
مرشدات دينيات مغربيات
فالأحداث الإرهابية التي هزت المغاربة في 15 أيار/مايو عام 2003، جعلت القائمين على المجال الديني بالمملكة يجتهدون ويبحثون عن كل ما من شأنه أن يساهم في توعية المواطنين دينيا وضمان استقرارهم النفسي من خلال تصريف خطاب إسلامي معتدل يتم تحت رقابة وزارة الأوقاف الإسلامية، ويقطع الطريق أمام مرشدين ”خارج التصنيف”، الذين يعملون على تمرير العديد من المواقف المتشددة بين مختلف شرائح المجتمع المغربي.
وقال أمين الشعيبي، مندوب وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في جهة الرباط والمسؤول عن برنامج تأطير المرشدات في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.ا) "إن هذا البرنامج يندرج في إطار استراتيجية عامة يتبناها المغرب لتحصين الهوية الدينية للمغاربة ثم لضمان تأطير ديني سليم داخل بيوت الله التي تستقبل المواطنين من شتى أنواع الفئات والانتماءات". كما بينت التجربة، حسب هذا المسؤول، أن ”عمل المرشدات في تأطير النساء ضروري لأن مساهمتهن لا تقتصر فقط في توعية النساء فحسب، بل في توعية المجتمع برمته، على اعتبار النسبة الكبيرة التي تمثلها المرأة في المجتمع المغربي”.
الشعيبي بدا مطمئنا لأداء المرشدات في عملهن اليومي، حريص على تتبع ما يقمن به من وعظ وإرشاد، وأيضا من تواصل مع الوافدات إلى حلقات الذكر والتوعية التي تشهدها المساجد.
ففي وقت سابق، كانت بعض النساء العالمات أو الواعظات تبادر بتنظيم جلسات لفائدة النساء في المساجد، غير أن هذا الأمر بقي يخضع لمبادرات شخصية وغير مقننة، أي أنها لم تكن تابعة لمراقبة وزارة الشؤون الإسلامية. و بتنسيق تام ومتصل مع العاهل المغربي الذي تحدث في خطاب شهير عن تأهيل الحقل الديني في المملكة، بدأت الوزارة ، باعتبارها الوصية على تدبير الشأن الديني في البلاد التفكير الجدي في تقنين مجال التأطير الديني وتخصيص النساء بهذا المشروع وفتح الباب لتأطير مرشدات دينيات تسند إليهن مهمة تعليم النساء أصول الدين والمعاملات والجوانب الفقهية وغيرها.وهو الجهد الذي بدأ في المساجد، ليصل مداه في ما بعد إلى المؤسسات التعليمية والسجون والمستشفيات وغيرها من المرافق العمومية.
فمنذ البداية، توجت هذه التجربة بنجاح كبير، إذ تلقت الوزارة جملة من الطلبات للاستفادة من سلك تكوين المرشدات الدينيات. فكان لا بد من اعتماد معايير مضبوطة ودقيقة لقبول من تتوفر فيها شروط الإرشاد والوعظ والتواصل مع جمهور النساء في المساجد، ومع نضج التجربة، انتقلت المرشدات للعمل خارج أسوار المساجد، وولجن مؤسسات اجتماعية وشرعن في برمجة زيارات إلى المستشفيات لمواساة المرضى وطرقن زنزانات السجون للتخفيف عن نزيلاتها، كما فتحن أبواب العمل الخيري الاجتماعي على مصراعيه.
المرشدات الدينيات وجدن أنفسهن مجبرات على استعمال لغة وعظية بسيطة وسليمة، فأغلب جمهورهن من النساء الأميات أو ربات البيوت، والأعداد التي تتوافد لحضور دروس المرشدات في ارتفاع مستمر، ما يعني حسب القائمين في وزارة الأوقاف أن التجربة كللت بالنجاح.
