
ولا يزال الاعتداء الجنسي بشكل عام وعلى الأطفال بشكل خاص ، يعتبر في الثقافة المحلية في لبنان "فضيحة" يتم التستر عليها ، وبالتالي إهمال علاج تبعاتها .
ويرى بعض الأخصائيين أن الاعتداء الجنسي على الأطفال كان موجوداً منذ وجود البشرية ، وأن نسبته مرتفعة في لبنان كما في باقي البلدان العربية ، وذلك نتيجة تقصير الجهات المختصة من مؤسسات مدنية أو حكومية في شرح كيفية مواجهته ، أو كيفية علاج آثاره .
فيما يرى آخرون أن العلاج النفسي للأطفال الذين تعرضوا لاعتداء جنسي أو أي شكل من أشكال التحرش الجنسي ، هو ضرورة ، وكلما كان مبكراً كلما وفّرنا على الأطفال الإعاقات التي يمكن أن تسببها صدمة الاعتداء الجنسي ، ويرون أن هذا الاعتداء يمكن مواجهته بتربية جنسية سليمة .
وقالت ماريا سمعان منسقة برنامج حماية الأطفال من التحرش الجنسي في منظمة "كفى عنف واستغلال" لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) "أظهرت دراسة قامت بها منظمتنا حول التحرش الجنسي بالأطفال في لبنان ، أن 1ر16 % من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و11 سنة تعرضوا لشكل من أشكال التحرش الجنسي ، ولكن هذا الرقم يمكن أن يكون أكبر ، لأن الدراسة أجريت على عينة تمثيلية ، من جهة ومن جهة أخرى لأن التحدث في هذا الموضوع لا يزال من المحرمات ".
وتابعت سمعان " إن ضحايا الاعتداء الجنسي هم بحاجة للعلاج النفسي للتخلص من آثاره ، التي يمكن أن تكون نفسية أو سلوكية أو إدراكية أو جسدية ، وهي تختلف بين شخص وآخر ، وذلك تبعاً لتكوينه الشخصي وقدرته ".
وأشارت إلى أن "تأثير الاعتداء الجنسي على الأطفال يشبه تأثير أي صدمة تعرض لها الطفل ، وما يحصل هو تغيّر في سلوك الطفل ، ويمكن للأهل أن يكتشفوه عند ملاحظة أي تغيير سلوكي أو جسدي عند الطفل" ، مشيرةً إلى أن "كل إنسان لديه مناعة ضد الصدمات وهذه المناعة تحدد طبيعة الأثر الذي يمكن أن يتركه الاعتداء الجنسي لدى الأطفال ".
وقد كثرت الجمعيات التي تهتم بموضوع التحرش الجنسي في لبنان وهي تقوم بتوعية الأسر ، الأمر الذي حثّ ضحايا التحرش الجنسي للتحدث عنه أمام ذويهم على الأقل ورأت سمعان أن "التربية الجنسية هي الحلّ الوحيد للوقاية من التحرش الجنسي ، عندها لن يتمكن المعتدي من خداع الطفل بالقول له أن ما يحصل هو نوع من لعبة ".
وبينت دراسة قامت بها منظمة "كفى عنف واستغلال" بالإشتراك مع منظمة غوث الأطفال - السويد بعنوان (الإساءة الجنسية للطفل الوضع في لبنان ) أن "معظم حالات الإساءة الجنسية للأطفال قد حدثت بشكل متكرر في المنزل من قبل معتدٍ ذكر لم يتم الكشف عن هويته. وقد لوحظ أن نسبة انتشار حالات الإساءة الجنسية ترتفع في المنازل التي تشهد عنفا او يتعرض فيها الأطفال لعنف جسدي أو نفسي كما في أوساط الأطفال الذين يشعرون بانعدام التعاطف الأسري".
وأظهرت الدراسة تراجع في أسلوب الحياة الصحية لدى الأطفال الذين تعرضوا لاعتداء جنسي ، "وارتفاع نسبة المشاكل والاضطرابات النفسية لديهم . واختلفت الأعراض لدى ضحايا الإساءة بحسب نوع الجنس حيث لوحظ ارتفاع في نسبة مشاكل النوم واضطرابات ما بعد الصدمة وحالات القلق لدى الفتيات مقارنة بالفتيان".
وقالت سمعان إن "الوقاية من التحرش الجنسي هي مسؤولية الجمعيات الأهلية والمؤسسات الخاصة والعامة ودور العبادة ويجب أن تتضافر جهود الجميع لتأمين الوقاية من هذه الآفة ".
