نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

خديعة الرحمة

03/07/2025 - هناء محمد درويش

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي


هل أنتهى تأثير حرب أكتوبر أم ما زال الإسرائيليون يحملون عقدتها بعد 36 عاما على وقوعها ....؟




القاهرة - زينة أحمد - يعتقد عسكريون ودبلوماسيون ومحللون أستراتيجيون أن حرب أكتوبر - تشرين الأول 1973 والتي تحتفل مصر وسورية بذكراها السادسة والثلاثين اليوم لم تكن آخر الحروب بين العرب واسرائيل فما يزال الصراع طويلا ومريرا ويرى بعض هؤلاء أن اسرائيل لم تتخلص بعد 36 عاما مما يمكن تسميته"عقدة أكتوبر" لذا مازال السؤال يتكرر هل انتهت حرب اكتوبر؟ واذا كانت الحرب هي استمرار للسياسة بوسائل اخري فهل اتت السياسة ثمارها من تحرير الاراضي واستقرار في المنطقة وتحقيق السلام الدائم العادل الشامل؟ عدد من المفكرين والخبراء اجابوا عن بعض هذه التساؤلات في التحقيق التالي لمراسلة "صحيفة الهدهد الدولية من القاهرة" ..


غولدا مائير والسادات ...معارك قادت الى مفاوضات
غولدا مائير والسادات ...معارك قادت الى مفاوضات
السفير محمد بسيوني قال: وفق قراءة تاريخية متنأنية لاهداف الحرب فانها حققت اهدافها وصداها بقي حتي الان، اول هذه الاهداف تمثل في كسر الجمود الحاد في المسيرة السلمية ثانيها الحاق اكبر خسائر ممكنه في الارواح والمعدات والاسلحة للعدو، ثالثها تحرير سيناء علي مراحل طبقاً لقدرات القوات المصرية، وبالنظر الي مدي تحقيق تلك الاهداف نجد انها تحققت كاملة.
ويضيف بسيوني ان عقدة اكتوبر لازالت موجودة لدي الاسرائيليين وهم يخشون من تكرار الامر مرة اخري رغم ماعندهم من تقدم نوعي وتكنولوجيا متطورة لانهم يعون تماماً ان القوات المصرية بطائراتها الاقل تقدماً في حرب اكتوبر استطاعت ان تحدث خسائر مهولة في طائرات الفانتوم التي كانت تستخدمها اسرائيل اثناء الحرب،
مشيرا ان الحرب تركت اثرا كبيرا داخل كل بيت وهناك فلا يوجد بين في اسرائيل الا وفيه قتيل او جريح من حرب اكتوبر وعندما تحل ذكري اكتوبر او مايمكن ان نطلق عليه عقدة اكتوبر لدي الاسرائيلين يتجنبون النقاش حولها، الا ان السؤال الذي يبقي هل حققت مصر انتصاراً في حرب اكتوبر، ام ان الثغرة افسدت تلك الانتصارات والاجابة اننا انتصرنا وحققنا المهمة، وحرب اكتوبر طبقاً للمفهوم الاستراتيجي عبرت بنا أبعد من كونها نصرا عسكريا الي اعمق من ذلك . وسيظل العدو يخشي من حرب هجومية ولكننا نركز علي حل المشكلة بالطرق السلمية ونرجوا ان تكون حرب اكتوبر آخر الحروب تحت مظلة السلام الدائم والعادل.

و يري الخبير السياسي حسام سويلم أن حرب أكتوبر أثبتت قدرات الشعب المصري علي القتال والمواجهة وعلي تحرير الأرض في ظل ظروف دولية غير مواتية مشيرا إلي أن مصر استفادت جزئياً من تحقيق السلام مع اسرائيل والتركيز علي التنمية لكننا ارتكبنا اخطاء عديدة اهمها تسرعنا في الخصخصة وارتكبنا اخطاء كبري في بيع القطاع الخاص ولم نهتم بجذب الاستثمارات وانشاء صناعات جديدة خاصة وان الصناعة المصرية اصبحت في ذمة الله رغم كل التسهيلات التي قدمت لرجال الاعمال! ان حرب اكتوبر لم تنته ومازال هناك صاع خفي وممتد.
هذا الصراع له ابعاد سياسية واجتماعية وحضارية وبالتالي فاذا كانت حرب اكتوبر العسكرية قد انتهت فان الحرب الحضارية لن تنتهي مطلقاً وايضا لن تنتهي حرب الجواسيس والمخابرات .
ويتفق معه في الرأي اللواء جمال مظلوم الخبير الاستراتيجي مؤكداً ان حرب اكتوبر لم تنته لان اسرائيل دولة عدوانية ومازالت تمارس ابشع صور الاجرام ضد الشعب الفلسطيني ومازلت تحتل الضفة الغربية وارض الجولان السورية.
ويضيف :أتصور ان العدوان والتهديد من جانبه لمصر لم ينته واسرائيل ألمحت لهذا من اكثر من عامين عندما هددت بضرب السد العالي وهذا يشير الي نوايا سيئة وعدوانية ستظل عالقة في أذهان القادة الاسرائيليين خاصة من خاضوا حرب اكتوبر، لذلك فسوف يظل هذا الفكر قائماً وهو ما يستدعي ان تكون الدنيا القدرة علي ردع هذه الافكار في اي وقت وتحت اي تهديدات.
ويشير إلي ان ماتبقي من حرب اكتوبر بعد كل هذه الفترة الزمنية هو روح اكتوبر التي للاسف قد تخلينا عنها، هذه الروح كانت توجد بداخل كل بيت في مصر فحرب اكتوبر لم تكن حربا عسكرية بل كانت حربا شارك فيها جميع فئات الشعب علي اختلاف اتجاهاتها وبساطتها.
ويقول :حرب اكتوبر علمتنا "الارادة " ووجود خطة استراتيجية للمواجهة وهو امر نحتاجه بشدة لان مايحدث الان هو الاكتفاء بادارة الاوضاع الراهنة في ظل سياسة رد الفعل دون وجود تخطيط استراتيجي يحافظ علي الوحدة الوطنية والانتماء الوطني وجمع طاقات الشعب من اجل الحفاظ علي مصلحة مصر.

