نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي

المثقف من قرامشي إلى «تويتر»

24/05/2025 - د. عبدالله الغذامي :

التانغو" فوق حطام المنطقة

22/05/2025 - عالية منصور


برلمان الاقباط المصريين في المهجر بين ضياع الحقوق والتدويل وتعميق الانقسامات الداخلية




القاهرة - رشيد نجم - فعلها اقباط المهجر واعلنوا عن تاسيس البرلمان القبطي والذي من المتوقع ان يضم كافة المنظمات والاحزاب القبطية المنتشرة حول العالم خصوصا في الولايات المتحدة والدول الاوروبية، ردود الفعل اتت متفاوتة، فبين مخاوف الانقسام عن الدولة الام وتدويل القضية كان للفكرة انقساما بين الاقباط انفسهم ومنهم من عارضها ومنهم من طالب بعلماينتها.


اقباط مصر يؤسسون برلمانا خاصا بهم
اقباط مصر يؤسسون برلمانا خاصا بهم
في حصيلة لاستطلاع قام به الهدهد في القاهرة تبين ان المخاوف ليست فقط عند المسلمين، فحتى اعضاء الاحزاب الوطنية والمعارضة والمنظمات الحقوقية ابدوا مخاوفهم من انتشار الفكرة، فاليوم برلمان قبطي وغدا برلمان للاخوان وبعده للصوفيين وبعده للانجيليين وهكذا الى ان تتفكك الدولة وتصبح تحت سيطرة مجموعة من البرلمانات التي يتبع لها الشارع ويصبح المجلس النيابي الحالي الرسمي مجرد ادارة رسمية للتوقيع على المعاملات والقرارات والقوانين والمشاجرات لا اكثر.

احد اعضاء جماعة الاخوان المسلمين قال ان موقفه ذو شقين، الاول يتمثل بالمخاوف من الاستقلال القبطي، والثاني ايجابي بانه سيكون خطوة نوعية لللعمل السياسي في مصر، الامر الذي سيسمح للجماعة الاخوانية بالانتشار او على الاقل الحصول على الاعتراف الرسمي بوجودها، ويعتقد ان الاعتراف بالجماعة من قبل النظام لن يكون حبا بالجماعة بل لتكون السد المصري في وجه الاستقلال القبطي.

الكنيسة القبطية كان لها موقف سياسي ذكي جدا فقد اعلن القمص صليب متى ساويرس، عضو المجلس الملى ان فكرة البرلمان فكرة جيدة شريطة ان لا تكون طائفية اي ان تضم المصريين الاقباط والمسلمين على حد سواء لحل المشاكل الداخلية في مصر، واتفق معه بالراي الدكتور رفعت فكرى، راعى الكنيسة الإنجيلية بأرض شريف وزاد على القمص القبطي بان يكون من اهداف البرلمان ايجاد مجتمع علماني مصري، رافضا انضمام رجال الدين للبرلمان حتى يكون علماني صرفا دون توجه عقائدي.

شعبيا وفي الشارع المصري الكثير من الاقباط لم يسمع بالبرلمان المزمع اقامته، والبعض الاخر راها فكرة سخيفة بقوم بها بعض الاقباط المهاجرين ليغطوا بها انقساماتهم التي فاحت رائحتها في الفترة الاخيرة، بينما قسم من الشباب الناشطين على المواقع العنكبوتية القبطية بان الفكرة جميلة وستؤدي الى الحصول على الكثير من الامتيازات التي يحرم منها الاقباط حاليا بالاضافة الى مساحة اكبر للحرية الدينية، لكن معظم من التقاهم الهدهد تخوفوا من التدويل ايضا مما سيضيع القضية الاساسية باعتبار انها قضية داخلية، رافضين تحكم اقباط المهجر بقراراتهم الداخلية، وهو ما دفع المحامي حنا حنا ومعه مجموعة من المحامين الاقباط الى الاعلان ان لا علاقة بينهم وبين البرلمان الجديد وتبراهم من ادراج اسماء بعضهم في قائمة المؤسسين والمشرفين على الانتخابات الالكترونية المنوي القيام بها قريبا لاختيار اعضاء البرلمان.

يذكر ان اقباط المهجر وعلى لسان مايكل منير المتحدث الرسمي باسم "البرلمان القبطي"، اعلنوا عن انشاء البرلمان المذكور مع التشديد انه ليس إنشاء البرلمان القبطي ليس دعوة انفصالية ولا دعوة كراهية أو تحريض على إخواننا وشركائنا بالوطن، مؤكدين ان البرلمان بمفهومه القبطى هو نفس مفهوم مجلس العموم البريطانى او مجلس البوندستاج الالمانى او الكونجرس الامريكى مقر لاعضاء منتخبين عن كل القوى السياسية الناشطة بالمجتمع القبطى من منظمات منتشرة فى قارات الشتات الست و اعضاء اخرين مستقلين يرفضوا الانضمام لاى منظمة موجودة حاليا لاسباب عديدة منها التشرذم والانشقاقات وقلة الفعالية و عدم الاستمرار بخط متصاعد و عدم وجود تنسيق بين المنظمات او رابط بينها يعظم من انجازاتها على الارض ويجمع الموجب مع الموجب ويتلافى السالب ..

خطوة لا يمكن الا ان تصف بالخطرة يقامر بها اقباط المهجر، فهي لن تؤدي الا الى المزيد من الضغط السياسي داخليا والمراقبة اللصيقة على اقباط الداخل، مما سيفسر خارجيا بانه مزيد من الاضطهاد، فمفهوم البرلمان الخاص لطائفة معينة بحد ذاته خطرا بالنسبة لدولة قوامها اكثر من 80 مليون شخص مع احتمالات انتقال الفكرة الى الاخرين ...



رشيد نجم
السبت 8 ماي 2010