيسية في تونس المعترف بها والمحظورة، الجمعة ب"تنحي بن علي وتشكيل حكومة موقتة تكلف خلال ستة اشهر اجراء انتخابات حرة"، وذلك في بيان مشترك صدر في باريس.
ومن بين الجمعيات والاحزاب التي وقعت البيان حزب المؤتمر من اجل الجمهورية برئاسة منصف مرزوقي والحزب الشيوعي العمالي التونسي والحركة الاسلامية المعتدلة "النهضة" ولجنة احترام الحريات وحقوق الانسان في تونس اضافة الى الحزب الديموقراطي التقدمي المعارض.
وكان الرئيس التونسي وبضغط من الشارع والمجتمع الدولي القى خطابا مساء الخميس حاول فيه نزع فتيل الاحتجاجات. وطلب التوقف عن اطلاق النار على المتظاهرين واعلن عدم ترشحه مجددا للرئاسة في 2014 كما اعلن عن اجراءات لضمان الديموقراطية وحرية الاعلام وتدابير اخرى لخفض الاسعار.
الا ان المواجهات استمرت بعد هذا الخطاب موقعة 13 قتيلا مدنيا برصاص قوات الامن، اضافة الى 66 اخرين قتلوا منذ بدء المواجهات بحسب الاتحاد الدولي لروابط حقوق الانسان.
واندلعت الثورة الاجتماعية في تونس في 17 كانون الاول/ديسمبر ضد غلاء المعيشة والبطالة والفساد اثر انتحار شاب تونسي (26 عاما) باضرام النار في نفسه في سيدي بوزيد (265 كلم جنوب تونس) احتجاجا على مصادرة عربته لبيع الخضار.
وكانت الحكومة التونسية حاولت عبثا تهدئة الاوضاع باقالة العديد من المسؤولين اخرهم وزير الداخلية واعلان الافراج عن جميع الموقوفين "باستثناء المتورطين في اعمال نهب".
وكان بن علي يحكم تونس منذ الانقلاب الابيض الذي قام به في 1987 واطاح سلفه الحبيب بورقيبة. واعيد انتخابه في العام 2009 لولاية رئاسية خامسة.
واشاد به انصاره لدى وصوله الى السلطة معتبرين انه "منقذ" للبلاد التي كانت على حافة الهاوية واعترفوا له بوضعه اسس اقتصاد ليبرالي وبالقضاء على مخططات حزب النهضة الاسلامي الذي اتهم بالتخطيط لانقلاب مسلح.
واتبع هذا العسكري الذي تلقى تعليمه في مدرسة سان سير في فرنسا والمدرسة العليا للامن والاستخبارات في الولايات المتحدة، سياسة اجتماعية قائمة على مبدأ "التضامن" كما توصف رسميا، لكنها لم تحقق اهدافها وكان تردي الاوضاع الاجتماعية السبب الرئيسي للحركة الاحتجاجية.
اعلنت الرئاسة الفرنسية الجمعة ان فرنسا "اخذت علما بالعملية الدستورية الانتقالية" في تونس والتي اعلنها رئيس الوزراء محمد الغنوشي بعد مغادرة الرئيس زين العابدين بن علي اثر اضطرابات دامية غير مسبوقة.
وقالت الرئاسة في بيان ان "فرنسا اخذت علما بالعملية الدستورية الانتقالية التي اعلنها رئيس الوزراء الغنوشي".
واضافت ان "فرنسا تامل بالتهدئة وانهاء العنف. وحده الحوار يمكن ان يؤمن حلا ديموقراطيا ودائما للازمة الراهنة".
وخلص البيان الى ان "فرنسا تقف الى جانب الشعب التونسي في هذه المرحلة الحاسمة
لكن الرئاسة الفرنسية اعلنت مساء الجمعة انها لا تملك "اي معلومات حتى الان" عن مجيء الرئيس التونسي الى فرنسا، فيما كانت طائرة بن علي تحلق في اجواء مالطا وفق الحكومة المالطية.
وقد هتف تونسي مساء الجمعة بعيد الاعلان عن مغادرة زين العابدين بن علي تونس "الشعب هب وبن علي هرب" فيما قال شقيق البائع الذي اطلق انتحاره شرارة الاحداث ان دم شقيقة "لم يذهب هدرا".
