تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد


إلى أين يتجه الوضع اليمني بعد فشل مشاورات جنيف ؟




صنعاء -أصيب الشارع اليمني بخيبة أمل كبيرة، بعد فشل انعقاد مشاورات جنيف، بين الأطراف المتصارعة، التي دعت لها الأمم المتحدة، من أجل العمل على حل الأزمة المستمرة في البلاد، منذ حوالي أربع سنوات.


ولم يُكتب لمشاورات جنيف الانعقاد بسبب غياب وفد الحوثيين المفاوض، رغم وصول وفد الحكومة اليمنية الشرعية إلى المدينة السويسرية للمشاركة في المشاورات التي كان مقرر عقدها برعاية المبعوث الأممي لليمن، مارتن جريفيث، وذلك في السادس من أيلول /سبتمبر الماضي.
وقالت جماعة أنصار الله الحوثية، أن عدم حضور وفدها إلى جنيف، جاء بسبب عدم تمكن الأمم المتحدة من استخراج ترخيص من قبل التحالف العربي الذي تقوده السعودية، لطائرة عُمانية تنقل الوفد إلى هناك.
من جانبه، اتهم وزير الخارجية اليمني خالد اليماني، رئيس الوفد الحكومي المفاوض، الحوثيين، بأنهم لا يقبلون القدوم إلى المشاورات، رغم الدعوة الخاصة التي وجهها المبعوث الأممي لهم.
وأشار إلى أن" الحوثيين، ارتكبوا خطأ فادحًا من خلال عدم المشاركة في محادثات السلام".
وبعد أيام من تعثر مشاورات جنيف، أعلن المبعوث الأممي، أنه سيواصل المشاورات مع الأطراف اليمنية، وعقد بالفعل لقاءات مع مسؤولي جماعة الحوثي في العاصمة العمانية مسقط، وفي العاصمة اليمنية صنعاء، قبل أن يتنقل إلى العاصمة السعودية الرياض، للقاء مسؤولين في الحكومة اليمنية الشرعية، من أجل الترتيب لمشاورات مقبلة.
ولا يبدو أن جماعة الحوثي، متفائلة في عقد مشاورات جديدة، من أجل السلام، وهو ما أكدته تغريدة لرئيس وفدها المفاوض، محمد عبد السلام الذي قال إن الأمّم المتحدة عاجزة عن فعل شيء بسبب ما وصفه الغطاء الأمريكي الداعم لاستمرار الحصار.
وأضاف تعليقا على لقائه في مسقط بجريفيث بالقول" أن مسار السلام في اليمن متعثر".
تعقيدات شاملة
ويأتي هذا التعثر في المشاورات، في الوقت الذي يشهد فيه الوضع الإنساني في اليمن، تدهورا كبيرا وغير مسبوق، في ظل الانهيار المتسارع للعملة الوطنية، بعد وصول الدولار الواحد إلى قرابة 650 ريالا يمنيا، وهو ما أدى إلى ارتفاع حاد في الأسعار بنسبة تزيد عن 200 المئة عما كان قبل اندلاع الحرب.
وأدى هذا التدهور للعملة الوطنية، إلى تفشي انعدام الأمن الغذائي بشكل مفجع، جعل الأمم المتحدة تقول بأنها خسرت معركة مكافحة الجوع في اليمن، في ظل وجود تقارير تفيد بأن بعض اليمنيين باتوا يأكلون أورارق الشجر.
وفي ظل هذه المآسي الكبيرة في اليمن، يقول الباحث السياسي رياض الأحمدي، لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ)، إن " الوضع في اليمن، بات معقدا للغاية من الناحية السياسية والعسكرية".
وحول الوضع المستقبلي للأزمة اليمنية أوضح الأحمدي أن هناك ضغوط دولية مستمرة للعودة إلى المشاورات؛ "ولكن اليمنيين سئموا هذا الحديث، وسيبقى الوضع كما هو بانتظار اختراق سياسي أو عسكري حاسم في محافظة الحديدة، غربي البلاد، باعتبارها المحطة المحورية التي سيكون لها ما بعدها".
وتابع" ما تزال محافظة الحديدة حتى اليوم محور الضغوط الدولية والتصعيد المحدود، ولكن الوضع لن يستمر كذلك".
وأشار الأحمدي إلى أن الوضع العام في اليمن، لن يبقى كما هو حاليا لفترة طويلة... معتبرا أنه سيكون هناك اختراق عسكري حاسم في الحديدة، أو تفاهما سياسيا يجنب المدينة الحرب.
وبالنسبة إلى فشل المشاورات السياسية حتى الآن، أوضح الأحمدي أن"الأطراف المتصارعة تتمسك بما تريد من مواقف وآراء حول الحل".
وتوقع أن تكون هناك مفاوضات جدية بعد حل وضع الحديدة، لأن موازين القوى والسيطرة على الأرض يمكن أن تفرض ذاتها على طاولة المفاوضات.
