نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

خديعة الرحمة

03/07/2025 - هناء محمد درويش

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر


فتى غرناطة "خوان بنيني" نجم الفلامنكو الساطع يراهن على تعلم العربية وقواعدها




مدريد - لاورا ديل ريو - ها وقد أتم خوان بيني عامه الثلاثين .... يطل علينا من غرناطة بصوته .... ليس فقط ليشجينا بأغاني الفلامنكو كـ مورسياناس نسبة إلى مدينة مورسيا (جنوب شرق) أو مالاجينياس نسبة إلى مدينة مالقة (جنوب) أوليبانتيكاس" نسبة إلى مدينة فالنسيا (شرق)، وإنما ليطل علينا بصوت يرتفع عالياً ليندد بالظلم، ويدافع عن حقوق الإنسان.


مطرب الفلامنكو الأسباني
مطرب الفلامنكو الأسباني
وقد حصل مطرب الفلامنكو الأسباني عام 2007 على أحد أقيم وأهم جوائز الفلامنكو في إسبانيا، وهي جائزة و "المصباح المعدني"، التي يمنحها في شهر آب/ أغسطس من كل عام أو المهرجان الدولي لغناء موسيقى لاس ميناس الخاصة بمنطقة لا أونيون في إقليم مورثيا بإسبانيا – تلك الموسيقى والأغاني التي كان يقوم بأدائها عمال المناجم الأسلاف خلال الساعات الطويلة لعملهم الشاق

وقد قام "خوان" مؤخرا بتقديم حفل موسيقي خلال "مهرجان أتينيو ريبوبليكانودي بايكاس" في مدريد أو "مهرجان النادي الجمهوري لحي بايكاس" وهو مهرجان تابع للجمعية أو النادي الجمهوري الثقافي الذي تأسس بهدف نشر الفكر اليميني الجمهوري، حيث ذكرتنا كلماته بـ"إنريكي مورينتي" ، أحد رموز الفلامنكو الذي توفى مؤخراً بل إن هذه الكلمات الحماسية بما تحمله من عاطفة جعلتنا نذكر "مارثيلينو كاماتشو" ، الأب الروحي للحركة العمالية النقابية الإسبانية، الذي توفي هو الآخر عام 0102. ونذكر كذلك ضحايا حوادث العمل، والذين خصصت لهم منذ ثلاثة أعوام "جائزة لا أونيون".

بين أنغام الـ فاندانجو والـ أليجريا ، يأخذ المطرب الشاب في سرد مخاوفه وخبراته على خشبة المسرح .... كما رأيناه في حفل موسيقي في السودان، محاولاً المحافظة على عدم الحديث عن السياسة، لكنه في نهاية الأمر لم يستطع أن يتمالك نفسه وانتهى به المطاف بإشارة إلى الوضع الصعب الذي يعيشه سكان هذا البلد الإفريقي.

وقال "خوان" في هذا السياق: "أكاد أجزم وبقوة أن الفنان يمكن أن يساهم في تغيير الأمور بعض الشيء، لرفع الوعي والإدراك الجمعي"، هذا ما أكده في وقت لاحق خلال لقائه مع وكالة الأنباء الألمانية ( د.ب.أ) حين قال: "لا يمكن للمواطن أن يقف مكتوف الأيدي في انتظار شخص ما يأتي ليحثه ويدفعه"، مشيراً إلى أن هناك الكثير من الشبان من أبناء جيله لا يحركون ساكناً مهما كانت قسوة الأحداث، منقادين بفكرة توحيد الفكر المترسخ في أوروبا، والذي ينقلب بشكل متناقض إلى عدم تفعيل أو إعمال الفكر".

ولكن نظرته الناقدة لم تذهب إلى الجانب الاجتماعي والسياسي .... فجاءت مركزة على عالمه الخاص، عالم الفلامنكو، الذي ارتبط به منذ طفولته، فهو مولع بهذا النوع من الموسيقى الذي طالما استمع إليها من والده، وغناها منذ نعومة أظفاره.

وتوقف المطرب الغرناطي لحظات ليتذكر رموز وأيقونات الفن أمثال: "لا نينيا دي لوس بينيس أو "الطفلة صاحبة الأمشاط" وهو اللقب الذي أطلق على "باستورة بابون كروث" أهم مغنيات الفلامنكو في القرن العشرين، وشقيقها توماس بابون" وكذلك و"باييخو".

