نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

خديعة الرحمة

03/07/2025 - هناء محمد درويش

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي

المثقف من قرامشي إلى «تويتر»

24/05/2025 - د. عبدالله الغذامي :


المعارضون التونسيون يشككون بحياد المرجعيات المحلية للإنتخابات والموالون يهللون لبضعة مقاعد




تونس - صوفية الهمامي - مضى الامس الانتخابي في تونس وغدا يوم آخر لكن الامر ليس كذلك للمعارضة التونسية التي شككت بحياد وزارة الداخلية المشرفة الوحيدة على الانتخابات في غياب اي رصد دولي ذي وزن ومصداقية وحين سئل وزير الداخلية عن ذلك رفض ان تكون الامم المتحدة مرجعية انتخابية وذلك باسم السيادة طبعا ،مراسلة "صحيفة الهدهد الدولية " رصدت ما يجري في صفوف المعارضين الذين رأوا ان تونس لم تدخل العصر الديمقراطي بعد وصفوف الموالين الذين هللوا لبضعة مقاعد اضافية ثمنا لولاء كامل او ولاء نسبي


احمد نجيب الشابي ومية الجريبي
احمد نجيب الشابي ومية الجريبي
الإثنين 26 أكتوبر 2009 أول يوم في الولاية الخامسة للرئيس بن علي انطلق ناعسا منتشيا مثقلا بالحديث والفرح والترقب والنقد والانتقاد.
- صباح الخير
- كيف حال الإنتخابات.
- ومن قال لك أننا في الصباح، الصباح بدأ مبكرا في الفجر والانتخابات صارت في الماضي والطيور الساكنة في أشجار شارع الحبيب بورقيبة حيث تتواجد وزارة الداخلية والتنمية المحلية بدأت رقصتها المسائية.

داخل الوزارة خاطب وزير الداخلية الصحفيين الذين نعموا ليلة البارحة بالنوم في فنادقهم الفاخرة وتمتعوا بضيافة تونس من أسماك البحر الأبيض المتوسط إلى لحم خروف سيدي بوزيد، وجاؤؤا فقط لطرح أسئلة استفزازية لتسجيل حضورهم مثل : "هل سترسل تقارير السادة المراقبين الذين تابعوا سير الإنتخابات إلى الأمم المتحدة؟ أو"كيف ستتعاملون مع من سيشكك في نزاهة الإنتخابات؟

وزير الداخلية ردّ عليهم بسؤال أيضا : " ولماذا نرسل بتقرير إلى الأمم المتحدة هل هي من أوكل المراقبين نحن دولة ذات سيادة ولنا قرارنا، الإنتخابات تمت في كنف الحرية واحترام مقتضيات القانون وما دعوتنا لمراقيبين إلا ليشهدوا على شفافية الإنتخابية والرد على المشككين".
مضيفا أن موجة من الزغاريد عمّت كل تونس حين تم الإعلان عن فوزر الرئيس بن علي...

وفعلا فقد إنطلقت الإحتفالات في أكثر من مكان، وإنطلقت جميع الإذاعات الوطنية والخاصة في بث مباشر طوال ليلة الأحد ولايزال البث المباشر متواصلا إلى مساء الإثنين، تهاني وأغاني الفنانين والمثقفين والإعلامينن بنجاح الرئيس بن علي في الانتخابات.
ومن المقرر أن ينظم التجمع الدستوري الديمقراطي الذي تحصل على 161 مقعدا داخل البرلمان احتفالات كبيرة أهمها الحفل الفني الساهر الذي ستحييه المطربة العربية ميادة الحناوي مساء الغد 27 أكتوبر 2009.

وقد أصدر الديوان السياسي للتجمع الدستوري الديمقراطي بيانا صباح هذا اليوم جاء فيه أن نجاح الإنتخابات هو مبايعة حقيقية للرئيس بن علي من قبل الشعب التونسي، وتأكيدا لمكانة التجمع الدستوري الديمقراطي لدى المواطنين التونسيين باعتباره الحزب الاول المؤتمن على رسالة التغيير.

في الشق الثاني المعارض، بادر أحمد نجيب الشابي ومية الجريبي الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدّمي إلى عقد ندوة صحفية ظهر اليوم الاثنين وإصدار بيان حول النتائج الانتخابية جاء فيه :
"أسدل الستار على الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي لم تفاجئ نتائجها أحدا سواء في مستوى نسبة المشاركة المعلنة أو النسب التي فاز بها مرشّح التجمّع الدستوري والتي لم تبتعد عن مربّع التسعين المعتاد.
إن هذه النتائج التي أبقت بلادنا خارج روح العصر جاءت ثمرة لتمسّك الحزب الحاكم بالسيطرة على مراحل العملية الانتخابية بدءا من التسجيل إلى يوم الاقتراع، وهي نتيجة طبيعية للقانون الاستثنائي الذي أقصى الكفاءات الوطنية من الترشّح بمن فيهم مرشّح الديمقراطي التقدّمي، في مقابل إفساح المجال لمرشّح الحكم للفوز بولاية خامسة على التوالي.

