نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي

المثقف من قرامشي إلى «تويتر»

24/05/2025 - د. عبدالله الغذامي :

التانغو" فوق حطام المنطقة

22/05/2025 - عالية منصور


المخبر الأردني المزدوج أبو دجانة كان يعرف مكان الظواهري وزوجته ترجمت رواية صدام للتركية




عمان - رندا حبيب - أنقرا - وكالات - اعترف الاردن الاربعاء بان الاردني الذي يشتبه في تنفيذه الهجوم الانتحاري الذي اودى بحياة سبعة من عناصر وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) في افغانستان، كان يتعاون مع اجهزتها الاستخبارية بينما شككت عائلته في امكانية ان يكون هو الانتحاري.
وقال مسؤول اردني رفيع المستوى فضل عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس ان "الاردن استفاد منذ نحو عام من المعلومات المهمة التي كان يقدمها همام خليل البلوي، ونحن بدورنا مررنا هذه المعلومات للاجهزة التي كنا نتعاون معها في اطار الجهد العام لمحاربة الارهاب".


جنود اميركيون قرب قاعدة خوست الافغانية
جنود اميركيون قرب قاعدة خوست الافغانية
واضاف "كما قمنا بالتنسيق مع الولايات المتحدة لانها موجودة في افغانستان ولان بعض هذه المعلومات يتعلق بهذا البلد".
واوضح المسؤول ان "الاردن والولايات المتحدة استدرجا همام للتواصل معه في مجال تزويد المعلومات الامنية".
لكن المسؤول اكد ان بلاده لا تملك اي ادلة تفيد ان الهجوم الانتحاري الذي استهدف قاعدة اميركية في خوست في الثلاثين من كانون الاول/ديسمبر الماضي نفذ من قبل همام خليل البلوي كما تناقلته وسائل الاعلام الاميركية ومواقع مقربة من القاعدة.

فقد اعلنت مواقع مقربة من تنظيم القاعدة ان البلوي هو منفذ الهجوم وانه كان قد جند اصلا من قبل المخابرات الاردنية كعميل مزدوج.
وبحسب موقع "انا مسلم" الالكتروني المقرب من تنظيم القاعدة، فان همام خليل يلقب بابي دجانة، وله مدونة خاصة على الانترنت وكان يمكن الدخول اليها لغاية الاثنين الا انها اغلقت الثلاثاء.
من جهته اكد مصدر اردني مطلع ان "كل المؤشرات تشير الى أن همام قتل خلال العملية الانتحارية لكن ليس لدينا وسيلة للتحقق ما اذا كان هو الذي قام بالعملية الانتحارية أم لا".

ومنذ وقوع الهجوم الذي اودى ايضا بحياة ضابط في المخابرات الاردنية هو النقيب الشريف علي بن زيد الذي تربطه صلة قرابة بالعائلة المالكة، كرر الاردن تعهده بمواصلة حربه ضد الارهاب من اجل تفسير وجود هذا الضابط مع عناصر الاستخبارات الاميركية.
واكد المسؤول الاردني "نحن لن ننتظر حتى يأتي الينا الارهاب من جديد، بل نلاحقهم حتى وان كانوا في الخارج حماية لامن بلدنا"، في اشارة واضحة الى الاعتداءات الدموية التي استهدفت ثلاثة فنادق في عمان في 2005 اودت بحياة 60 شخصا والتي تبناها زعيم تنظيم القاعدة السابق في العراق الاردني ابو مصعب الزرقاوي الذي قتل في غارة اميركية في مخبأه شمال شرق بغداد العام 2006 بالتعاون مع القوات الاردنية.
واضاف "سياستنا تنص على محاربة الارهابيين حتى وان كانوا خارج الحدود".

وكان مسؤول اردني آخر رفيع المستوى اكد لوكالة فرانس برس الثلاثاء ان همام خليل البلوي "كان قد تم التحقيق معه منذ عام تقريبا، حول شبهات حامت حوله في ذلك الوقت لكن التحقيق لم يؤد الى اي نتائج محددة فتم تركه وشأنه".
واضاف انه "غادر بعدها الى باكستان لمواصلة دراسة الطب حيث انه كان طبيبا درس الطب في تركيا".
واوضح انه "من باكستان تم التواصل معه عبر البريد الالكتروني ومحاورته بشكل ودي لكشف ما لديه من معلومات تستهدف أمن الاردن وذلك لاستدراجه والتحقيق معه حماية لامن المملكة ولاجهاض أي عملية ارهابية على اراضيها".

ومن جانبها ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الاربعاء ان البلوي كان افضل مصدر معلومات عن القاعدة للسي.اي.ايه منذ سنوات.
واوضحت الصحيفة نقلا عن مسؤولين في الاستخبارات الاميركية ان الاردني كان يعد مصدرا مهما للمعلومات عن كبار مسؤولي القاعدة بما في ذلك مكان وجود ايمن الظواهري المسؤول الثاني في التنظيم.
وكانت السي.اي.ايه شديدة الحماس للمعلومات التي يمكن ان يقدمها البلوي الى حد ان مسؤولين كبارا في الوكالة وفي البيت الابيض ابلغوا بانه سيتوجه الى افغانستان للاجتماع بعناصر من الوكالة.
الا انه بدلا من نقل المعلومات المنتظرة قام بتفجير حزامه الناسف وسط رجال السي.اي.ايه في قاعدة خوست ما ادى الى مقتل سبعة منهم اضافة الى ضابط اردني.

