
موقع دير مار مارون قرب قلعة سمعان شمال سورية
أكثر من عشرة آلاف شخص ومئتي حافلة وعشرات السيارات الصغيرة أقلت موارنة من لبنان إلى حيث الناووس الذي دفن فيه شفيعهم في بلدة براد الأثرية، للمشاركة في الصلاة بمناسبة اختتام اليوبيل 1600 لوفاة هذا القديس.
وأقيم القداس في براد داخل خيمة عملاقة تتسع لأكثر من 5 آلاف شخص وثلاث خيم أخرى تتسع للبقية ،حيث فاض حجم الحضور عن 10 آلاف شخص ، فانتشروا بين الآثار، في منظر غير مسبوق، تقدمهم رئيس تكتل الإصلاح والتغيير النائب ميشيل عون ، يرافقه وزير الطاقة والمياه اللبناني جبران باسيل ووزير السياحة فادي عبود وعدد من النواب
تقع بلدة براد الأثرية شمال غرب حلب وفيها العديد من المعالم الأثرية منها مدفن مار مارون وكنيسة عملاقة تعود إلى عام 399 م ومدفن روماني وكنيستان أخريان ودير كبير ما يزال قائما مع البرج.
والقديس مارون ناسك سرياني عاش في منطقة شمال غرب حلب ، مبشراً بالمحبة حيث كان الناس يتقاطرون إليه بغية التبرك والهداية والشفاء، لم ينشىء رهبانية، ولم يتدخل بأي صراع لاهوتي ، وتوفي في العام 410 م ودفن في براد،من دون أن يعرف تاريخ ميلاد
وقال النائب في البرلمان اللبناني فادي الأعور من كتلة "التغيير والإصلاح" التي يتزعمها العماد ميشال عون، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) " تندرج هذه الزيارة في سياق العودة الى الجذور والتراث التاريخي لهذا المشرق العربي بمسيحيته وبوجهه الإنساني وبكل نتاجه الثقافي والحضاري ". وتابع الأعور "إن هذه المناسبة هي مناسبة وطنية، ذات طابع إنساني وطابع ثقافي ولطالما كانت المعاناة بهذا المشرق العربي، بين المستحدث والجذور الأصيلة ".
وأزاح العماد ميشال عون يرافقه محافظ حلب علي أحمد منصورة بهذه المناسبة، الستار عن لوحة كتب عليها أن الرئيس السوري بشار الأسد قام بتقديم قطعة أرض للكنيسة المارونية تبلغ مساحتها 25 ألف متر مربع ليبنى عليها كنيسة للقديس مارون في قرية براد.
وقال الوزير السابق ميشال سماحة لوكالة الأنباء الألمانية" لهذا اليوبيل بعد مهم جداً في إحياء الذاكرة الدينية والجغرافية والتاريخية، وتظهر أهميته في الذاكرة الدينية بأنه أعاد إلى المسيحية المشرقية قديساً مشرقياً وأعاد إشعاع المرجع الروحي والرمز للعائلة الروحية المارونية لكل المشرق فلم يعد يقتصر القديس مارون على فريق مسيحي موجود فقط في لبنان ، كما أراد بعض السياسيين وجزء من الكنيسة الإكليريكية".
وتابع سماحة " وسط هذا الإحياء للتراث الروحي التاريخي ، استعادت ذاكرة المسيحيين، حياة مار مارون ومرجعيته القيَمية للكل، وهذا عامل مشع في أتباع مار مارون، لكن الكنيسة المارونية لم تأخذه بهذا البعد إلى حد أن يكون هو القيمة، إنما انحرفت عنه فجعلته عصبا سياسيا بدل أن يكون إشعاعا روحياً. والعصب السياسي يحدث دائماً انكماشاً عند أهله وعزلةً عن الآخرين ويخرج عن المحبة التي هي قاعدة المسيحية وقاعدة كل حياة مار مارون".
وأضاف سماحة "إن التقوقع التاريخي لموارنة لبنان عن مشرقيتهم أخذهم إلى العداء مع المحيط الجغرافي الذي قام الانتداب بتجزئته بعد الحرب العالمية الأولى، بمعرفة القيادات الروحية والسياسية المارونية، حتى لو كان هذا المحيط هو جزء أساسي من تراث الموارنة والموحي الأساسي بمذهب هذه العائلة الروحية "
وأشار سماحة إلى أن "هذا الاحتفال والتحضيرات التي رافقته، أسقطت الحاجز الجغرافي السياسي وأعادت الموارنة إلى أصولهم وجذورهم وأعاد إشعاع مار مارون في المشرق العربي عبر قدسيته من جهة وعبر فهم أتباعه المتجددين لمشرقية انتمائهم إلى هذه العائلة الروحية وتواصلهم مع جغرافية تراثها ومع مضمون إيمانها".
