نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

واقع الديمقراطية في سورية الجديدة

09/05/2025 - مضر رياض الدبس

(سوريا بين حرب أهلية ومشاريع تقسيم؟)

05/05/2025 - عبدالوهاب بدرخان

دلالات التصعيد الإسرائيلي في سوريا

04/05/2025 - العميد المتقاعد مصطفى الشيخ

السياسة المزدوجة

25/04/2025 - لمى قنوت


ظلم الجوار





يضم العالم العربي قرابة 395 جامعة. وفي هذه الجامعات يعمل نحو 304 آلاف أستاذ وأستاذ مساعد، أي ما يساوي أستاذاً واحداً لكل 1040 طالباً والنتيجة 70 مليون أمي ، وحسب الترتيب العالمي لأفضل 500 جامعة لا توجد جامعة عربية واحدة، بينما ترد فيها أسماء جامعات إسرائيلية ، لأن الأمية في اسرائيل تساوي الصفر.حيث ان نصيب الفرد العربي من التعليم يساوي قرابة 340 دولاراً في السنة، بينما نصيب الفرد الإسرائيلي هو 3 آلاف دولار في السنة.


الأمي اليوم ليس من لا يقرأ ولا يكتب، بل من لا يستطيع استخدام الكمبيوتر ووسائل المعرفة الحديثة. هذا هو التعريف الياباني للأمي. وإذا كان هذا التعريف صحيحاً، ولو نسبياً، فإن الأمية في العالم العربي سترتفع إلى نحو 95% في ظل الحال التي هي عليه ، ولم يعد تدفق المعرفة يسير في مساره الطبيعي من الآباء إلى الأولاد فالأبناء باتوا يعلّمون آباءهم في كثير من حقول المعرفة ، وبات محرك البحث غوغل مصدراً موثوقاً للمعلومة التي كانت تحتاج إلى عشرات المراجع سابقاً للتأكد من صحتها.

ليس من العدل أو من المنطق مقارنة حال العرب ثقافياً بحال اسرائيل ، لأن المقارنة ظالمة في حق العرب ، ولأن العرب لا يمتلكون مفاتيح مستقبلية تملكها اسرائيل ، وفي أقل تقدير لا تعاني الدولة العبرية من مشكلات الصرف الصحي أو الكوليرا أو البنية التحتية كما هو الحال عربياً ، يكفي أن نعرف ان 38% من مشاهير الفن والسياسة والرياضة والمثقفين العرب هم من رواد السحرة والمشعوذين ، لندرك قتامة المشهد المستقبلي للعرب.هؤلاء الذين يشكلون واجهة طليعية للمجتمع هم الذين ( يمكن ) أن يقودوه نحو أغاني الميكروباصات أو نحو فن رفيع يرتقي بذائقتهم.

نحن بحاجة إلى انبعاث ثقافة جديدة ، ثقافة نقدية ترسم حدا فاصلا بين الاستلاب والماضي التفاخري، ماضي «إذا بلغ الفطام لنا صبي «، لأن النقد يقودنا إلى الكشف عن الأخطاء ، ويدفعنا للتوقف عن الأوهام ، وعندما نتلمس حاجاتنا الأساسية سنعرف أننا بحاجة إلى مضاعفة ميزانية التعليم والبحث قبل التفكير في أي جانب اخر ، لأن تخفيض نسبة الأمية سيرتقي بشكل آلي بصحة المجتمع وحاجاته الفعلية للتقدم دون انتظار خطط الحكومة و توجيهات المسؤولين، آنذاك يستطيع المجتمع قيادة نفسه وتوجيه حياته نحو المسار الصحيح.

hussain@albayan.ae




حسين درويش
الجمعة 29 يناير 2010