
هذا ما حدث في آذار/ مارس الماضي حينما ظهرت سيارة قديمة في أحد العروض وخرجت منها عارضات يرتدين أزياء خاصة بالفترة المعروفة في عالم الموضة بالـ"الحقبة الجميلة" أو "Belle Epoque"، جاء العرض بطعم الحنين للماضي من تصميمات ماركة لوي فيتون (LV) التي أقدمت على هذه المغامرة لعرض أفكارها، والمفاجأة أنها على العكس حققت نجاحا ولاقت إقبالا كبيرا دون أي أي اعتراض من جانب كبار مبدعي عالم الموضة.
وقبلها بأسابيع في نيويورك خلال تقديم المجموعة الشتوية الخاصة برالف لوران (Ralph Lauren)، حدث شيء مشابه، حيث قدم مصمم الأزياء الأمريكي مجموعة مستوحاة بشكل واضح من مسلسل (داون تاون أبي) التي تبدأ أحداثها في 1912 وبفضل أناقة ملابسها تحولت إلى نموذج يحتذى في عالم الأزياء.
وحينما بدأ العرض عزفت موسيقى (داون تاون آبي) تحمس الحضور، لدرجة أن الكاتب والصحفي المتخصص في الموضة، ديريك بلاسبرج لم يقدر على تمالك نفسه وغرد على صفحته الخاصة بشبكة (تويتر) أن قلبه امتلأ بالسعادة عقب سماع الموسيقى، وكان الحماس الناتج عن استخدام موسيقى مسلسل تليفزيوني في بداية عرض أزياء أكبر من ردود الأفعال التي تصاحب تقديم التصميمات الجديدة في حد ذاتها.
ويبدو أن مصممي الأزياء يرغبون في استغلال سيطرة المسلسلات وسطوتها على عقول المشاهدين في عالم الموضة، وكان هذا الأمر بدأ في الأساس مع مسلسل (ماد مين)، الذي بدأ منذ خمس سنوات وتدور أحداثه في حقبة الستينيات ولم يتوقف تأثيره حتى الآن في عالم الموضة.
وظهر تأثير حقبة "الستينيات" في تصميمات لدور ضخمة مثل ميوتشا برادا (PRADA)، و(بنانا ريبابليك) أو "Banana Republic" التي أنتجت مجموعة محدودة مستوحاة من (ماد مين)، وخصصت كبرى مجلات الموضة فصولا بالكامل عن شخصيات وأزياء مسلسل (دوان تاون أبي)، ومنها النسختين البريطانية والأمريكية لمجلة (فوج).
وغالبا فإن دور العرض تكون مصدر الهام من الصرعات التي تقدم في الأفلام، ولكن ما يحدث حاليا هو العكس، فالتلفاز هو الذي يحدد النمط والأسلوب والمصممين بداية من هذه النقطة يخلقون اتجاهات مستوحاة منها، وفي هذا الصدد يقول الناقد دانييل ديفوكو في كتابه (الموضة والسينما) الذي يحلل آثار هذا التغيير "من بعيد يبدو أن الأمور قد انقلبت".
ويتخصص هذا الباحث في الموضة والسينما والتليفزيون ويعطي منذ فترة فصولا في جامعة (دورتموند) الألمانية، ويهتم منذ عدة سنوات بالعلاقة بين السينما والتليفزيون والموضة.
ويقول ديفوكو "حينما يتم امعان النظر عن قرب في العلاقة بين الموضة والسينما نكتشف أنها معقدة للغاية، لا يتضح أيهما يؤثر حقا في الآخر، في هذه المعادلة يوجد عامل ثالث غير مرئي وهو الصناعة، في العشرينيات كانت هناك علاقة وثيقة بين الموضة والسينما والصناعة".
جدير بالذكر أنه في الثمانينيات تركت مسلسلات مثل (دالاس) و(داينستي) و(فالكون كريست) و(نوتس لاندينج)، ناهيك عن مسلسل تدور أحداثه بالكامل حول الصراع في عالم الأزياء وهو (الجرئ والجميلات) أثرا قويا في عالم الموضة سواء بخطوطها التي يرتديها النجوم او بتصفيفات الشعر وصولا إلى الإكسسوارات والأحذية وطريقة التجميل نفسها لدرجة أنها باتت تؤرخ كمرحلة لنمط حياة أجيال بالكامل سواء في الغرب أو حتى في العالم العربي في بلاد مثل مصر ولبنان وتونس أيضا، حيث حققت هذه المسلسلات شهرة واسعة ولا تزال تلقى إقبالا كبيرا.
ولكن الأمر في الأساس كان يتعلق بتأكيد سطوة تيارات معينة وليس تقديم تيارات جديدة، وحدث نفس الأمر مع مسلسل (الجنس والمدينة) أو "Sex and the City" في نهاية التسعينيات، وحينما كانت إحدى بطلات المسلسل ترتدي زيا أو حذاء جديدا كانت مبيعاته ترتفع بشكل كبير. إلا أن الأمر لن يصل بحال من الأحوال إلى ما بلغه تأثير مسلسلات السبيعينيات والثمانينيات على شكل خطوط الموضة، لأسباب كثيرة منها العامل الاقتصادي على الأقل.