وهتف كهل تونسي في قلب العاصمة المقفر بعد اعلان حالة الطوارىء والذي تحول الجمعة الى ما يشبه ساحة معركة بين قوات الامن ومتظاهرين يطالبون برحيل بن علي، "الشعب هب وبن علي هرب" و "عاش الشعب التونسي العظيم" قبل ان يمسك به عناصر الامن.
من جانبه قال سالم البوعزيزي شقيق محمد البوعزيزي الشاب الذي اطلق انتحاره منتصف الشهر الماضي في سيدي بوزيد (وسط غرب) شرارة الاحتجاجات الدامية التي خلفت عشرات القتلى "الحمد لله ظهر حق اخي، ولم يذهب دمه هدرا".
واضاف في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "هم الذين قتلوه، النظام والسلطة" مؤكدا ان "اخي اصبح رمزا وانا لا اجد الكلمات للتعبير عما حصل اليوم".
اما حمه الهمامي زعيم حزب العمال الشيوعي المحظور قال لوكالة فرانس برس ان "ما حصل ليس دستوريا وهو محاولة من بن علي للالتفاف على هذه الانتفاضة الشعبية في حين ليس له الحق في تعيين من يخلفه على راس الحكم".
ودعا "جميع الاطراف الى التشاور من اجل حماية هذا الانتصار وحتى لا يسرق من الشعب".
وفي السياق نفسه، قال القاضي المعارض مختار اليحياوي ان ما حدث اليوم في تونس "مؤامرة من ترتيب خارجي" معتبرا ان الغنوشي "بدأ بالكذب والاحتيال على الشعب والدستور".
واوضح ان الغنوشي "ليس له الحق في تولي الحكم" بموجب الدستور، مضيفا ان رئيس الوزراء "اشار الى رحيل موقت لبن علي فهل معنى ذلك انه سيعود؟ الصحيح ان بن علي تخلى عن الحكم ولا توجد حالة رحيل موقت وبالتالي كان يتعين ان يتولى رئيس مجلس النواب الحكم موقتا وتنظم انتخابات في غضون 45 يوما وان يسلم السلطة في اجل اقصاه 160 يوما بموجب الفصلين 56 و57 من الدستور".
واضاف "اطالب بالتصدي لهذه المؤامرة وعلى الجيش تحمل مسؤولياته واعادة الامور الى نصابها" في مواجهة "ترتيب خارجي منظم، اذ ان رحيل بن علي تم ترتيبه من الخارج".
واعتبر ان ما حصل "احتيال على الدستور والشعب التونسي الذي كسر الديكتاتورية بطريقة حضارية".
واوضح اليحياوي ان محمد "الغنوشي من سوسة (ساحل شرقي ومنطقة بن علي) وهذا ما سيخلق فتنة جهوية".
المحطات الكبرى في تاريخ تونس منذ الاستقلال
في ما يأتي المحطات الكبرى في تاريخ تونس منذ الاستقلال:
- 20 آذار/مارس 1956: اعلان استقلال تونس بعد حماية فرنسية دامت 75 عاما. عين الحبيب بورقيبة الذي عاد من المنفى في حزيران/يونيو 1955 رئيسا للوزراء.
- 25 تموز/يوليو 1957: اعلنت الجمهورية وانتخب بورقيبة رئيسا.
- 01 حزيران/يونيو 1959: تبني اول دستور لتونس.
- 19 تموز/يوليو 1963: الحبيب بورقيبة يطالب بجلاء القوات الفرنسية عن قاعدة بنزرت البحرية شمال البلاد. قطعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. في 20 و21 تموز/يوليو اسفرت معارك رسميا عن سقوط الف قتيل معظمهم من المدنيين التونسيين وثلاثين عسكريا فرنسيا.
انسحب الفرنسيون من بنزرت في تشرين الاول/اكتوبر 1963.
- 1964: تأميم الاراضي الزراعية للمستعمرين الاوروبيين.
- 18 آذار/مارس 1975: انتخاب بورقيبة رئيسا مدى الحياة.
