تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي

كلمة للفائزين بعضوية مجلس الشعب السوري

26/10/2025 - ياسر محمد القادري


قرية ألمانية تثبت إمكان العيش في رفاهية دون إلحاق إضرار البيئة




برلين - هيلين ماجواير – تقع قرية سيبنلندن في نهاية طريق ترابي يتفرع من طريق يخرج من قرية بوباو التي تقع في الشمال الشرقي من ألمانيا، وتقابل العيون في سيبنلندن مجموعة من المنازل ذات الحجم الكبير بالإضافة إلى مجموعة من الكرافانات وكومة من الدراجات المركونة، إلى جانب أشخاص يسير كل بمفرده وسط برودة فصل الشتاء القاسية ليواصل تنفيذ مهامه الروتينية.


هاري ماير يقوم بتحضير حطب الوقود في القرية الالمانية الصديقة للبيئة
هاري ماير يقوم بتحضير حطب الوقود في القرية الالمانية الصديقة للبيئة
وتم تأسيس هذه القرية صديقة البيئة في منتصف التسعينيات من القرن الماضي من جانب عدد من الأشخاص الذين يؤمنون بضرورة إحداث تغيير جذري لمواجهة قضايا مثل التغيير المناخي والاعتماد على النفط وحتى أسباب الأزمة الاقتصادية العالمية.
ويطرح هؤلاء الأشخاص بدائل للتعامل مع هذه القضايا من بينها استخدام حطب الوقود بدلا من البترول وكذلك توليد الكهرباء من الخلايا الضوئية باستغلال الطاقة الشمسية إلى جانب استخدام الخيول في إدارة توربينات توليد الكهرباء والحصول على الطاقة من المخلفات العضوية، كما تشمل البدائل العيش بشكل جماعي يتم من خلاله المشاركة في إعداد وتناول الوجبات والمشاركة في العمل وحتى في الإقامة بالبيوت.

وفي نفس الوقت يتميز روح هذا النظام السائد في القرية وعبقريته في أنه ليس من الضروري التخلي عن الرفاهية لكي تتمتع بحياة تراعي الاشتراطات البيئية وتحافظ على الموارد الطبيعية، وفي هذا الصدد تقول إلكه فيجاند إحدى سكان القرية وهي تجلس أمام نيران المدفأة ببيتها مرتدية قميصا علويا مخططا في يوم قارس البرودة من شهر كانون أول/ ديسمبر إن الأهالي يعيشون في رفاهية كاملة ولا ينقصهم أي شيء

وتم تسمية قرية سيبنلندن على اسم سبعة من أشجار الموالح تم زرعها في وسطها، وتتكون القرية من نحو ستة منازل وفناء مزرعة ومجموعة من الورش ومساحات للتخزين وإسطبلات للخيول العاملة بالقرية.

وتمتلك القرية حقلا زراعيا إلى جانب غابة مساحتها 46 هكتارا تزود السكان بحطب الوقود والأخشاب المستخدمة في البناء، ويعيش في سيبنلندن نحو 120 شخصا ثلثهم من الأطفال، وهم يعتقدون أن التنمية المستدامة بالحفاظ على الموارد الطبيعية لا تتعلق بالحد من الاعتماد على النفط والعيش في تناغم مع الطبيعة فحسب، ولكنها تكمن أيضا في الكيفية التي يتفاعل بها السكان مع بعضهم ويقدرون بعضهم البعض، ويعيش نصف القرويين تقريبا في واحدة من خمسة تجمعات سكنية يعيش بداخلها الأزواج والأسر والأفراد بشكل مشترك تحت سقف واحد ويشتركون في تسهيلات المطبخ والمعيشة، ولا يزال الآخرون يعيشون داخل كرافانات إلى أن يكونوا على استعداد للمشاركة معا وبناء منازل خاصة بهم، وتوضح فيجاند / 41 عاما / التي تعيش مع زوجها وثلاثة أبناء داخل منزل مع ثلاثة من البالغين أن الترف الحقيقي الذي يتمتعون به يتمثل بخلاف الطعام الجيد والهواء المنعش والبيوت الصحية في المستوى العالي من الصلات الاجتماعية .

وفي مثل هذا التجمع السكاني المترابط بشكل وثيق يكون من المهم تبادل الأحاديث حول المشكلات والسعي لإيجاد الحلول لها بدلا من تجاهلها، وتقول واحدة من السكان وتدعى إنيس ليودمان إن زميلتها هي جارتها في نفس الوقت وهي أم أفضل صديق لابنها، وتضيف إنه في حالة حدوث مشكلة في مكان ما فإنها تمتد بسرعة إلى أماكن أخرى.

ويكون لذلك نتائج غير متوقعة مثل المعدل المرتفع بشكل غير معتاد للانفصال بين الأزواج الذين ينتقلون للإقامة في سيبنلندن، وفي هذا الصدد تقول إيفا شتوتزيل وهي عضو مؤسس بالقرية إنه إذا جاء شخصان إلى سيبنلندن وهما يعانيان من علاقة هشة فإن هذه العلاقة سيكون مصيرها الانهيار، وتشير إلى أنه تتم مناقشة المشكلات في إطار الجماعة ولا يوجد مجال لإخفائها، وتضيف إنه في المجتمعات العادية قد يرتبط الزوج بعشيقة سرا وهذا ليس له وجود في سيبنلندن، وبالتالي فمن الأفضل التحدث علنا عن هذه المشكلة

وتسود روح التعاون بين أفراد القرية وكأنها مشروع استهلاكي متكامل بمعنى أن السكان يتخلون عن وظائفهم للقيام بأدوار تخدم المجتمع مثل قطع الأشجار للحصول على حطب الوقود أو التنسيق لإعداد برنامج مكثف للندوات أو تعليم الزوار الذين يأتون من مختلف أنحاء العالم كيفية العيش بطريقة تحافظ على الموارد الطبيعية، حيث تقدم القرية نموذجا حيا في هذا المجال للدول النامية التي يتزايد فيها الاهتمام بتطبيق المبادئ البيئية في القرى.

وتؤكد فيجاند وهي طبيبة وتشرف على شبكة العلاقات الدولية للقرية أن كثيرا من المجتمعات النامية عليها أن تتعلم كيفية عدم تغيير أساليبها في الحياة، وتقول إن كل هذه القرى في الأصل طبيعية وصديقة للبيئة وإن كان سكانها لا يعلمون ذلك ولا يعرفون أنه ينبغي أن يفخروا بهذا الوضع.

ولا يوجد اقتصاد مشترك في سيبنلندن على الرغم من أن السكان يسهمون في توفير مجموعة من السلع الأساسية بما في ذلك معظم المواد الغذائية التي يتناولونها، ويعمل بعض السكان كموظفين لدى القرية بينما يديرون مشروعات تجارية صغيرة خاصة بهم من بينها مشاتل لأشجار الفاكهة أو تدريب الخيول أو بيع الحلي.

هيلين ماجواير
الجمعة 19 فبراير 2010