تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التحديات السورية والأمل الأردني

11/08/2025 - د. مهند مبيضين

مقاربة الأسد لا تزال تحكم البلد.

08/08/2025 - مضر رياض الدبس

سورية في العقل الأميركي الجديد

05/08/2025 - باسل الحاج جاسم

سمومُ موازينِ القوى

28/07/2025 - غسان شربل

من نطنز إلى صعدة: مواد القنبلة في قبضة الوكيل

24/07/2025 - السفير د. محمد قُباطي


جزيرة بغداد السياحية تودع سنوات العنف وتستقبل زوارها مجددا في عيد الاضحى




بغداد - ارثر ماكميلان - يقف حسين ناجي مرتديا ملابس قوات الشرطة الوطنية الزرقاء وهو يحمل رشاش كلاشنيكوف لحراسة جزيرة بغداد التي اعيد افتتاحها كمنتزه بعد ان كانت ساحة لاعمال العنف خلال الفترة الماضية.


جزيرة بغداد السياحية
جزيرة بغداد السياحية
ويرى ناجي (39 عاما) الذي كان يقف وسط اشجار النخيل قرب بحيرة وسط مبان من الطراز العثماني بدت جرداء اللون، ان الحياة ليست دائما على هذه الحال، في اشارة الى جمال الطبيعة والهدوء.
وكانت الاوضاع سابقا مختلفة في جزيرة بغداد التي كان يسمع فيها ازيز الرصاص خلال السنوات الماضية.

ويقول ناجي بينما كان يراقب المارة "لم نحمل السلاح في الجزيرة قبل الاطاحة بنظام صدام حسين عام 2003. لكننا بدأنا حمله بعد السقوط عندما كانت القذائف تنهمر علينا يوميا ولم يعد ياتي احد الى هنا مطلقا".

وتقع الجزيرة التي كانت تعتبر من اجمل المنتزهات في بغداد، على ضفاف نهر دجلة في شمال العاصمة وتنتشر فيها مطاعم وقاعة للعب "البولينغ" وساحات لكرة القدم وكرة المضرب وسط حدائق واسعة توزعت فيها شقق سياحية. و لم تسلم مباني الجزيرة من الدمار والسلب والنهب بعد الاجتياح الاميركي، فلحق بها ركود اقتصادي باستثناء برج كبير كان مطعما في السابق.

ورغم كل ما حدث للمنتزه المعروف، فسيكون مفتوحا اليوم الجمعة امام العائلات بالتزامن مع بدء عطلة عيد الاضحى.
من جهته، قال متحدث باسم وزارة السياحة ان "الجزيرة ستستقبل الناس اعتبارا من الجمعة، وسيكون الدخول مجانا خلال اول يومين من ايام عيد الاضحى".

ويدفع زوار الجزيرة 500 دينار (45 سنتا) قيمة تذكرة الدخول للفرد الواحد. وسيكون ناجي الذي قضى معظم طفولته في الجزيرة عندما كان والده يعمل فيها، بين الحراس الذين سيتولون حمايتها. ويرى ناجي صاحب الوجه الاسمر الداكن وشعر خطه الشيب بحيث يبدو اكبر من عمره، ان "الجزيرة بحاجة الى جهود كبيرة لتعود مجددا" كما في السابق.

وتم الانتهاء من بناء الجزيرة من قبل شركتين فنلنديتين عام 1982، على مساحة مليوني متر مربع.
وكانت تجذب نحو خمسة الى ستة الاف شخص يوميا ويرتفع العدد الى خمسين الفا ايام الاعياد والمناسبات.
وكان لنجلي الرئيس السابق، عدي وقصي، منزل فخم في الجزيرة التي كانت تعد احد المنتجعات المفضلة لديهم بجداولها وزوراقها التي تستخدمها العائلات.

واثناء اجتياح العراق في اذار/مارس 2003، كانت الجزيرة مقرا للجيش. وبعد وقت قصير من بدء العمليات، تم استهدافها بعدد من الصواريخ.

لكنها تحولت الى مقر للجيش الاميركي في حين لحق بالمباني التي سرق اللصوص نوافذها، اضرار لاستهدافها بالهاونات والصواريخ. وتقول الكولونيل ماريا زمولت من الجيش الاميركي "كانت الجزيرة جوهرة في تاج صدام" في اشارة لجمالها آنذاك.

وعمل جنود اميركيون جنبا الى جنب مع العراقيين لاعادة الحياة للجزيرة وملء قنواتها بالمياه، كجزء من مشروع كلفته 1,5 مليون دولار، بالتعاون بين وزارة السياحة والولايات المتحدة.

وتسرد زمولت ذكرياتها قائلة "عندما وصلنا في شباط/فبراير المنصرم، كانت مهملة بشكل كامل لكننا شعرنا بالقدرة على تغييرها". كل شيء بحاجة الى نفقات: الصخور والرمال البرتقالية والمباني الكونكريتية التي بدت مهملة، كلها تبدو بحاجة الى اعادة ترميم.

بدوره، يؤكد نصير رنيم (46 عاما) الذي بدأ العمل في الجزيرة عام 1994، ان الايام القادمة ستكون افضل من الماضي. واضاف "لدينا المال الكافي لاصلاحها سنعيد ترميم قاعة البولينغ والممرات والمطاعم وسترجع العائلات".
وتنتشر الاسلاك شائكة والحواجز الاسمنتية في مداخلها وبدا واضحا ان هناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به لاعادة الحياة الى الجزيرة.

ويلقي الجيران بالملامة على الاميركيين في تدهور احوال الجزيرة، رغم جهود هؤلاء لاعادة الحياة اليها.

ارثر ماكميلان
الجمعة 27 نوفمبر 2009