- كانون الثاني/يناير-شباط/فبراير 1978: اضراب عام قاده الاتحاد العام للشغيلة التونسيين. اعلنت حالة الطوارىء بعد صدامات اسفرت عن سقوط 51 قتيلا و325 جريحا.
- كانون الثاني/يناير 1984: صدامات عنيفة بسبب ارتفاع اسعار الخبز. الغاء بورقيبة قرار رفع الاسعار واقالة وزير الداخلية.
- تموز/يوليو 1986: اقالة رئيس الوزراء محمد مزالي ومغادرته الى اوروبا.
- 07 تشرين الثاني/نوفمبر 1987: اقالة بورقيبة بسبب "عجزه" عن الحكم من قبل رئيس الوزراء زين العابدين بن علي الذي تولى الرئاسة خلفا له.
- 25 تموز/يوليو 1988: تعديلات دستورية تلغي الرئاسة مدى الحياة وتحدد عدد الولايات الرئاسية.
- 09 نيسان/ابريل 1989: انتخاب بن علي رئيسا بالاقتراع العام.
- 1992: منع حزب النهضة الاسلامي.
- 20 آذار/مارس 1994: اعادة انتخاب بن علي رئيسا لتونس.
- 17 تموز/يوليو 1995: توقيع اتفاق للشراكة والتبادل الحر مع الاتحاد الاوروبي.
- 25 ايلول/سبتمبر 1999: اعادة انتخاب بن علي رئيسا ب99,44 بالمئة من الاصوات.
- 06 نيسان/ابريل 2000: وفاة بورقيبة عن 96 عاما.
- 11 نيسان/ابريل 2002: اعتداء على كنيس في جزيرة جربة (جنوب) تبناه تنظيم القاعدة (21 قتيلا).
- 27 ايار/مايو 2002: اصلاح دستوري اقر باستفتاء يسمح لرئيس الدولة بالترشح لولايات جديدة.
- 03 تموز/يوليو 2005: انتخاب مجلس للمستشارين، ما يجعل البرلمان يتألف من مجلسين.
- 16 تموز/يوليو 2008: اجراءات اقتصادية ومالية لمنطقة المناجم في قفصة بعد حركة احتجاج على البطالة والفساد، قمعت بقسوة.
- 14 كانون الثاني/يناير 2011: الرئيس بن علي يغادر تونس بعد صدامات استمرت شهرا واسفرت عن سقوط 66 قتيلا على الاقل بحس
الا ان متحدثا باسم الحكومة المالطية اعلن لفرانس برس ان طائرة بن علي كانت تحلق الجمعة قبيل الساعة 19,00 ت غ في اجواء مالطا "في اتجاه الشمال".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ان قبطان الطائرة "اتصل ببرج المراقبة في مطار فاليتا ولكن فقط للسماح له بالتحليق في الاجواء وليس الهبوط"، موضحا ان الطائرة كانت تتجه "نحو الشمال".
من جهته قال وزير خارجية مالطا تونيو بورغ ان "بن علي لن ياتي الى مالطا وليس لدى الحكومة اي مؤشر الى انه سيأتي الى مالطا"
وافادت شائعات ان بن علي قد يصل الى ايطاليا. وردا على سؤال فرانس برس بهذا الخصوص وصفت الخارجية الايطالية هذه الشائعات بانها "بلا اساس"، مؤكدة ان بن علي ليس متجها الى روما "على الاطلاق"ويبدو ان فرنسا غير راغبة باستقباله
وفي باريس نفى قصر الاليزيه معلومات تحدثت عن وصوله الى فرنسا.
وفي واشنطن اعلن البيت الابيض ان للشعب التونسي "الحق في اختيار زعمائه" في رد فعل على مغادرة بن علي.
واعلن الغنوشي في بيان قرأه عبر التلفزيون الرسمي محاطا برئيسي مجلس النواب فؤاد المبزع ومجلس المستشارين عبد الله القلال عن تسلمه الحكم "طبقا لاحكام الفصل 56 من الدستور" الذي يتناول "تعذر رئيس الجمهورية القيام بمهامه بصفة وقتية".
