المجتمع يبقى قويًا ومتماسكًا طالما أن كل مواطن لديه فرصة متساوية للنجاح
بهذه العبارة يفتتح كيشور مهبوباني مقاله الذي يحمل عنوان "هل يمكن أن تفشل أمريكا?، الذي نشر بدورية ويلسون ليؤكد حقيقة أن الخطر الأكبر الذي يواجه المجتمع الأمريكي في الوقت الحالي هو عدم إدراكه لإمكانية حدوث الفشل
أسلوب خاطئ للتفكير الجمعي
يُعدد الكاتب مظاهر فشل المجتمع الأمريكي، ويذكر أن الفشل البنيوي الأول الذي يواجه الولايات المتحدة الأمريكية يتمثل في التفكير الجمعي وأبرز مثال على ذلك الأزمة المالية الحالية، فمن المدهش أن المجتمع الأمريكي قد قبل بالافتراضات الخاطئة من قبل خبراء الاقتصاد مثل آلان غرينسبان وروبرت روبين، والتي تقوم على أن الأسواق المالية غير الخاضعة للتنظيم،التي لا تتدخل الدولة في ضبطها من شأنها تحقيق النمو الاقتصادي وخدمة الصالح العام. رغم أن هدف هؤلاء الاقتصاديين الأساسي هو تعزيز ثرواتهم الشخصية وليس خدمة المصلحة العامة. ويتمثل الفشل الثاني الذي أصاب المجتمع الأمريكي، كما يذكر الكاتب، في تآكل مفهوم "المسئولية الفردية". ولأن الأمريكيين يؤمنون إيمانًا راسخًا بأن مجتمعهم يرتكز على ثقافة المسئولية الفردية- بدلاً من ثقافة الاستحقاق السائدة في دول الرفاهية في أوروبا- فإنهم لا يستطيعون إدراك كيف أن أفعالهم الفردية قد قوضت، بدلاً من أن تقوي مجتمعهم.
سوء استخدام القوة الأمريكية
يشير الكاتب إلى أن عدم إدراك الأمريكيين كيف أن سوء استخدام القوة الأمريكية قد خلق كثيرًا من المشكلات التي تواجهها واشنطن حاليًا في الخارج يعتبر مظهرًا ثالثًا من مظاهر فشل المجتمع الأمريكي. ويدلل على ذلك بأحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، فالأمريكيون يعتقدون أنهم "ضحايا أبرياء لهجوم شرير من جانب أسامة بن لادن والقاعدة"، لكنهم تناسوا حقيقية أن أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة هما أساسًا صنيعة أمريكية. وما حدث باختصار هو أن القوة التي صنعتها الولايات المتحدة قد ارتدت عليها. إضافة إلى ذلك لم يتنبه الأمريكيون،- إلا في حالات نادرة- إلى الألم والمعاناة التي يكابدها الشعب الفلسطيني، والتعاطف الذي تثيره محنتهم لدى 1.2 مليار نسمة من المسلمين والذين يحملون واشنطن مسئولية الوضع الفلسطيني. والشرق الأوسط، كما يقول الكاتب، ليس سوى أحد المناطق العديدة التي تضررت من السياسات الأمريكية في العالم. فمن الإعانات التي تقدمها واشنطن لمزارعي القطن الأمريكيين، والتي أضرت بالمزارعين الأفارقة الفقراء، إلى غزو العراق، ومن معايير واشنطن المزدوجة بشأن قضية منع الانتشار النووي، إلى قرارها الانسحاب من بروتوكول كيوتو من دون توفير نهج بديل لظاهرة الاحتباس الحراري، تسبب السياسات الأمريكية ضررًا بالغًا لنحو 6.5 مليار نسمة من البشر.
ويرجع الكاتب سبب عدم وعي صناع القرار الأمريكيين بهذه الحقيقة إلى الافتراض السائد لديهم أن المشكلات دائما ما تأتي من خارج الولايات المتحدة، وأن دور الأمريكيين يقتصر على وضع الحلول لهذه المشكلات. كما أنهم قد فقدوا القدرة على الاستماع للأصوات الأخرى على الكوكب، بل إنهم لا يدركون حقيقة أنهم لا يستمعون لهذه الأصوات. وإلى أن يبدءوا في الإصغاء لهذه الأصوات ستظل مشكلات الولايات المتحدة مع العالم قائمة، بحسب كلمات الكاتب.
فساد أسلوب الحكم
المظهر الرابع من مظاهر "فشل" المجتمع الأمريكي يتعلق بأسلوب الحكم، فمع أن الأمريكيين يفخرون دائمًا بديمقراطية بلادهم ورغم أن الولايات المتحدة تعتبر أنجح الديمقراطيات في العالم، فإن لديها أكبر نظام حكم فاسد في العالم، والسبب وراء عدم إدراك معظم الأمريكيين لهذه الحقيقة هو أن الفساد يكتسب الصفة القانونية. فرغم أن الأمريكيين يؤمنون أن حكومتهم "حكومة الشعب ومن الشعب ولأجل الشعب"، فإن الواقع أكثر تعقيدًا من ذلك، فهي تبدو "حكومة الشعب من جماعات المصالح ولأجل مصالح هذه الجماعات". وقد أشار الرئيس أوباما نفسه إلى هذا الفساد الذي يجتاح النظام السياسي الأمريكي في كتابه "جرأة الأمل" في عام 2006. ويكمن التأثير الرئيسُ لهذا الفساد في أن المؤسسات الحكومية الأمريكية تعمل من أجل حماية المصالح الخاصة بدلاً من مصالح الجمهور.