خديجة الأكتمي، واحدة من اللواتي انخرطن في مشروع تكوين المرشدات منذ بدايته عام 2005. تتحدث الأكتمي بافتخار كبير عن تجربتها في هذا المجال الذي أحبته وأعطت فيه كل ما أوتيت من قوة وجهد واجتهاد. وهي حاصلة على الإجازة في العلوم، ووجدت هذه المرشدة، الملقبة بقيدومة المرشدات نفسها في عالم الوعظ والإرشاد بعد أن حطت إليه من كلية العلوم. تتحدث عن تجربتها بافتخار كبير وأيضا بتواضع شديد. ..تتذكر كيف أنها ركبت سفينة التحدي، وقررت خوض غمار المنافسة. حفظها لأكثر من نصف القرآن الكريم مهد لها الطريق لولوج سلك المرشدات الدينيات، تقول إنها انخرطت في التكوين بحماس كبير، وكانت دائما تضع نصب أعينها أنه لا بد من المضي قدما في هذا العالم الطاهر النقي.
أما كريمة الزوهير، وهي واحدة من اللواتي أبدت اهتماما كبيرا بمشروع تكوين المرشدات الدينيات و حاصلة على الإجازة في الدراسات الإسلامية، فقد تخطت الصعاب، ورغم انشغالاتها العائلية وتربيتها لابنيها، انخرطت بحماس كبير في برنامج المرشدات الدينيات، فاجتازت مدة التكوين بتفوق، وهي الآن حاضرة بقوة إلى جانب زميلاتها المرشدات.
تكشف الزوهير أنها لا تتوقف عن التفكير لابتكار أحسن السبل للتواصل الديني مع عموم النساء. لقد اكتسبت هذه المرشدة تجربة كبيرة من سنوات قضتها تتجول بين المساجد وتطرق أبواب المؤسسات للإسهام في التأطير. كانت الزوهير من المحظوظات خلال السنة الماضية، عندما تقرر لأول مرة إدراج صنف المرشدات ضمن مباراة ”الخميسة” التي تنظم لاختيار نساء رائدات في مجال اشتغالهن. كانت الزوهير المرشدة الوحيدة التي مثلت زميلاتها في مجال التأطير الديني، فحظيت بلقب الخميسة عام 2009.
تقول إن فضل برنامج المرشدات الدينيات عليها كبير ”ساعدني على الاجتهاد والمثابرة”. فهي وغيرها من المرشدات نموذج الداعيات العصريات اللواتي فقهن الواقع وعرفن سر التعامل مع فئة عريضة ومتنوعة من المجتمع.
لم تتوقف تجربة المرشدات الدينيات عند الحدود المغربية، بل إن عددا من البلدان الأجنبية أبدت اهتماما كبيرا بما تحقق في هذا المجال. لم تخف مرشدات سافرن إلى بلدان أخرى الشغف الكبير الذي أبداه أجانب لما تحقق في مجال التأطير النسائي. تتلقى المرشدات سيلا من الطلبات لإجراء حوارات مع قنوات أجنبية، كما أن بعضهن شاركن في التعريف بالتجربة إما في دول أوربية أو عقر دار بلاد العم السام. كما أن المرشدات الدينيات في المغرب مزجن بين التأطير الديني والعمل الاجتماعي، فأصبحن بطريقة غير مباشرة صلة وصل بين المحسنات والمحتاجات سواء اللواتي يرقدن في المستشفيات ويتطلب علاجهن كلفة مالية كبيرة، أو نزيلات السجون أو المؤسسات الخيرية.
والمتتبعون لهذا الجهد الكبير يعتقدون أن تجربة المرشدات الدينيات تبقى رائدة وتحتاج إلى تطوير في آليات العمل والاشتغال لتصبح نموذجا يحتذى به.
يشار إلى أنه أمام الطلبات المتزايدة التي تتلقاها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية سنويا على برنامج تكوين المرشدات، رأت الوزارة أن لا يزيد عدد المستفيدات عن 60 مرشدة في السنة. ويقول الأمين الشعيبي، الذي أشرف على هذا البرنامج من الألف إلى الياء إنه عدد مقبول. ويشرف على هذا البرنامج علماء مغاربة متخصصون في مختلف العلوم الشرعية. أما شروط القبول في سلك تكوين المرشدات الدينيات فإنها تتلخص في الحصول على شهادة الإجازة وحفظ نصف القرآن على الأقل والإلمام بقواعد العلوم الشرعية، وضبط أصول الفقه والعقيدة وغيرها من المرتكزات الأساسية. أما خلال مدة التكوين، فلا يحق للمنخرطات التغيب لأكثر من ثلاث مرات، لأن هذا يعرضهن للطرد من التكوين.
