نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي

المثقف من قرامشي إلى «تويتر»

24/05/2025 - د. عبدالله الغذامي :

التانغو" فوق حطام المنطقة

22/05/2025 - عالية منصور


صحافيون لا يهتمون بالأخضر....المجتمع المدني يطالب وسائل الإعلام بالإهتمام بالتحديات البيئية




بيروت- حسن عبّاس – تحوّلت الطاولة التي جمعت بعض الإعلاميين اللبنانيين البيئيين، وممثلة للمنظمات غير الحكومية المهتمة بالمسائل البيئية، الى سجال بسبب تدخّل بعض العاملين في المجتمع المدني في النقاش الدائر واتهامهم وسائل الإعلام بالتقصير. طاولة النقاش نظمتها رابطة قدامى خريجي دبلوم الصحافة الفرنكوفونية، وذلك في المركز الثقافي الفرنسي في بيروت.


صحافيون لا يهتمون بالأخضر....المجتمع المدني يطالب وسائل الإعلام بالإهتمام بالتحديات البيئية
الطاولة انعقدت تحت عنوان "هل يهتم الصحافيون بالأخضر؟"، وذلك بهدف إبراز أهمية اهتمام الصحافيين بالمسائل البيئية. رغم ذلك فإن مجرّد أن النقاش دار بين صحافيين، أدى الى علو صوت بعض ممثلي الجمعيات البيئية غير الحكومية الذين اتهموا وسائل الإعلام بالتقصير في تناولها للمسائل البيئية. أدارت النقاش رئيسة رابطة قدامى خريجي دبلوم الصحافة الفرنكوفونية إلسا شراباتي وشاركت فيه المديرة التنفيذية لمجلة "البيئة والتنمية" راغدة حداد، رئيسة الجمعية اللبنانية لإيقاف تدمير الغابات سوسن بو فخر الدين، الصحافية في جريدة "لوريان لوجور" سوزان بعقليني والصحافية باسكال سعد شويري.
كيل الإتهامات تضمن اتهام وسائل الإعلام بالتبعية السياسية والتبعية لأصحاب رؤوس الأموال الذين هم من يسبب تدمير البيئة لصالح مصالحهم الخاصة، واتهام كل صحافي يذهب الى مؤتمر بيئي عالمي يموّله أحد النافذين بإهمال الأخطار البيئية على قاعدة "طعمي التمّ بتستحي العين".
في البداية تحدثت حداد، التي نالت جائزة الصحافة البيئية التي منحتها على هامش أعمال مؤتمر كوبنهاغن البيئي منظمة انترنيوز الدولية ومنظمة الامم المتحدة والبنك الدولي، وذلك عن تحقيق تناولت فيه مصير القطب الشمالي بعد زيارة ميدانية اليه. تحدثت عن زيارتها الميدانية التي قامت بها على متن كاسحة جليد في زيارة علمية استكشافية متأسفة لعدم وجود أيّ عالم عربي بين خمسين عالماً كانوا على متن هذه الكاسحة رغم أن "المنطقة العربية هي أكثر مناطق العالم تأثراً بالتغيرات المناخية" وبمآل جليد القطب الشمالي الذي انحسر من 7.5 مليون كيلومتر مربّع الى 4.2 مليون كيلومتر مربّع.
حداد أشارت الى استطلاع قامت به مجلة "البيئة والتنمية" شمل وسائل الإعلام العربية، وأظهر أن 10% فقط من هذه الوسائل لديها محرر أو صحافي أو برنامج أو صفحة متخصصة في المسائل البيئية، مؤكدة أنه يمكن تجاوز هذا الواقع إذا ما تم التوجه الى إدخال المسائل البيئية في الاقتصاد والتربية المدنية وغيرها من الموضوعات التي تؤثر وتتأثر بالواقع البيئي. وأكدت أن "الإعلام يعكس الرأي العام في اهتماماته".
واستنكرت حداد كون وسائل الإعلام اللبنانية لا تهتم كفاية بالمسائل البيئية طارحة كيفية تغطية هذه الوسائل لحملات التشجير التي تقوم بها الجمعيات كمثل، فهي لا تغطي سوى إطلاق الحملات ولا تتابع مآلها، مستنتجة أن "الإعلام عندنا هو إعلان أكثر مما هو إعلام".
من جهتها، تأسفت بعقليني لكون المشاكل المناخية تتفاقم مع الوقت، مشيرة الى وجود مشكلة في علاقة كل من المواطنين والمقررين مع المسائل البيئية، والى وجود "مشاكل على مستوى تطبيق القوانين وعلى مستوى اهتمام السلطة السياسية بالتحديات البيئية".
بعقليني أكدت أن "الملفات البيئية هي ملفات سياسية بامتياز، ومن هنا أهمية إثارة حساسية المواطنين تجاه هذه المسائل".
أما باسكال سعد شويري، فقد أشارت الى أنه في لبنان، "لدينا وضعية سلبية ومتشائمة تجاه الأخطار البيئية"، مؤكدة أن وسائل الإعلام يجب أن تسلّط الضوء على المشاريع البيئية الناجحة لتشجّع المبادرات المفيدة. شويري اعتبرت أن " هناك نقص معلومات لدى الناس، أما الدولة فهي غير مبالية"، ملاحظة أن المجتمع اللبناني بدأ يتحسس للمسائل البيئية منذ الحرائق التي اندلعت في غابات لبنان سنة 2006، ولكن "هذا التحسس أتى متأخراً".
وطالبت شويري بـ"وضع معلومات بيئية في عناوين الصحف الرئيسية (المانشيت) كما نضع معلومات وأخبار سياسية"، فكما قالت، فإن "ما نأكله ونشربه ونتنفسه يرتبط بشدة بالبيئة".
من جهة أخرى، أكدت سوسن بو فخر الدين أن لبنان يخسر كل سنة ما بين 1500 و3000 هكتار من الغابات، وأنه "بعد 20 سنة سيصبح الشجر عملة نادرة في لبنان إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه، خاصة مع تفاقم مشكلة التغيّرات المناخية". كما قدّرت أن لبنان خسر في السنوات الـ17 الأخيرة 20 ألف هكتار من الغابات، في الوقت الذي لم تستطع خلاله المشاريع البيئية سوى تشجير 3000 هكتار، ماتت نصف الأشجار المزروعة فيها "لأن المشاريع تفتقد الى المتابعة". بو فخر الدين اشارت الى قيام مبادرات بيئية كثيرة في لبنان، "ولكن نخسر مجهودنا بسبب الحرائق المتكررة والرعي والزحف العمراني" مستنكرة عدم تقديم البلديات الأراضي للمشاريع الساعية الى تشجير المناطق الجرداء.


حسن عباس
الخميس 4 مارس 2010