انهيار العقد الاجتماعي
يعتبر خطر انهيار العقد الاجتماعي المظهر الخامس من مظاهر فشل المجتمع الأمريكي. فالافتراض العام السائد في الولايات المتحدة أن المجتمع يبقى قويًا ومتماسكًا طالما أن كل مواطن لديه فرصة متساوية للنجاح. ورغم أن الكاتب يعتبر فكرة الفرص المتساوية "أسطورة وطنية مفيدة"، فإنه يؤكد على أن اتساع الفجوة بين الأسطورة والحقيقة، يهدد بموت الأسطورة.
كما لاحظ الباحثون أيضًا أن الحراك الاجتماعي أقل في الولايات المتحدة مقارنة بالدول الغنية الأخرى. بل إن طفلاً فقيرًا يولد في ألمانيا أو فرنسا أو كندا أو أحد بلدان شمال أوروبا لديه فرصة أفضل في الانضمام للطبقة المتوسطة في مرحلة البلوغ من طفل أمريكي يولد في الظروف ذاتها. وتشير مؤشرات وزارة الزراعة الأمريكية إلى أن واحدًا من كل خمسة أطفال أمريكيين يعاني من الفقر، وأكثر من واحد من كل 13 طفلاً يعيش في فقر مدقع. كم أن احتمالية موت الأطفال الأمريكيين قبل مرور عام واحد على ولادتهم تزيد عن احتمالية موت نظرائهم اللاتينيين بمرتين.
الخوف من العولمة
المظهر الأخير من مظاهر فشل المجتمع الأمريكي التي يرصدها الكاتب، يتمثل في الاستجابات الأمريكية للعولمة والتي تكشف عن "فشل هيكلي" للمجتمع الأمريكي. لفترة طويلة اعتقد الأمريكيون أنهم "أبطال العولمة"، لإيمانهم بأن اقتصادهم، الأكثر تنافسية في العالم، سوف ينتصر كلما قامت الدول بتخفيض الحواجز التجارية والجمركية. وكان هذا الاعتقاد بمثابة قوة دافعة لنظام التجارة العالمية نحو مزيد من الانفتاح. أما اليوم، فإن المواطنين الأمريكيين يفقدون ثقتهم في قدرتهم على منافسة العمال الهنود والصينيين
أسلوب خاطئ للتفكير الجمعي
يُعدد الكاتب مظاهر فشل المجتمع الأمريكي، ويذكر أن الفشل البنيوي الأول الذي يواجه الولايات المتحدة الأمريكية يتمثل في التفكير الجمعي وأبرز مثال على ذلك الأزمة المالية الحالية، فمن المدهش أن المجتمع الأمريكي قد قبل بالافتراضات الخاطئة من قبل خبراء الاقتصاد مثل آلان غرينسبان وروبرت روبين، والتي تقوم على أن الأسواق المالية غير الخاضعة للتنظيم،التي لا تتدخل الدولة في ضبطها من شأنها تحقيق النمو الاقتصادي وخدمة الصالح العام. رغم أن هدف هؤلاء الاقتصاديين الأساسي هو تعزيز ثرواتهم الشخصية وليس خدمة المصلحة العامة. ويتمثل الفشل الثاني الذي أصاب المجتمع الأمريكي، كما يذكر الكاتب، في تآكل مفهوم "المسئولية الفردية". ولأن الأمريكيين يؤمنون إيمانًا راسخًا بأن مجتمعهم يرتكز على ثقافة المسئولية الفردية- بدلاً من ثقافة الاستحقاق السائدة في دول الرفاهية في أوروبا- فإنهم لا يستطيعون إدراك كيف أن أفعالهم الفردية قد قوضت، بدلاً من أن تقوي مجتمعهم.
سوء استخدام القوة الأمريكية
يشير الكاتب إلى أن عدم إدراك الأمريكيين كيف أن سوء استخدام القوة الأمريكية قد خلق كثيرًا من المشكلات التي تواجهها واشنطن حاليًا في الخارج يعتبر مظهرًا ثالثًا من مظاهر فشل المجتمع الأمريكي. ويدلل على ذلك بأحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، فالأمريكيون يعتقدون أنهم "ضحايا أبرياء لهجوم شرير من جانب أسامة بن لادن والقاعدة"، لكنهم تناسوا حقيقية أن أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة هما أساسًا صنيعة أمريكية. وما حدث باختصار هو أن القوة التي صنعتها الولايات المتحدة قد ارتدت عليها. إضافة إلى ذلك لم يتنبه الأمريكيون،- إلا في حالات نادرة- إلى الألم والمعاناة التي يكابدها الشعب الفلسطيني، والتعاطف الذي تثيره محنتهم لدى 1.2 مليار نسمة من المسلمين والذين يحملون واشنطن مسئولية الوضع الفلسطيني. والشرق الأوسط، كما يقول الكاتب، ليس سوى أحد المناطق العديدة التي تضررت من السياسات الأمريكية في العالم. فمن الإعانات التي تقدمها واشنطن لمزارعي القطن الأمريكيين، والتي أضرت بالمزارعين الأفارقة الفقراء، إلى غزو العراق، ومن معايير واشنطن المزدوجة بشأن قضية منع الانتشار النووي، إلى قرارها الانسحاب من بروتوكول كيوتو من دون توفير نهج بديل لظاهرة الاحتباس الحراري، تسبب السياسات الأمريكية ضررًا بالغًا لنحو 6.5 مليار نسمة من البشر.