وتابعت "إن الدور الأهم في الوقاية هو دور الأهل ، وذلك عن طريق الحوار والثقة ، لأن الأهل يجب أن يكونوا مصدر المعلومات لأطفالهم أولاً وكذلك مصدر الثقة ، وبذلك يمكن حماية الطفل من التحرش الذي لا يحصل من المرة الأولى بل هو ديناميكية ومتكرر، وعندما يخبر الطفل والديه عند أول لمسة يقوم الأهل بحماية أطفالهم من هذا الاعتداء ".
وقالت الدراسة التي أجرتها منظمة "كفى عنف واستغلال" أن "معدل عمر الأطفال الذين تعرضوا لأحد أشكال الإساءة في لبنان هو 10.3 سنوات. ولم تلحظ هذه الدراسات أي اختلاف من جهة احتمال تعرض الطفل للإساءة مرتبط بنوع الجنس أو الدين أو نوع المدرسة أو مستوى تعليم الأب أو نوع جنس الشخص الذي يشارك الطفل غرفته".
وقالت الناظرة في إحدى المدارس الرسمية في منطقة المتن الشمالي في جبل لبنان التي فضلت عدم ذكر اسمها لوكالة الأنباء الألمانية ولا اسم مدرستها " تعرضت بعض الفتيات في مدرستنا اللواتي يبلغن الرابعة عشرة من العمر ، لأحد أشكال التحرش من قبل عمال الصيانة ، ولكن إحدى الفتيات أخبرت الناظرة بالأمر نتيجة وجود ثقة بينهما ".
وأضافت الناظرة " على الأثر قامت مديرة المدرسة بطرد العمال من المدرسة ، ولكن تمّ التستّر على الحادثة، لأن إثارة هذا النوع من الحوادث يمكن أن يكون له آثار سلبية على المدرسة ، ولأن التحدث عن هذه الاعتداءات غير مستحب على المستوى الاجتماعي ، وقد يؤدي إلى خفض عدد الأولاد المنتسبين إلى المدرسة في العام المقبل ".
وقالت مسؤولة المكتبة في مدرسة البنات الثانية الرسمية في منطقة المصيطبة في بيروت منى قاصوف لوكالة الأنباء الألمانية " تم الاتفاق في مدرستنا على تعيين لجنة تضم أخصائي اجتماعي وآخر نفسي ، مهمتها اتخاذ القرارات لمعالجة حالات التعرض للتحرش الجنسي أو الاعتداء الجنسي أو حتى الممارسات الجنسية بين الطلاب بعضهم مع بعض".
وأضافت قاصوف " لا يوجد قانون يحمي الأطفال من التحرش الجنسي في المدارس الرسمية ولا حتى قواعد ، ولكن ما يحصل هو مبادرات خاصة من قبل الإدارة في المدرسة وغالباً ما تكون النتيجة حجب وإخفاء ما حصل ، والتداول به مع الأهل "لضبضبة الموضوع وتلافي الفضيحة " ومنع التداول به بغض النظر عن عملية المعالجة ".
وتابعت قاصوف " نلاحظ وجود علاقات جنسية بين الطلاب داخل المدرسة ، ولكن لا توجد آليات لمعالجة هذا الخلل ، وينبغي إيجاد قواعد وصيغ للمعالجة ، كما أن هناك دور للمجتمع الأهلي المتمثّل بالجمعيات الأهلية المختصة" .
وتقوم بعض الجمعيات الأهلية بزيارات متكررة إلى المدارس الرسمية في كافة المناطق اللبنانية بهدف توعية الأساتذة وتعريفهم إلى كيفية التعاطي مع حالات الاعتداء الجنسي على الأطفال إذا حصل ، لكنّ ذلك يبقى دون المستوى المطلوب ويتعرض الأطفال للاعتداءات الجنسية في بيوتهم ، من أقارب لهم أو أصدقاء ، حيث يصعب إبعاد المعتدي درءاً للفضيحة .
وقالت سمر من منطقة جبل لبنان التي فضلت عدم ذكر اسمها كاملاً لوكالة الأنباء الألمانية " تعرض ولدي وكان في التاسعة من عمره للاعتداء الجنسي من قبل فتاة دخلت منزلي عن طريق صديقة ، وتصرفت كأنها صديقتي طيلة ثماني سنوات".
وتابعت سمر " قامت تلك الفتاة بعملية الاعتداء حينما ، مرض والدي واضطررت لمرافقته إلى المستشفى فترات من الزمن كانت تلك الفتاة تعرض عليّ أن تبقى برفقة ولدي أثناء غيابي في منزل صديقتي ، وهناك قامت باعتدائها ".
وعلى الرغم من أن الثقافة الشعبية في لبنان ترفض حتى الآن التحدث جهراً عن هذه القضية ، حيث يحكم على المعتدى عليه ، بالنبذ والنفي ، بسبب اعتبار الموضوع من المحرمات ، إلا أن الحاجة تبدو أكثر من ملحة لإيجاد آليات تعمل على خفض نسبة الاعتداءاتالجنسية بحق أطفال لبنان .