وقال سماحة"عندما نحيي هذه الشعائر ونحن على مشارف نهاية اليوبيل السادس عشر لذكرى وفاة القديس مارون ، وتُفتح الحدود بين لبنان وسورية ويعبر هذا العدد الكبير من اللبنانيين حتى دون أن تذهب السلطات اللبنانية والسلطات السورية إلى التدقيق بهويات المارين، إن هذا العبور يشكل عبوراً سياسياً تاريخياًً مهماً جداً، إلى مرحلة جديدة من العلاقات بين لبنان وسورية بشفاعة هذا القديس الذي كان الملهم والجامع والموحد في إطار قيمه".
وعبر آلاف اللبنانيين إلى سورية في التاسع من شباط في إطار "رحلة الحج إلى الينبوع " للاحتفال باليوبيل 1600 لوفاة القديس مارون، التي نظمها "التيار الوطني الحر" الذي يتزعمه العماد ميشال ميشال عون، دون أن تقوم السلطات المعنية في البلدين بالإجراءات المعهودة من تدقيق في الهويات، تسهيلاً لوصول الحجاج .
وقال الباحث غسان الشامي لوكالة الأنباء الألمانية" إن ما حدث في براد في شمال سورية على ضريح مار مارون هو نقطة تحول ثقافية قبل أن يكون واقعا سياسيا ، فبعد عشرة أعوام من الكشف عن ناووس القديس مارون شكلت هذه الرحلة ظاهرة ، ففي العصر الحديث لم نشهد رحلة حج لمجموعة تقارب عشرة آلاف إنسان تتبع زعيماً سياسياً من بلد إلى آخر".
وأضاف الشامي "إن دل هذا الأمر على شيء إنما يدل على عمق الحضور الروحي بين الناس ، فكيف إذا توافق مع نوع من الهاجس الثقافي والرؤيا السياسية الواضحة؟".
وكان الباحث غسان الشامي كشف ناووس القديس مارون في براد عام 2001 ، أثناء قيامه بإنجاز مجموعة من الأفلام الوثائقية عن المسيحية الأولى، بمناسبة زيارة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني إلى سورية في ذلك العام، وكان الناووس مطموراً في التراب، إلا أن الوثائق التي اعتمد عليها الشامي سمحت له بالكشف عن الناووس.
وقال النائب السابق في البرلمان اللبناني في كتلة " التغيير و الإصلاح" الدكتور كميل خوري الذي كان مشاركاً في القداس لوكالة الأنباء الألمانية" إن هذا الحدث هو حدث إنساني ، فالتواصل والتفاهم والمحبة التي بدأها العماد عون جديا هي قيم سامية ،ومجيء الموارنة للاحتفال هو حج إلى الينبوع، إلى قبر القديس مارون الذي لم يفكر يوماً بإنشاء كنيسة رعائية، وإنما المحبة التي كان يحملها في قلبه دخلت إلى كل بيت".
وأضاف خوري" إن مجيء الموارنة إلى براد، إلى مقر رقاد شفيعهم في سورية ، هي عودة إلى الينبوع، إلى الجذور، إلى الانفتاح على الآخر ، فالمسيحية انطلقت من هنا، وهذه العودة تعطينا القوة علنا نستعيد القيم التي سار عليها القديسون ، فنكسب العالم ".
وقال جوزيف نبهان صاحب شركة "فوت برنت " للإعلان والتسويق الذي أنجز الإعلانات الخاصة باليوبيل، لوكالة الأنباء الألمانية " إن لهذا الحدث أهمية تاريخية، فالموارنة المنتشرون في أصقاع الأرض ، صار بمقدورهم زيارة قبر القديس مارون في هذا اليوبيل السادس عشر لوفاته، وذلك بسبب التعمية عن الحقائق التاريخية أو المغالطات التي سادت الفترة السابقة لأهداف أجهلها ".
وتابع نبهان" لا زال الموارنة حتى اليوم بعد مرور 1600 عام على وفاة الناسك السوري السرياني ، يتناقشون حول مكان دفن شفيعهم ومكان إقامته، وهذا في الحقيقة أمر مستغرب ".
وأضاف نبهان" لقد لفت نظري تسليط الضوء على القيم الإنسانية الجامعة التي نادى بها القديس مارون من قبل القيمين على هذا الحدث بالإضافة إلى إعطائهم صبغة حضارية وإنسانية تاريخية لهذا الحدث تتخطى مجرد مجيء جماعة مؤمنة للحج عند ناووس شفيعها".