بينما يري اللواء صلاح الدين سليم "الخبير الاستراتيجي" أن حرب أكتوبر لم تنتهي ولا يزال السلام القائم مع إسرائيل بارداً ومنقوصاً لأن إسرائيل مستمرة في مخطط تهويد الجزء الأكبر من فلسطين المحتلة وفي السطو علي الأراضي العربية من خلال بعض الاختراقات للحدود اللبنانية واحتلال مزارع شبعا والاستمرار في التوسع الاستيطاني في سوريا.
ومن ناحية أخري لا تزال إسرائيل مصدرا لتهديد الأمن القومي المصري والعربي بسبب قدراتها النووية واستمرارها في رفض المبادرات المصرية لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووي أو أسلحة الدمار الشامل،
ومن جهة أخري فانها تحاول اختراق أجهزة الإعلام والدوائر الفكرية في الدول العربية بدعوي التطبيع وبناء العلاقات مع الآخر واستكمال مسيرة السلام ويتم ذلك بسذاجة منقطعة النظير من جانب أفراد عصابة كوبنهاجن الشهيرة ومدعو الفلسفة من أنصار التطبيع مع إسرائيل.
الخبير العسكري اللواء طلعت مسلم، اعرب عن اعتقاده بأن الحرب الأميركية في العراق كانت - في جزء منها - حلقة من حلقات الصراع العربي - الإسرائيلي، بالنظر إلى طبيعة التحالف الأميركي - الإسرائيلي، وبالتالي لم تكن "حرب أكتوبر" هي آخر الحروب، ففي محصلة الحقائق النهائية لحرب أكتوبر، فقد جرت رحاها بين كل من مصر وسورية من جانب، وإسرائيل من الجانب الآخر
والحاصل الآن في مصر هو عجز كافة الدول العربية عن قراءة الصحيحة لخريطة التحالفات الدولية وبناء علاقات تحالف صحيحة، وخلال إدارة علاقات التحالف لا تستطيع تلك الدول أن تتجاهل الدور الأميركي في معادلات الصراع الإقليمية، أو إمكانية دفعها خارج تلك المعادلات، وغاية ما يمكن أن يُقدم عليه العرب في هذا السياق هو إدارة "صراع محدود الشدة" معها .
وترك الصراع العربي ـ الاسرائيلي بصمات ثقيلة في الساحة الدولية بصفة عامة، ومنطقة الشرق الأوسط خاصة، ودفع الجميع لسلسلة مخاطر وأزمات،‏ وقد نالت كل دول المنطقة نصيبها من تكاليف هذا الصراع وعواقبه، وكان قدر مصر أن تتحمل النصيب الأكبر من التكاليف والعواقب