واضاف "وباعتبار تعذر على رئيس الجمهورية ممارسة مهامه بصفة وقتية، اتولى من الان سلطات رئيس الجمهورية وادعو كافة ابناء الشعب من مختلف الحساسيات الفكرية والسياسية والفئات والجهات بالتحلي بالوحدة لتمكين بلادنا التي تعز علينا جميعا من تخطي هذه الصعاب".
كما تعهد الغنوشي "باحترام الدستور" والقيام "بالاصلاحات السياسية والاجتماعية التي تم الاعلان عنها بكل دقة بالتعاون مع الاحزاب ومكونات المجتمع المدني".
وسمع صوت اطلاق رصاص من اسلحة رشاشة مساء الجمعة في تونس بعيد مغادرة بن علي الا انه لم يكن بالامكان معرفة مصدر اطلاق النار بدقة في العاصمة التي خلت الا من قوات الامن.
وكانت السلطات التونسية اعلنت حالة الطوارىء "في كامل انحاء الجمهورية .. حفاظا على سلامة الاشخاص والمملتكات من الشغب". كما اعلن الجيش عصرا سيطرته على مطار تونس قرطاج الدولي واغلاق المجال الجوي، بحسب ما اعلن مصدر ملاحي لوكالة فرانس برس.
وقد تواصلت منذ صباح الجمعة التظاهرات والتجمعات في وسط تونس بمشاركة الاف المتظاهرين قبل ان تفرقهم قوات الامن بالهراوات والقنابل المسيلة للدموع.
واعلن المتظاهرون عزمهم على مواصلة الاحتجاج "لحين سقوط النظام" ورفعوا لافتات كتب عليها "بن علي ارحل" و"خبز وماء بن علي لا".
وطالبت احزاب المعارضة الرئيسية في تونس المعترف بها والمحظورة، الجمعة ب"تنحي بن علي وتشكيل حكومة موقتة تكلف خلال ستة اشهر اجراء انتخابات حرة"، وذلك في بيان مشترك صدر في باريس.
ومن بين الجمعيات والاحزاب التي وقعت البيان حزب المؤتمر من اجل الجمهورية برئاسة منصف مرزوقي والحزب الشيوعي العمالي التونسي والحركة الاسلامية المعتدلة "النهضة" ولجنة احترام الحريات وحقوق الانسان في تونس اضافة الى الحزب الديموقراطي التقدمي المعارض.
وكان الرئيس التونسي وبضغط من الشارع والمجتمع الدولي القى خطابا مساء الخميس حاول فيه نزع فتيل الاحتجاجات. وطلب التوقف عن اطلاق النار على المتظاهرين واعلن عدم ترشحه مجددا للرئاسة في 2014 كما اعلن عن اجراءات لضمان الديموقراطية وحرية الاعلام وتدابير اخرى لخفض الاسعار.
الا ان المواجهات استمرت بعد هذا الخطاب موقعة 13 قتيلا مدنيا برصاص قوات الامن، اضافة الى 66 اخرين قتلوا منذ بدء المواجهات بحسب الاتحاد الدولي لروابط حقوق الانسان.
واندلعت الثورة الاجتماعية في تونس في 17 كانون الاول/ديسمبر ضد غلاء المعيشة والبطالة والفساد اثر انتحار شاب تونسي (26 عاما) باضرام النار في نفسه في سيدي بوزيد (265 كلم جنوب تونس) احتجاجا على مصادرة عربته لبيع الخضار.
وكانت الحكومة التونسية حاولت عبثا تهدئة الاوضاع باقالة العديد من المسؤولين اخرهم وزير الداخلية واعلان الافراج عن جميع الموقوفين "باستثناء المتورطين في اعمال نهب".
وكان بن علي يحكم تونس منذ الانقلاب الابيض الذي قام به في 1987 واطاح سلفه الحبيب بورقيبة. واعيد انتخابه في العام 2009 لولاية رئاسية خامسة.
واشاد به انصاره لدى وصوله الى السلطة معتبرين انه "منقذ" للبلاد التي كانت على حافة الهاوية واعترفوا له بوضعه اسس اقتصاد ليبرالي وبالقضاء على مخططات حزب النهضة الاسلامي الذي اتهم بالتخطيط لانقلاب مسلح.