حديث الأحمدي جاء بعد أيام من إعلان التحالف العربي، استئناف معركة تحرير الحديدة ومينائها الاستراتيجي من قبضة الحوثيين، بعد تعثر مشاورات جنيف.
وقال العميد علي الطنيجي، قائد قوات التحالف العربي في الساحل الغربي لليمن إن "عمليات عسكرية واسعة بدأت في اتجاه مناطق سيطرة ميليشيات الحوثي بمدينة الحديدة من عدة محاور".
وأفادت مصادر عسكرية يمنية لـ(د.ب.أ)، أن القوات الحكومية اليمنية، بإسناد من التحالف العربي، دفعت بتعزيزات عسكرية كبرى إلى عدة اتجاهات بالقرب من مدينة الحديدة، استعدادا لاقتحامها، وتحريرها مع الميناء الحيوي.
تعنت حوثي
عدم حضور الوفد الحوثي إلى جنيف، من أجل التشاور لحل الأزمة اليمنية، جعل مراقبين يصفوف الجماعة المتهمة بتلقي الدعم من إيران، بأنها تعيق تحقيق السلام في البلاد، خصوصا مع تجاوب الوفد الحكومي اليمني.
وقالت فاطمة أبو الأسرار، كاتبة وباحثة سياسية لـ (د.ب.أ)، "إنه على الرغم من أن جميع الأطراف المتصارعة لا تريد التنازل عن مواقفها السياسية؛ إلا أن تعذر جماعة أنصار الله (الحوثيون) من السفر إلى جنيف، وإصرارهم على شروط قبل البدء بالمشاورات في هذا الوضع الإنساني والسياسي المتدهور؛ يعكس تعنتا شديد واصرارا على المصلحة الذاتية للجماعة قبل المصلحة المجتمعية".
وأضافت أبو الأسرار وهي محللة بارزة في المؤسسة العربية بواشنطن، أن " عدم وجود النية السياسية لأنصار الله في التفاوض واضحة؛ لأنهم حاليا منفردين بالسلطة في المناطق التي تحت سيطرتهم، وسيكونون في موقف ضعف لو تقاسموا السلطة في هذه المناطق".
وتابعت "في ظل غياب الضغط من الأمم المتحده على الجهات المتخاذله بأي عقوبات؛ فإن الاستمرار بالعملية السلميه لن يكون أكثر من الحبر على الورق".
شكله كده؟
وحول الوضع المستقبلي لليمن، بعد فشل مشاورات جنيف، أفادت أبو الأسرار أن" المبعوث الأممي ، سيواصل التشاور مع جميع الأطراف والعمل على بناء الثقة، حتى يكون هناك تفاوض فعلي بين الحكومة وأنصار الله على خطة محددة لتشارك السلطة وتسليم السلاح".
واعتبرت أبو الأسرار أنه في حال عدم الوصول إلى أي نتيجة، فإنه من المتوقع استمرار العمليات العسكرية على الأرض.
وأشارت إلى أنه من الضروري أن يتم الضغط على الحوثيين، لاحترام القانون ومخرجات الحوار الوطني والتعاون مع الأمم المتحدة لتفادي تدهور الوضع الذي هو متردي في الأساس.
اليمنيون وحلم وقف الحرب
في ظل الظروف المعقدة التي تعيشها اليمن، جراء استمرار فشل مشاورات السلام، يصر المواطنون على مطالبهم بضرورة وقف الحرب القاسية التي عصفت في بلادهم، وأدت إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
يقول سامح عبدالله، مواطن يمني، لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ)، إن كافة المواطنين في بلاده، يترقبون كثيرا مسألة عودة الأطراف المتصارعة إلى طاولة المفاوضات؛ ويصابون بنكسة كبيرة مع تعثر أي جولة من المشاورات.
وأضاف" لم يعد لدينا خيار جيد للعيش، إلا في ظل وقف الحرب التي قتلت أحلام الكثيرين من أفراد الشعب الفقير".
وشكى عبدالله من أن الأطراف المتصارعة لا يهمها حال المواطن، بقدر اهتمامها بمصالحها الذاتية وهو الأمر الذي أدى إلى تواصل الحرب التي يعذيها تجار حروب، حسب قوله.
وحول مدى تفاؤله بتحسن الوضع اليمني مستقبلا، أفاد المواطن عبدالله أنه" لم يعد هناك توقع حقيقي، في ظل إصرار كل طرف على رأيه وموقفه بخصوص حل الأزمة".
واستردك قائلا" لكن نأمل أن يعود السياسيون إلى وعيهم وضميرهم وأن يلتفتوا لحال الشعب اليمني، الذي بات يعيش أسوأ ظروف إنسانية عرفها في تاريخه".

أمل اليريسي
السبت 6 أكتوبر 2018