
عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية
حرية التعبير
وفقا لتقارير المنظمات الدولية فإن وضع العرب لا يحسد عليه في جميع المجالات تقريبا.
منظمة مراسلون بلا حدود تؤكد في تقريرها السنوي، أن أوضاع حرية التعبير والصحافة في البلاد العربية، هي الأسوأ عالميا، بالرغم من احتلال الكويت ولبنان لمرتبة متقدمة، تجاوزت حتى إسرائيل، إلا أن اليمن احتل الترتيب الأخير، متأخرا ثلاث مراتب عن كوريا الشمالية، كما جاءت كل من سوريا، ليبيا، تونس، والجزائر في ذيل القائمة.
حتى المغرب اذي شهد في سنوات سابقة نهضة إعلامية، واصل تراجعه في الأعوام الثلاثة الماضية، لتحتل الترتيب 127، بينما واصلت بقية البلدان فرض رقابة صارمة على الانترنت، وملاحقة المدونين.
المصالحة
ينتهي عام 2009 دون أن يتوصل الفلسطينيون للمصالحة المنتظرة، بينما تواصل المدكات المصرية دق الأسافين الفولاذية حول قطاع غزة، ولعل لبنان هو الوحيد الذي تمكن من الخروج من أزمة مستحكمة، فبعد مخاض عسير استمر عدة أشهر نجح في اختيار حكومة، عندما فضل اللاعبون الإقليميون التهدئة في لبنان، من أجل مواصلة الاحتراب في العراق، كما يبدو.
على المستوى الاستراتيجي واصل العرب تراجعهم لصالح جيرانهم، فالتقارير تفيد أن بلاد الرافدين مع حلول عام 2050، ستصبح بدون رافدين، بسبب السدود التي أقيمت على نهري دجلة والفرات، في تركيا، أما مصر والسودان فتحاولان دون جدوى منع دول حوض النيل من الحصول على حصة أكبر،
وحتى ليبيا التي أنفقت مليارات الدولارات على مشروع النهر الصناعي، تفكر في شراء الماء من تركيا، أما الأردن المصنف كرابع أفقر دولة في العالم مائيا، فيسعى لجر المياه من جنوبه إلى العاصمة عمان، كما يحاول إنقاذ البحر الميت الذي يزداد موتا، أما فيضانات جدة فكشفت عن حجم الفساد المستشري في أغنى دولة عربية، والتي لم تفكر بعد في إقامة منظومة مجاري للمدينة الثانية، حيث يتم التخلص من مياه المجاري في بحيرة "المسك"، التي سميت بهذه الاسم بسبب روائحها الكريهة.
التوريث
سياسيا أكد عام 2009 عجز الأنظمة العربية على معالجة المشاكل الملحة، بسبب انشغالها بتأمين نفسها، أكثر من تأمين مجتمعاتها، بينما تضع بعض الأنظمة مسألة التوريث على رأس اهتماماتها، في كل من مصر، اليمن، تونس، وليبيا، التي طالب زعيمها شعبه بأن ينصب ابنه سيف الإسلام في منصب مرموق.
وبسبب هذا الانشغال فقدت الكثير من البلدان العربية وزنها التقليدي في الساحتين الإقليمية والدولية، متيحة المجال لتركيا وإيران، بالإضافة إلى إسرائيل ليصبحوا أهم اللاعبين الإقليميين، وربما لهذا السبب انشغلت الأنظمة العربية هذا العام بمعارك طاحنة لكنها لا تخدم أحداً، وأفضل مثال على ذلك ما حدث بين مصر والجزائر، بسبب الترشح لنهائيات كأس العالم لكرة القدم، والتي فشلت جميع الدول العربية في الترشح إليها، باستثناء الجزائر، بعد معركة داحس والغبراء.
