تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد


كتاب جزائريون يدعون لإعادة النّظر في "الفرانكفونية"




الجزائر- يعود الجدل إلى الجزائر ليطفو على السطح حول "الصراع " القائم بين الكتابات الجزائرية بالفرنسية، ونظيرتها المكتوبة بالعربية، فانقسم الجيل الجديد من الكتّاب في الجزائر، بين ضرورة تجاوز "نرجسية " لغة وأخرى، وبين من يرى أنها تعدّت مفهومها "البرىء" كحالة كلامية تعبيرية، نحو سياسة قائمة بحد ذاتها.


الكتاب الجزائريون "الفرانكفونيون" الراشقون لهويتهم... هم مجرد أداة دافع الكاتب الجزائري، إسماعيل يبرير عن الكتّاب في بلاده "المخلصين" للعربية كلغة وفكر، دون المزايدة على الدفاع عن لغة دون الأخرى، معتبرا أن الأمر انزلق نحو التّصنيفات رغما عن الطبقة المثقفة في بلاده. يعتقد يبرير أن "الذين يكتبون بالعربية لا يمارسون غالبا التنكّر للهويّة والتاريخ ونادرا ما ينزلقون لفخ خدمة ثقافة الآخر والنّيل من ثقافتهم وتصغيرها." ويرى يبرير، حسب ما صرّح به لـوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) ، أن البعض من الكتاب الجزائريين "المفرنسين"، يحاولون رجم هويتهم وثقافتهم وانتمائهم، للفت انتباه الإعلام الفرنسي الذي يلتفّ حول هؤلاء ويلقي الضوء عليهم،. ويضيف أن " بعض الكتاب /الفرانكفونيون/ وهم قلة قليلة، يحظون بالاعتناء من قبل دوائر الاعلام الفرنسي مقابل خطاب قاس ومتعال نحو ثقافتهم الاصلية." وحسب صاحب رواية "مولى الحيرة"، فإن الإعلام الفرنسي لا يعتني بالكتاب الفرانكفونيين الجزائريين، الجيّدين، ولا يحاول إظهارهم للقارئ الأوروبي، حيث أن أجندة هذا الإعلام لا تتماشى وفكر هؤلاء، الذين يسوّقون للجزائر وتاريخها النضالي وهويتها، يقول يبرير " هناك فئة تكتب نصوصا جيدة لكنها أصيلة ما يمنعها من الانتشار". وعن الكتّاب غير المتنكّرين لانتمائهم ، قال يبرير إن " فرنسا تنظر للكتاب الجزائريين الفرانكفونيين نظرة مضطربة، فهم يكتبون بلغتها ولكنهم يدعون احتقارها علنا وينتقدون اخفاقاتها وافرازاتها. وهي تنظر للكتاب بالعربية على أنهم حزب ثقافي عاطفي ضعيف؛ و ذلك رغم أن نصوصهم تعارض السلطة وافرازاتها وتنسجم مع مسارات الواقع السياسي والاجتماعي". يرى إسماعيل يبرير، أن المرحلة الراهنة تستوجب الاحتفاء بالهوية والدفاع عنها، بعيدا عن التصنيفات اللغوية، فهو يرى أن اللغة لا تعدو سوى وسيلة، قبل أن يتم استعمالها لتصبح سياسة، فيشير "لا نحتاج الخروج أو الدخول إلى الفرانكفونية بل تثمين ما لدينا والاحتفاء بهويتنا بدل رهنها ورهن خياراتنا الأدبية". الكاتب المعرّب مطالب بإثبات ذاته أو "التّخندق" في الكتابة التي تلائم ايديولوجيا معينة من جهتها استنكرت الكاتبة الصحافية الجزائرية، فتيحة زيماموش، تأصّل الفرانكفونية في بلادها، رغم الاستقلال الذي زاد عمره عن الـ56 عاما، مشددة على وجوب الوقوف عند ما تسير عليه المنظومة الثقافية. ترى زيماموش حسب تصريحها لـوكالة الأنباء الألمانية( د.ب.