واتبع هذا العسكري الذي تلقى تعليمه في مدرسة سان سير في فرنسا والمدرسة العليا للامن والاستخبارات في الولايات المتحدة، سياسة اجتماعية قائمة على مبدأ "التضامن" كما توصف رسميا، لكنها لم تحقق اهدافها وكان تردي الاوضاع الاجتماعية السبب الرئيسي للحركة الاحتجاجية.
اعلنت الرئاسة الفرنسية الجمعة ان فرنسا "اخذت علما بالعملية الدستورية الانتقالية" في تونس والتي اعلنها رئيس الوزراء محمد الغنوشي بعد مغادرة الرئيس زين العابدين بن علي اثر اضطرابات دامية غير مسبوقة.
وقالت الرئاسة في بيان ان "فرنسا اخذت علما بالعملية الدستورية الانتقالية التي اعلنها رئيس الوزراء الغنوشي".
واضافت ان "فرنسا تامل بالتهدئة وانهاء العنف. وحده الحوار يمكن ان يؤمن حلا ديموقراطيا ودائما للازمة الراهنة".
وخلص البيان الى ان "فرنسا تقف الى جانب الشعب التونسي في هذه المرحلة الحاسمة
لكن الرئاسة الفرنسية اعلنت مساء الجمعة انها لا تملك "اي معلومات حتى الان" عن مجيء الرئيس التونسي الى فرنسا، فيما كانت طائرة بن علي تحلق في اجواء مالطا وفق الحكومة المالطية.
وقد هتف تونسي مساء الجمعة بعيد الاعلان عن مغادرة زين العابدين بن علي تونس "الشعب هب وبن علي هرب" فيما قال شقيق البائع الذي اطلق انتحاره شرارة الاحداث ان دم شقيقة "لم يذهب هدرا".
وهتف كهل تونسي في قلب العاصمة المقفر بعد اعلان حالة الطوارىء والذي تحول الجمعة الى ما يشبه ساحة معركة بين قوات الامن ومتظاهرين يطالبون برحيل بن علي، "الشعب هب وبن علي هرب" و "عاش الشعب التونسي العظيم" قبل ان يمسك به عناصر الامن.
من جانبه قال سالم البوعزيزي شقيق محمد البوعزيزي الشاب الذي اطلق انتحاره منتصف الشهر الماضي في سيدي بوزيد (وسط غرب) شرارة الاحتجاجات الدامية التي خلفت عشرات القتلى "الحمد لله ظهر حق اخي، ولم يذهب دمه هدرا".
واضاف في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "هم الذين قتلوه، النظام والسلطة" مؤكدا ان "اخي اصبح رمزا وانا لا اجد الكلمات للتعبير عما حصل اليوم".
اما حمه الهمامي زعيم حزب العمال الشيوعي المحظور قال لوكالة فرانس برس ان "ما حصل ليس دستوريا وهو محاولة من بن علي للالتفاف على هذه الانتفاضة الشعبية في حين ليس له الحق في تعيين من يخلفه على راس الحكم".
ودعا "جميع الاطراف الى التشاور من اجل حماية هذا الانتصار وحتى لا يسرق من الشعب".
وفي السياق نفسه، قال القاضي المعارض مختار اليحياوي ان ما حدث اليوم في تونس "مؤامرة من ترتيب خارجي" معتبرا ان الغنوشي "بدأ بالكذب والاحتيال على الشعب والدستور".
واوضح ان الغنوشي "ليس له الحق في تولي الحكم" بموجب الدستور، مضيفا ان رئيس الوزراء "اشار الى رحيل موقت لبن علي فهل معنى ذلك انه سيعود؟ الصحيح ان بن علي تخلى عن الحكم ولا توجد حالة رحيل موقت وبالتالي كان يتعين ان يتولى رئيس مجلس النواب الحكم موقتا وتنظم انتخابات في غضون 45 يوما وان يسلم السلطة في اجل اقصاه 160 يوما بموجب الفصلين 56 و57 من الدستور".