وأوضح المطرب الإسباني قائلاً: "في يومنا هذا هناك مؤدون جيدون جدا، وليسوا مطربين أو راقصين جيدين .... فالجميع يريد أن يكون الأول والأسرع، ولا يتوقف لتقديم شيء مؤثر يحرك ويؤجج المشاعر أو تقديم فن حقيقي"، وأضاف: "لا يزال هناك الكثير للقيام به، أهمها أن نعي وندرك استحالة التطور والارتقاء دون الدراسة والمعرفة"، لذا يجب المشاركة في المحاضرات والدورات والتقارير، مثلما حدث وأتيحت لي الفرصة في أيلول /سبتمبر الماضي أن أتعاطى جنبا إلى جنب مع العديد من الأساتذة الجامعيين لتعليم كيفية التعرف على جوهر أو أساسيات الفلامنكو في ثلاثين ساعة".

وأشار إلى أن هناك الكثير من العمل سلفاً فيما يختص بالسياسة الثقافية ..... فقد تم القيام ببعض الأشياء والخطوات والمحاولات الصغيرة، لكن الجانب السياسي يطغى فيه على الجانب الفني ! وأولئك الذين أشرفوا على القيام بهذا هم أولئك الذين ينتسبون إلى السياسة أو ينتمون إلى الدوائر السياسية ... وهذا ما نراه في الحزب الشعبي اليميني المحافظ (قطب المعارضة)) في مدريد وحزب العمال الاشتراكي الإسباني الحاكم في إقليم الأندلس ..... وبالرغم من ذلك أكد أنه لا يستطيع أن يشكو أسلوب التعامل معه في غرناطة، معترفاً بأن الفنانين في إسبانيا لم يعودوا أنبياء في مسقط رأسهم.

ولم يؤثر فيه اعتراف منظمة اليونيسكو الأخير بالفلامنكو وإعلانه ضمن قائمة تراث الإنسانية غير المادي .... فهو يرى أن هذا الاعتراف "جاء متأخراً" .... مشيراً إلى أن منظمة اليونيسكو لم تكن، في واقع الأمر، هي من أضفت ضوءاً على الفلامنكو بل بالعكس الفلامنكو هو من أعطى الهيبة إلى هذه المؤسسة ..... ومع هذا فهو يعرب عن ارتياحه لأن ما حدث يمكن أن يساعد في الحث على تقديم المزيد من الرعاية والاهتمام بهذا الفن، الذي يحظى بقدر أكبر من الرعاية في بلدان أخرى ... كما هو الحال في ألمانيا.

ونرى ذلك على وجه الخصوص في مدينة دوسلدورف، حيث قدم "خوان بينيا" أول حفل موسيقي له في الخارج. وكموصل للأداء، يتحدث "بينيا" الانجليزية والفرنسية وقليل من الإيطالية والألمانية، ويعلق ضاحكاً: "لقد تعلمت هذه اللغات ذاتياً وبطريقة عملية معتمداً على نفسي انطلاقا من حبي للغة.

وصل هذا الفنان بغنائه إلى إيران وإسرائيل واليابان، حيث كان الجمهور هائلاً ومثيراً للإعجاب وبدت مصطلحاته جيدة وتمكنه من اللغة على ما يرام ..... فهو يرى أن التمكن من اللغة عمل رئيسي وجوهري وذلك لشرح وتوصيل ما تقوم بأدائه على خشبة المسرح، وهو ما يقدره الجمهور..... وهذا ما حدث في إسبانيا، فقد استطاع بصوته أن يحظى بتصفيق الجمهور، وبحسه الفكاهي وروح الدعابة أن يضحك الجمهور، وبأدائه الحماسي صور لهذا الجمهور "أندا خاليو" أحد أعمال الشاعر والكاتب المسرحي "فيديريكو جارثيا لوركا".

وبالنسبة للفن، ففي المستقبل القريب سيتم إصدار أسطوانة عن الشاعر الإنجليزي،"جيرالد بيرنان" الذي استقر في حي "ألبشارات" الغرناطي الأندلسي العريق .... وأسطوانة أخرى عن المطربين الذين عانوا من قمع الديكتاتور الإسباني فرانسيسكو فرانكو (1939-1975).

وبعيداً عن الفلامنكو، فقد قبل "خوان" الرهان لتعلم اللغة العربية وقواعدها .... حيث يرى "لها أهمية كبيرة للتعبير عن أنفسنا والإجابة على بعض التساؤلات وماهية الكثير من الأشياء بل واكتساب مفاهيم بعينها بما لا يجعلنا عرضة للغش والتضليل في أي منحى من مناحي الحياة اليومية." .... وهنا يكمن السؤال: من أين له كل هذا الوقت؟ فيقول: "أنا أقلل من ساعات النوم والراحة".

ويبدو أنه بعيد عن صورة الفنان المفرط فلا يشغله هذا النوع من التضحية! وهنا يصرح: "أنا شخص يشغل وقت فراغه كي لا يصبح لديه وقت فراغ".

لاورا ديل ريو
السبت 26 فبراير 2011