كما تحصل المرشدات الدينيات، طيلة الـ12 شهرا الخاصة بالتكوين، منحة شهرية قيمتها 2000 درهم (ما يعادل 200 يورو)، وعند التخرج للالتحاق بالعمل في المندوبيات التابعات لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، تتلقى راتبا شهريا يقارب 4000 درهم
وقال أمين الشعيبي، مندوب وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في جهة الرباط والمسؤول عن برنامج تأطير المرشدات في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.ا) "إن هذا البرنامج يندرج في إطار استراتيجية عامة يتبناها المغرب لتحصين الهوية الدينية للمغاربة ثم لضمان تأطير ديني سليم داخل بيوت الله التي تستقبل المواطنين من شتى أنواع الفئات والانتماءات". كما بينت التجربة، حسب هذا المسؤول، أن ”عمل المرشدات في تأطير النساء ضروري لأن مساهمتهن لا تقتصر فقط في توعية النساء فحسب، بل في توعية المجتمع برمته، على اعتبار النسبة الكبيرة التي تمثلها المرأة في المجتمع المغربي”.
الشعيبي بدا مطمئنا لأداء المرشدات في عملهن اليومي، حريص على تتبع ما يقمن به من وعظ وإرشاد، وأيضا من تواصل مع الوافدات إلى حلقات الذكر والتوعية التي تشهدها المساجد.
ففي وقت سابق، كانت بعض النساء العالمات أو الواعظات تبادر بتنظيم جلسات لفائدة النساء في المساجد، غير أن هذا الأمر بقي يخضع لمبادرات شخصية وغير مقننة، أي أنها لم تكن تابعة لمراقبة وزارة الشؤون الإسلامية. و بتنسيق تام ومتصل مع العاهل المغربي الذي تحدث في خطاب شهير عن تأهيل الحقل الديني في المملكة، بدأت الوزارة ، باعتبارها الوصية على تدبير الشأن الديني في البلاد التفكير الجدي في تقنين مجال التأطير الديني وتخصيص النساء بهذا المشروع وفتح الباب لتأطير مرشدات دينيات تسند إليهن مهمة تعليم النساء أصول الدين والمعاملات والجوانب الفقهية وغيرها.وهو الجهد الذي بدأ في المساجد، ليصل مداه في ما بعد إلى المؤسسات التعليمية والسجون والمستشفيات وغيرها من المرافق العمومية.
فمنذ البداية، توجت هذه التجربة بنجاح كبير، إذ تلقت الوزارة جملة من الطلبات للاستفادة من سلك تكوين المرشدات الدينيات. فكان لا بد من اعتماد معايير مضبوطة ودقيقة لقبول من تتوفر فيها شروط الإرشاد والوعظ والتواصل مع جمهور النساء في المساجد، ومع نضج التجربة، انتقلت المرشدات للعمل خارج أسوار المساجد، وولجن مؤسسات اجتماعية وشرعن في برمجة زيارات إلى المستشفيات لمواساة المرضى وطرقن زنزانات السجون للتخفيف عن نزيلاتها، كما فتحن أبواب العمل الخيري الاجتماعي على مصراعيه.
المرشدات الدينيات وجدن أنفسهن مجبرات على استعمال لغة وعظية بسيطة وسليمة، فأغلب جمهورهن من النساء الأميات أو ربات البيوت، والأعداد التي تتوافد لحضور دروس المرشدات في ارتفاع مستمر، ما يعني حسب القائمين في وزارة الأوقاف أن التجربة كللت بالنجاح.
خديجة الأكتمي، واحدة من اللواتي انخرطن في مشروع تكوين المرشدات منذ بدايته عام 2005. تتحدث الأكتمي بافتخار كبير عن تجربتها في هذا المجال الذي أحبته وأعطت فيه كل ما أوتيت من قوة وجهد واجتهاد. وهي حاصلة على الإجازة في العلوم، ووجدت هذه المرشدة، الملقبة بقيدومة المرشدات نفسها في عالم الوعظ والإرشاد بعد أن حطت إليه من كلية العلوم. تتحدث عن تجربتها بافتخار كبير وأيضا بتواضع شديد. ..تتذكر كيف أنها ركبت سفينة التحدي، وقررت خوض غمار المنافسة. حفظها لأكثر من نصف القرآن الكريم مهد لها الطريق لولوج سلك المرشدات الدينيات، تقول إنها انخرطت في التكوين بحماس كبير، وكانت دائما تضع نصب أعينها أنه لا بد من المضي قدما في هذا العالم الطاهر النقي.
