
العلامة محمد حسين فضل الله
وقد تطرق فضل الله الى اختلاف المسلمين حول تاريخ المولد النبوي، مشيراً الى أنه "يختلف المسلمون، تبعاً للروايات، في تاريخ ولادة النبي محمد(ص)، بين 12 ربيع الأول الذي يأخذ به مشهور المسلمين السنة وبعض المسلمين الشيعة، و17 ربيع الأول الذي يأخذ به مشهور المسلمين الشيعة وربما غيرهم". ولكنه اعطى دلالات ايجابية لهذا الاختلاف، فهو برأيه "يعكس التنوع في الدائرة الإسلامية، سواء في منهج الاجتهاد، أو في التحقيق التاريخي، أو في المفردات العلمية التي يراها البعض كافية لإثبات موضوع أو فكرة ما لا يراها الآخر كذلك. وهذا الأمر جزء من حركة الاختلاف البشرية التي لم يخل منها دين أو مذهب أو اتجاه".
فضل الله دعا المسلمين الى الالتفات فقط الى معاني الرسالة الإسلامية، فـ"ما ينبغي تأكيده، هو أن ارتباطنا بالرسول هو ارتباط بالرسالة، وعلاقتنا به كمسلمين يؤكدها الإسلام الذي ولد مع بعثة النبي وحركته التي خاض فيها الصراع، وواجه فيها التحديات المتنوعة التي أرادت للإنسان أن يبقى في وحول الشرك، وجمود الصنم، وضيق الأفق، والبعد عن الفطرة، ومجانبة الأخلاق والقيم".
واضاف أنه "لا ينبغي أن يكون الاختلاف على تاريخ مولد الرسول اختلافا على قيم الرسالة، لأن هذه القيم تمثل عنوان وحدة المسلمين، كما كان الرسول نفسه عنوان وحدتهم"، داعياً المسلمين الى الاجتماع "على تعريف العالم بنبينا محمد(ص)، الذي كان قرآنا ينطق، ورحمة للعالمين، وروحاً تتجسد، وقيماً تتحرك...".
شدد المرجع الشيعي الكبير على الوحدة الإسلامية، مؤكداً أن "الوحدة الإسلامية ليست خياراً تملك أن تختاره أو تتركه، بل هي منهج يرتكز إلى الروح الإيجابية التي يريد الله للإنسان المسلم أن يبني من خلالها الحياة مع الآخر، من حيث رصد كل النقاط المشتركة بين المسلمين، لينطلق التنوع في خط تعزيز عناصر القوة في المجتمع الإسلامي. وهو ما من شأنه أن يشد أواصر المسلمين وقد اجتمع عليهم العالم كله، لأننا نعيش في عالم هو ضد القيم والأخلاق، وينطلق مع المصالح الذاتية والمنافع الشخصية، والإسلام قد أتى محررا للانسان من عبوديته، وحتى من لذاته، في أهوائها وغرائزها وشهواتها، ليرتقي من موقع حريته أمام العالم كله، كما أمام نفسه، وليفرض هو الواقع على الصورة التي يريدها الله تعالى للحياة".
فضل الله أشار الى المخاطر التي تتعرّض لها الوحدة الإسلامية، فهي "مستهدفة في هذه الأيام من زاويتين: الأولى: ما تخطط له محاور الاستكبار العالمي على مستوى استكمال مشروعها للسيطرة على المواقع الاستراتيجية في الأمة، والتحكم ـ من خلالها ـ بثرواتها ومقدراتها، والضغط على حركتها السياسية. الثانية: الحرب الإعلامية والنفسية التي تستهدف إثارة هذا الطرف في الأمة ضد الآخر، من خلال إيهام البعض بأنه مهدد من قبل البعض الآخر، كما ترمي إلى تعزيز عناصر الإثارة المذهبية التي تخرج الواقع الإسلامي عن عقلانيته إلى انفعال الغريزة العصبية التي قال فيها النبي محمد(ص): "ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية"، وقال: "من تعصب أو تعصب له فقد خلع ربقة الإيمان من عنقه".
وشدد العلامة على مواجهة فكر التكفير في الأمة، "وهو ما كان وصية رسول الله(ص) في آخر حياته، حين قال: "... فإن الله تبارك وتعالى قد حرم دماءكم وأموالكم وأعراضكم إلا بحقها كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا... ويلكم لا ترجعن بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض"، والله تعالى يخاطبنا جميعاً: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول}[النساء:59]، ليكون الحوار أساساً في إدارة اختلافاتنا، ولنرجع إلى كتاب الله وسنة نبيه فيما نختلف فيه، ليفهم أحدنا الآخر، أو ليعذر بعضنا بعضاً فيما نختلف فيه من اجتهادات في فهم القرآن والسنة".
