محمد غني حكمت امام احد اعماله
ويقول حكمت (80 عاما) الذي أقترن اسمه بنصب "الحرية" الذي اقيم مطلع الستينات من القرن الماضي في ساحة بوسط بغداد سميت لاحقا ب"ساحة التحرير" في مقابلة مع وكالة فرانس برس في عمان حيث يقيم منذ خمس سنوات، "رغم كل ما حصل ما زلت احلم بالعودة الى بغداد لاكمل ما بدأته قبل ستين سنة".
واضاف من ورشته المليئة بعشرات النماذج الحجرية والبرونزية التي تروي بلغة الفن حكاية كل انسان عراقي روعه الاحتلال وافسد أحلامه وشرده للمنافي البعيدة حيث يعاني من الغربة والحنين الى الوطن، "انا متفائل بأن ما حصل سينتهي، فالعراق مركز ثقافي وحضاري عمره يمتد لالاف السنين ويصعب تغيير جذوره خلال سنوات قليلة".
ولد حكمت في الكرخ ببغداد 1929 وسط اسرة محافظة شجعته على ممارسة هوايته. وعندما كان طفلا كان يذهب الى ضفاف نهر دجلة ليصنع من الطين اشكالا لحيوانات وزخارف وقبب شبيهة بتلك التي تزين ضريح الامام موسى الكاظم في بغداد.
وانصب اهتمام حكمت على ادخال الاساطير البابلية والسومرية والاشورية في اعماله حتى انه عبر عن ذلك في مقدمة احد كتبه عام 1994 قائلا "من المحتمل ان اكون نسخة اخرى لروح نحات سومري او بابلي او آشوري او عباسي، كان يحب بلده".
وانجز حكمت منذ تخرجه من كلية الفنون الجميلة بروما 1959 عشرات النصب في بغداد ابرزها حمورابي وشهريار وشهرزاد وكهرمانة والاربعين حرامي والمتنبي وبساط الريح والخليفة ابو جعفر المنصور والجنية والصياد، اضافة الى اعمال اخرى لا تحصى منها 14 لوحة جدارية في احدى كنائس بغداد تمثل درب الالام للسيد المسيح.
كما انجز حكمت في ثمانينات القرن الماضي احدى بوابات منظمة اليونيسف في باريس وثلاث بوابات خشبية لكنيسة "تيستا دي ليبرا" في روما ليكون بذلك اول نحات عربي مسلم ينحت ابواب كنائس في العالم. فضلا عن انجازه جدارية الثورة العربية الكبرى في عمان واعمال مختلفة في البحرين تتضمن خمسة ابواب لمسجد قديم وتماثيل كبيرة ونوافير.
كما ساعد حكمت في عمل "نصب الحرية" الذي كان من تصميم استاذه النحات العراقي المعروف جواد سليم الذي وافاه الاجل في سن الثانية والاربعين قبل اكتمال هذا العمل الذي يرمز الى مسيرة الشعب العراقي من زمن الاحتلال البريطاني الى العهد الملكي ثم الجمهوري.
وتم انجاز النصب البرونزي بطول 50 مترا ويضم 25 شخصية بالاضافة الى الثور والحصان، ويعد احد اكبر النصب في العالم، خلال عامين في فلورنسا بايطاليا ونقل الى بغداد عام 1961 بطائرة.
وتتحدث مواضيع النصب عن المآسي التي مرت بالعراق، منها أم تبكي على ولدها وجندي يكسر قضبان السجن واحلام ما سوف قد يأتي من حرية وثورة صناعية وزراعية.
ورغم ان هذا النصب الذي ازيح عنه الستار في 14 تموز/يوليو 1961، قد تم انشاؤه بعد سقوط الملكية في العراق (1958) ومجيء الزعيم عبد الكريم قاسم الى السلطة الا ان حكمت يؤكد بأن "العراق لم يشهد استقرارا امنيا فعليا منذ ذلك الحين".
ويأمل حكمت الذي عمل 37 عاما استاذا في اكاديمية الفنون الجميلة في بغداد بأن يعود الى بغداد يوما لانجاز ثلاثة اعمال برونزية: الاول تمثال لسندباد البحري عائم وسط نهر دجلة والثاني نافورة مصباح علاء الدين السحري في ساحة الخلاني والثالث لحرامي بغداد تلك الشخصية التي اشتهرت في العصر العباسي عندما كان يتلثم بالليل ليسرق اغنياء بغداد ويوزع بعد ذلك المال على الفقراء.