أما كريمة الزوهير، وهي واحدة من اللواتي أبدت اهتماما كبيرا بمشروع تكوين المرشدات الدينيات و حاصلة على الإجازة في الدراسات الإسلامية، فقد تخطت الصعاب، ورغم انشغالاتها العائلية وتربيتها لابنيها، انخرطت بحماس كبير في برنامج المرشدات الدينيات، فاجتازت مدة التكوين بتفوق، وهي الآن حاضرة بقوة إلى جانب زميلاتها المرشدات.
تكشف الزوهير أنها لا تتوقف عن التفكير لابتكار أحسن السبل للتواصل الديني مع عموم النساء. لقد اكتسبت هذه المرشدة تجربة كبيرة من سنوات قضتها تتجول بين المساجد وتطرق أبواب المؤسسات للإسهام في التأطير. كانت الزوهير من المحظوظات خلال السنة الماضية، عندما تقرر لأول مرة إدراج صنف المرشدات ضمن مباراة ”الخميسة” التي تنظم لاختيار نساء رائدات في مجال اشتغالهن. كانت الزوهير المرشدة الوحيدة التي مثلت زميلاتها في مجال التأطير الديني، فحظيت بلقب الخميسة عام 2009.
تقول إن فضل برنامج المرشدات الدينيات عليها كبير ”ساعدني على الاجتهاد والمثابرة”. فهي وغيرها من المرشدات نموذج الداعيات العصريات اللواتي فقهن الواقع وعرفن سر التعامل مع فئة عريضة ومتنوعة من المجتمع.
لم تتوقف تجربة المرشدات الدينيات عند الحدود المغربية، بل إن عددا من البلدان الأجنبية أبدت اهتماما كبيرا بما تحقق في هذا المجال. لم تخف مرشدات سافرن إلى بلدان أخرى الشغف الكبير الذي أبداه أجانب لما تحقق في مجال التأطير النسائي. تتلقى المرشدات سيلا من الطلبات لإجراء حوارات مع قنوات أجنبية، كما أن بعضهن شاركن في التعريف بالتجربة إما في دول أوربية أو عقر دار بلاد العم السام. كما أن المرشدات الدينيات في المغرب مزجن بين التأطير الديني والعمل الاجتماعي، فأصبحن بطريقة غير مباشرة صلة وصل بين المحسنات والمحتاجات سواء اللواتي يرقدن في المستشفيات ويتطلب علاجهن كلفة مالية كبيرة، أو نزيلات السجون أو المؤسسات الخيرية.
والمتتبعون لهذا الجهد الكبير يعتقدون أن تجربة المرشدات الدينيات تبقى رائدة وتحتاج إلى تطوير في آليات العمل والاشتغال لتصبح نموذجا يحتذى به.
يشار إلى أنه أمام الطلبات المتزايدة التي تتلقاها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية سنويا على برنامج تكوين المرشدات، رأت الوزارة أن لا يزيد عدد المستفيدات عن 60 مرشدة في السنة. ويقول الأمين الشعيبي، الذي أشرف على هذا البرنامج من الألف إلى الياء إنه عدد مقبول. ويشرف على هذا البرنامج علماء مغاربة متخصصون في مختلف العلوم الشرعية. أما شروط القبول في سلك تكوين المرشدات الدينيات فإنها تتلخص في الحصول على شهادة الإجازة وحفظ نصف القرآن على الأقل والإلمام بقواعد العلوم الشرعية، وضبط أصول الفقه والعقيدة وغيرها من المرتكزات الأساسية. أما خلال مدة التكوين، فلا يحق للمنخرطات التغيب لأكثر من ثلاث مرات، لأن هذا يعرضهن للطرد من التكوين.
كما تحصل المرشدات الدينيات، طيلة الـ12 شهرا الخاصة بالتكوين، منحة شهرية قيمتها 2000 درهم (ما يعادل 200 يورو)، وعند التخرج للالتحاق بالعمل في المندوبيات التابعات لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، تتلقى راتبا شهريا يقارب 4000 درهم