لقد جرت الانتخابات في غياب أي مرجعية محايدة وتحت إشراف وزارة الداخلية وفي ظل استبعاد المراصد الدولية المشهود لها بالحيادية والحرفية، والاستعاضة عنها بشهادات المجاملة التي أغدقها الضيوف الرسميون على سير العملية الانتخابية.
وكان طبيعيا أن تفرز الانتخابات التي تمّت في ضل قوانين إقصائية وانغلاق إعلامي، فوزا ساحقا لقائمات الحزب الحاكم لكل المقاعد المتنافس عليها، والمحافظة على الترتيب السابق للأحزاب السياسية، خاصة بعد إقصاء 65 بالمائة من قائمات المعارضة المستقلّة واستبعادها من 80 بالمائة من مناطق الثّقل السكّاني.
وأثبت سير الحملة الانتخابية والتضييقات الكبرى التي شملت طبع البيانات الانتخابية وتوزيع المعلقات وسائر وسائل الاتصال بالناخبين صحة موقف الحزب الديمقراطي التقدّمي الذي أعلن عن انسحابه ومقاطعته، رافضا تزكية الديكور الديمقراطي الذي ما كان ليؤدي إلا الى هذا المشهد المعتاد.
لقد فوّت الحكم على تونس مرّة أخرى فرصة هامة للانتقال الى الديمقراطية بإفراز مجلس نيابي يكرّس استمرار هيمنة الحزب الحاكم على الحياة الوطنية لما يزيد عن نصف قرن، وبنسف شروط المنافسة الدنيا في الانتخابات الرئاسية.
إن تونس لجديرة اليوم بنظام سياسي متطوّر يدرأ عنها المخاطر ويضعها على سكّة الحداثة، وهو ما يفرض التعجيل بإجراء إصلاحات سياسية جوهرية تعيد للشعب اعتباره وتفتح الطريق للتداول السلمي على الحكم وترسي مؤسسات تمثيلية حقيقية".

* أحزاب الموالاة تحصد غلال الانتخابات
تبقى الأحزاب الموالية كليا ونسبيا للسلطة هي المستفيدة من الإنتخابات التشريعية وكان حظها أوفر من غيرها تحت قبة البرلمان.
فقد تحصل "حزب الخضر للتقدم" صاحب القائمة السفرجلية على ست "سفرجلات" أو 6 مقاعد ستمثله في دورة مجلس النواب 2009 – 2014.
وتحصل المنذر ثابت أمين عام الحزب الإجتماعي التحرري صاحب القائمة البرتقالية على 8 مقاعد "برتقالات" في البرلمان .
اما حزب الديمقراطين الاشتراكيين الذي يتولى أمانته العامة إسماعيل بولحية فقد تحصل على نسبة تصويت عالية مكنته من 16 مقعدا في البرلمان، كذلك كان الأمر لحزب الوحدة الشعبية الذي ترشح امينه العام للرئاسية محمد بوشيحة على 12 مقاعد في البرلمان.
مرشح الرئاسية أيضا أحمد الأينوبلي أمين عام الإتحاد الديمقراطي الوحدوي ذي التوجهات القومية فقد حقق نسبة تصويت مكنت حزبه من 9 مقاعد داخل البرلمان.
فيما حصل اللون الأزرق لمرشح الرئاسية أحمد إبراهيم زعيم حركة التجديد على مقعدين فقط.

الملفت في القوائم المستقلة تسجيلها لصـفر من النتائج وأصحاب القوائم غير مستائين من ذلك لأنهم إعتبروا أن هذه النتائج كانت منتظرة باعتبار أن رهانهم كان سياسيا ولم يكن إنتخابيا منذ البداية، كما ذكر ذلك رفاق القائمة المستقلة من أجل الديمقراطية والعدالة الإجتماعية في بيانهم الإنتخابي فمشوارهم بدأ بخطوة والباقي في بطن الشاعر :

"خطوة

يبدأ الميل من خطوة والرفاق..

من القبلة الصادقة

ينتهي الميل في خطوة والرفاق..

إلى خدعة سابقة

فلتكن دائما

خطوة

تتّبع الخطوة اللاحقة

ولتكن واضحا

مثل جرح عظيم".




صوفية الهمامي
الاثنين 26 أكتوبر 2009