ويقول "انا اكملت كل المخططات واعددت المجسمات الصغيرة وآمل ان تستتب الاوضاع في بغداد حتى اتمكن من انجاز هذه الاعمال".
وينتقد حكمت الاحتلال الاميركي للعراق وما رافقه من عملية تدمير وسلب ونهب لارث الفن العراقي، ويقول "لقد ادى ذلك الاحتلال البشع الى تدمير ستة الاف عمل فني من مجموع ثمانية الاف عمل كانت تمثل ارشيف الفن العراقي".
ويضيف "كان الطابق الثالث من متحف صدام للفنون يضم 150 تمثالا من اعمالي البرونزية والخشبية والحجرية التي تمثل كل مسيرة حياتي بالاضافة الى +فاترينه+ (واجهة) تضم 300 وسام وميدالية مختلفة من الذهب والفضة والنحاس".
ويتابع "كنت حينها في البحرين وبسبب الحرب لم اتمكن من العودة الى بغداد الا بعد ثلاثة اشهر لارى ان كل شيء قد سرق ونهب وما تبقى هو حطام لا يمكن ان يكون من فعل انسان عاقل".
وحول نصب "قوس النصر" في ساحة الاحتفالات الكبرى ببغداد الذي يرمز الى قبضتي صدام تمسكان بالسيف والذي انجزه خلال الحرب العراقية-الايرانية في ثمانينات القرن الماضي، يقول حكمت ان "الحكومة في ذلك الحين اعدت مسابقة شارك فيها العديد من النحاتين العراقيين، انا شخصيا لم اشارك، فاز بها خالد الرحال لكنه مات قبل ان ينجز النصب".
واضاف "بعدها اتصل بي محمد فاضل وزير الاسكان، وقال لي: محمد تقرر تكليفك بتنفيذ هذا العمل. اعتذرت بلا جدوى، لذلك تم تنفيذه من قبلي لكني لست صاحب الفكرة".
وخلص الى القول "انا لم احب السياسة يوما، لاني ببساطة فنان كل مصيبته انه يهوى العراق".
واضاف من ورشته المليئة بعشرات النماذج الحجرية والبرونزية التي تروي بلغة الفن حكاية كل انسان عراقي روعه الاحتلال وافسد أحلامه وشرده للمنافي البعيدة حيث يعاني من الغربة والحنين الى الوطن، "انا متفائل بأن ما حصل سينتهي، فالعراق مركز ثقافي وحضاري عمره يمتد لالاف السنين ويصعب تغيير جذوره خلال سنوات قليلة".
ولد حكمت في الكرخ ببغداد 1929 وسط اسرة محافظة شجعته على ممارسة هوايته. وعندما كان طفلا كان يذهب الى ضفاف نهر دجلة ليصنع من الطين اشكالا لحيوانات وزخارف وقبب شبيهة بتلك التي تزين ضريح الامام موسى الكاظم في بغداد.
وانصب اهتمام حكمت على ادخال الاساطير البابلية والسومرية والاشورية في اعماله حتى انه عبر عن ذلك في مقدمة احد كتبه عام 1994 قائلا "من المحتمل ان اكون نسخة اخرى لروح نحات سومري او بابلي او آشوري او عباسي، كان يحب بلده".
وانجز حكمت منذ تخرجه من كلية الفنون الجميلة بروما 1959 عشرات النصب في بغداد ابرزها حمورابي وشهريار وشهرزاد وكهرمانة والاربعين حرامي والمتنبي وبساط الريح والخليفة ابو جعفر المنصور والجنية والصياد، اضافة الى اعمال اخرى لا تحصى منها 14 لوحة جدارية في احدى كنائس بغداد تمثل درب الالام للسيد المسيح.