أ) أن " الجزائر بحاجة للخروج من عباءة الفرانكوفونية دون استعدائها ، لأن ما هو موجود في المجال الثقافي والتربوي هو عبارة عن سياسة تابعة وموروث عن مخلفات الاستعمار الفرنسي ." وطالبت الكاتبة النّخبة في بلادها بتعزيز مكانة اللغة العربية في جميع المستويات وخصوصا في المدارس والجامعات مع الاطّلاع على ما يدور في العالم، "لأن اللّغة في النّهاية هي ناقلة لفكر وعلم ولا يمكن أن نتقوقع على انفسنا" .... ودعت فتيحة زيماموس، إلى الانتقال من التبعية الثقافية نحو صناعة ثقافة وفكر "فالجزائر لها زخم وتنوع في العمق الثقافي"، معتبرة أن /العقدة/ التي كرّسها الاستعمار الفرنسي لم تحل إلى اليوم، وذلك لأن الجيل الجديد لا يزال يعتقد أن التحضّر يتمثل في التعامل بالفرنسية وأن المعرّبين هم مثقفون درجة ثانية. أبدت المتحدّثة تفاؤلها، رغم الأصوات التي تحاول وضع الكاتب المعرّب في خانات أقل من زميله الذي يكتب باللغة الفرنسية، مشيرة إلى أن القارئ الجزائري الرّاهن، بدأ يكتشف "الصراع الهويّاتي" وأنّ الموضوع يتعدى مجرد استخدام بريء للغة معينة دون الأخرى. لا تستغرب الكاتبة الجزائرية، من اهتمام إدارات الجوائز في فرنسا وأوروبا، بالكتاب الفرانكفونيينعلى قلتها القليلة، فتشير إلى أن "من يملك سلطة هذه الجوائز طبيعي يبحث عن من ينصره ومن يضيف إلى ثقافته وهو ما يرفع من منسوب التفوق للكتاب بالفرنسية". في حين، تنفي زيماموش أن يكون هنالك فرق في الجودة بين من يكتب بالعربية أو الفرنسية، معتبرة اللغة مجرد وعاء يضع الكاتب فيه ما يشاء من فكر ورسائل، رافعة الرهان المفروض على زملائها الكتّاب من جيلها حث ترى أن "الكاتب المعرّب يجد نفسه مطالبا بإثبات ذاته أو /التّخندق/ في الكتابة التي تلائم ايديولوجيا معينة". الفرنسية ليست لغة أجنبية في الجزائر يستغرب الكاتب الجزائري سعيد خطيبي مّمن يبحث عن تضادٍ بين كاتب جزائري بالفرنسية مع كاتب جزائري آخر بالعربية، مشبها ذلك بمُصارعة ثيران، الكلّ يتعب، في النّهاية، ولا أحد ينتصر. رفض خطيبي في تصريح لـ (د.ب.أ)، التصنيفات بين كتاب بلاده، ويقول إنه "بغض النّظر عن اللغة التي يكتب بها/ عربية أو أمازيغية أو فرنسية/ المشكلة في الجزائر أن الفرنسية حاضرة، في كلّ مكان، لكننا لم نفكّر في إطار قانوني لها." دعا خطيبي، لعدم تجاهل الفرنسية، وعدم معاملتها كلغة أجنبية، "بينما هي على كلّ لسان. من الواجب احتواء "الفرنسية"، فهي ليست – فقط – غنيمة حرب، بل هي مكوّن لساني ثابت، ويمكن أن نستفيد منها أكثر بدلا من معاداتها، رسمياً، بينما في المجتمع تتمدّد، في هدوء". نفى خطيبي الإتهام الذي يوجه في كل مرة للكتاب الجزائريين، بالفرنسية، على أنهم يحاولون جلب انتباه السّلطة والجوائز الأدبية، مشيرا إلى أن ذلك مغالطة، "فعملياً، من بين 2000 جائزة أدبية مقترحة سنوياً، في فرنسا، لا نكاد نجد جزائريين سوى في اثنتين أو ثلاثة، ومن العشرين سنة الماضية، لم ينل الجزائريون سوى ثلاثة من الجوائز المهمّة، ومنذ الاستقلال إلى اليوم، لم ينل كاتب جزائري واحد جائزة الجونكور، ولم يحصل الجزائريون سوى مرّة واحدة على جائزة رينودو . وفند صاحب كتاب "الخطيئة" نظرية أن الكتّاب الجزائريين، بالفرنسية، في وضع حسن، مؤكدا