وتزامنت عملية التسلل مع خلافات داخلية يشهدها الفصيل، وانقسامات لكتلة تابعة لـ”هيئة تحرير الشام” ضمن القطاع نفسه، وفق ما نشره قياديون في “القطاع”.
ونشرت غرف “تلجرام” (واسع الانتشار في المنطقة) ومراصد عسكرية، تسجيلًا صوتيًا للقيادي في “القطاع الشرقي”، “أبو دجانة الكردي”، قال فيها إن مقرًا في قرية تل بطال القريبة من قرية عبلة هوجم بمصفحات ومضادات من قبل عناصر الكتلة التابعة لـ”الهيئة”، لكن لم يسيطروا عليه.
قرية عبلة بريف حلب الشمالي الشرقي (Syria map)

قرية عبلة بريف حلب الشمالي الشرقي (Syria map)

ونشطت عمليات التسلل التي تنفذها “قسد” على طول خطوط التماس مع مناطق سيطرة “الجيش الوطني السوري” في ريفي حلب الشمالي والشرقي ومدينتي تل أبيض ورأس العين.
وسبق أن نشرت “قسد” تسجيلات مصورة لعمليات تسلل على نقاط لقوات “الوطني” وصفتها بـ”الانتقامية”، تضمنت قتل وتصفية عناصر من تلك النقاط.
واعتبر باحثون ومحللون قابلتهم عنب بلدي أن هذه العمليات تقع في نطاق “حرب العصابات ” التي تتضمن الإغارة والكمائن والقنص، وأن مقاتلي “قسد” يعبرون خطوط التماس، حاملين في بنادقهم رسائل سياسية قبل أن تكون أهدافًا ذات طابع عسكري.
وترتبط هذه الرسائل بتفاهمات بين القوى المتدخلة الإقليمية والدولية.
ويدفع التصعيد التركي المستمر في مناطق سيطرة “قسد” شرق الفرات بمزيد من هذه العمليات إلى الواجهة، إذ تحاول الأخيرة تأمين ردود أكثر تأثيرًا على القصف التركي لمناطقها.
وتعتبر تركيا “قوات سوريا الديمقراطية”، التي تسيطر على شمال شرقي سوريا، امتدادًا لحزب “العمال الكردستاني”، المحظور والمصنف إرهابيًا، وتقول إنها تشكل تهديدًا على أمن حدودها الجنوبية.
ورغم إقرار  “قسد” بضمها آلاف المقاتلين والقياديين من حزب “العمال”، الذي نفذ عمليات أمنية في تركيا ودول العالم، تنفي تبعيتها المباشرة للحزب.
وشنت تركيا مع “الجيش الوطني” ثلاث عمليات عسكرية ضد “قسد” كانت “درع الفرات” 2016، وشملت مناطق اعزاز وجرابلس والباب ومارع والراعي، وعملية “غصن الزيتون” 2018، وشملت عفرين ونواحيها، و”نبع السلام” 2019، وشملت مدينتي تل أبيض ورأس العين.