نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

خديعة الرحمة

03/07/2025 - هناء محمد درويش

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر


محتجون يتعرضون لكمين في صنعاء وصالح يبرئ الامن من دم 52 ضحية في يوم واحد




صنعاء - جمال الجابري - حمود منصر - ارتفع عدد ضحايا مظاهرات صنعاء يوم امس الى 52 ومعظمهم قتل برصاص القناصة وقد وجد آلاف المتظاهرين اليمنيين انفسهم الجمعة محاصرين في مكمن في قلب صنعاء بعدما امطرهم قناصة ملثمون بالرصاص الحي، بحسب افادات شهود عيان جمعتها وكالة فرانس برس.


اسعاف جريح في ميدان التغيير اليمني
اسعاف جريح في ميدان التغيير اليمني
ووقع حمام الدم بعد وقت قصير من انتهاء صلاة الجمعة التي شارك فيها آلاف المطالبين باسقاط النظام امام جامعة صنعاء، حمل بعضهم شارات صفراء في ما اطلقوا عليه "يوم الانذار" ضد الرئيس علي عبدالله صالح الذي يحكم البلاد منذ 32 عاما.

وروى احد المتظاهرين ويدعى احمد ان المحتجين شاهدوا دخانا يرتفع من شارع قريب، "فاعتقدنا ان عددا من خيم المعتصمين تحترق".
لكن سرعان ما تبين ان مصدر الدخان اطارات تحترق خلف جدار بناه سكان الحي لمنع الاعتصام من التمدد نحو شارعهم.

وما ان حاول بعض المتظاهرين هدم الجدار، حتى انطلق الرصاص صوبهم فاصيب البعض وسقط اول قتيل مصابا بالرصاص في وجهه.
ويقول شاهد عيان "بدات الناس عندها بالصراخ والهرب بعدما اصيبوا بحالة من الهلع، فيما قام البعض بنقل الجرحى الى المستشفيات".

وبعد مرور لحظات، تعرف المتظاهرون على مصادر النيران.
وصرخ احد هؤلاء وقد اصيب في كتفه "بلطجية النظام الحاكم يطلقون النار علينا من اسطح المباني".
وشاهد مراسل وكالة فرانس برس في المكان مسلحين ملثمين فوق سطح احد المباني.

ودفعت رشقات الرصاص بعض المتظاهرين الى دخول المباني التي كانت تطلق منها النار، فهاجموا عند احد الاسطح احد المهاجمين قبل ان يرموا به من على سطح المبنى ما ادى الى مقتله، بحسب مراسل فرانس برس.
كما قاموا بالقاء القبض على خمسة آخرين.

وكانت الساحة في اليوم الاكثر دموية منذ بداية الحركة الاحتجاجية التي انطلقت في كانون الثاني/يناير الماضي وما انفكت تتوسع في كافة انحاء البلاد، تضج باصوات تنادي عبر مكبرات الصوت المتظاهرين للخروج من الشارع وفتح الطرق امام عشرات الجرحى.

وصرخ البعض "اليوم يومك يا سفاح، سلمية تضرب النار"، في اشارة الى الرئيس اليمني وسلمية التظاهرات التي ينظمونها.
وبحسب مراسل فرانس برس فقد اطلقت الشرطة التي حضرت بعد اطلاق النار، الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين.

وفي المستشفى الواقع في الساحة المقابلة لجامعة صنعاء، قال احد الاطباء فيما كانت الدماء تغطي يديه "لم نعد نستطيع اسعاف كل الجرحى، عددهم كبير جدا".
واضاف "تنقصنا الادوية والمعدات الطبية. بدانا ننقل المصابين الى المستشفيات الخاصة لاننا لا نثق بالمستشفيات الحكومية".

وافترشت جثث القتلى الذين بلغ عددهم 46 ارض مسجد قرب جامعة صنعاء، فيما تمدد المتظاهرون الذين اصيبوا باختناق نتيجة تنشقهم الغاز المسيل للدموع في العراء.
وذكر عدد من شهود العيان ان بعض المتظاهرين كانوا يحملون اسلحة، وقد قام واحد منهم على الاقل باطلاق النار باتجاه مصادر النيران.