ويرى بعض الأخصائيين أن الاعتداء الجنسي على الأطفال كان موجوداً منذ وجود البشرية ، وأن نسبته مرتفعة في لبنان كما في باقي البلدان العربية ، وذلك نتيجة تقصير الجهات المختصة من مؤسسات مدنية أو حكومية في شرح كيفية مواجهته ، أو كيفية علاج آثاره .
فيما يرى آخرون أن العلاج النفسي للأطفال الذين تعرضوا لاعتداء جنسي أو أي شكل من أشكال التحرش الجنسي ، هو ضرورة ، وكلما كان مبكراً كلما وفّرنا على الأطفال الإعاقات التي يمكن أن تسببها صدمة الاعتداء الجنسي ، ويرون أن هذا الاعتداء يمكن مواجهته بتربية جنسية سليمة .
وقالت ماريا سمعان منسقة برنامج حماية الأطفال من التحرش الجنسي في منظمة "كفى عنف واستغلال" لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) "أظهرت دراسة قامت بها منظمتنا حول التحرش الجنسي بالأطفال في لبنان ، أن 1ر16 % من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و11 سنة تعرضوا لشكل من أشكال التحرش الجنسي ، ولكن هذا الرقم يمكن أن يكون أكبر ، لأن الدراسة أجريت على عينة تمثيلية ، من جهة ومن جهة أخرى لأن التحدث في هذا الموضوع لا يزال من المحرمات ".
وتابعت سمعان " إن ضحايا الاعتداء الجنسي هم بحاجة للعلاج النفسي للتخلص من آثاره ، التي يمكن أن تكون نفسية أو سلوكية أو إدراكية أو جسدية ، وهي تختلف بين شخص وآخر ، وذلك تبعاً لتكوينه الشخصي وقدرته ".
وأشارت إلى أن "تأثير الاعتداء الجنسي على الأطفال يشبه تأثير أي صدمة تعرض لها الطفل ، وما يحصل هو تغيّر في سلوك الطفل ، ويمكن للأهل أن يكتشفوه عند ملاحظة أي تغيير سلوكي أو جسدي عند الطفل" ، مشيرةً إلى أن "كل إنسان لديه مناعة ضد الصدمات وهذه المناعة تحدد طبيعة الأثر الذي يمكن أن يتركه الاعتداء الجنسي لدى الأطفال ".
وقد كثرت الجمعيات التي تهتم بموضوع التحرش الجنسي في لبنان وهي تقوم بتوعية الأسر ، الأمر الذي حثّ ضحايا التحرش الجنسي للتحدث عنه أمام ذويهم على الأقل ورأت سمعان أن "التربية الجنسية هي الحلّ الوحيد للوقاية من التحرش الجنسي ، عندها لن يتمكن المعتدي من خداع الطفل بالقول له أن ما يحصل هو نوع من لعبة ".
وبينت دراسة قامت بها منظمة "كفى عنف واستغلال" بالإشتراك مع منظمة غوث الأطفال - السويد بعنوان (الإساءة الجنسية للطفل الوضع في لبنان ) أن "معظم حالات الإساءة الجنسية للأطفال قد حدثت بشكل متكرر في المنزل من قبل معتدٍ ذكر لم يتم الكشف عن هويته. وقد لوحظ أن نسبة انتشار حالات الإساءة الجنسية ترتفع في المنازل التي تشهد عنفا او يتعرض فيها الأطفال لعنف جسدي أو نفسي كما في أوساط الأطفال الذين يشعرون بانعدام التعاطف الأسري".
وأظهرت الدراسة تراجع في أسلوب الحياة الصحية لدى الأطفال الذين تعرضوا لاعتداء جنسي ، "وارتفاع نسبة المشاكل والاضطرابات النفسية لديهم . واختلفت الأعراض لدى ضحايا الإساءة بحسب نوع الجنس حيث لوحظ ارتفاع في نسبة مشاكل النوم واضطرابات ما بعد الصدمة وحالات القلق لدى الفتيات مقارنة بالفتيان".
وقالت سمعان إن "الوقاية من التحرش الجنسي هي مسؤولية الجمعيات الأهلية والمؤسسات الخاصة والعامة ودور العبادة ويجب أن تتضافر جهود الجميع لتأمين الوقاية من هذه الآفة ".
وتابعت "إن الدور الأهم في الوقاية هو دور الأهل ، وذلك عن طريق الحوار والثقة ، لأن الأهل يجب أن يكونوا مصدر المعلومات لأطفالهم أولاً وكذلك مصدر الثقة ، وبذلك يمكن حماية الطفل من التحرش الذي لا يحصل من المرة الأولى بل هو ديناميكية ومتكرر، وعندما يخبر الطفل والديه عند أول لمسة يقوم الأهل بحماية أطفالهم من هذا الاعتداء ".
