
بعد اليونان وايرلندا الأزمة تهدد الآن البرتغال واسبانيا
ديسمبر 2010. طائرة المستشار ة الألمانية انجيلا ميركل تقلع بهدوء مع أول أشعة الصباح من مطار زافنتيم البلجيكي. قبل قليل قطع زعماء الدول الأوروبية اجتماعهم الماراثوني. لم يتوصلوا إلى اتفاق حول طريقة لحماية "الأشقاء الصغار" في منطقة اليورو.
ترسم طائرة ميركل خطاً دخانياً أبيض في الفضاء الأزرق البارد. في جهازها البلاكبري تقرأ المستشارة الاتحادية أخباراً عاجلة عن هبوط حاد في الأسواق المالية الآسيوية. بورصة فرانكفورت لا تزال مفتوحة.
على أوربا أن تكون دائماً جاهزة لإنقاذ بلدان اليورو الضعيفة، من خلال صندوق أوروبي للطوارئ، يمول من دافعي الضرائب. اتفق القادة الأوروبيون على هذه النقطة. لكن ميركل طالبت أيضاً بأن تتعهد البنوك والمستثمرون أيضاً بأن يسقطوا جزءاً من ديونهم عن تلك البلدان في حال تعرضها لأزمة مالية.
لا ضمانات
لا تريد ميركل أن يتحمل دافع الضرائب الألماني كل العواقب الناجمة عن تصرفات البنوك التي تجازف بمنح الديون لبلدان تعاني من مشاكل اقتصادية. إذا لم يتمكن أحد هذه البلدان من سداد ديونه فيمكن للحكومات الأوروبية أن تتدخل وتقدم مساعدات، ولكن ليس من الصواب أن تظل الحكومات تقدم ضمانات للبنوك باسترجاع ديونها كاملة. هذا هو باختصار مقترح المستشارة الألمانية.
زملاؤها رأوا أنها ذهبت بعيداً. إذا فعلنا هذا، يقول المعارضون، فلن يجرؤ أي بنك على إقراض البلدان الضعيفة اقتصاديا، وسينهار اقتصاد هذه البلدان أكثر.. مما يؤدي إلى انهيار منطقة اليورو بأجمعها. وعندها سيكون على الحكومات أن تقدم مبالغ أكبر بكثير لدعم الاقتصادات المتأزمة. وسيكون الحساب أبهظ على دافع الضرائب في البلدان الأقوى، مثل ألمانيا. ميركل تعرف أيضاً أن حجة كهذه ستواجهها في بلادها.. وستزداد الأصوات في البرلمان الألماني الداعية للخروج تماماً من منطقة اليورو.
ارتفاع الفوائد
ها هي ميركل إذن تعود إلى برلين خالية الوفاض. الأسواق المالية في أوروبا تتفاعل فوراً مع هذه الأنباء. الفوائد على القروض الممنوحة لايرلندا والبرتغال تتصاعد بسرعة. الاحتمال كبير ألا يتمكن هذان البلدان من سداد الديون.. والبنوك خائفة. وعليه لن تمنح البنوك قروضاً لهاتين الدولتين إلى مقابل تعويض ثابت.. أو فوائد عالية جداً.
بعد أيام قليلة تتوسع الشكوك لتشمل اسبانيا وإيطاليا. حتى فرنسا، التي يتعين على حكومتها تمويل صندوق المعاشات الضخم، لن تظل خارج دائرة الشكوك. الألمان ملوا من هذه الاوضاع. حزب شعبوي جديد يجعل من المارك الالماني شعاراً له يقفز إلى الصدارة في استطلاعات الرأي.
الخروج من اليورو
تقرر ألمانيا تعليق مساهمتها في صندوق الطوارئ الأوربي. تتوقف عمليات الإنقاذ الجارية حالياً، لليونان وإيرلندا والبرتغال. تقرر هذه البلدان الخروج من اليورو، وتعيد الدراخما والجنيه والاسكودو مجدداً إلى الأسواق بعد أن تخفض كثيراً من قيمتها. أخبار جيدة للتجار.. فالتصدير سيصبح أرخص. لكن الديون الخارجية لا تزال مسجلة باليورو. العملة المحلية أصبحت أرخص.. واليورو أغلى.. والديون تصبح بالتالي أكبر.
اختفاء الثقة
الثقة باليورو تختفي تماماً خلال اسابيع. لن يتمكن الدائنون من استرجاع أموالهم. البنوك تدخل في مشاكل أكبر من المشاكل التي بدأت بها الأزمة المالية. الشعوب تنتفض. الجميع سيلقي اللوم على العملة الأوروبية الموحدة. على اليورو أن يدفع الثمن.. ينهار.