ودعت منظمة العفو الدولية السلطات اليمنية الى ملاحقة المسؤولين عن "الهجوم المنسق" على المتظاهرين.
واوضحت في بيان ان "رجالا بلباس مدني يعتقد انهم عناصر في الشرطة اطلقوا الرصاص من اعالي المباني القريبة من المتظاهرين" في صنعاء.

ونقلت المنظمة عن شاهد عيان قوله ان "اطلاق النار استمر لحوالى 30 دقيقة"، مشيرة الى ان العدد الاجمالي للقتلى منذ بدء التظاهرات ضد النظام في نهاية كانون الثاني/يناير ارتفع الى "80 شخصا".

وقد توالت ردود الفعل الدولية التي نددت بالقمع الدامي حركة الاحتجاج في اليمن، وطلب الرئيس الاميركي باراك اوباما من نظيره اليمني السماح بسير التظاهرات السلمية.

ونفى الرئيس اليمني من جهته ان تكون الشرطة شاركت في اطلاق النار على المحتجين، الا انه اعتبر انه يتعين على المعتصمين في العاصمة ان ينتقلوا الى مكان آخر حيث لا يكون هناك احتكاك مع السكان.
وقال "شيء مؤسف ما حدث اليوم من سقوط ضحايا من أبنائنا المواطنين".

واعلن عن تشكيل لجنة تحقيق "في مقتل الضحايا الذين سقطوا في كل المدن" اليمنية معربا عن "الاسف" لمقتلهم، ومؤكدا انهم يعتبرون "شهداء للديموقراطية".

وقد قتل 46 متظاهرا على الاقل في صنعاء بعد اطلاق النار عليهم من قبل موالين للسلطة عند خروجهم للتظاهر في وسط صنعاء للمطالبة باسقاط النظام بحسب مصادر طبية، فيما اعرب الرئيس اليمني عن الاسف لذلك واعلن حالة الطوارئ في البلاد.

ودان جون برينان مستشار الرئيس الاميركي باراك اوباما لشؤون مكافحة الارهاب "باشد العبارات" اطلاق النار على التظاهرين في صنعاء كما طلب اوبامامن نظيره اليمني السماح بسير التظاهرات السلمية.

وشوهدت الجثث الى جانب عشرات المتظاهرين المضرجين بالدماء يتلقون العلاج داخل خيام العناية الصحية الخاصة باعتصام المعارضين للنظام في ساحة جامعة صنعاء.
واكد احد الاطباء لوكالة فرانس برس ان "غالبية الجرحى اصيبوا في الراس والعنق والصدر".

وذكر شهود عيان لوكالة فرانس برس ان اطلاق النار من المباني المجاورة لساحة الاعتصام امام جامعة صنعاء، استمر حوالى ساعة ونصف، وتجدد في وقت لاحق.

من جهته، اعلن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح حالة الطوارئ في جميع انحاء اليمن معربا عن "الاسف" المتظاهرين في صنعاء وقال انهم "شهداء الديموقراطية".

وقال صالح "لقد قررنا (اعلان) حالة الطوارئ في جميع انحاء البلاد" لمدة ثلاثين يوما، على ان يشمل ذلك منع التجول بالاسلحة.

وذكر ان مجلس الدفاع الوطني الذي يرئسه "سيجتمع الليلة ويحدد الساعات وسيعلن عبر القنوات الرسمية"، في اشارة على ما يبدو الى امكانية فرض حظر تجول في البلاد.

وعن الهجوم على المتظاهرين في وسط صنعاء، نفى صالح ان تكون الشرطة شاركت في اطلاق النار على المحتجين، الا انه اعتبر انه يتعين على المعتصمين في العاصمة ان ينتقلوا الى مكان آخر حيث لا يكون هناك احتكاك مع السكان.

وقال انه "كان هناك تواصل بين اليمن والسعودية ودول مجلس التعاون الخليجي لاجراء وساطة لرأب الصدع بين اطراف العمل السياسي في اليمن ... وما حدث اليوم افشل هذه المساعي لراب الصدع وحقن الدماء في الساحة اليمنية".
واضاف "شيء مؤسف ماحدث اليوم من سقوط ضحايا من أبنائنا المواطنين".

واكد ما حصل في صنعاء هو "نتيجة مواجهات بين مواطنين ومعتصمين اثر اقتحام المعتصمين لاحياء سكنية جديدة وهدم جدران بناها سكان تلك الاحياء لحمايتها"، مشددا على ان "الشرطة لم تطلق أية رصاصة واحدة كونها من قوات مكافحة وفض الشغب ولا تحمل أية أسلحة".