المعارضة
ليست الأنظمة فقط من يعاني من الكساح، وإنما أيضا المعارضة، فعلى عكس أمريكا اللاتينية التي يقودها اليسار نحو ديمقراطية واعدة، تحول اليسار العربي إلى جزر معزولة
بينما يشهد اليمين انقسامات حادة، وما أزمة الإخوان المسلمين في مصر إلا أفضل مثال على ذلك، وهكذا ترك المجال كاملا للمتطرفين والقبليين ليحتلوا المقاعد البرلمانية في عدد من البلدان، معرقلين بخطابهم التكفيري أية إمكانية لتنمية مجتمعاتهم، كما أن أصحاب رؤوس الأموال، وطبقة رجال الأعمال تسربت لهذه البرلمانات الشكلية، في محاولة منها لتشريع الفساد
وربما لهذا السبب مر تعديل الدستور في الجزائر، ليتسنى للرئيس ولاية أخرى دون معارضة تذكر، بينما تكفلت المعارضة الموريتانية، التي ترشح زعماؤها جميعاً في الانتخابات الرئاسية، بشرعنة انقلاب الجنرال.
أوبئة وأزمات
وبالرغم من ذبح كل الخنازير في مصر، إلا أن وباء أنفلونزا الخنازير واصل انتشاره في البلاد، بينما شهد العام عودة الطاعون في أقصى شرق ليبيا، وأكدت عدة تقارير إصابة الرئيس التونسي بفيروس الأنفلونزا المكسيكية، بالرغم من أنه منع مواطنيه من الحج خوفا من إصابتهم بالمرض.
غياب الشفافية يجعلنا لا نعلم على وجه اليقين كم خسر العرب بسبب الأزمة المالية العالمية، لكن عدم قدرة شركات دبي العقارية دفع ديونها، يؤكد أن الأزمة لم تستثن حتى النموذج الذي أصبح حلم العرب، وبالرغم من محافظة الوليد بن طلال على الترتيب الأول، على لائحة أثرياء العرب، إلا أنه خسر هذا العام ثمانية مليارات دولار.
فشل حميد
هناك تراجع آخر.. لكنه لصالح العرب هذه المرة.. فبعد أن ارتبطت عمليات الإرهاب وتفجير الطائرات، لسنوات بالعرب، حل محلهم إرهابيون من جنسيات أخرى. كان آخرهم نيجيري، تدرب في اليمن، ربما لهذا السبب فشل في مهمته
وفقا لتقارير المنظمات الدولية فإن وضع العرب لا يحسد عليه في جميع المجالات تقريبا.
منظمة مراسلون بلا حدود تؤكد في تقريرها السنوي، أن أوضاع حرية التعبير والصحافة في البلاد العربية، هي الأسوأ عالميا، بالرغم من احتلال الكويت ولبنان لمرتبة متقدمة، تجاوزت حتى إسرائيل، إلا أن اليمن احتل الترتيب الأخير، متأخرا ثلاث مراتب عن كوريا الشمالية، كما جاءت كل من سوريا، ليبيا، تونس، والجزائر في ذيل القائمة.
حتى المغرب اذي شهد في سنوات سابقة نهضة إعلامية، واصل تراجعه في الأعوام الثلاثة الماضية، لتحتل الترتيب 127، بينما واصلت بقية البلدان فرض رقابة صارمة على الانترنت، وملاحقة المدونين.
المصالحة
ينتهي عام 2009 دون أن يتوصل الفلسطينيون للمصالحة المنتظرة، بينما تواصل المدكات المصرية دق الأسافين الفولاذية حول قطاع غزة، ولعل لبنان هو الوحيد الذي تمكن من الخروج من أزمة مستحكمة، فبعد مخاض عسير استمر عدة أشهر نجح في اختيار حكومة، عندما فضل اللاعبون الإقليميون التهدئة في لبنان، من أجل مواصلة الاحتراب في العراق، كما يبدو.
على المستوى الاستراتيجي واصل العرب تراجعهم لصالح جيرانهم، فالتقارير تفيد أن بلاد الرافدين مع حلول عام 2050، ستصبح بدون رافدين، بسبب السدود التي أقيمت على نهري دجلة والفرات، في تركيا، أما مصر والسودان فتحاولان دون جدوى منع دول حوض النيل من الحصول على حصة أكبر،
وحتى ليبيا التي أنفقت مليارات الدولارات على مشروع النهر الصناعي، تفكر في شراء الماء من تركيا، أما الأردن المصنف كرابع أفقر دولة في العالم مائيا، فيسعى لجر المياه من جنوبه إلى العاصمة عمان، كما يحاول إنقاذ البحر الميت الذي يزداد موتا، أما فيضانات جدة فكشفت عن حجم الفساد المستشري في أغنى دولة عربية، والتي لم تفكر بعد في إقامة منظومة مجاري للمدينة الثانية، حيث يتم التخلص من مياه المجاري في بحيرة "المسك"، التي سميت بهذه الاسم بسبب روائحها الكريهة.