يقول البروفيسور ديفوكو إن تأثير مسلسلات التليفزيون في الموضة وصل إلى بعد جديد، وأضاف "التلفاز أصبح أكثر وعيا بموضوعات الموضة، الفيلم يحتاج لثمانية أشهر على الأقل من الاستعدادات ولا يمكن أن يتعامل بشكل سريع مع تغييرات الموضة مثل التلفاز"، الذي وفقا له يعطي معلومات عنها للمشاهد الذي يعتبر في نفس الوقت أهم "مستهلك" للموضة.
وقبلها بأسابيع في نيويورك خلال تقديم المجموعة الشتوية الخاصة برالف لوران (Ralph Lauren)، حدث شيء مشابه، حيث قدم مصمم الأزياء الأمريكي مجموعة مستوحاة بشكل واضح من مسلسل (داون تاون أبي) التي تبدأ أحداثها في 1912 وبفضل أناقة ملابسها تحولت إلى نموذج يحتذى في عالم الأزياء.
وحينما بدأ العرض عزفت موسيقى (داون تاون آبي) تحمس الحضور، لدرجة أن الكاتب والصحفي المتخصص في الموضة، ديريك بلاسبرج لم يقدر على تمالك نفسه وغرد على صفحته الخاصة بشبكة (تويتر) أن قلبه امتلأ بالسعادة عقب سماع الموسيقى، وكان الحماس الناتج عن استخدام موسيقى مسلسل تليفزيوني في بداية عرض أزياء أكبر من ردود الأفعال التي تصاحب تقديم التصميمات الجديدة في حد ذاتها.
ويبدو أن مصممي الأزياء يرغبون في استغلال سيطرة المسلسلات وسطوتها على عقول المشاهدين في عالم الموضة، وكان هذا الأمر بدأ في الأساس مع مسلسل (ماد مين)، الذي بدأ منذ خمس سنوات وتدور أحداثه في حقبة الستينيات ولم يتوقف تأثيره حتى الآن في عالم الموضة.
وظهر تأثير حقبة "الستينيات" في تصميمات لدور ضخمة مثل ميوتشا برادا (PRADA)، و(بنانا ريبابليك) أو "Banana Republic" التي أنتجت مجموعة محدودة مستوحاة من (ماد مين)، وخصصت كبرى مجلات الموضة فصولا بالكامل عن شخصيات وأزياء مسلسل (دوان تاون أبي)، ومنها النسختين البريطانية والأمريكية لمجلة (فوج).
وغالبا فإن دور العرض تكون مصدر الهام من الصرعات التي تقدم في الأفلام، ولكن ما يحدث حاليا هو العكس، فالتلفاز هو الذي يحدد النمط والأسلوب والمصممين بداية من هذه النقطة يخلقون اتجاهات مستوحاة منها، وفي هذا الصدد يقول الناقد دانييل ديفوكو في كتابه (الموضة والسينما) الذي يحلل آثار هذا التغيير "من بعيد يبدو أن الأمور قد انقلبت".
ويتخصص هذا الباحث في الموضة والسينما والتليفزيون ويعطي منذ فترة فصولا في جامعة (دورتموند) الألمانية، ويهتم منذ عدة سنوات بالعلاقة بين السينما والتليفزيون والموضة.
ويقول ديفوكو "حينما يتم امعان النظر عن قرب في العلاقة بين الموضة والسينما نكتشف أنها معقدة للغاية، لا يتضح أيهما يؤثر حقا في الآخر، في هذه المعادلة يوجد عامل ثالث غير مرئي وهو الصناعة، في العشرينيات كانت هناك علاقة وثيقة بين الموضة والسينما والصناعة".
جدير بالذكر أنه في الثمانينيات تركت مسلسلات مثل (دالاس) و(داينستي) و(فالكون كريست) و(نوتس لاندينج)، ناهيك عن مسلسل تدور أحداثه بالكامل حول الصراع في عالم الأزياء وهو (الجرئ والجميلات) أثرا قويا في عالم الموضة سواء بخطوطها التي يرتديها النجوم او بتصفيفات الشعر وصولا إلى الإكسسوارات والأحذية وطريقة التجميل نفسها لدرجة أنها باتت تؤرخ كمرحلة لنمط حياة أجيال بالكامل سواء في الغرب أو حتى في العالم العربي في بلاد مثل مصر ولبنان وتونس أيضا، حيث حققت هذه المسلسلات شهرة واسعة ولا تزال تلقى إقبالا كبيرا.
ولكن الأمر في الأساس كان يتعلق بتأكيد سطوة تيارات معينة وليس تقديم تيارات جديدة، وحدث نفس الأمر مع مسلسل (الجنس والمدينة) أو "Sex and the City" في نهاية التسعينيات، وحينما كانت إحدى بطلات المسلسل ترتدي زيا أو حذاء جديدا كانت مبيعاته ترتفع بشكل كبير. إلا أن الأمر لن يصل بحال من الأحوال إلى ما بلغه تأثير مسلسلات السبيعينيات والثمانينيات على شكل خطوط الموضة، لأسباب كثيرة منها العامل الاقتصادي على الأقل.
يقول البروفيسور ديفوكو إن تأثير مسلسلات التليفزيون في الموضة وصل إلى بعد جديد، وأضاف "التلفاز أصبح أكثر وعيا بموضوعات الموضة، الفيلم يحتاج لثمانية أشهر على الأقل من الاستعدادات ولا يمكن أن يتعامل بشكل سريع مع تغييرات الموضة مثل التلفاز"، الذي وفقا له يعطي معلومات عنها للمشاهد الذي يعتبر في نفس الوقت أهم "مستهلك" للموضة.