تستفيق أنجيلا ميركل مفزوعة. الطيار هبط بشكل سريع. تتنهد ميركل وتسارع إلى جهازها البلاكبري: انخفاض حاد في بورصة فرانكفورت، لكن اليورو لا يزال موجوداً. ربما عليها أن تخفف قليلاً من مطالبها. على الأقل لكسب الوقت. فالعملة التي تظل صامدة بفضل السياسيين فقط، وليس بفضل قواعد مالية واضحة، سينهار عاجلاً أم آجلاً
ترسم طائرة ميركل خطاً دخانياً أبيض في الفضاء الأزرق البارد. في جهازها البلاكبري تقرأ المستشارة الاتحادية أخباراً عاجلة عن هبوط حاد في الأسواق المالية الآسيوية. بورصة فرانكفورت لا تزال مفتوحة.
على أوربا أن تكون دائماً جاهزة لإنقاذ بلدان اليورو الضعيفة، من خلال صندوق أوروبي للطوارئ، يمول من دافعي الضرائب. اتفق القادة الأوروبيون على هذه النقطة. لكن ميركل طالبت أيضاً بأن تتعهد البنوك والمستثمرون أيضاً بأن يسقطوا جزءاً من ديونهم عن تلك البلدان في حال تعرضها لأزمة مالية.
لا ضمانات
لا تريد ميركل أن يتحمل دافع الضرائب الألماني كل العواقب الناجمة عن تصرفات البنوك التي تجازف بمنح الديون لبلدان تعاني من مشاكل اقتصادية. إذا لم يتمكن أحد هذه البلدان من سداد ديونه فيمكن للحكومات الأوروبية أن تتدخل وتقدم مساعدات، ولكن ليس من الصواب أن تظل الحكومات تقدم ضمانات للبنوك باسترجاع ديونها كاملة. هذا هو باختصار مقترح المستشارة الألمانية.
زملاؤها رأوا أنها ذهبت بعيداً. إذا فعلنا هذا، يقول المعارضون، فلن يجرؤ أي بنك على إقراض البلدان الضعيفة اقتصاديا، وسينهار اقتصاد هذه البلدان أكثر.. مما يؤدي إلى انهيار منطقة اليورو بأجمعها. وعندها سيكون على الحكومات أن تقدم مبالغ أكبر بكثير لدعم الاقتصادات المتأزمة. وسيكون الحساب أبهظ على دافع الضرائب في البلدان الأقوى، مثل ألمانيا. ميركل تعرف أيضاً أن حجة كهذه ستواجهها في بلادها.. وستزداد الأصوات في البرلمان الألماني الداعية للخروج تماماً من منطقة اليورو.
ارتفاع الفوائد
ها هي ميركل إذن تعود إلى برلين خالية الوفاض. الأسواق المالية في أوروبا تتفاعل فوراً مع هذه الأنباء. الفوائد على القروض الممنوحة لايرلندا والبرتغال تتصاعد بسرعة. الاحتمال كبير ألا يتمكن هذان البلدان من سداد الديون.. والبنوك خائفة. وعليه لن تمنح البنوك قروضاً لهاتين الدولتين إلى مقابل تعويض ثابت.. أو فوائد عالية جداً.
بعد أيام قليلة تتوسع الشكوك لتشمل اسبانيا وإيطاليا. حتى فرنسا، التي يتعين على حكومتها تمويل صندوق المعاشات الضخم، لن تظل خارج دائرة الشكوك. الألمان ملوا من هذه الاوضاع. حزب شعبوي جديد يجعل من المارك الالماني شعاراً له يقفز إلى الصدارة في استطلاعات الرأي.
الخروج من اليورو
تقرر ألمانيا تعليق مساهمتها في صندوق الطوارئ الأوربي. تتوقف عمليات الإنقاذ الجارية حالياً، لليونان وإيرلندا والبرتغال. تقرر هذه البلدان الخروج من اليورو، وتعيد الدراخما والجنيه والاسكودو مجدداً إلى الأسواق بعد أن تخفض كثيراً من قيمتها. أخبار جيدة للتجار.. فالتصدير سيصبح أرخص. لكن الديون الخارجية لا تزال مسجلة باليورو. العملة المحلية أصبحت أرخص.. واليورو أغلى.. والديون تصبح بالتالي أكبر.
اختفاء الثقة
الثقة باليورو تختفي تماماً خلال اسابيع. لن يتمكن الدائنون من استرجاع أموالهم. البنوك تدخل في مشاكل أكبر من المشاكل التي بدأت بها الأزمة المالية. الشعوب تنتفض. الجميع سيلقي اللوم على العملة الأوروبية الموحدة. على اليورو أن يدفع الثمن.. ينهار.
تستفيق أنجيلا ميركل مفزوعة. الطيار هبط بشكل سريع. تتنهد ميركل وتسارع إلى جهازها البلاكبري: انخفاض حاد في بورصة فرانكفورت، لكن اليورو لا يزال موجوداً. ربما عليها أن تخفف قليلاً من مطالبها. على الأقل لكسب الوقت. فالعملة التي تظل صامدة بفضل السياسيين فقط، وليس بفضل قواعد مالية واضحة، سينهار عاجلاً أم آجلاً