نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

سورية في العقل الأميركي الجديد

05/08/2025 - باسل الحاج جاسم

سمومُ موازينِ القوى

28/07/2025 - غسان شربل

من نطنز إلى صعدة: مواد القنبلة في قبضة الوكيل

24/07/2025 - السفير د. محمد قُباطي

في كذبة الوطنية السورية

21/07/2025 - غازي دحمان


تسوق وموسيقى وهدايا وأقنعة مخيفة في احتفالات أعياد الميلاد بالنمسا




سالزبورج / النمسا - هورست هاينز جريم - تشق أعداد غفيرة من الزوار أثناء النهار طريقها عبر الأزقة، ولكن في المساء عندما يعودون إلى الحافلات التي تقلهم يصبح وسط مدينة سالزبورج القديم خاليا من البشر، وهذه هي اللحظة التي يمثل فيها القيام بجولة للشراء خلال أسواق موسم الكريسماس مصدرا لمرح حقيقي.


تسوق وموسيقى وهدايا وأقنعة مخيفة في احتفالات أعياد الميلاد بالنمسا
خلال فترة الأسابيع الأربعة التي تسبق الاحتفال بأعياد الميلاد من كل عام تفتتح سالزبوج سوقا لموسم الكريسماس تكون خلفيته الكاتدرائية المشيدة على طراز الباروك المعماري، ويعتبر كثير من الأشخاص هذه السوق أنها الأجمل في جميع أنحاء النمسا.
 
 وكان التجار قد بدءوافي العصور الوسطى بيع بضائعهم في هذا الموقع، وفي القرن السابع عشر كان هناك ذكر لسوق سان نيكولاس، وتم حل السوق عام 1932 ولكن تم إحياؤها مرة أخرى في شكلها الحالي عام 1972 من خلال مبادرة خاصة.
 
وكان وسط مدينة سالزبورج القديم المصممةمبانيه على الطراز المعماري للعصور الوسطى بأزقته الضيقة وميادينه المزدانة بالقصور يتمتع بجو خاص في فترة ما قبل المسيحية.
 
وتشير ماريا ألتندورفر من مكتب السياحة بسالزبورج إلى أن فترة الأسابيع الأربعة التي تسبق أعياد الميلاد تعد موسما مزدهرا بالنسبة للسياحة، وتقدم نصيحة عملية للزوار بضرورة القيام بحجز غرف في الفنادق مسبقا في حالة تخطيطهم للبقاء لفترة تزيد عن اليوم.
 
 وليست السوق الواقعة أمام الكاتدرائية هي المعلم الوحيد بل إن هناك المزيد من المعالم التي تستحق المشاهدة، ويوجد ما إجماليه سبع أسواق لأعياد الميلاد في سالزبورج، ومن بين هذه الأسواق سوق تقع عاليا في حصن هوهنسالزبورج أعلى تل يشرف على المدينة.
 
 وهذا الحصن الذي يرجع تاريخه للعصور الوسطى والذي لم يتم قهره أبدا من جانب الغزاة يعد أكثر معالم المدينة روعة، وأدرجته منظمة اليونسكو بالإضافة إلى وسط مدينة سالزبورج القديم في قائمة مواقع التراث العالمي.
 
ويمكن الوصول إلى الحصن سواء عن طريق المشي على طريق مرصوف بالحجارة أو باستخدام وسيلة توفر راحة أكثر وهي الجندول، وتفتح سوق الكريسماس المقامة في فناء الحصن أبوابها أمام الجمهور في أيام عطلات نهاية الأسبوع خلال الأسابيع الأربعة التي تسبق أعياد الميلاد أي أيام الجمعة والسبت والأحد من العاشرة صباحا إلى السابعة مساء.
 
وتعرض منصات البيع المزينة هدايا تذكارية أصلية ومنتجات يدوية مصنوعة محليا، ومن الضروري أن تلقي نظرة على المدينة التي تقع أسفل من إحدى شرفات الحصن.
 
وتعد الكاتدرائية والكثير من الكنائس دليلا على الديانة المسيحية الكاثوليكية للسكان، وكنتيجة لذلك تكون الكنائس خلال الأسابيع الأربعة التي تسبق أعياد الميلاد مكانا توجد فيه لحظات من التأمل الهادىء، ويقيم كبير الأساقفة القداس في الكاتدرائية  بمصاحبة موسيقى يوهان ميشائيل هايدن وبالطبع موسيقى وولفجانج أماديوس موزار إبن المدينة الشهير.
 
 وتتيح مدينة موزار برامج موسيقية مكثفة خلال هذه الفترة، وخارج أبواب الكاتدرائية تقدم فرقة موسيقية ألحانا بالأبواق في المساء بينما يترنم أفراد الجوقة بترنيمات أعياد الميلاد عبر شوارع سالزبورج.
 
وأهم فعالية في برامج احتفالات أعياد الميلاد بسالزبورج هو حفل للموسيقى الشعبية وإقامة عروض مسرحية في قاعة جروسيس فستسبيلهاوس للموسيقى.
 
ويعد شارع جتريدجراسه هو الشارع الرئيسي للتسوق وتوجد على جانبيه مبان أثرية محمية  ذات واجهات مشيدة على الطراز المعماري للعصور الوسطى، ويوجد بكل المباني تقريبا أفنية خلفية ذات طابع رومانسي وممرات تؤدي إلى شوارع توازي شارع جتريدجراسه.
 
 وفي هذه الأفنية التي كان الحرفيون في السابق يقيمون فيها ورشا خاصة بهم توجد الآن بوتيكات رائعة ومتاجر لبيع الحلي والقطع الفنية القديمة والهدايا التذكارية، وتتناثر وسط هذه المتاجر مقاه صغيرة.
 
 وهذا الجو الوقور مصيره إلى الانتهاءبالصخب في الخامس من كانون أول/ديسمبر من جانب مجموعات من المشاغبين الذين يثير منظرهم الخوف ويطلق عليهم إسم " كرامبوس " وهو مخلوق أسطوري في منطقة جبال الألب يصاحب سان نيكولاس في أعياد الميلاد ولكنه يعاقب الأطفال ذوي التصرفات السيئة، وتعدو هذه المجموعات في الشوارع والأزقة وتحاول تخويف الناس.
 
وتعد شخصية كرامبوس الأسطورية شريرة نقيضا لشخصية سان نيكولاس الذي يجلب الهدايا للأطفال في أعياد الميلاد، ويرتدي أفراد المجموعة التي تطلق على نفسها إسم كرامبوس أقنعة مخيفة وتضع على رؤوسها قرونا كما ترتدى أردية من الفراء الرفيع، ويحاول كثير من السياح الذين يشعرون بالخوف الحصول على الأمان داخل الكاتدرائية حيث يمكنهم سماع موسيقى الكريسماس المهددئة.

هورست هاينز جريم
الاثنين 26 نوفمبر 2012