وخلال ثمانية ايام كان اخرها مساء السبت، كان الرسام ينفذ رسوماته في قفصه الزجاجي في ردهة تقود الى صالات العرض في مركز "صالات سكاربيك". وكان هذا القفص محطة اساسية يقع عليها الجمهور قبل وبعد حضور عروض فنية في اطار مهرجان "زمن الصور"، وخلال الاستراحات حيث تنتشر بجانبه طاولات وكراس.
ويقول الرسام في مقابلة مع وكالة فرانس برس انه اراد تحويل الرسام بحد ذاته الى مادة للعرض، موضحا انه احب "اللعب بسخرية على كيفية نظر المجتمع للفنان، فمرات كثيرة يؤله الفنان او ينظر اليه مثل كائن بشري غريب او مجنون"، لافتا الى ان هناك فنانين يستثمرون هذه الصورة.
ويتابع كرباج "هذا مضحك بالنسبة لي، والفنان انسان مثل غيره، ولذلك اريد كسر الهالة حول شخصيته وعرضه كصاحب مهنة"، معتبرا ان عرض الفنان نفسه في قفص يأخذ طابعا ساخرا ايضا، ويقول "طالما ان الناس ينظرون الى الفنان على انه غريب عنهم، فانا ادعوهم للتفرج عليه كحيوان في حديق الحيوانات".
الفكرة التي نفذها الرسام وهو موسيقي يعزف على الترومبيت ويشكل التجريب والارتجال مرتكزين لعمله، كانت تراوده منذ سنوات وانتقل الان الى تنفيذها.
وهو في قفصه يبدي ارتياحه للنتائج، فوجوده هناك وفر له الفرصة لاختبار الرسم كحالة عرض فني امام الجمهور مشبها ذلك بعزفه الموسيقى في عرض حي.
ويقول "احب فكرة العرض، واردت تجربته مع الرسم الذي يقوم به عادة الفنان وحيدا"، ويضيف "وجود الجمهور حولك يعطيك طاقة وله تأثير في طريقة عملك، فهو يجعلك تشتغل شيئا غير الذي تشتغله وانت وحيد في بيتك".
وخلال وجوده في قفصه، كان كرباج منشغلا في رسوماته. والى العيون الكثيرة التي كانت تراقبه غالبا ما كان اشخاص يقتربون من قفصه متفحصين ما يفعله، ويحومون حول الجدران الزجاجية لرؤية الرسوم الجديدة التي علقها خلفها. وهو لا يخفي ان وجوده وحيدا في مرمى نظر الجمهور، بداية العرض، جعله يشتغل بسرعة كبيرة كي يجد الجمهور ما يراه غير الفنان نفسه.
ويقول الرسام انه في البداية كان خائفا من وجود ناس كثيرين حوله، لكنه يؤكد انه ما ان كان يبدأ بالرسم حتى يصير كامل تركيزه على عمله. ويشبه ذلك بحالته وهو يقدم عرضا موسيقيا "اعرف ان الناس يتفرجون علي لكني اذهب مع الموسيقى" ومثلها مع الرسم.
يستفيد مازن كرباج في شغله من مبالغات الرسوم الكاريكاتورية لجهة الحرية في تركيب ملامح شخصياته تبعا لحالاتهاالنفسية المتفاوتة مكسبا اياها طاقة تعبيرية كبيرة، وهو يلفت الى انه يركز في عمله على الهوامش والارتجال ويرفض البروفة لانها "تنظف العمل وتلمعه" فيما يرغب هو في ترك الرسوم بحالتها "الوحشية" امام الجمهور.
وخلال تجولها حول الرسام في قفصه، قالت البلجيكية نيكول فاندال، وهي مدرسة ومصورة فيديو في الخمسين من عمرها، انها كانت "مندهشة من رؤية القفص الزجاجي"، مشيرة الى انه مرتبط في ذهنها بفكرة "التعذيب عبر وضع الانسان تحت عيون الاخرين"، واوضحت انها ذهبت مباشرة للحديث مع المنظمين واطمأنت عندما عرفت ان تلك كانت فكرة الفنان ورغبته.
وقالت فاندال انها لاحقا رأت الامر بطريقة مختلفة، واضافت "كان مثيرا للاهتمام ان نرى الرسام وهو يتقدم في عمله، وان نكتشف الادوات التي يستخدمها والوقت الذي يحتاجه لانجاز الرسم". وابتعدت قبل ان تعود لتضيف شيئا ارادت التأكيد عليه، وقالت "كنت اشعر اني مكبوتة قليلا لاني لم اكن استطيع الحديث مع الفنان في قفص مغلق، ولكن ربما هذا قصده ايضا".
البعض لم يعنهم كثيرا رؤية الفنان بحد ذاته، بل رؤية الرسوم وتقنية الرسم، وهو الامر الذي شغل الشاب بيير مارك الذي لا علاقة له بعالم الفن التشكيلي كونه في مجال المصارف ، وهو يقول "افترضت ان الرسام يقدم نفسه كجزء من العرض، لكني لم اكن اهتم كثيرا بتصرفاته او ردود افعاله، بل فقط بالرسوم نفسها وبطريقة تنفيذها".
في الساعات الاخيرة من اقامة الرسام في قفصه، وبعدما انهى رسومه، اخذ المكنسة الكهربائية وراح ينظف القفص ويرتبه كما كان عندما دخله، ثم علق رسوماته على جدران القفص ووضع رسما كبيرا في وسطه قام فيه برسم نفسه عندما كان في يشتغل في القفص.
المعرض استمر بضع ساعات فقط، وجاء بمثابة المحطة الاخيرة في عرض الفنان الذي يأتي من عائلة فنية، فوالدته الفنانة التشكيلية لور غريب ووالده المسرحي انطوان كرباج.