التوريث
سياسيا أكد عام 2009 عجز الأنظمة العربية على معالجة المشاكل الملحة، بسبب انشغالها بتأمين نفسها، أكثر من تأمين مجتمعاتها، بينما تضع بعض الأنظمة مسألة التوريث على رأس اهتماماتها، في كل من مصر، اليمن، تونس، وليبيا، التي طالب زعيمها شعبه بأن ينصب ابنه سيف الإسلام في منصب مرموق.
وبسبب هذا الانشغال فقدت الكثير من البلدان العربية وزنها التقليدي في الساحتين الإقليمية والدولية، متيحة المجال لتركيا وإيران، بالإضافة إلى إسرائيل ليصبحوا أهم اللاعبين الإقليميين، وربما لهذا السبب انشغلت الأنظمة العربية هذا العام بمعارك طاحنة لكنها لا تخدم أحداً، وأفضل مثال على ذلك ما حدث بين مصر والجزائر، بسبب الترشح لنهائيات كأس العالم لكرة القدم، والتي فشلت جميع الدول العربية في الترشح إليها، باستثناء الجزائر، بعد معركة داحس والغبراء.
المعارضة
ليست الأنظمة فقط من يعاني من الكساح، وإنما أيضا المعارضة، فعلى عكس أمريكا اللاتينية التي يقودها اليسار نحو ديمقراطية واعدة، تحول اليسار العربي إلى جزر معزولة
بينما يشهد اليمين انقسامات حادة، وما أزمة الإخوان المسلمين في مصر إلا أفضل مثال على ذلك، وهكذا ترك المجال كاملا للمتطرفين والقبليين ليحتلوا المقاعد البرلمانية في عدد من البلدان، معرقلين بخطابهم التكفيري أية إمكانية لتنمية مجتمعاتهم، كما أن أصحاب رؤوس الأموال، وطبقة رجال الأعمال تسربت لهذه البرلمانات الشكلية، في محاولة منها لتشريع الفساد
وربما لهذا السبب مر تعديل الدستور في الجزائر، ليتسنى للرئيس ولاية أخرى دون معارضة تذكر، بينما تكفلت المعارضة الموريتانية، التي ترشح زعماؤها جميعاً في الانتخابات الرئاسية، بشرعنة انقلاب الجنرال.
أوبئة وأزمات
وبالرغم من ذبح كل الخنازير في مصر، إلا أن وباء أنفلونزا الخنازير واصل انتشاره في البلاد، بينما شهد العام عودة الطاعون في أقصى شرق ليبيا، وأكدت عدة تقارير إصابة الرئيس التونسي بفيروس الأنفلونزا المكسيكية، بالرغم من أنه منع مواطنيه من الحج خوفا من إصابتهم بالمرض.
غياب الشفافية يجعلنا لا نعلم على وجه اليقين كم خسر العرب بسبب الأزمة المالية العالمية، لكن عدم قدرة شركات دبي العقارية دفع ديونها، يؤكد أن الأزمة لم تستثن حتى النموذج الذي أصبح حلم العرب، وبالرغم من محافظة الوليد بن طلال على الترتيب الأول، على لائحة أثرياء العرب، إلا أنه خسر هذا العام ثمانية مليارات دولار.
فشل حميد
هناك تراجع آخر.. لكنه لصالح العرب هذه المرة.. فبعد أن ارتبطت عمليات الإرهاب وتفجير الطائرات، لسنوات بالعرب، حل محلهم إرهابيون من جنسيات أخرى. كان آخرهم نيجيري، تدرب في اليمن، ربما لهذا السبب فشل في مهمته