العبور ...لحظة يصعب محوها من الذاكرة العربية
العبور ...لحظة يصعب محوها من الذاكرة العربية
الفنان حمدي احمد قال : أن ما تبقي من حرب أكتوبر هو القيم الأساسية والإحساس بأن إسرائيل ليست عدو لا يقهر، وأيضاً أن المحن يمكن أن تجمع هذا الشعب العظيم مهما تكاثرت عليه الظنون والرزايا، وما تبقي أيضاً أن السلام ليس هو السلام الحقيقي وإنما هو السلام السراب، الذي أفضي إلي تقديم مزيد من التنازلات وجعل أوراق اللعبة كلها في يد أمريكا. ويضيف الفنان حرب اكتوبر كانت في مصلحة الشعب من كل النواحي وقرارها نتج عن رجل متمكن من ادواته رغم اعتراضي علي اتفاقية كامب ديفيد والانفتاح الاستهلاكي الذي اسس له الرئيس السادات كقرار فردي لكن السياسة لها وجهان دائما والحرب لها سلبياتها وايجابياتها .
اما البرلماني طلعت السادات قال : يكفينا من عهد السادات ونتائج اكتوبر المجيد المشروعات العملاقة ومصانع السلاح وحرية الحركة والدستور والاحزاب كلها تبعات الانفتاح الذي خلقه السادات فنحن كنا تعبانين وجاء السادات ليفتح الصنبور لتنزل الماء الصافية ومن رفضوا كامب ديفيد ماذا كانوا ينتظرون منا.. ان نظل محتلين؟ ثم ما الخيارات التي قدموها ..ازعم ان السادات فتح فرص الحياة والعمل واجتهد لصالح المواطن المصري والشعب وقد تولي رئاسة مصر في ظروف قهرية حيث انجز الكثير من المنجزات واعاد لمصر شريان حيوي عالمي وهو قناة السويس بفضل حكمته وخبرته وذكائه صنع الكثير لمصر واقول لاحفاد السادات ان جميع الرؤساء اجتهدوا ورغم اختلافي مع سياسات كثيرة لكن في النهاية العيب فينا ليس في الحكم الناصري او الساداتي او حكم مبارك والتاريخ كفيل بهؤلاء وسوف ينصفهم كما اننا يجب عند تقييم مرحلة لابد ان نضع انفسنا في اماكنهم فماذا كنا سنفعل اذا لم نقم معاهدة السلام الكلام سهل والحرب ليست نزهه لكنها تتعرض لمستقبل الشعوب .

ومن جانبه يقول د. ابراهيم البحراوي استاذ الادب العبري بجامعة عين شمس :نحن لجأنا الي حرب اكتوبر عندما عجزت السياسة في تحقيق اهدافها، والمعركة الحربية رتبت موازين القوي وغيرت اوضاع التعامل مع اسرائيل والتي كانت ولازالت ترغب في الاحتفاظ بسيناء، وبالنسبة للوضع الراهن فلازال يحمل لاسرائيل شبح حرب اكتوبر المخيف،
ويضيف انه لايمكن اخفاء ان الايديولوجية الصهيونية تحمل في جعلتها اطماعا توسعية في سيناء وغيرها للاسف الشديد فالبعض يري ان السينفونية المتناغمة التي اطلق فيها الشعب المصري طاقته الكاملة سواء بالاستخدام الامثل للتكنولوجيا العسكرية او التخطيط والابتكار والبسالة القتالية تراجعت للوراء، كما استسلمنا لحالة استرخاء ادت بنا الي حالة من التراجع علي المستوي الاقليمي ومشاكل مزمنة علي المستوي الداخلي نتج عنها فتور في روح التضامن التي يغيب عنها البناء الديمقراطي الذي يسمح للناس بقواهم المختلفة ان يصطفوا في منظومات من اجل العمل الداخلي..
ويشير د. البحراوي ان المحرك الاساسي لحالة الاحتشاد المصري والتي ظهرت في ابهي صورها في حرب اكتوبر، كان سببها الحس التاريخي المزروع لدي المصريين حول قضية سلامة الارض المصرية والتي تمثل حساسية شديدة لدي الوجدان المصري، وهي ترتفع فوق كل التناقضات المصرية.
وبعيداً عن الآراء والتقديرات، ففي محصلة الحقائق النهائية لحرب أكتوبر، فقد جرت رحاها بين كل من مصر وسورية من جانب، وإسرائيل من الجانب الآخر، بدأت الحرب يوم السادس من أكتوبر 1973 بهجوم مباغت من قبل جيشي مصر وسورية على لقوات الإسرائيلية التي كانت مرابطة في سيناء والجولان، وفي النهاية تحققت أهداف الحرب بالنسبة لمصر واستردت سيناء كاملة رغم حدوث ثغرة الدفرسوار، غير أنها كانت مجرد جولة من جولات المعركة، والمحصلة النهائية هي تدمير خط بارليف واسترداد اجزاء من سيناء ثم استردادها كاملة .
والحاصل الآن كما يسود الاتفاق بين المحللين السياسيين في مصر هو عجز كافة الدول العربية عن قراءة الصحيحة لخريطة التحالفات الدولية وبناء علاقات تحالف صحيحة، وخلال إدارة علاقات التحالف لا تستطيع تلك الدول أن تتجاهل الدور الأميركي في معادلات الصراع الإقليمية وهو الدور الاساسي الذي أفشل جميع المخططات العربية سلما وحربا بانحيازه الدائم والمكشوف للطرف الاسرائيلي

زينة احمد
الاربعاء 7 أكتوبر 2009