وهو يقول انه يريد تكرار التجربة لكن في قفص اكبر يمكنه من العيش امام الجمهور ولمدة اطول.
ويقول الرسام في مقابلة مع وكالة فرانس برس انه اراد تحويل الرسام بحد ذاته الى مادة للعرض، موضحا انه احب "اللعب بسخرية على كيفية نظر المجتمع للفنان، فمرات كثيرة يؤله الفنان او ينظر اليه مثل كائن بشري غريب او مجنون"، لافتا الى ان هناك فنانين يستثمرون هذه الصورة.
ويتابع كرباج "هذا مضحك بالنسبة لي، والفنان انسان مثل غيره، ولذلك اريد كسر الهالة حول شخصيته وعرضه كصاحب مهنة"، معتبرا ان عرض الفنان نفسه في قفص يأخذ طابعا ساخرا ايضا، ويقول "طالما ان الناس ينظرون الى الفنان على انه غريب عنهم، فانا ادعوهم للتفرج عليه كحيوان في حديق الحيوانات".
الفكرة التي نفذها الرسام وهو موسيقي يعزف على الترومبيت ويشكل التجريب والارتجال مرتكزين لعمله، كانت تراوده منذ سنوات وانتقل الان الى تنفيذها.
وهو في قفصه يبدي ارتياحه للنتائج، فوجوده هناك وفر له الفرصة لاختبار الرسم كحالة عرض فني امام الجمهور مشبها ذلك بعزفه الموسيقى في عرض حي.
ويقول "احب فكرة العرض، واردت تجربته مع الرسم الذي يقوم به عادة الفنان وحيدا"، ويضيف "وجود الجمهور حولك يعطيك طاقة وله تأثير في طريقة عملك، فهو يجعلك تشتغل شيئا غير الذي تشتغله وانت وحيد في بيتك".
وخلال وجوده في قفصه، كان كرباج منشغلا في رسوماته. والى العيون الكثيرة التي كانت تراقبه غالبا ما كان اشخاص يقتربون من قفصه متفحصين ما يفعله، ويحومون حول الجدران الزجاجية لرؤية الرسوم الجديدة التي علقها خلفها. وهو لا يخفي ان وجوده وحيدا في مرمى نظر الجمهور، بداية العرض، جعله يشتغل بسرعة كبيرة كي يجد الجمهور ما يراه غير الفنان نفسه.
ويقول الرسام انه في البداية كان خائفا من وجود ناس كثيرين حوله، لكنه يؤكد انه ما ان كان يبدأ بالرسم حتى يصير كامل تركيزه على عمله. ويشبه ذلك بحالته وهو يقدم عرضا موسيقيا "اعرف ان الناس يتفرجون علي لكني اذهب مع الموسيقى" ومثلها مع الرسم.
يستفيد مازن كرباج في شغله من مبالغات الرسوم الكاريكاتورية لجهة الحرية في تركيب ملامح شخصياته تبعا لحالاتهاالنفسية المتفاوتة مكسبا اياها طاقة تعبيرية كبيرة، وهو يلفت الى انه يركز في عمله على الهوامش والارتجال ويرفض البروفة لانها "تنظف العمل وتلمعه" فيما يرغب هو في ترك الرسوم بحالتها "الوحشية" امام الجمهور.
وخلال تجولها حول الرسام في قفصه، قالت البلجيكية نيكول فاندال، وهي مدرسة ومصورة فيديو في الخمسين من عمرها، انها كانت "مندهشة من رؤية القفص الزجاجي"، مشيرة الى انه مرتبط في ذهنها بفكرة "التعذيب عبر وضع الانسان تحت عيون الاخرين"، واوضحت انها ذهبت مباشرة للحديث مع المنظمين واطمأنت عندما عرفت ان تلك كانت فكرة الفنان ورغبته.
وقالت فاندال انها لاحقا رأت الامر بطريقة مختلفة، واضافت "كان مثيرا للاهتمام ان نرى الرسام وهو يتقدم في عمله، وان نكتشف الادوات التي يستخدمها والوقت الذي يحتاجه لانجاز الرسم". وابتعدت قبل ان تعود لتضيف شيئا ارادت التأكيد عليه، وقالت "كنت اشعر اني مكبوتة قليلا لاني لم اكن استطيع الحديث مع الفنان في قفص مغلق، ولكن ربما هذا قصده ايضا".
البعض لم يعنهم كثيرا رؤية الفنان بحد ذاته، بل رؤية الرسوم وتقنية الرسم، وهو الامر الذي شغل الشاب بيير مارك الذي لا علاقة له بعالم الفن التشكيلي كونه في مجال المصارف ، وهو يقول "افترضت ان الرسام يقدم نفسه كجزء من العرض، لكني لم اكن اهتم كثيرا بتصرفاته او ردود افعاله، بل فقط بالرسوم نفسها وبطريقة تنفيذها".
في الساعات الاخيرة من اقامة الرسام في قفصه، وبعدما انهى رسومه، اخذ المكنسة الكهربائية وراح ينظف القفص ويرتبه كما كان عندما دخله، ثم علق رسوماته على جدران القفص ووضع رسما كبيرا في وسطه قام فيه برسم نفسه عندما كان في يشتغل في القفص.
المعرض استمر بضع ساعات فقط، وجاء بمثابة المحطة الاخيرة في عرض الفنان الذي يأتي من عائلة فنية، فوالدته الفنانة التشكيلية لور غريب ووالده المسرحي انطوان كرباج.
وهو يقول انه يريد تكرار التجربة لكن في قفص اكبر يمكنه من العيش امام الجمهور ولمدة اطول.


الصفحات
سياسة








