نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي


هل ادركت الرمال المتحركة قادة البيت الشيعي؟






رغم انها تبدو صلبة من بعيد، فان الرطب من الرمال المتحركة والجاف، تبدأ في التفكك وسحب غريمها نحو الاسفل بمجرد أن يطأها
والسقوط في رمال متحركة جافة او رطبة ، يستلزم الحصول على مساعدة خارجية في أسرع وقت ممكن.


 
هذا في شان رمال الطبيعة ، اما رمال السياسة المتحركة في العراق والمنطقة، فالوقوف عنده امر  لايحيط به مقال.
وحديثنا هنا ، عن رمال متحركة تحت اقدام قادة البيت الشيعي (الايراني)الذي وظف رمال العراق السياسية   المتحركة بعد ٢٠٠٥ فاستطاع ان يتغلب على الجميع .
تغلب على الجميع، حتى ادركته الرمال او ادركها .وان سقطت ايران في قبضة الرمال العراقية المتحركة، فمن سيساعد ايران؟
ان التأثير الرئيسي لإيران في  العراق ينبع من منظومتها المليشياوية، التي ترى ان احتمال ظهور حكومات ديمقراطية في العراق والمنطقة تهديدا استراتيجيا لها.
ومن هنا عطلت الدستور والدولة ونجحت في دفع اميركا للانسحاب وهزيمة السنة والكورد.
لانها تعلم انه اذا نجحت الديمقراطية في تهميش الفكر السياسي الديني،الذي تتبناه، فإن طموح سلطة إيران الدينية سوف يتهمش بمرور الوقت.
ولهذا اسقطت ايران السنة والكورد في رمال العراق المتحركة، ويتحدث حلفاؤها ان ايران قد اسقطت اميركا في رمال العراق المتحركة ايضا.
فصيحفة تشرين السورية في ٢٠٠٧،قالت “ان ادارة بوش غارقة في الرمال المتحركة العراقية، وامريكا تسعى للخروج منه لانها في مأزق خطير جدا”.
وان صح ذلك يومها ، فهل ادارة خمنائي غارقة هي الاخرى في العراق اليوم بعد عودة اميركا وظهور معطيات قد تكون في غير صالحها.
فبيت ايران الشيعي، قد إنتقل من كتلة واحدة ٢٠٠٥، الى كتلتين في ٢٠١٤ و أخرها اربع كتل ٢٠١٨، فكيف سيكون الانقسام  الشيعي عبر المتوالية الهندسية هذه في انتخابات ٢٠٢٠؟
وهل سعي الحشد الشيعي للسيطرة على المحافظات المحررة من داعش، جاء هروبا للامام من رمال  متحركة تحت اقدامه من جهة، ولانجاز  نصر مكلف بسبب الرمال المتحركة من جهة اخرى؟
وهل احتمال لجوء العبادي  للتحالف مع اهالي المناطق السنية، هو هروب اخر للامام من ازمة رمال العراق المتحركة؟.
أما المناطق السنية، فالسنة منقسمون منذ ٢٠٠٣، وقد فشلت أميريكا و المعارضة والمشاركة السياسية في حل معضلتهم، ولم تسيطر عليهم ايران لكنها استفادت من عقليتهم الصفرية فوظفتهم لصالح مشروعها التوسعي في المنطقة، وجعلت محافظاتهم ساحة صراع.
فهل تريد ايران ان تسيطر على المناطق السنيةبإستخدام الحشد الشيعي، لتستمر في جعل محافظات السنة ساحة صراع مستمرة،وللتمهيد لنسخة اشرس من داعش تستخدمها عند الحاجة؟
اما المناطق الكردية ، خصوصا المناطق المتنازع عليها، فهي تعيش ازمة رمال متحركة بعد المناطق السنية والشيعية.
فلو نفذت بغداد المادة ١٤٠ من الدستور، ماكان هناك مناطق متنازع عليها، و سيطرة الحشد بالقوة عليها، قد يكون سببا في احتمال اندلاع مقاومة كوردية قادمة.
ان ازمة الرمال  العراقية المتحركة ، ربما منحت ايران فرصة ان تجعل العراق مستعمرة ايرانية، لو ان مشهد ٢٠٠٥ لم يزل على حاله.
لكن الحال تغير وايران في موقف الدفاع في ٢٠١٨ ، وهناك خيارات متعددة لخروج ايران من الرمال العراقية المتحركة، تعتمد كلها على سلوك ايران اليوم، علّ ايران ان تقبل باحدها:
١.العودة الى ماقبل ٢٠٠٥ للخروج من عباءة البيت الشيعي بحكومة انتقالية.
٢. العودة الى ماقبل ٢٠١٠ حيث التوافق، في ظل الوجود الأمريكي والإيراني.
٣. نجاح العبادي في تحالف عابر للبيت الشيعي.
٤.فشل العبادي والتوجه نحو آغلبية شيعية حاكمة و معارضة سنية كوردية.
وحتى اعتراف ايران  برمال العراق المتحركة التي ادركتها بعد ان ادركها الذين من قبلها،فرمال العراق المتحركة مستمرة هذه المرة، ربما في ابتلاع ايران، لعدم وجود احد تبتلعه، بعد ان ابتعلت الجميع.
ورغم ان ايران قد انجزت برمال  العراق المتحركة هلالا شيعيا، وهي ليست بصدد التنازل عنه، لكن تيلرسون قال ان طموح ايران في هلال شيعي قد تلاشى
فهل سترضخ ايران الى برغماتية، مارستها في ٨-٨-٨٨ ، وفي لوزان٢٠١٥، ام تهرب للامام من رمال عراقية متحركة  تحت اقدامها شيعيا وسنيا وكورديا،فتفجر الكاظمية او كربلاء او النجف كما فعلت في سامراء؟
--------------------
مركز العراق الجديد

د. عمر عبد الستار
السبت 27 يناير 2018