واكدت الصحيفة ان ماضي بلوي المتطرف كان معروفا للمخابرات الاردنية والاميركية الا ان الجهازين اعتقدا انه بات مقتنعا بالعمل معهم ضد رفاقه السابقين من الاسلاميين.
من جهتها، اكدت والدة البلوي بأن ابنها لم يكن متطرفا، مشيرة الى ان العائلة فقدت الاتصال به منذ شباط/فبراير الماضي.
وقالت شنارة فاضل البلوي (64 عاما) في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس في اول تصريح صحافي لعائلته منذ اختفائه قبل نحو عشرة اشهر "لم نتأكد بعد من صحة هذه الاخبار (التي تفيد انه منفذ الهجوم الانتحاري) ولم يأتنا شيء رسمي حتى الان في هذا الخصوص".
وقال أحد أشقاء البلوي بان شقيقه كان "غاضبا جدا" من العمليات الاسرائيلية في غزة مطلع العام الماضي.
وقال الشقيق الذي يعمل مهندسا في دبي والذي فضل عدم الكشف عن اسمه، لوكالة فرانس برس ان "همام اخبرنا في شباط/فبراير الماضي بأنه ذاهب الى تركيا لكن زوجته التركية لم تره ولم نسمع منه، كما انه لم يتصل ولم يبعث بأي رسالة الكترونية، كنا قلقين جدا عليه واعتقدنا انه في غزة".
وأكد البلوي بان عائلته أعلمت بوفاة همام في الهجوم عبر مكالمة هاتفية مجهولة من أفغانستان.

واوضح "تلقى والدي اتصالا هاتفيا من أفغانستان الخميس الماضي الساعة السابعة صباحا (5,00 تغ) من شخص يتكلم لغة عربية ضعيفة أخبره خلالها بان شقيقي فجر نفسه في قاعدة للاستخبارات الاميركية "سي آي ايه" في افغانستان".
واضاف "لقد قال المتصل لوالدي: اعلم أن الامر صعب لكن عليكم ان تتحملوا".
ولم يحدد البلوي كيف تسنى له معرفة أن المكالمة من أفغانستان.

ولد البلوي في الكويت في 25 كانون الاول/ديسمبر 1977 وله ستة اشقاء احدهم توأمه وهو موجود حاليا في كندا بالاضافة الى ثلاث شقيقات، لكن عائلته غادرت الكويت واستقرت في الاردن بعد الغزو العراقي للامارة ابان حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين العام 1990. ويتحدر والداه من اصول فلسطينية.
وغادر همام الاردن في شباط/فبراير الماضي وانقطعت اخباره عن عائلته منذ ذلك الحين.

ومن انقرة اكدت زوجة الرجل المشتبه في تنفيذه الهجوم الانتحاري على عناصر وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "سي اي ايه" في افغانستان انه من المستحيل ان يكون زوجها قد تورط في هذا العمل، كما اعلنت لمحطة تلفزيون تركية.
فقد قالت دفني بيرق زوجة همام خليل محمد البلوي في اتصال مع شبكة ان تي في "لا يمكن ان يكون زوجي عنصرا في وكالة الاستخبارات الاميركية او الاستخبارات الاردنية، لانه رجل هادىء. لا اعتقد ان زوجي يمكن ان يفعل ذلك".
واضافت بيرق "لم يحدثني مطلقا عن هذا، ولا اعتقد ان هذا صحيح". وتحمل بيرق الجنسية التركية وتعيش في تركيا.

وكانت مواقع الكترونية اسلامية متشددة تحدثت عن ان همام البلوي كان عميلا مزدوجا تمكن من خداع الاستخبارات الغربية على مدى اشهر قبل ان ينفذ عمليته.
غير ان الصحافة الاميركية نقلت عن مواقع غربية وكذلك عن عملاء استخبارات غربيين ان الاستخبارات الاردنية التي كانت تعتقد بولاء البلوي، ارسلته الى افغانستان في مهمة تنطوي على العثور على ايمن الظواهري، القيادي الثاني في تنظيم القاعدة، لكن البلوي قام بدل ذلك بتفجير حزام ناسف كان يرتديه في قاعدة عسكرية في ولاية خوست الافغانية قرب الحدود مع باكستان، في هجوم ادى الى مقتل سبعة عناصر استخبارات اميركيين وضابط اردني.

وقالت دفني بيرق ان زوجها لم يذهب الى افغانستان بل الى باكستان لمتابعة دراسات في الطب. وهما متزوجان منذ تسع سنوات.
واضافت "كان يريد ان يصبح طبيبا جراحا. تكلمنا هاتفيا للمرة الاخيرة منذ شهر ونصف شهر. لم يكن هناك اي شيء غير طبيعي في محادثتنا. تحدث كثيرا عن تركيا.. وقال انه سيأتي قريبا الى تركيا".

وبحسب ما قالت والدة البلوي، فان ابنها التقى دفني بيرق اثناء دراسته الطب في تركيا، وتزوجا وانجبا ولدين، ليلى ولينا. وقد عاشا مدة في الاردن حيث عمل هو في مستشفى في مخيم للاجئين الفلسطينيين، وعملت هي في ترجمة الكتب من العربية الى التركية.
واكد ناشرون في اسطنبول لوكالة فرانس برس الاربعاء انهم نشروا كتبا لكاتبة تدعى دفني بيرق، الاول بعنوان "لماذا اعتنقوا الاسلام" والثاني "اسامة بن لادن، تشي غيفارا الشرق". كما قامت بترجمة رواية "اخرج منها يا ملعون" للرئيس العراقي الراحل صدام حسين.


رندا حبيب
الاربعاء 6 يناير 2010