تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


المسلسلات التركية بإبهارها الفني وخيالها تغزو مثيلاتها العربية في عقر دارها




القاهرة - بهي الدين تغيان - تلجأ كل دولة من دول العالم الآن إلى الأفلام والمسلسلات والمسرحيات لتكون سبيلها لنشر ما تتميز به من ثقافة وأخلاق وعادات اجتماعية وقيم بين غيرها من الدول حيث أصبحت الشعوب تتقبل ذلك أكثر من أي تقارير دعائية أو إعلامية تعرض على شاشات التليفزيون.


المسلسلات التركية بإبهارها الفني وخيالها تغزو مثيلاتها العربية في عقر دارها
ورغم ما يتمتع به المجتمع العربي من قيم وتقاليد و مقومات حضارة تعزز قدرته على أن يكون في المقدمة نبراسا لغيره من مجتمعات العالم، فإن تركيا تفوقت عليه في مجال الإبهار الفني من خلال ما تنتجه من مسلسلات تتم دبلجتها باللغة العربية فتزيد من تقريبها إلى قلوب الشعوب العربية.
 
وتزايد إقبال الفضائيات العربية في السنوات الأخيرة على بث كل جديد من المسلسلات التركية ، بل وإعادة ما بث من قبل نظرا لمعدل المشاهدة المرتفع لها من جانب الشعوب العربية ،رجالا ونساء وأطفالا.
 
لقد كان الهدف الأساسي من وراء ترويج المسلسلات التركية في عالمنا العربي هو جذب السياحة العربية إلى تركيا حيث أدت بالفعل وفقا للتقارير الإعلامية التركية إلى زيادة التدفق السياحي إليها وأصبحت أماكن تصوير بعض المسلسلات الشهيرة مثل مسلسل"نور" مزارا سياحيا يجني عائدا ماليا ملحوظا.
 
وفي حديثه عن المسلسلات التركية ومقارنتها بالدراما المصرية كتب الشاعر والكاتب الصحفي فاروق جويدة في عموده بصحيفة الأهرام المصرية مؤخرا يقول "فى المسلسل الشهير حريم السلطان، تجد الحاكم الذي يتحدث كثيرا عن العدالة ويقتل مساعديه الذين تجاوزوا فى حقوق الشعب. وتجد قصة حب دامية بين السلطان وإحدى الجواري ثم تجد صراع البلاط بين رجال الحاكم وخلف ذلك كله ورغم هذه الصراعات تجد وطنا جميلا نظيفا حافظ على تاريخه وتراثه. إن القصور كما هي رغم مرور مئات السنين والنساء الجميلات منطقة إبهار شديدة التأثير في الدراما التركية وحياة القصور بالخدم والحاشية صور من التاريخ لكنها تحمل أيضأ شيئا من الحاضر ولهذا أصبحت تركيا الآن من اهم خمس دول سياحية في العالم. إن هذه المسلسلات أكبر دعاية لجذب عشاق الجمال في أي مكان".
 
واستطرد يقول" على الوجه الآخر لو نظرت إلى الدراما المصرية شديدة الواقعية سوف تجد العشوائيات والأطفال المشردين والمباني الآلية للسقوط والأمراض التي تأكل البشر والنصب والتحايل والقتل والإرهاب وحين تترك نفسك للمسلسل المصري تشعر بحالة اختناق وغثيان أمام وجوه كئيبة وشتائم بذيئة وحوارات ساقطة وحين يهبط على عينيك الجمال التركي الرهيب تشعر انك انتفلت إلى حياة أخرى وعالم بعيد ولعل هذا هو السبب ان المسلسلات التركية هى الجواد الرابح الذي اسقط الدراما العربية كلها. إنه الصراع بين القبح والجمال ومهما اعتدنا القبح نظل دائما نتطلع للجمال".
 
من ناحية أخرى فإنه رغم أن تركيا مجتمع إسلامي، تتضمن بعض المسلسلات التركية مشاهد تتعارض مع القيم الإسلامية، تتمثل في انفتاح العلاقة بين الرجل والمرأة، وتناول المسكرات، وعقوق الوالدين أحيانا وهي أمور قد تكون شائعة بالفعل في بعض المجتمعات الإسلامية ولكن الخوف من تأثيرها على المشاهد يرجع إلى ارتباط بعض المشاهدين بشدة بأبطال هذه المسلسلات إلى درجة تقليدها في بعض الأحيان، ومن الأدلة على ذلك ما أوردته وكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) من المغرب عن قيام طفل يبلغ من العمر تسع سنوات في قرية بإقليم "اليوسفية" بشنق نفسه بحبل داخل غرفة بمنزل أسرته محاولا تقليد شخصية بمسلسل "خلود" التركي الذي تبثه القناة المغربية العامة الثانية. وكان طفل عراقي قد أقدم على ربط حبل في سقف الغرفة بمساعدة شقيقه ثم انتحر شنقا منذ أكثر من عام متأثرا بأحداث المسلسل التركي "وادي الذئاب".
 
وكان لمشاهدة المسلسلات التركية دور في وقوع بعض الحوادث في المجتمعات العربية وعلى سبيل المثال أقدمت امرأة عراقية على إشعال النار في جسدها على خلفية شجار نشب مع زوجها نتيجة إصراره على مشاهدة أحد المسلسلات التلفزيونية التركية المدبلجة.
 
وفي الأردن، ذكرت صحف محلية أن زوجا "غيورا" أقدم على تطليق زوجته بعد أن أقدمت الأخيرة على وضع صورة "مهند" على هاتفها الجوال مما أثار غضبه واعتبر ذلك إهانة لمشاعره، فأقسم يمين الطلاق على الفور.
 
وآخر تلك الحوادث ما نشرته صحيفة "اليوم" السعودية مؤخرا عن طلاق سيدة سعودية من زوجها في الدمام؛ حيث أبدت الزوجة استياءها من طريقة تعامل زوجها معها مقارنة بما تشاهد من رومانسية في التعامل من بطل المسلسل التركي مما يجعل عينيها لا تفارق الشاشة ولو لثانية واحدة. وقالت الصحيفة إن تلك النقاشات أزعجت الزوج حتى وصلت المقارنة في أحد الأيام إلى أقصاها فعندها ثار الزوج ونطق بيمين الطلاق.
 
وشمل الإعجاب الشديد بأبطال المسلسلات التركية قيام بعض الأسر في الدول العربية بإطلاق أسماء هؤلاء الأبطال على أبنائهم وبناتهم وانتشرت أسماء "نور" و"مهند" و"يحي" و"لميس" من مسلسلي " نور" و " سنوات الضياع". بل طال التقليد ملابس أبطال المسلسلات وجرى طبع صور الممثلين الأتراك على بعض قطع الملابس الرجالية والنسائية بل شمل ذلك أيضا ملابس الأطفال.

بهي الدين تغيان
الخميس 1 نوفمبر 2012