وقال "ان المعتصمين اذا رغبوا في مواصلة اعتصاماتهم فعليهم أن يبحثوا عن أماكن أخرى بعيدة عن الأحياء السكنية لتجنب الإحتكاك مع المواطنين".

الى ذلك، اعلن الرئيس اليمني تشكيل لجنة تحقيق "في مقتل الضحايا الذين سقطوا في كل المدن" اليمنية معربا عن "الاسف" لمقتلهم، ومؤكدا انهم يعتبرون "شهداء للديموقراطية".
كما قال صالح انه "اصدر توجيهات برعاية اسر الضحايا".

واعلن وزير السياحة نبيل الفقيه الجمعة استقالته من الحكومة ومن المؤتمر الشعبي العام (الحزب الحاكم) احتجاجا على استخدام "العنف غير المبرر".

وكان وزير الاوقاف حمود الهتار قد اعلن استقالته قبل ايام.
من جهتها، نددت المعارضة البرلمانية المطالبة برحيل صالح بهذه "المجزرة".

وقال القيادي في اللقاء المشترك (تجمع المعارضة) محمد الصبري في تصريحات لقناة العربية "انها مذبحة ومجزرة" و"جريمة مخططة وواضحة" مشيرا الى ان "الاطفال هم الذين قتلوا".

واكد الصبري ان "هذه الجريمة لن تديم النظام (...) وهذا النظام سيرحل" كما ان "هذه الجريمة لن يفلت منها المجرمون وعلي عبدالله صالح واولاده".

وشدد القيادي المعارض على ان "الشعب اليمني سيواجه القتلة (...) والناس جميعا لديهم الاستعداد للشهادة حتى يرحل هذا النظام".

وكانت المعارضة البرلمانية اتهمت النظام الخميس بارتكاب جرائم ضد الانسانية في عمليات قمع المتظاهرين.

واكد مصدر قيادي في المعارضة في بيان ان "المجزرة التي ارتكبت اليوم بحق المعتصمين السلميين افقدت صالح ما تبقى له من شرعية" وهو "لم يعد مؤهلا لاتخاذ اي قرارات تخص الشأن العام في البلد".

واعتبر المصدر ان "الرد العملي من قبل الشعب على مجزرة اليوم هو التوافد الى ميادين وساحات الحرية والكرامة في مختلف محافظات الجمهورية".

وتعرض المعتصمون في ساحة جامعة صنعاء مرارا وتكرارا لهجمات من قبل مناصري النظام وقوات الامن، بالرغم من ان الرئيس علي عبدالله صالح وعد بحماية المتظاهرين من المعسكرين الموالي والمعارض

وتظاهر الالاف في عدن، كبرى مدن الجنوب، تتديدا بالاحداث في صنعاء، واصيب متظاهر بجروح خلال تفريق المتظاهرين من قبل الشرطة.

وفي خطوة لافتة، دانت قطر التي سبق ان قادت عدة وساطات في اليمن، استخدام "القوة المفرطة" بحق المتظاهرين.

ونقلت وكالة الانباء القطرية عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية قوله ان دولة قطر تعبر "عن الحزن والاسى لسقوط عدد من الضحايا المدنيين".

واضاف المصدر ان قطر "تعرب عن ادانتها واستيائها لاستخدام القوة المفرطة من قبل السلطات اليمنية والتى لا تؤدي إلى حل المشاكل بل الى تعقيدها وخروجها عن السيطرة".

كما دعت منظمة العفو الدولية السلطات اليمنية الى ملاحقة المسؤولين عن "الهجوم المنسق" على المتظاهرين في صنعاء والذي "سيعمق الازمة".
وتساءلت المنظمة عما اذا كانت السلطات تسيطر فعلا على قواتها اليمنية".

ومن جهته ايضا، دان زعيم التمرد الشيعي الحوثي في شمال اليمن الذي انضم اتباعه الى الحركة المطالبة باسقاط النظام، "المجزرة المؤسفة" وقال ان "تلك الدماء الطاهرة الذكية التي سالت في تلك الساحة هي نهاية حكم ظالم وبداية فجر جديد".


جمال الجابري - حمود منصر
الجمعة 18 مارس 2011