نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي

المثقف من قرامشي إلى «تويتر»

24/05/2025 - د. عبدالله الغذامي :

التانغو" فوق حطام المنطقة

22/05/2025 - عالية منصور


سرت بلا مفاجآت...دراسة عن تطوير الجامعة العربية أمام القمة والملف الفلسطيني يفرض نفسه




رام الله - حسام عزالدين - سرت - جوزف بدوي -- يلتقي قادة الدول العربية السبت في ليبيا في قمة مخصصة لبحث الاصلاحات الخاصة بتطوير الجامعة العربية ولمناقشة كيفية اقامة افضل العلاقات مع الدول المجاورة للعالم العربي، وسط توقعات ان يطغى الموضوع الفلسطيني على هذه النقاط الاصلاحية الهامة.


قمة سرت العادية - ارشيف
قمة سرت العادية - ارشيف
وكانت قمة سرت العربية الاخيرة التي عقدت في الثامن والعشرين من اذار/مارس الماضي اقرت الدعوة الى قمة استثنائية في التاسع من تشرين الاول/اكتوبر لمناقشة نقطتين هما : "تطوير منظومة العمل العربي المشترك" و"اسس سياسة الجوار العربي ومقترح اقامة رابطة الجوار الاقليمية وآليات عملها".

ورغم اهمية هاتين النقطتين فان عقد اجتماع لجنة المتابعة العربية المكلفة البحث في تطورات المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية الجمعة على هامش الاجتماع الوزاري التحضيري لقمة سرت، قد يسرق الاضواء من جدول الاعمال الرسمي للقمة.

وكان من المقرر ان يعقد اجتماع لجنة المتابعة العربية في الرابع من تشرين الاول/اكتوبر ثم تم تداول موعد السادس منه قبل ان يتم الاتفاق على الثامن من الشهر نفسه في سرت.

والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى يدرك هذا الوضع تماما. فقد اعلن الاثنين ردا على سؤال "سنتكلم خلال قمة سرت ايضا عن المفاوضات المباشرة (بين الفلسطينيين والاسرائيليين) والحاصل حاليا في فلسطين، كما ان الرئيس السوداني سيكون موجودا في القمة وسنتكلم عن الوضع في السودان خاصة ان هناك استحقاقين مهمين يتعلقان بالجنوب" في اشارة الى الاستفتاء حول استقلال الجنوب وحول مستقبل منطقة ابيي المتنازع عليها.

وبناء على مقررات قمة سرت الاخيرة تم تشكيل لجنة خماسية للنظر في النقاط الاصلاحية للجامعة العربية عقدت اجتماعا على مستوى القمة في طرابلس في الثامن والعشرين من حزيران/يونيو الماضي وضمت قادة ليبيا ومصر واليمن والعراق وقطر اضافة الى الامين العام للجامعة.

واوضح السفير هشام يوسف مدير مكتب الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى لوكالة فرانس برس ان هذه القمة الخماسية "خرجت بتوصيات محددة تم ارسالها الى القادة العرب" رافضا ما تردد عن وجود خلافات بين القادة العرب بشأن هذه النقطة ومعتبرا انه من "الطبيعي ان تكون هناك وجهات نظر مختلفة حول التحرك نحو انشاء الاتحاد العربي مباشرة او بشكل تدريجي او حول اتساع رقعة التطوير".
واكد يوسف ان "توصيات محددة اقرت خلال القمة الخماسية وستطرح على قمة سرت" المقبلة.

ولفت يوسف الى ان اهم ما تتضمنه التوصيات الخاصة بمنظومة العمل العربي المشترك "عقد القمة مرتين كل عام فتعقد القمة الرسمية في آذار/مارس وتعقد قمة تشاورية اخرى فيما بين القمتين الرسميتين، انشاء جهاز جديد يطلق عليه اسم المجلس التنفيذي على مستوى رؤساء الوزراء، انشاء آلية لتقديم المساعدات الانسانية للدول العربية التي تحتاج لهذه المساعدات، اقامة محكمة العدل العربية وعقد قمم نوعية على غرار القمة الاقتصادية التي عقدت في الكويت، اضافة على عقد قمم ثقافية".

