وفي وقت سابق اليوم، أعلنت وزارة الشؤون الخارجية التونسية أن قرار اعفاء مندوبها لدي الأمم المتحدة "يعود لاعتبارات مهنية بحتة".
وقال بيكستين، في تصريحات للصحفيين بمقر الأمم المتحدة بنيويورك: "عندما علمت بالخبر شعرت بالصدمة والأسف ولا أعرف السبب في قرار إعفاء البعتي".
وأردف قائلا: "السفير المنصف البعتي هو زميل لنا، ولا أعرف الظروف الخاصة بمغادرته".
كان قرار إعفاء البعتي أثار استغراب في الأوساط الدبلوماسية بالأمم المتحدة خاصة أن الرجل كان يقوم خلال الأيام القليلة الماضية بجهد هائل، يتضمن التنسيق مع نظرائه العرب من أجل التوصل إلى مشروع قرار يندد بخطة السلام الأمريكية المزعومة المعروفة باسم "صفقة القرن".
لكن الخارجية التونسية أفادت، في بيان، بأن إعفاء البعتي يعود إلى "اعتبارات مهنية تتعلق بضعف الأداء وغياب التنسيق والتفاعل مع الوزارة في مسائل هامة مطروحة للبحث في المنتظم الأممي خاصة أن عضوية تونس غير الدائمة بمجلس الأمن تقتضي التشاور الدائم والتنسيق المسبق مع الوزارة بما ينسجم مع مواقف تونس المبدئية ويحفظ مصالحها".
ولم تقدم الوزارة توضيحات أخرى بهذا الخصوص.
وتعمل تونس، العضو العربي الوحيد في مجلس الأمن حاليا، على إعداد مشروع قرار يندد بـ"صفقة القرن" من أجل التصويت عليه خلال الزيارة المرتقبة للرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى مجلس الأمن، الثلاثاء المقبل، للحديث عن الموقف الفلسطيني من الصفقة المزعومة.
واستدعت تونس مندوبها لدى الأمم المتحدة على نحو مفاجئ. ولم يشارك الخميس في الاجتماع الذي نظمته الولايات المتحدة بين عراب خطتها المزعومة للسلام جاريد كوشنر ومجلس الأمن.
ويعرف عن الرئيس التونسي دعمه المطلق للقضية الفلسطينية؛ حيث وصف في تصريحات سابقة خطة الإدارة الأمريكية بـ"مظلمة القرن"، وعدها "خيانة عظمى".
كان المنصف البعتي، وهو دبلوماسي من ذوي الخبرة ويحظى بتقدير نظراءه، متقاعدا حين استدعي عام 2019 لاستئناف نشاطه وتولي منصب سفير في الأمم المتحدة فترة وجود تونس في مجلس الأمن.
وظل البعتي ناشطا في الأوساط الدبلوماسية أثناء تقاعده بصفته رئيس "الجمعية التونسية للأمم المتحدة".
وتسلمت تونس، في يناير/كانون الثاني 2020، مقعدها في مجلس الأمن الدولى كعضو غير دائم لتمثيل الدول العربية، لعامي 2020 و2021.