وفيما يأمل البعض في لبنان أن تحمل عودة الموارنة اللبنانيين إلى جذورهم وتاريخهم بعداً إنسانياً حضارياً اجتماعيا مرتكزاً على الحقائق التاريخية، يخشى البعض الآخر أن يكون لهذه العودة طابع سياسي مرحلي ينتهي بعد فترة لتعود معاناة الموارنة مع هويتهم من جديد.
وأقيم القداس في براد داخل خيمة عملاقة تتسع لأكثر من 5 آلاف شخص وثلاث خيم أخرى تتسع للبقية ،حيث فاض حجم الحضور عن 10 آلاف شخص ، فانتشروا بين الآثار، في منظر غير مسبوق، تقدمهم رئيس تكتل الإصلاح والتغيير النائب ميشيل عون ، يرافقه وزير الطاقة والمياه اللبناني جبران باسيل ووزير السياحة فادي عبود وعدد من النواب
تقع بلدة براد الأثرية شمال غرب حلب وفيها العديد من المعالم الأثرية منها مدفن مار مارون وكنيسة عملاقة تعود إلى عام 399 م ومدفن روماني وكنيستان أخريان ودير كبير ما يزال قائما مع البرج.
والقديس مارون ناسك سرياني عاش في منطقة شمال غرب حلب ، مبشراً بالمحبة حيث كان الناس يتقاطرون إليه بغية التبرك والهداية والشفاء، لم ينشىء رهبانية، ولم يتدخل بأي صراع لاهوتي ، وتوفي في العام 410 م ودفن في براد،من دون أن يعرف تاريخ ميلاد
وقال النائب في البرلمان اللبناني فادي الأعور من كتلة "التغيير والإصلاح" التي يتزعمها العماد ميشال عون، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) " تندرج هذه الزيارة في سياق العودة الى الجذور والتراث التاريخي لهذا المشرق العربي بمسيحيته وبوجهه الإنساني وبكل نتاجه الثقافي والحضاري ". وتابع الأعور "إن هذه المناسبة هي مناسبة وطنية، ذات طابع إنساني وطابع ثقافي ولطالما كانت المعاناة بهذا المشرق العربي، بين المستحدث والجذور الأصيلة ".
وأزاح العماد ميشال عون يرافقه محافظ حلب علي أحمد منصورة بهذه المناسبة، الستار عن لوحة كتب عليها أن الرئيس السوري بشار الأسد قام بتقديم قطعة أرض للكنيسة المارونية تبلغ مساحتها 25 ألف متر مربع ليبنى عليها كنيسة للقديس مارون في قرية براد.
وقال الوزير السابق ميشال سماحة لوكالة الأنباء الألمانية" لهذا اليوبيل بعد مهم جداً في إحياء الذاكرة الدينية والجغرافية والتاريخية، وتظهر أهميته في الذاكرة الدينية بأنه أعاد إلى المسيحية المشرقية قديساً مشرقياً وأعاد إشعاع المرجع الروحي والرمز للعائلة الروحية المارونية لكل المشرق فلم يعد يقتصر القديس مارون على فريق مسيحي موجود فقط في لبنان ، كما أراد بعض السياسيين وجزء من الكنيسة الإكليريكية".
وتابع سماحة " وسط هذا الإحياء للتراث الروحي التاريخي ، استعادت ذاكرة المسيحيين، حياة مار مارون ومرجعيته القيَمية للكل، وهذا عامل مشع في أتباع مار مارون، لكن الكنيسة المارونية لم تأخذه بهذا البعد إلى حد أن يكون هو القيمة، إنما انحرفت عنه فجعلته عصبا سياسيا بدل أن يكون إشعاعا روحياً. والعصب السياسي يحدث دائماً انكماشاً عند أهله وعزلةً عن الآخرين ويخرج عن المحبة التي هي قاعدة المسيحية وقاعدة كل حياة مار مارون".
وأضاف سماحة "إن التقوقع التاريخي لموارنة لبنان عن مشرقيتهم أخذهم إلى العداء مع المحيط الجغرافي الذي قام الانتداب بتجزئته بعد الحرب العالمية الأولى، بمعرفة القيادات الروحية والسياسية المارونية، حتى لو كان هذا المحيط هو جزء أساسي من تراث الموارنة والموحي الأساسي بمذهب هذه العائلة الروحية "
وأشار سماحة إلى أن "هذا الاحتفال والتحضيرات التي رافقته، أسقطت الحاجز الجغرافي السياسي وأعادت الموارنة إلى أصولهم وجذورهم وأعاد إشعاع مار مارون في المشرق العربي عبر قدسيته من جهة وعبر فهم أتباعه المتجددين لمشرقية انتمائهم إلى هذه العائلة الروحية وتواصلهم مع جغرافية تراثها ومع مضمون إيمانها".