واضاف "اطالب بالتصدي لهذه المؤامرة وعلى الجيش تحمل مسؤولياته واعادة الامور الى نصابها" في مواجهة "ترتيب خارجي منظم، اذ ان رحيل بن علي تم ترتيبه من الخارج".
واعتبر ان ما حصل "احتيال على الدستور والشعب التونسي الذي كسر الديكتاتورية بطريقة حضارية".
واوضح اليحياوي ان محمد "الغنوشي من سوسة (ساحل شرقي ومنطقة بن علي) وهذا ما سيخلق فتنة جهوية".
المحطات الكبرى في تاريخ تونس منذ الاستقلال
في ما يأتي المحطات الكبرى في تاريخ تونس منذ الاستقلال:
- 20 آذار/مارس 1956: اعلان استقلال تونس بعد حماية فرنسية دامت 75 عاما. عين الحبيب بورقيبة الذي عاد من المنفى في حزيران/يونيو 1955 رئيسا للوزراء.
- 25 تموز/يوليو 1957: اعلنت الجمهورية وانتخب بورقيبة رئيسا.
- 01 حزيران/يونيو 1959: تبني اول دستور لتونس.
- 19 تموز/يوليو 1963: الحبيب بورقيبة يطالب بجلاء القوات الفرنسية عن قاعدة بنزرت البحرية شمال البلاد. قطعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. في 20 و21 تموز/يوليو اسفرت معارك رسميا عن سقوط الف قتيل معظمهم من المدنيين التونسيين وثلاثين عسكريا فرنسيا.
انسحب الفرنسيون من بنزرت في تشرين الاول/اكتوبر 1963.
- 1964: تأميم الاراضي الزراعية للمستعمرين الاوروبيين.
- 18 آذار/مارس 1975: انتخاب بورقيبة رئيسا مدى الحياة.
- كانون الثاني/يناير-شباط/فبراير 1978: اضراب عام قاده الاتحاد العام للشغيلة التونسيين. اعلنت حالة الطوارىء بعد صدامات اسفرت عن سقوط 51 قتيلا و325 جريحا.
- كانون الثاني/يناير 1984: صدامات عنيفة بسبب ارتفاع اسعار الخبز. الغاء بورقيبة قرار رفع الاسعار واقالة وزير الداخلية.
- تموز/يوليو 1986: اقالة رئيس الوزراء محمد مزالي ومغادرته الى اوروبا.
- 07 تشرين الثاني/نوفمبر 1987: اقالة بورقيبة بسبب "عجزه" عن الحكم من قبل رئيس الوزراء زين العابدين بن علي الذي تولى الرئاسة خلفا له.
- 25 تموز/يوليو 1988: تعديلات دستورية تلغي الرئاسة مدى الحياة وتحدد عدد الولايات الرئاسية.
- 09 نيسان/ابريل 1989: انتخاب بن علي رئيسا بالاقتراع العام.
- 1992: منع حزب النهضة الاسلامي.
- 20 آذار/مارس 1994: اعادة انتخاب بن علي رئيسا لتونس.
- 17 تموز/يوليو 1995: توقيع اتفاق للشراكة والتبادل الحر مع الاتحاد الاوروبي.
- 25 ايلول/سبتمبر 1999: اعادة انتخاب بن علي رئيسا ب99,44 بالمئة من الاصوات.
- 06 نيسان/ابريل 2000: وفاة بورقيبة عن 96 عاما.
- 11 نيسان/ابريل 2002: اعتداء على كنيس في جزيرة جربة (جنوب) تبناه تنظيم القاعدة (21 قتيلا).
- 27 ايار/مايو 2002: اصلاح دستوري اقر باستفتاء يسمح لرئيس الدولة بالترشح لولايات جديدة.
- 03 تموز/يوليو 2005: انتخاب مجلس للمستشارين، ما يجعل البرلمان يتألف من مجلسين.
- 16 تموز/يوليو 2008: اجراءات اقتصادية ومالية لمنطقة المناجم في قفصة بعد حركة احتجاج على البطالة والفساد، قمعت بقسوة.
- 14 كانون الثاني/يناير 2011: الرئيس بن علي يغادر تونس بعد صدامات استمرت شهرا واسفرت عن سقوط 66 قتيلا على الاقل بحس