نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

خديعة الرحمة

03/07/2025 - هناء محمد درويش

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي

المثقف من قرامشي إلى «تويتر»

24/05/2025 - د. عبدالله الغذامي :


تفنّن لإحياء التراث بأبوظبي....جوائز بالملايين لمسابقات جمال الكلاب وصيد اللؤلؤ وتربية الصقور




دبي - أحمد هاشم - يعشق الاماراتيون تراثهم، وسنويا يتفننون في اقامة مسابقات كبرى تهدف لاحياء هذا التراث وتعريف الاجيال الجديدة بماضي الاجداد


السلوقي واحد من أقدم سلالات الكلاب في العالم ويعود تاريخها إلى 13 ألف عام
السلوقي واحد من أقدم سلالات الكلاب في العالم ويعود تاريخها إلى 13 ألف عام
ولعل اشهر تلك المسابقات ، ماتقيمه هيئة ابوظبي للثقافة والتراث، للتعريف بالكلاب "السلوقية" التي يعتز بها الخليجيون ويعتبرونها من اشهر وامهر كلاب الصيد، والى جانبها مسابقات لصناعة القهوة العربية، واخرى تجمع هواة صيد اللؤلؤ وتربية الصقور والخيل والابل، وجميعها تلقى اقبالا كبيرا من الاماراتيين وابناء دول الخليج، خاصة وان جوائز بعضها تصل الى ملايين الدراهم.

ونظمت الهيئة الاماراتية نهاية الشهر الماضي، مسابقة ضخمة لاختيار "ملك جمال الكلاب"، واعلنت ان الاشتراك في المسابقة يقتصر على نوع "الكلاب السلوقي العربي"، وشارك فيها أكثر من170 كلبا .

واوضحت اللجنة المنظمة للمسابقة ان المنافسة في المسابقة كانت على فئة الكلاب ذات الوبر الخفيف والاخرى ذات الوبر الكثيف.

واوضح عبد الله القبيسي، مدير إدارة الاتصال في هيئة أبوظبي للثقافة ان المسابقة التي تقام منذ عدة سنوات ، وتشهد اقبالا كبيرا من مربي هذا النوع من الكلاب، تمنح الفائزين جوائز نقدية قيمة.

وتتيح "مسابقة جمال السلوقي العربي"، التي يشرف عليها "مركز السلوقي العربي" بابوظبي، لمالكي هذا النوع من الكلاب فرصة عرض كلابهم سواء ذات الوبر الخفيف (الحص) أو ذات الوبر الكثيف (الريشي)، أمام عشرات الالاف من المشاهدين، والمهتمين بالتراث وتربية هذا النوع من الحيوانات.

ويتم اختيار الكلاب الفائزة بناء على الخصائص القياسية للسلالة مثل الرأس، الهيكل العام، الوبر، الحركة، والانطباع العام .

وخلافا لمسابقات الكلاب الأوروبية، لا يقتصر الأمر في "مسابقة جمال السلوقي العربي" بأبوظبي، على المعايير المرتبطة بالسلالة، بل يتم أيضاً تقييم السلوك الغالب للسلوقي في مهارات الصيد، المطاردة والحراسة، السمات النفسية، والشجاعة والهيمنة.

ويعتبر السلوقي واحداً من أقدم سلالات الكلاب في العالم ويعود تاريخها إلى 13 ألف عام.

ويحظى هذا النوع من كلاب الصيد الصحراوية، التي يرجع موطنها الأصلي إلى شبه الجزيرة العربية، بمكانة مرموقة عند البدو نظراً لقوته الاستثنائية ، ويستطيع الكلب السلوقي الاستمرار في الركض لمسافات طويلة تصل سرعته خلالها إلى 65 ميلا في الساعة بالإضافة إلى ذكائه ووفائه مما يجعله يحظى بتقدير مالكيه .

وفي ظل ظروف الصحراء المناخية القاسية، كانت كلاب السلوقي تستخدم في المقام الأول لمساعدة الإنسان على ملاحقة الفريسة والتقاطها، ولكنها في الوقت نفسه، كانت تشكل رفيقاً مخلصاً للعائلة.

ويعود اسم (السلوقي) إلى مدينة سلوق في إقليم حضرموت في اليمن .

وقد اقامت العاصمة الاماراتية (مركز السلوقي العربي) ، والذي يوفر مرافق متميزه لهذا النوع من الكلاب، ويقدم استشارات مهنية متخصصة بالتربية والسلوك ونظام التمارين والحمية الغذائية والصحة العامة لمربي كلاب السلوقي .

