نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

خديعة الرحمة

03/07/2025 - هناء محمد درويش

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر


الجمال والفن غذاء وصحة .... مستشفى في بيروت يتحول الى معرض للوحات الفنية




بيروت - فاديا عازار - عندما دخل الفنان الأردني خلدون الداؤد الى مستشفى "رزق" في بيروت لمعايدة ابنة صديقه السفير اللبناني في الأردن شربل عون ، ولدت فكرة تحويل هذا المستشفى إلى معرض للوحات التشكيلية


أطفال يشاركون في رسم اللوحات الفنية
أطفال يشاركون في رسم اللوحات الفنية
طرح الداؤد فكرته على المسئولين في مستشفى "رزق" فلاقت ترحيبا كبيرا وأبدى المسئولون استعدادا لوضع أطر قابلة لتنفيذها.

وقال الداؤد لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ):" يأتي الناس الى بيروت لتمضية عطلة صيفية وينشدون المتعة والاستجمام أما أنا فقررت أن أحب هذه العاصمة كما فعلت مع دمشق والقاهرة وعمان".

وأضاف الداؤد :"قررت أن أجعل هذا الحب مشعا وملموسا في بيروت وكما حاولت ان أعيد كتابة التاريخ بطريقة فنية عن طريق إصدار مجموعة من الكتب في مؤسسة( رواق البلقاء)،بمشاركة نخبة من المبدعين العرب مثل كتاب "ومر القطار"وكتاب "حوار الأنهر" وكتاب "الوردة المحجوبة" هكذا سيكون لي شرف المساهمة بتحويل المستشفى إلى معرض أو متحف فني".

والداؤد هو صاحب المؤسسة الفنية "رواق البلقاء" التي تأسست في مدينة الفحيص في الأردن مطلع التسعينيات ، وبدأت عملها بترميم البيوت القديمة وكل ما يتعلق بها من ذاكرة معاشة، واستضافت عددا كبيرا من الشعراء والفنانين العرب والأجانب ، وهي تهدف إلى نشر الفن وثقافاته في الشارع العربي ، من خلال اهتمامها بالتراث والموروث الحضاري .

وتابع الداؤد:" أما الهدف من ذلك فهو تأمين القسط الأكبر من الراحة النفسية للمريض وخفض منسوب معاناته ، وخلق جو فني ينقل زوار المستشفى الى فسحة من الأمل والتفاؤل".

ويعتبر البعض أن للوحات الفنية والألوان دورا فعالا في الإرشاد والعلاج النفسي إذا وجهت وظيفة الفن في هذا الاتجاه.

وقال :" سيكون في كل غرفة من غرف المستشفى لوحة تحمل توقيعي توضع بطريقة يكون المريض قادر على رؤيتها ، أما باقي الأمكنة فستتوزع فيها لوحات تنجزها ورشة عمل تضم مجموعة من طلاب الجامعة اللبنانية الأمريكية ومجموعة من الأطفال ، وأخرى تضم ذوي الحاجات الخاصة ، وعددا من المرضى القادرين على الرسم ، وتعتبر ورشة العمل هذه فريدة من نوعها".

ويتولى الداؤد إدارة ورشة العمل مع طلاب الجامعة اللبنانية الأمريكية وباقي المجموعات، الذين سينجزون حوالي 250 لوحة ستتنافس على احتلال أمكنة لها في أرجاء المستشفى بعد إنجاز المشروع.

وتستعين بعض المستشفيات في الوطن العربي، ببعض المصممين والفنانين التشكيليين لإنتاج لوحات تشكيلية ، يوظفون فيها متغيرات عديدة كالألوان والرسومات لتناسب أجواء المستشفى.

وقال الداؤد :"سأحاول أن أثير أسئلة اللون في المستشفى وليست العملية مقتصرة على تعليق لوحة فقط "، مشيرا إلى "أهمية اللون في حياة الإنسان وما له من تأثير على أمزجة البشر بحيث يمكننا الحكم على الأشياء من خلال لونها".

وأضاف :"سأحاول الابتعاد عن الواقعية في هذه اللوحات والذهاب باتجاه التجريد بحيث تحمل اللوحة العديد من الأسئلة ، بألوان هادئة تبعد المريض عن التوتر".

