.
منذ ظهور فيروس كورونا العام الفائت، بدت المصيبة مصيبتين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. إذ بين الإنكار ونظريات المؤامرة والتهكم واستكمال الرحلات إلى الصين، خسرت دول مثل إيران أكثر من 60 ألف مواطن فيما دول أخرى حورت بعدد الوفيات، وبعضها لم يستثمر في توفير ما يكفي من الفحوص المخبرية.
المصيبة في العالم العربي وإيران هي منذ بدايتها مصيبتين مع كورونا بسبب عدم وجود البنية التحتية للتعاطي مع أي وباء صحي في معظم هذه الدول، وبسبب النظرة الدنيوية لحقوق كبار السن وقلة الاكتراث خصوصا في دول تعاني من نزاعات داخلية، بحياة مواطنيها. فهل يمكن تصور أن يعطي الأسد مثلا أولوية لصحة المواطنين نفسهم الذين رماهم بالبراميل المتفجرة أو خنقهم بغاز السارين؟ لا بل فإن إصابته وعقيلته بالفيروس توحي عن تفاقم الوباء في سوريا وتحديدا بين ما يسمى "النخبة" في العاصمة دمشق.
في إحصاء لمنظمة الصحة العالمية في فبراير تبين أن هناك ما يقارب الأكثرية مترددة في أخذ اللقاح في لبنان والأردن وسوريا واليمن، فيما تنخفض هذه النسبة في الإمارات العربية المتحدة وقطر والسعودية والمغرب. في الأردن فقط 47 في المئة أبدوا استعدادا لتلقي اللقاح، مقارنة مع 75 في المئة في الامارات.
فلا عجب إذا بالنظر الى عدد الوفيات أن نلحظ وفاة 60 شخص في الأردن من كورونا يوم الاربعاء مقارنة بـ 8 في الامارات في اليوم نفسه. وفي لبنان وفاة 46 شخصا مقابل 10 في المغرب و6 في السعودية أيضا يوم الاربعاء وحيث التردد أقل في أخذ اللقاح.
اليوم الدول الأسرع في توفير وإعطاء اللقاح هي التي تنخفض فيها أعداد الوفيات. في المنطقة، هذه الدول هي إسرائيل ثم الإمارات ثم البحرين ثم المغرب، فيما ترزح مصر وإيران في قعر اللائحة بحسب إحصاءات نيويورك تايمز.
عدم توفر اللقاح له أسباب عدة بينها التوزيع الدولي، العقوبات فيما يتعلق بإيران، والتردد الاجتماعي وعدم التوعية العلمية في بعض هذه الدول.
علميا، أي لقاح اليوم هو أفضل من دونه، سواء كان الأميركي - الألماني فايزر، أو الأميركي مودرنا أو جونسون وجونسون، أو البريطاني أسترازانيكا، أو الصيني سينوفاك أو الروسي سبوتنيك. بعضها مثل فايزر ومودرنا هما أكثر فعالية من الآخر في التعاطي مع سلالات كورونا من جنوب أفريقيا والبرازيل وبريطانيا، وبعضها تم اختباره على عدد أكبر من الأشخاص إنما جميعها تضمن حدا من الوقاية. أي أن عدم تلقي أي لقاح هو أسوأ بكثير من تلقي اي من هذه اللقاحات، وخصوصا أن عدد الوفيات عالميا فاق الـ 2.6 مليون شخص من المرض.
التردد وعدم تلقي لقاح كورونا يقتل، وهو وباء اجتماعي حجمه اليوم في دول عربية بخطورة حجم المرض. المناعة العامة تفترض تلقيح ما بين 60 و70 في المئة من السكان، وفي دول مثل لبنان والأردن وسوريا سيستغرق هذا الهدف سنوات إذا استمرت نسب التلقيح في هذه الوتيرة. كما أن ظهور سلالات جديدة من المرض ستعرض هذه الدول أكثر من غيرها إلى أوبئة جديدة، وكابوس صحي لن توقفه نظريات المؤامرة ورفض الحقائق العلمية.
-------
الحرة
المصيبة في العالم العربي وإيران هي منذ بدايتها مصيبتين مع كورونا بسبب عدم وجود البنية التحتية للتعاطي مع أي وباء صحي في معظم هذه الدول، وبسبب النظرة الدنيوية لحقوق كبار السن وقلة الاكتراث خصوصا في دول تعاني من نزاعات داخلية، بحياة مواطنيها. فهل يمكن تصور أن يعطي الأسد مثلا أولوية لصحة المواطنين نفسهم الذين رماهم بالبراميل المتفجرة أو خنقهم بغاز السارين؟ لا بل فإن إصابته وعقيلته بالفيروس توحي عن تفاقم الوباء في سوريا وتحديدا بين ما يسمى "النخبة" في العاصمة دمشق.
في إحصاء لمنظمة الصحة العالمية في فبراير تبين أن هناك ما يقارب الأكثرية مترددة في أخذ اللقاح في لبنان والأردن وسوريا واليمن، فيما تنخفض هذه النسبة في الإمارات العربية المتحدة وقطر والسعودية والمغرب. في الأردن فقط 47 في المئة أبدوا استعدادا لتلقي اللقاح، مقارنة مع 75 في المئة في الامارات.
فلا عجب إذا بالنظر الى عدد الوفيات أن نلحظ وفاة 60 شخص في الأردن من كورونا يوم الاربعاء مقارنة بـ 8 في الامارات في اليوم نفسه. وفي لبنان وفاة 46 شخصا مقابل 10 في المغرب و6 في السعودية أيضا يوم الاربعاء وحيث التردد أقل في أخذ اللقاح.
اليوم الدول الأسرع في توفير وإعطاء اللقاح هي التي تنخفض فيها أعداد الوفيات. في المنطقة، هذه الدول هي إسرائيل ثم الإمارات ثم البحرين ثم المغرب، فيما ترزح مصر وإيران في قعر اللائحة بحسب إحصاءات نيويورك تايمز.
عدم توفر اللقاح له أسباب عدة بينها التوزيع الدولي، العقوبات فيما يتعلق بإيران، والتردد الاجتماعي وعدم التوعية العلمية في بعض هذه الدول.
علميا، أي لقاح اليوم هو أفضل من دونه، سواء كان الأميركي - الألماني فايزر، أو الأميركي مودرنا أو جونسون وجونسون، أو البريطاني أسترازانيكا، أو الصيني سينوفاك أو الروسي سبوتنيك. بعضها مثل فايزر ومودرنا هما أكثر فعالية من الآخر في التعاطي مع سلالات كورونا من جنوب أفريقيا والبرازيل وبريطانيا، وبعضها تم اختباره على عدد أكبر من الأشخاص إنما جميعها تضمن حدا من الوقاية. أي أن عدم تلقي أي لقاح هو أسوأ بكثير من تلقي اي من هذه اللقاحات، وخصوصا أن عدد الوفيات عالميا فاق الـ 2.6 مليون شخص من المرض.
التردد وعدم تلقي لقاح كورونا يقتل، وهو وباء اجتماعي حجمه اليوم في دول عربية بخطورة حجم المرض. المناعة العامة تفترض تلقيح ما بين 60 و70 في المئة من السكان، وفي دول مثل لبنان والأردن وسوريا سيستغرق هذا الهدف سنوات إذا استمرت نسب التلقيح في هذه الوتيرة. كما أن ظهور سلالات جديدة من المرض ستعرض هذه الدول أكثر من غيرها إلى أوبئة جديدة، وكابوس صحي لن توقفه نظريات المؤامرة ورفض الحقائق العلمية.
-------
الحرة