ويقول حمد الغانم، مدير المركز ، والخبير في تربية هذه السلالة من كلاب الصيد:" تعتبر هذه المسابقة وسيلة جيدة للمحافظة على هذه السلالة النقية من السلوقي".

ويضيف " نعمل من خلال هذه المسابقة الى المحافظة على السلالات النقية للكلاب السلوقي إلى جانب التمسك بعادات وتقاليد الصيد العربي".

وإلى جانب هذا النوع من الكلاب، تنظم هيئة ابوظبي للثقافة، مسابقة "لفنون إعداد القهوة العربية"، وتهدف من خلالها الى استعادة التقاليد الأصيلة لأعداد القهوة باعتبارها رمز الضيافة العربية.

وشارك في المسابقة التي اقيمت الشهر الماضي بالعاصمة الاماراتية ابوظبي، 40 متباريا من الإمارات وسلطنة عمان.

وتم تقسيم المتسابقين إلى ثلاث فئات عمرية، الأولى تحت 20 عاما، والثانية، من 20 الى 50 عاما والثالثة لمن هم فوق الخمسين عاما.

وتولى التحكيم في المسابقة ثلاثة من الخبراء المحليين في العادات والتقاليد وإعداد القهوة العربية.

ويقول سعيد الكعبي، المسئول عن المسابقة " إعداد القهوة العربية بالطريقة التقليدية يمر بعدة مراحل كلها تتم في حضور الضيف بدءا من قلي حبوب القهوة ثم دقها، وبعد ذلك طهيها، وفي المسابقة يتم تحكيم هذه المراحل كلها بالإضافة إلى تحكيم طريقة التقديم وطعم القهوة أيضا" .

ويضيف الكعبي " طالما كانت القهوة العربية رمزا للضيافة الأصيلة عند العرب باختلاف مذاقاتها بحسب طريقة القلي والغلي والإضافات عليها، وتقديم مسابقة من هذا النوع تهدف إلى إعادة إحياء هذا التقليد الذي كان يختص به الرجال بشكل خاص".

وتابع بالقول "كان الهدف من جمع فئات عمرية مختلفة في المسابقة هو إيصال هذه التقاليد إلى الأجيال الجديدة التي لم يعيشوا أجواءها".

واشار إلى أن الفائزين في المسابقة يمنحون جوائز مالية يقدر مجموعها بـ 45 ألف درهم اماراتي لخمسة فائزين من كل فئة.

وتقام مسابقتي "الكلاب" و"القهوة" ضمن معرض سنوي يحمل اسم المعرض الدولي للصيد والفروسية، ويهدف إلى إحياء التراث في مجالات الصيد والفروسية وتربية الخيل والابل، والحفاظ على العادات العربية الاصيلة.

وقد اقيم المعرض نهاية الشهر الماضي بابوظبي بمشاركة ما يزيد على 535 شركة عارضة من 39 دولة.

وضمن جهودها لحماية التراث، اقامت هيئة ابوظبي للثقافة والتراث قبل اسابيع قليلة، مسابقة تلفزيونية غير مسبوقة عن التراث، يمنح الفائزون فيها على جائزة هي الاولى من نوعها في العالم ، حيث حصلوا على "ابل ونوق يصل سعر الواحدة منها الى مليون ونصف المليون درهم".

وتتميز الهجن التي حصل عليها الفائزون بأنها من نسل الجمل (جبار) وهو أشهر وأقوى جمل اماراتي، وكان يحطم الارقام القياسية في أي سباق يخوضه.

وقالت الاعلامية الاماراتية حصة الفلاسي، التي قدمت المسابقة، لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.ا) أن المسابقة حملت اسم "الشارة"، وهي كلمة تعني باللهجة الاماراتية "الجائزة الكبرى"، وقد تضمنت اسئلة مستوحاة من تراث الامارات والخليج، عن الصيد واللؤلؤ، والشعر، واشهر الشعراء، وقصائدهم، والعادات والتقاليد والشخصيات التاريخية المؤثرة وأبرز المهن والصناعات اليدوية الاماراتية.

واضافت "لان المسابقة تراثية، فلابد ان تكون الجائزة من التراث، وتربط الجيل الجديد بماضيه، خاصة وأن الشباب حاليا، باتوا بعيدين عن العادات والتقاليد التراثية".

وأكدت حصة أن تقديم "هجن كجوائز للفائزين، هي فكرة لم تقدمها أي مسابقة تلفزيونية في العالم، مشيرة إلى أن "ابناء الجمل جبار، نسل اصيل وغالي الثمن جدا، وعند طرح ناقة من بناته في مزاد يتهافت على شراؤها المئات، ويقدمون اسعارا خيالية لاقتنائها".

أحمد هاشم
الاربعاء 13 أكتوبر 2010