واكد يوسف انه في اطار السعي لمنع التدخلات الخارجية في الخلافات العربية العربية هناك توصية ب"انشاء قوة عربية لحفظ السلام عبر قيام كل دولة عربية بتأهيل مفزرة من قواتها المسلحة للمساهمة في عمليات السلام".
وبالنسبة الى النقطة الثانية على جدول اعمال القمة فقد اعد عمرو موسى المذكرة التي طلبت منه في قمة سرت الاخيرة بشأن "مبادىء واسس سياسة الجوار العربي ومقترح اقامة رابطة الجوار الاقليمية وآليات عملها".

وقال يوسف بشأن هذه النقطة ان "هناك افكارا ووجهات نظر وصلت الينا من الكثير من الدول العربية ستؤخذ بعين الاعتبار" مشددا على ضرورة "اقرار المبدأ وبعدها يخضع الامر لعملية التشاور بين الدول المعنية" مضيفا "بطبيعة الحال هناك دول سيتم ارجاء البحث معها في هذا الاطار الى مراحل لاحقة".
وكان موسى اعلن في قمة سرت في الربيع الماضي ان الهدف من دعوته الى انشاء رابطة الجوار الاقليمية "احداث حركة اقليمية في المنطقة" واورد اسماء عدد من الدول المرشحة لان تكون في عداد هذه الرابطة مثل ايران وتركيا واثيوبيا واريتريا وتشاد.
وتنعقد قمة سرت في التاسع من الشهر الحالي وسط اجواء توحي باحتمال انسحاب الفلسطينيين من المفاوضات المباشرة بسبب رفض اسرائيل وقف سياسة الاستيطان.

ويتوجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس لحضور اجتماعات القمة العربية ولجنة المتابعة التي ستعقد في سرت بليبيا الجمعة والسبت متسلحا بدعم قوي لموقفه الرافض لمواصلة المفاوضات المباشرة مع اسرائيل في ظل استمرار الاستيطان اليهودي.
ويصر الرئيس الفلسطيني محمود عباس على ان يكون قرار المضي في المفاوضات مع اسرائيل او وقفها متخذا من الدول العربية ايضا وليس من القيادة الفلسطينية وحدها.

واستؤنفت المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين واسرائيل في الثاني من ايلول/سبتمبر في واشنطن برعاية الولايات المتحدة.
ويريد الرئيس الفلسطيني ان يكون قرار المضي في المفاوضات مع اسرائيل او وقفها مدعوما من الدول العربية ايضا وليس صادرا عن القيادة الفلسطينية وحدها.

وقال مسؤولون ومحللون فلسطينيون ان التجارب السابقة مع القمم العربية اثبتت انه لا يمكن لأي قمة عربية ان تقرر ما يخالف الرغبة الفلسطينية او القرار الفلسطيني.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صالح رأفت لوكالة فرانس ان الموقف الفلسطيني "لا زال على ما هو عليه".

واشار رأفت الى ان القيادة الفلسطينية "تأمل من اجتماع لجنة المتابعة والقمة العربية الذين سيعقدا في سرت الليبيبة ان يخرج بموقف مساند للموقف الذي اعلنته منظمة التحرير".
وكانت قيادتا منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح جددتا بداية الاسبوع الحالي تاكيد الموقف الفلسطيني القاضي ب"عدم استمرار المفاوضات في ظل استمرار الاستيطان".

واوضح رافت ان الرئيس الفلسطيني سيطالب لجنة المتابعة العربية خلال اجتماعها في سرت "بمتابعة القرار السابق لها والتحضير لخطة تحرك عربية مع الاطراف الدولية للتوجه نحو الامم المتحدة ضد استمرار اسرائيل في الاستيطان".