أنهم يعانون الأمرّين في فرنسا، ويضيف "ثمّ لا ننسى أن المنافسة كبيرة، للوصول إلى القارئ، نحن نعلم أن طبع أي رواية في فرنسا، للمرّة الأولى، لا يقل عن 5 ألاف نسخة، ويشقى الكاتب ومعه النّاشر في تسويقها، بينما في الجزائر الطّبعات الأولى لا تتعدى أحياناً 600 نسخة، ومع ذلك لا تُباع." شبه المتحدّث، تعامل بلاده مع "المطالعة"، بتعامل " العروس مع مكياجها ليلة الدّخلة، نحبّ أن نظهر في صورة المهتمين بالكتاب، بينما في السرّ نحن ننبذه وننبذ الكتّاب ونسخر منهم"، نافيا في الوقت ذاته الاعتقاد بوجود فوارق بين كاتب جزائري بالفرنسية وآخر بالعربية، "الفرق الوحيد هو في جودة الكتابة أولاً، وفي توفّر فرنسا على سوق كتاب ومكتبات، وجوائز بالمئات، بينما الجزائر لا تريد أن تصنع أرضية ولا قاعدة تسهّل وصول الكتاب إلى القراء والمهتمين". فرنسا تبحث عن نخب تنتقيها وتدعمها لإبقاء مواطئ داخل مستعمراتها القديمة يرى الدكتور، مبروك دريدي، أن وما وصلت إليه الإنتاجية الفنية والفكرية والعلمية والمعرفية في الأوساط الثقافية ومؤسسات التعليم والبحث في الجزائر يؤكد الحيّز الضيق الذي صارت إليه الفرونكوفونية. مشيرا إلى أن الأمر جاوز فكرة أنه مجرد مطلب جماهيري. أكد دريدي في تصريحه لـوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن " اللّغة الفرنسية في زمن العولمة تعاني حتى داخل بيتها ونحن أمام جيل جديد من الكتّاب والقّراء والمستعملين للوسائط التكنولوجية وملاحظة السلوك اللغوي في هذه الأوساط كفيل بالإجابة". قال دريدي، أنّ النفخ في رماد الفرونكوفونية يتمّ بنفسين: نفس بيروقراطي وهو البرامج الرسمية. وكذا البرامج الثقافية في شكل دعم محسوب المنطلق والأهداف كما هي جائزة /الجونكور / مثلا..و/البوليس/ الثقافي الذي تبحث به فرنسا عن نخب تنتقيها وتدعمها لإبقاء مواطئ داخل مستعمراتها القديمة". ويرى دريدي أن رقي وعذوبة وجمال اللغة الفرنسية لم يشفع لها لدى" الذاكرة العاطفية للشعوب التي تم احتلالها، ووجب علينا التساؤل، كيف انعكس /التّصحير/ اللغوي الذي مارسته فرنسا في زمن الاحتلال على حاضر لغتها". أكد الكاتب أن الفرنسية ليست متأصلة في الجزائر كما يعتقد الكثرون، "لا توجد الفرنسية في الجزائر سوى في دوائر حضرية معينة كالعاصمة، وفي دوائر ورثت عائليا تراثها وبقاءها وكلما توسعنا خارج هذه الدوائر نجد أنّ التكلم والقراءة بالفرنسية ليس ذات شأن...حتى في برامج الدراسة لا تزيد الفرنسية عن كونها مادة اختبار وليس مقدّسة كما يؤمن البعض." أشار دريدي، إلى أن الفرنسية كلغة تعاني الضعف باعتبارها عاجزة عن مواكبة العولمة أمام الإنجليزية وحتى أمام لغات أخرى، "فلم تعد فرنسا الفاعل الإمبراطوري الذي كان بل الولايات المتحدة والصين وحتى الألمان والهند ودول شرق آسيا.". أبدى الكاتب الجائري، تفاؤله، مشيرا إلى أن الجيل الجديد استطاع أن يبدأ النضال ضد "السياسة الفرانكفونية " في بلاده وقال "نحن أمام جيل انفتح بشكل كبير على العالمية وهو جيل ذكي أدرك أنّ الفرنسية وكأنها تفرض فرضا وليست اختيارا."

فاطمة حمدي
الخميس 22 نوفمبر 2018