ودعا المرجع الى ضرورة إيصال قيم الشخصية المحمدية الى العالم، بلغة عصرية، إذ "علينا أن نطلق الصورة المشرقة لنبينا(ص) إلى العالم كله، من أجل أن يتعرف العالم حقيقة هذه الشخصية التي تمثل الرحمة كلها، والفكر كله، والغنى كله، والروح كله... باللغة التي يفهمها الناس في هذا العصر. وهذه مسؤولية لا بد من أن ينطلق بها جميع المسلمين، بدلاً من التلهي بخلافات هامشية لا معنى لها هنا وهناك.
فضل الله دعا الى وحدة الأمة الإسلامية وعدم التهاء الفرق الإسلامية بعضها ببعض، ورأى أنه "على المسؤولين عن إدارة العالم الإسلامي، في دوله وجهاته، أن ينطلقوا بعيدا عن السياسات التي تجعل الأمة مزقا متناثرة وعرضة لنهب الطامعين والمستكبرين، وتعمل على تحويل وجهة الصراع من صراع مع العدو الصهيوني إلى صراع بين الإخوة، تحت دعايات إعلامية ونفسية يعززها الاستكبار العالمي في جسم الأمة".
كما دعا الى مواجهة "الاستكبار العالمي" الذي "يريد فرض هيمنته على الواقع الإسلامي، من أفغانستان، إلى العراق، إلى الصومال والسودان، إلى إيران... والذي يطلق العنان في خططه الاستكبارية لكيان العدو ليأخذ حريته في التهديد والإعداد للعدوان على الأمة، التي إذا أصيب منها ثغر أصيب كيانها بأجمعه. وإننا نحذر من أن العدو الصهيوني الذي فشل في حربه المباشرة مع المقاومة، في لبنان وفلسطين وغيرهما، بدأ يراهن على تحقيق أهدافه التدميرية من خلال ما يقدم له البعض من فرص متعددة في الإثارات المذهبية التي تتحرك فيها مواقع إعلامية، وتثيرها مراكز دراسات متخصصة، وتنطلق بها شخصيات إسلامية لم تسعفها رؤيتها في رصد حركة الأعداء وطموحات الآخرين الذين يتطلعون إلى تقويض الأمة من داخلها".
ودعا الجميع الى "أن يؤكدوا حق الأمة في حماية نفسها من جميع الجهات، من خلال امتلاكها عناصر القوة الذاتية التي تصون عزتها وكرامتها ومستقبل أجيالها، وتمنع الآخرين من الاعتداء عليها ساعة يشاؤون.. ونريد لكل الأحرار في الأمة أن ينظروا إلى المواقع الإسلامية التي امتلكت عناصر قوة جديدة نظرة منفتحة واعية، ليعتبروا أن هذه القوة قوة لهم في حركتهم ضد أعداء الأمة، وذخيرة استراتيجية لحساب مواقع الممانعة كلها بعيدا عن الحسابات الإقليمية أو الطائفية أو المذهبية الضيقة".
فضل الله دعا المسلمين الى الالتفات فقط الى معاني الرسالة الإسلامية، فـ"ما ينبغي تأكيده، هو أن ارتباطنا بالرسول هو ارتباط بالرسالة، وعلاقتنا به كمسلمين يؤكدها الإسلام الذي ولد مع بعثة النبي وحركته التي خاض فيها الصراع، وواجه فيها التحديات المتنوعة التي أرادت للإنسان أن يبقى في وحول الشرك، وجمود الصنم، وضيق الأفق، والبعد عن الفطرة، ومجانبة الأخلاق والقيم".
واضاف أنه "لا ينبغي أن يكون الاختلاف على تاريخ مولد الرسول اختلافا على قيم الرسالة، لأن هذه القيم تمثل عنوان وحدة المسلمين، كما كان الرسول نفسه عنوان وحدتهم"، داعياً المسلمين الى الاجتماع "على تعريف العالم بنبينا محمد(ص)، الذي كان قرآنا ينطق، ورحمة للعالمين، وروحاً تتجسد، وقيماً تتحرك...".
شدد المرجع الشيعي الكبير على الوحدة الإسلامية، مؤكداً أن "الوحدة الإسلامية ليست خياراً تملك أن تختاره أو تتركه، بل هي منهج يرتكز إلى الروح الإيجابية التي يريد الله للإنسان المسلم أن يبني من خلالها الحياة مع الآخر، من حيث رصد كل النقاط المشتركة بين المسلمين، لينطلق التنوع في خط تعزيز عناصر القوة في المجتمع الإسلامي. وهو ما من شأنه أن يشد أواصر المسلمين وقد اجتمع عليهم العالم كله، لأننا نعيش في عالم هو ضد القيم والأخلاق، وينطلق مع المصالح الذاتية والمنافع الشخصية، والإسلام قد أتى محررا للانسان من عبوديته، وحتى من لذاته، في أهوائها وغرائزها وشهواتها، ليرتقي من موقع حريته أمام العالم كله، كما أمام نفسه، وليفرض هو الواقع على الصورة التي يريدها الله تعالى للحياة".