وقال "رغم ان الولايات المتحدة الاميركية من الممكن ان تستخدم حق النقض (الفيتو) الا انه لا يوجد ما يمنعنا من طلب ذلك".
ولا يتوقع الفلسطينيون ان تخرج لجنة المتابعة او القمة العربية في ليبيا بقرار غير مساند للقرار الفلسطيني.

وقد استؤنفت اعمال البناء في الضفة الغربية بعد 26 ايلول/سبتمبر عند انتهاء قرار تجميد الاستيطان جزئيا الذي كانت اعلنته الحكومة الاسرائيلية في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي لمدة عشرة اشهر.
وتلقي مسالة الاستيطان بثقلها على المفاوضات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين التي استؤنفت في مطلع ايلول/سبتمبر في واشنطن.

وقال استاذ العلاقات الدولية في جامعة بيرزيت سمير عوض لوكالة فرانس برس "ان القمم العربية السابقة، في احسن احوالها، لم يسبق لها ان اتخذت قرارا مخالفا لتوجهات القيادة الفلسطينية".
واضاف "بالتالي فانه سواء لجنة المتابعة العربية او القمة العربية، لن تتخذ موقفا الا دعم قرار القيادة الفلسطينية التي اتخذت موقفا واضحا وعلى الدول العربية دعم ايصاله الى العالم".

لكن الضغوط الاميركية من اجل مواصلة المفاوضات لا تزال مستمرة كما افادت مصادر في منظمة التحرير الفلسطينية.
وقال احد هذه المصادر ان "القيادة الفلسطينية لا زالت متمسكة بموقفها القاضي بعدم العودة الى المفاوضات بدون وقف شامل" للاستيطان و"ليس جزئيا".

واضاف مصدر اخر ان الرئيس الفلسطيني ابلغ المبعوث الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط جورج ميتشل بانه "في حال تم بناء منزل واحد سنوقف المفاوضات فورا".
ودعت واشنطن الاربعاء الجامعة العربية الى ان تستمر في دعم المفاوضات المباشرة.
وقال فيليب كرولي المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية "نريد ان تستمر الجامعة العربية في دعم المفاوضات المباشرة ... وسيكون من السابق لاوانه في هذه المرحلة عدم دعم المفاوضات".

وتعقد لجنة المتابعة العربية اجتماعا الجمعة في مدينة سرت الليبية على هامش القمة العربية حيث يلتقي عباس وزراء الخارجية العربية لتقييم الوضع.
وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو قال في تصريحات له امام مجلس الوزراء ان الحكومة الاسرائيلية في خضم اتصالات مع الادارة الاميركية لتجنب الانهيار التام للمفاوضات المباشرة.

ولم يستبعد عوض بان تحدث تطورات خلال الساعات القليلة المقبلة فيما يخص الموقف الاسرائيلي، لكنه قال "لذلك اعتقد ان القيادة الفلسطينية تبحث عن موقف عربي مساند لتحصين موقفها من الاستيطان".
وبحسب عوض فان اي قرار اسرائيلي مفاجىء بشأن تجميد الاستيطان "من المفترض ان يبحث لدى القيادة الفلسطينية قبل الحصول على موقف عربي".

من جانب اخر، دعت فصائل فلسطينية معارضة للمفاوضات المباشرة قبل ايام، القمة العربية ولجنة المتابعة العربية الى مساندة موقف منظمة التحرير الفلسطينية.
وقال نائب الامين العام للجبهة الشعبية عبد الرحيم ملوح الذي تقاطع جبهته اجتماعات اللجنة التنفيذية للمنظمة "الاساس دائما هو الموقف الفلسطيني ازاء الصراع الاسرائيلي الفلسطيني، وتجربتنا الذاتية تقول انه اذا اتخذنا موقفا فان العرب سيقفون مع هذا الموقف".

حسام عز الدين - جوزف بدوي
الخميس 7 أكتوبر 2010