وقالت الدراسة التي أجرتها منظمة "كفى عنف واستغلال" أن "معدل عمر الأطفال الذين تعرضوا لأحد أشكال الإساءة في لبنان هو 10.3 سنوات. ولم تلحظ هذه الدراسات أي اختلاف من جهة احتمال تعرض الطفل للإساءة مرتبط بنوع الجنس أو الدين أو نوع المدرسة أو مستوى تعليم الأب أو نوع جنس الشخص الذي يشارك الطفل غرفته".
وقالت الناظرة في إحدى المدارس الرسمية في منطقة المتن الشمالي في جبل لبنان التي فضلت عدم ذكر اسمها لوكالة الأنباء الألمانية ولا اسم مدرستها " تعرضت بعض الفتيات في مدرستنا اللواتي يبلغن الرابعة عشرة من العمر ، لأحد أشكال التحرش من قبل عمال الصيانة ، ولكن إحدى الفتيات أخبرت الناظرة بالأمر نتيجة وجود ثقة بينهما ".
وأضافت الناظرة " على الأثر قامت مديرة المدرسة بطرد العمال من المدرسة ، ولكن تمّ التستّر على الحادثة، لأن إثارة هذا النوع من الحوادث يمكن أن يكون له آثار سلبية على المدرسة ، ولأن التحدث عن هذه الاعتداءات غير مستحب على المستوى الاجتماعي ، وقد يؤدي إلى خفض عدد الأولاد المنتسبين إلى المدرسة في العام المقبل ".
وقالت مسؤولة المكتبة في مدرسة البنات الثانية الرسمية في منطقة المصيطبة في بيروت منى قاصوف لوكالة الأنباء الألمانية " تم الاتفاق في مدرستنا على تعيين لجنة تضم أخصائي اجتماعي وآخر نفسي ، مهمتها اتخاذ القرارات لمعالجة حالات التعرض للتحرش الجنسي أو الاعتداء الجنسي أو حتى الممارسات الجنسية بين الطلاب بعضهم مع بعض".
وأضافت قاصوف " لا يوجد قانون يحمي الأطفال من التحرش الجنسي في المدارس الرسمية ولا حتى قواعد ، ولكن ما يحصل هو مبادرات خاصة من قبل الإدارة في المدرسة وغالباً ما تكون النتيجة حجب وإخفاء ما حصل ، والتداول به مع الأهل "لضبضبة الموضوع وتلافي الفضيحة " ومنع التداول به بغض النظر عن عملية المعالجة ".
وتابعت قاصوف " نلاحظ وجود علاقات جنسية بين الطلاب داخل المدرسة ، ولكن لا توجد آليات لمعالجة هذا الخلل ، وينبغي إيجاد قواعد وصيغ للمعالجة ، كما أن هناك دور للمجتمع الأهلي المتمثّل بالجمعيات الأهلية المختصة" .
وتقوم بعض الجمعيات الأهلية بزيارات متكررة إلى المدارس الرسمية في كافة المناطق اللبنانية بهدف توعية الأساتذة وتعريفهم إلى كيفية التعاطي مع حالات الاعتداء الجنسي على الأطفال إذا حصل ، لكنّ ذلك يبقى دون المستوى المطلوب ويتعرض الأطفال للاعتداءات الجنسية في بيوتهم ، من أقارب لهم أو أصدقاء ، حيث يصعب إبعاد المعتدي درءاً للفضيحة .
وقالت سمر من منطقة جبل لبنان التي فضلت عدم ذكر اسمها كاملاً لوكالة الأنباء الألمانية " تعرض ولدي وكان في التاسعة من عمره للاعتداء الجنسي من قبل فتاة دخلت منزلي عن طريق صديقة ، وتصرفت كأنها صديقتي طيلة ثماني سنوات".
وتابعت سمر " قامت تلك الفتاة بعملية الاعتداء حينما ، مرض والدي واضطررت لمرافقته إلى المستشفى فترات من الزمن كانت تلك الفتاة تعرض عليّ أن تبقى برفقة ولدي أثناء غيابي في منزل صديقتي ، وهناك قامت باعتدائها ".
وعلى الرغم من أن الثقافة الشعبية في لبنان ترفض حتى الآن التحدث جهراً عن هذه القضية ، حيث يحكم على المعتدى عليه ، بالنبذ والنفي ، بسبب اعتبار الموضوع من المحرمات ، إلا أن الحاجة تبدو أكثر من ملحة لإيجاد آليات تعمل على خفض نسبة الاعتداءاتالجنسية بحق أطفال لبنان .