وقال سماحة"عندما نحيي هذه الشعائر ونحن على مشارف نهاية اليوبيل السادس عشر لذكرى وفاة القديس مارون ، وتُفتح الحدود بين لبنان وسورية ويعبر هذا العدد الكبير من اللبنانيين حتى دون أن تذهب السلطات اللبنانية والسلطات السورية إلى التدقيق بهويات المارين، إن هذا العبور يشكل عبوراً سياسياً تاريخياًً مهماً جداً، إلى مرحلة جديدة من العلاقات بين لبنان وسورية بشفاعة هذا القديس الذي كان الملهم والجامع والموحد في إطار قيمه".
وعبر آلاف اللبنانيين إلى سورية في التاسع من شباط في إطار "رحلة الحج إلى الينبوع " للاحتفال باليوبيل 1600 لوفاة القديس مارون، التي نظمها "التيار الوطني الحر" الذي يتزعمه العماد ميشال ميشال عون، دون أن تقوم السلطات المعنية في البلدين بالإجراءات المعهودة من تدقيق في الهويات، تسهيلاً لوصول الحجاج .
وقال الباحث غسان الشامي لوكالة الأنباء الألمانية" إن ما حدث في براد في شمال سورية على ضريح مار مارون هو نقطة تحول ثقافية قبل أن يكون واقعا سياسيا ، فبعد عشرة أعوام من الكشف عن ناووس القديس مارون شكلت هذه الرحلة ظاهرة ، ففي العصر الحديث لم نشهد رحلة حج لمجموعة تقارب عشرة آلاف إنسان تتبع زعيماً سياسياً من بلد إلى آخر".
وأضاف الشامي "إن دل هذا الأمر على شيء إنما يدل على عمق الحضور الروحي بين الناس ، فكيف إذا توافق مع نوع من الهاجس الثقافي والرؤيا السياسية الواضحة؟".
وكان الباحث غسان الشامي كشف ناووس القديس مارون في براد عام 2001 ، أثناء قيامه بإنجاز مجموعة من الأفلام الوثائقية عن المسيحية الأولى، بمناسبة زيارة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني إلى سورية في ذلك العام، وكان الناووس مطموراً في التراب، إلا أن الوثائق التي اعتمد عليها الشامي سمحت له بالكشف عن الناووس.
وقال النائب السابق في البرلمان اللبناني في كتلة " التغيير و الإصلاح" الدكتور كميل خوري الذي كان مشاركاً في القداس لوكالة الأنباء الألمانية" إن هذا الحدث هو حدث إنساني ، فالتواصل والتفاهم والمحبة التي بدأها العماد عون جديا هي قيم سامية ،ومجيء الموارنة للاحتفال هو حج إلى الينبوع، إلى قبر القديس مارون الذي لم يفكر يوماً بإنشاء كنيسة رعائية، وإنما المحبة التي كان يحملها في قلبه دخلت إلى كل بيت".
وأضاف خوري" إن مجيء الموارنة إلى براد، إلى مقر رقاد شفيعهم في سورية ، هي عودة إلى الينبوع، إلى الجذور، إلى الانفتاح على الآخر ، فالمسيحية انطلقت من هنا، وهذه العودة تعطينا القوة علنا نستعيد القيم التي سار عليها القديسون ، فنكسب العالم ".
وقال جوزيف نبهان صاحب شركة "فوت برنت " للإعلان والتسويق الذي أنجز الإعلانات الخاصة باليوبيل، لوكالة الأنباء الألمانية " إن لهذا الحدث أهمية تاريخية، فالموارنة المنتشرون في أصقاع الأرض ، صار بمقدورهم زيارة قبر القديس مارون في هذا اليوبيل السادس عشر لوفاته، وذلك بسبب التعمية عن الحقائق التاريخية أو المغالطات التي سادت الفترة السابقة لأهداف أجهلها ".
وتابع نبهان" لا زال الموارنة حتى اليوم بعد مرور 1600 عام على وفاة الناسك السوري السرياني ، يتناقشون حول مكان دفن شفيعهم ومكان إقامته، وهذا في الحقيقة أمر مستغرب ".
وأضاف نبهان" لقد لفت نظري تسليط الضوء على القيم الإنسانية الجامعة التي نادى بها القديس مارون من قبل القيمين على هذا الحدث بالإضافة إلى إعطائهم صبغة حضارية وإنسانية تاريخية لهذا الحدث تتخطى مجرد مجيء جماعة مؤمنة للحج عند ناووس شفيعها".
وفيما يأمل البعض في لبنان أن تحمل عودة الموارنة اللبنانيين إلى جذورهم وتاريخهم بعداً إنسانياً حضارياً اجتماعيا مرتكزاً على الحقائق التاريخية، يخشى البعض الآخر أن يكون لهذه العودة طابع سياسي مرحلي ينتهي بعد فترة لتعود معاناة الموارنة مع هويتهم من جديد.