ويرجع الكاتب سبب عدم وعي صناع القرار الأمريكيين بهذه الحقيقة إلى الافتراض السائد لديهم أن المشكلات دائما ما تأتي من خارج الولايات المتحدة، وأن دور الأمريكيين يقتصر على وضع الحلول لهذه المشكلات. كما أنهم قد فقدوا القدرة على الاستماع للأصوات الأخرى على الكوكب، بل إنهم لا يدركون حقيقة أنهم لا يستمعون لهذه الأصوات. وإلى أن يبدءوا في الإصغاء لهذه الأصوات ستظل مشكلات الولايات المتحدة مع العالم قائمة، بحسب كلمات الكاتب.
فساد أسلوب الحكم
المظهر الرابع من مظاهر "فشل" المجتمع الأمريكي يتعلق بأسلوب الحكم، فمع أن الأمريكيين يفخرون دائمًا بديمقراطية بلادهم ورغم أن الولايات المتحدة تعتبر أنجح الديمقراطيات في العالم، فإن لديها أكبر نظام حكم فاسد في العالم، والسبب وراء عدم إدراك معظم الأمريكيين لهذه الحقيقة هو أن الفساد يكتسب الصفة القانونية. فرغم أن الأمريكيين يؤمنون أن حكومتهم "حكومة الشعب ومن الشعب ولأجل الشعب"، فإن الواقع أكثر تعقيدًا من ذلك، فهي تبدو "حكومة الشعب من جماعات المصالح ولأجل مصالح هذه الجماعات". وقد أشار الرئيس أوباما نفسه إلى هذا الفساد الذي يجتاح النظام السياسي الأمريكي في كتابه "جرأة الأمل" في عام 2006. ويكمن التأثير الرئيسُ لهذا الفساد في أن المؤسسات الحكومية الأمريكية تعمل من أجل حماية المصالح الخاصة بدلاً من مصالح الجمهور.
انهيار العقد الاجتماعي
يعتبر خطر انهيار العقد الاجتماعي المظهر الخامس من مظاهر فشل المجتمع الأمريكي. فالافتراض العام السائد في الولايات المتحدة أن المجتمع يبقى قويًا ومتماسكًا طالما أن كل مواطن لديه فرصة متساوية للنجاح. ورغم أن الكاتب يعتبر فكرة الفرص المتساوية "أسطورة وطنية مفيدة"، فإنه يؤكد على أن اتساع الفجوة بين الأسطورة والحقيقة، يهدد بموت الأسطورة.
كما لاحظ الباحثون أيضًا أن الحراك الاجتماعي أقل في الولايات المتحدة مقارنة بالدول الغنية الأخرى. بل إن طفلاً فقيرًا يولد في ألمانيا أو فرنسا أو كندا أو أحد بلدان شمال أوروبا لديه فرصة أفضل في الانضمام للطبقة المتوسطة في مرحلة البلوغ من طفل أمريكي يولد في الظروف ذاتها. وتشير مؤشرات وزارة الزراعة الأمريكية إلى أن واحدًا من كل خمسة أطفال أمريكيين يعاني من الفقر، وأكثر من واحد من كل 13 طفلاً يعيش في فقر مدقع. كم أن احتمالية موت الأطفال الأمريكيين قبل مرور عام واحد على ولادتهم تزيد عن احتمالية موت نظرائهم اللاتينيين بمرتين.
الخوف من العولمة
المظهر الأخير من مظاهر فشل المجتمع الأمريكي التي يرصدها الكاتب، يتمثل في الاستجابات الأمريكية للعولمة والتي تكشف عن "فشل هيكلي" للمجتمع الأمريكي. لفترة طويلة اعتقد الأمريكيون أنهم "أبطال العولمة"، لإيمانهم بأن اقتصادهم، الأكثر تنافسية في العالم، سوف ينتصر كلما قامت الدول بتخفيض الحواجز التجارية والجمركية. وكان هذا الاعتقاد بمثابة قوة دافعة لنظام التجارة العالمية نحو مزيد من الانفتاح. أما اليوم، فإن المواطنين الأمريكيين يفقدون ثقتهم في قدرتهم على منافسة العمال الهنود والصينيين


الصفحات
سياسة