والمعروف أن اللوحة الفنية تلامس جانبا معينا بداخل المشاهد، سواء كان بوعي أو من دون وعي منه، وتحرك مشاعره، أو تنعش ذكرياته، والنتيجة أنها تعطيه حافزا وراحة هو في أمس الحاجة إليها.

وقال الدكتور إيلي بدر عميد كلية العمارة والتخطيط في الجامعة اللبنانية الأمريكية وعضو مجلس إدارة مستشفى رزق لـ (د. ب.أ ):"لطالما اعتقدت أن الطابع الجميل ، والجو الفني، يساهم في شفاء المرضى بطريقة أفضل ، لذلك سعيت جاهدا طيلة سنوات لتحسين بيئة المستشفى باللوحات الفنية".

ويرى البعض أن المشاهد يتعلق بلوحة معينة، لما تثيره من أسئلة غامضة، خاصة إذا كانت تجريدية ، فيحاول الإجابة عنها في كل مرة ينظر فيها الى اللوحة.

تابع بدر:"بدأت بتجميع اللوحات الفنية التي ينجزها طلاب الجامعة ، وعندما التقيت بالأستاذ خلدون ، وكان يحلم بتحقيق الفكرة نفسها ، طرح تقديم مجموعة من لوحاته للمستشفى، فلم اصدق للوهلة الأولى ما طرحه ، ولكنه قدم بالفعل ستين لوحة من أعماله مجانا، كما طرح تنفيذ ورشة عمل مع الطلاب لتنفيذ المشروع بأسرع وقت ممكن".

وأضاف:"بدأنا بتنفيذ المشروع منذ بضعة أيام وستنجز ورشة العمل مهمتها في أيلول/سبتمبر ، حيث سيتم رسم 250 لوحة ، توزع في أرجاء المستشفى ".

وتعلق في أرجاء معظم المستشفيات في لبنان لوحات مصورة أو منقولة عن لوحات أصلية.

وتابع بدر:"سيكون لهذا الإنجاز مردود جيد على المرضى والزوار لأن من شأنه أن ينقلهم الى عالم من الجمال ويخفف عنهم وطأة المعاناة مع المرض ولو للحظات ينشغلون فيها بتأمل اللوحات".

ويعتقد بعض الباحثين أن اللوحة تعكس شعورا مريحا، لدى المريض، وتساعد على رفع حالته النفسية ،وعندما ينظر المريض الى هذه اللوحات ويتأملها، ويسرح بخياله وكأنه يدخل إلى هذا التكوين ويصبح جزءا منه ،يستطيع الوصول الى حالة نفسية ومزاجية حسنة، وهذا الأمر يعتبر جزءا لا يتجزأ من العلاج.

وقالت بتينا بدر التي كانت ابنتها من ضمن مجموعة الأطفال المشاركين في ورشة العمل الخاصة بالرسم لوكالة الأنباء الألمانية :" ينقل الفنان مشاعره وأمنياته عن طريق اللوحة ، ويعبر بصدق عما يختلج في نفسه من أحاسيس، من هنا أهمية تحويل المستشفى الى معرض للوحات حيث يدخل الفن كعنصر هام من عناصر العلاج في الطب الحديث".

وقالت الطفلة آية ماريا خوري المشاركة في ورشة العمل الخاصة بالرسم من ضمن مجموعة الأطفال ،لـ(د. ب. أ ):"رسمت مع زملائي لوحة وسيتم وضعها في مستشفى رزق لأن هذا الامر يجلب الفرح الى قلوب الأطفال في المستشفى وأنا أشكر الفنان خلدون لأنه سمح لي بالمشاركة في هذا العمل ".

يغذي الجمال والفن النفس البشرية من إكسيره الذي له فعل السحر، عبدته أقوام كثيرة وسميت آلهة باسمه ،وربما يكون لدخوله في صلب تصاميم المستشفيات كأحد الأسس المعتمدة في الطب الحديث، فعل البلسم للروح والجسد

فاديا عازار
الاربعاء 4 غشت 2010