تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


اسرائيل ما زالت تلعق جراحها بعد 39 عاماً على حرب "1973"




القدس - ماريوس شاتنر - بعد 39 عاما على حرب تشرين الاول/اكتوبر 1973، ما زالت اسرائيل تشعر بصدمة الكارثة التي كادت تحل بها، في الوقت الذي كشف فيه عن وثائق جديدة اثارت الجدل حول مسببات الحرب.


اسرائيل ما زالت تلعق جراحها بعد 39 عاماً على حرب "1973"
وبعد اكثر من ثلاثة عقود، يعود طرح اسئلة مثل: كيف امكن ان تفاجأ اسرائيل في ذلك الوقت؟ وكيف تعرض الجيش الذي كان يعد الاقوى في الشرق الاوسط لانتكاسة مماثلة في الايام الاولى من الحرب؟ وكيف تتأكد من ان سيناريو مماثلا لن يحدث في المستقبل؟ وسط حالة عدم الاستقرار في المنطقة وخصوصا مع تهديد اسرائيل بتوجيه ضربة للمنشآت النووية الايرانية.


ويرى الجنرال الاحتياط شلومو جازيت رئيس الاستخبارات العسكرية في الفترة ما بين عامي 1974 و1988 ان الفشل الاسرائيلي في تشرين الاول/اكتوبر 1973 اتى بسبب اخطاء في القيادة العسكرية وايضا بسبب الشعور بالنشوة عقب حرب الايام الستة في حزيران/يونيو 1967.

وتحدث جازيت في مقابلة مع فرانس برس عن "الخطأ التكتيكي" للاستخبارات العسكرية التي ظلت تعتقد بان الحرب "غير محتملة" حتى اللحظة الاخيرة بالاضافة الى "الخطأ الاستراتيجي" لكل المجتمع الاسرائيلي الذي كان يعتقد بان الدولة العبرية اصبحت لا تقهر.
 
وقال جازيت "اذا ما اعادت الغالبية في اسرائيل انتخاب الحكومة الحالية وحدث شىء مع ايران ستندم عليه في ما بعد، فليس عليها سوى ان تلوم نفسها"، وليس الجيش او الاستخبارات وكان يشير الى احتمال ان يأمر رئيس الوزراء اليميني بنيامين نتانياهو بضرب ايران التي يتهمها بالسعي لحيازة السلاح النووي.
 
ويقول افرايم هليفي الرئيس السابق لجهاز الموساد (المخابرات) انه من عام 1998 حتى عام 2002 فان المفارقة كانت في ان اسرائيل لم تفتقر ابدا لمعلومات حول خطط "الاعداء" بل على العكس كان لديها "كما كبيرا من المعلومات لدرجة اننا كنا مقتنعين باننا كنا متقدمين بوقت كاف".
 
وكانت المفاجأة عندما قامت مصر وسوريا في السادس من تشرين الاول/اكتوبر 1973 في الساعة الثانية ظهرا في يوم الغفران اليهودي ببدء هجوم ضد الجيش الاسرائيلي المنتشر على طول قناة السويس وعلى خط وقف اطلاق النار في هضبة الجولان وقبل خمس ساعات فقط من انطلاق العمليات، اعلن المسؤولون الاسرائيليون التعبئة العامة بعد ان اقتنعوا اخيرا بان الحرب باتت وشيكة.
 
وما زال الجدل محتدما حتى الان حول امكانية ان يكون المسؤولون الاسرائيليون وقعوا ضحية لمناورة مصرية نفذها رجل اعتبرته اسرائيل افضل عميل لها في المنطقة وهو اشرف مروان زوج ابنة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر الذي مات بظروف غامضة في شقته في لندن عام 2007 وكان مروان الذي لم يعرف ان كان عميلا مزدوجا او انه خدم اسرائيل بولاء ـ حذر بالفعل - في اللحظة الاخيرة من ان الحرب ستندلع.

وراى الخبير السياسي اوري بن يوسف بانه لا يجب ان تغطي قضية التجسس على "الحقيقة الاساسية بان الحكومة الاسرائيلية لم تفعل شيئا لتجنب حرب لم تعتقد انها ستقوم".

وبحسب بن يوسف فان رئيسة الوزراء في تلك الفترة غولدا مئير رفضت تصديق الرئيس المصري انور السادات عندما اعرب عن استعداداه لتوقيع اتفاق حالة "غير حرب" مقابل استعادة صحراء سيناء المحتلة او عندما هدد بالدخول في حرب.
 
وهو يشكك في ان اسرائيل اخذت العبرة من ذلك وبالنسبة للمؤرخ توم سيغيف فان الراي الاسرائيلي "ازداد وعيا بان ذلك كان خطأ سياسيا كبيرا"وليس فقط عسكريا.
 
ومع ذلك، فانه يعتبر بان الجدل الذي يندلع كل عام في ذكرى الحرب "بات تقليدا معتادا في تناول كارثة وطنية، ويكشف عن عدم القدرة بعد 39 عاما على التصديق بان الامر كان ممكنا" ونجحت اسرائيل بفضل تفوقها العسكري في تفادي الهزيمة خلال الحرب، الا انها فقدت 2650 جنديا.
 
ولكن استراتيجية السادات ادت الى بدء عملية سلام بعد زيارته لاسرائيل عام 1977، ومن ثم التوصل الى اتفاقات كمب ديفيد التي انسحبت اسرائيل بموجبها بشكل كامل من صحراء سيناء المصرية عام 1982 وفي المقابل حصلت اسرائيل على "سلام بارد" مع مصر، وهو ما اقترحته عليها القاهرة قبل الحرب.

ماريوس شاتنر
الاربعاء 3 أكتوبر 2012