كما انجز حكمت في ثمانينات القرن الماضي احدى بوابات منظمة اليونيسف في باريس وثلاث بوابات خشبية لكنيسة "تيستا دي ليبرا" في روما ليكون بذلك اول نحات عربي مسلم ينحت ابواب كنائس في العالم. فضلا عن انجازه جدارية الثورة العربية الكبرى في عمان واعمال مختلفة في البحرين تتضمن خمسة ابواب لمسجد قديم وتماثيل كبيرة ونوافير.
كما ساعد حكمت في عمل "نصب الحرية" الذي كان من تصميم استاذه النحات العراقي المعروف جواد سليم الذي وافاه الاجل في سن الثانية والاربعين قبل اكتمال هذا العمل الذي يرمز الى مسيرة الشعب العراقي من زمن الاحتلال البريطاني الى العهد الملكي ثم الجمهوري.
وتم انجاز النصب البرونزي بطول 50 مترا ويضم 25 شخصية بالاضافة الى الثور والحصان، ويعد احد اكبر النصب في العالم، خلال عامين في فلورنسا بايطاليا ونقل الى بغداد عام 1961 بطائرة.
وتتحدث مواضيع النصب عن المآسي التي مرت بالعراق، منها أم تبكي على ولدها وجندي يكسر قضبان السجن واحلام ما سوف قد يأتي من حرية وثورة صناعية وزراعية.
ورغم ان هذا النصب الذي ازيح عنه الستار في 14 تموز/يوليو 1961، قد تم انشاؤه بعد سقوط الملكية في العراق (1958) ومجيء الزعيم عبد الكريم قاسم الى السلطة الا ان حكمت يؤكد بأن "العراق لم يشهد استقرارا امنيا فعليا منذ ذلك الحين".
ويأمل حكمت الذي عمل 37 عاما استاذا في اكاديمية الفنون الجميلة في بغداد بأن يعود الى بغداد يوما لانجاز ثلاثة اعمال برونزية: الاول تمثال لسندباد البحري عائم وسط نهر دجلة والثاني نافورة مصباح علاء الدين السحري في ساحة الخلاني والثالث لحرامي بغداد تلك الشخصية التي اشتهرت في العصر العباسي عندما كان يتلثم بالليل ليسرق اغنياء بغداد ويوزع بعد ذلك المال على الفقراء.
ويقول "انا اكملت كل المخططات واعددت المجسمات الصغيرة وآمل ان تستتب الاوضاع في بغداد حتى اتمكن من انجاز هذه الاعمال".
وينتقد حكمت الاحتلال الاميركي للعراق وما رافقه من عملية تدمير وسلب ونهب لارث الفن العراقي، ويقول "لقد ادى ذلك الاحتلال البشع الى تدمير ستة الاف عمل فني من مجموع ثمانية الاف عمل كانت تمثل ارشيف الفن العراقي".
ويضيف "كان الطابق الثالث من متحف صدام للفنون يضم 150 تمثالا من اعمالي البرونزية والخشبية والحجرية التي تمثل كل مسيرة حياتي بالاضافة الى +فاترينه+ (واجهة) تضم 300 وسام وميدالية مختلفة من الذهب والفضة والنحاس".
ويتابع "كنت حينها في البحرين وبسبب الحرب لم اتمكن من العودة الى بغداد الا بعد ثلاثة اشهر لارى ان كل شيء قد سرق ونهب وما تبقى هو حطام لا يمكن ان يكون من فعل انسان عاقل".
وحول نصب "قوس النصر" في ساحة الاحتفالات الكبرى ببغداد الذي يرمز الى قبضتي صدام تمسكان بالسيف والذي انجزه خلال الحرب العراقية-الايرانية في ثمانينات القرن الماضي، يقول حكمت ان "الحكومة في ذلك الحين اعدت مسابقة شارك فيها العديد من النحاتين العراقيين، انا شخصيا لم اشارك، فاز بها خالد الرحال لكنه مات قبل ان ينجز النصب".
واضاف "بعدها اتصل بي محمد فاضل وزير الاسكان، وقال لي: محمد تقرر تكليفك بتنفيذ هذا العمل. اعتذرت بلا جدوى، لذلك تم تنفيذه من قبلي لكني لست صاحب الفكرة".
وخلص الى القول "انا لم احب السياسة يوما، لاني ببساطة فنان كل مصيبته انه يهوى العراق".


الصفحات
سياسة








