لا يزال لغز اختفاء طائرة الخطوط الجوية الماليزية ام اتش 370 منذ سبع سنوات غامضاً حتى الآن، لم يُسبر غوره على الرغم من عمليات البحث الواسعة التي أُنفقت عليها ملايين الدولارات وشاركت فيها دول عدّة.
قبل سبع سنوات في 8 مارس/آذار اختفت الطائرة من طراز بوينغ 777 التي كانت في طريقها من العاصمة الماليزية كوالالمبور إلى العاصمة الصينية بكين من شاشات الرادار دون سابق إنذار، وذلك بعد انحرافها عن مسارها المخطط لها، وقد كان على متنها 239 راكباً.
ورغم مرور سنوات فإن لغز الطائرة المفقودة لا يزال حتى اليوم أحد أكبر ألغاز حوادث الطيران في العالم، إذ لم تستطع ماليزيا أو أيّ من الدول التي شاركت في البحث العثور على أي دليل على تحطمها في مكان ما.
وكانت ماليزيا والصين باشرتا البحث عن الطائرة مباشرة عقب اختفائها، كما شاركت أستراليا في عمليات بحث واسعة النطاق في مساحة تقارب 120 ألف كيلومتر مربع جنوب المحيط الهندي في ظل توقعات بأن الطائرة قد سقطت في تلك المنطقة، وأنفقت على عمليات البحث نحو 150 مليون دولار.
وتوقفت عمليات البحث تماماً عام 2017، بعدما فشلت الدول مجتمعة في الوصول إلى دليل.
وعلى الرغم من مرور السنوات فإن قضية الطائرة الماليزية لا تزال تتفاعل، وقد أعيدت عمليات البحث عام 2019 بضغط من أهالي الضحايا الماليزيين والصينيين الذين كانوا على متنها.
كما أثار تصريح لرئيس الوزراء الأسترالي السابق طوني أبوت قبل نحو عام جدلاً واسعاً، أذ قال إن مسؤولين "رفيعين جداً" في ماليزيا اشتبهوا بادئ الأمر بأن قائد بوينغ 777 التابعة للخطوط الماليزية أسقطها عمداً قبل ست سنوات.
وفي وثائقي بثته شبكة "سكاي نيوز" الأربعاء، أكد أبوت أنه علم بعد أسبوع من الكارثة أن ماليزيا تشتبه بأن قائد الطائرة قد أوقعها عن عمد.
وأضاف أبوت "فهمت بوضوح أن مسؤولين كباراً جداً في الحكومة الماليزية يعتقدون منذ البداية أن ما حصل هو فعل انتحاري قام به الطيار".
وترفض عائلة الطيار زهاري أحمد شاه الذي كان يقود الطائرة هذه الفرضية، كما انتقد المدير السابق لإدارة الطيران المدني الماليزية أزهر الدين عبد الرحمن تصريحات أبوت، مؤكداً ان لا أدلة كافية تدعم هذه الفكرة.
وقال أزهر الدين الذي كان يرأس إدارة الطيران المدني عند اختفاء الرحلة: "كانت مجرد فرضية، هذه التكهنات ستسبب ألماً لأهالي الضحايا".
وكانت قطع من حطام الطائرة طفت على شواطئ في إفريقيا، لكنها لم تساهم في حل اللغز أيضاً.
ومؤخراً، تم العثور على قطعة جديدة، ما دعا رئيس فريق البحث الأسترالي إلى إجراء بحث جديد في قاع البحر على بعد 70 ميلاً بحرياً على جانبي المنطقة المستهدفة الأصلية.
وقبل عامين بثّت قناة "ناشيونال جيوغرافيك" فيلماً وثائقياً سعت من خلاله إلى حل لغز سقوط الطائرة، وكشف الفيلم أن رحلة الطائرة انتهت بـ"سقوط لولبي" قاتل ارتطمت فيه بالماء ما أدى إلى تحطمها.
وحسب ما ورد في الفيلم يُعتقد أن الطائرة كانت على وضع الطيار الآلي، وأن المحرك الأيمن أول ما اشتعل فيها بسبب نفاد الوقود. وبينما كان الطيار الآلي يحاول توضيح أن المحرك الأيمن اشتعل، توقف المحرك الأيسر عن العمل أيضاً، فتوقع الطيارون انحراف الطائرة إلى اليسار بعد دقيقتين.
ويتوقع القائمون على الوثائقي أن الطائرة اندفعت بعد ذلك نحو دوامة حلزونية شديدة تُعرف علمياً باسم "دوامة المحيط القاتلة".
وانحرفت الطائرة بزاوية 45 درجة يساراً، ثم سقطت في الدوامة التي تعني في علم البحار مجموعة كبيرة من التيارات المحيطية الدائرية، لا سيما تلك التي تتأثر بتحركات الرياح الكبيرة. ويضم الوثائقي صوراً تخيلية لما يمكن أن يبدو عليه شكل قاع البحر إذا ما تم تجفيفه، ويعرض الطائرة وهي مكسورة ومستقرة في قاع المحيط.
وفي 29 مايو/أيار 2019 أوقفت ماليزيا عملية بحث استمرت 3 أشهر، أجرتها شركة "أوشن إنفينيتي" الأمريكية، شملت مساحة 112 ألف كم مربع في جنوب المحيط الهندي، ولم تتوصل إلى نتائج مهمة.
وآخر اتصال أجراه قائد الطائرة زهاري أحمد شاه، وورد من الطائرة مع مغادرتها المجال الجوي الماليزي، اختتمه قائلاً: "تصبحون على خير، الرحلة الماليزية 370".