فضل الله أشار الى المخاطر التي تتعرّض لها الوحدة الإسلامية، فهي "مستهدفة في هذه الأيام من زاويتين: الأولى: ما تخطط له محاور الاستكبار العالمي على مستوى استكمال مشروعها للسيطرة على المواقع الاستراتيجية في الأمة، والتحكم ـ من خلالها ـ بثرواتها ومقدراتها، والضغط على حركتها السياسية. الثانية: الحرب الإعلامية والنفسية التي تستهدف إثارة هذا الطرف في الأمة ضد الآخر، من خلال إيهام البعض بأنه مهدد من قبل البعض الآخر، كما ترمي إلى تعزيز عناصر الإثارة المذهبية التي تخرج الواقع الإسلامي عن عقلانيته إلى انفعال الغريزة العصبية التي قال فيها النبي محمد(ص): "ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية"، وقال: "من تعصب أو تعصب له فقد خلع ربقة الإيمان من عنقه".
وشدد العلامة على مواجهة فكر التكفير في الأمة، "وهو ما كان وصية رسول الله(ص) في آخر حياته، حين قال: "... فإن الله تبارك وتعالى قد حرم دماءكم وأموالكم وأعراضكم إلا بحقها كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا... ويلكم لا ترجعن بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض"، والله تعالى يخاطبنا جميعاً: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول}[النساء:59]، ليكون الحوار أساساً في إدارة اختلافاتنا، ولنرجع إلى كتاب الله وسنة نبيه فيما نختلف فيه، ليفهم أحدنا الآخر، أو ليعذر بعضنا بعضاً فيما نختلف فيه من اجتهادات في فهم القرآن والسنة".
ودعا المرجع الى ضرورة إيصال قيم الشخصية المحمدية الى العالم، بلغة عصرية، إذ "علينا أن نطلق الصورة المشرقة لنبينا(ص) إلى العالم كله، من أجل أن يتعرف العالم حقيقة هذه الشخصية التي تمثل الرحمة كلها، والفكر كله، والغنى كله، والروح كله... باللغة التي يفهمها الناس في هذا العصر. وهذه مسؤولية لا بد من أن ينطلق بها جميع المسلمين، بدلاً من التلهي بخلافات هامشية لا معنى لها هنا وهناك.
فضل الله دعا الى وحدة الأمة الإسلامية وعدم التهاء الفرق الإسلامية بعضها ببعض، ورأى أنه "على المسؤولين عن إدارة العالم الإسلامي، في دوله وجهاته، أن ينطلقوا بعيدا عن السياسات التي تجعل الأمة مزقا متناثرة وعرضة لنهب الطامعين والمستكبرين، وتعمل على تحويل وجهة الصراع من صراع مع العدو الصهيوني إلى صراع بين الإخوة، تحت دعايات إعلامية ونفسية يعززها الاستكبار العالمي في جسم الأمة".
كما دعا الى مواجهة "الاستكبار العالمي" الذي "يريد فرض هيمنته على الواقع الإسلامي، من أفغانستان، إلى العراق، إلى الصومال والسودان، إلى إيران... والذي يطلق العنان في خططه الاستكبارية لكيان العدو ليأخذ حريته في التهديد والإعداد للعدوان على الأمة، التي إذا أصيب منها ثغر أصيب كيانها بأجمعه. وإننا نحذر من أن العدو الصهيوني الذي فشل في حربه المباشرة مع المقاومة، في لبنان وفلسطين وغيرهما، بدأ يراهن على تحقيق أهدافه التدميرية من خلال ما يقدم له البعض من فرص متعددة في الإثارات المذهبية التي تتحرك فيها مواقع إعلامية، وتثيرها مراكز دراسات متخصصة، وتنطلق بها شخصيات إسلامية لم تسعفها رؤيتها في رصد حركة الأعداء وطموحات الآخرين الذين يتطلعون إلى تقويض الأمة من داخلها".
ودعا الجميع الى "أن يؤكدوا حق الأمة في حماية نفسها من جميع الجهات، من خلال امتلاكها عناصر القوة الذاتية التي تصون عزتها وكرامتها ومستقبل أجيالها، وتمنع الآخرين من الاعتداء عليها ساعة يشاؤون.. ونريد لكل الأحرار في الأمة أن ينظروا إلى المواقع الإسلامية التي امتلكت عناصر قوة جديدة نظرة منفتحة واعية، ليعتبروا أن هذه القوة قوة لهم في حركتهم ضد أعداء الأمة، وذخيرة استراتيجية لحساب مواقع الممانعة كلها بعيدا عن الحسابات الإقليمية أو الطائفية أو المذهبية الضيقة".