نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

خديعة الرحمة

03/07/2025 - هناء محمد درويش

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي


مطالبات جماعية في الذكرى 55 للثورة الجزائرية بإرغام المستعمر الفرنسي على دفع ثمن جرائمه




الجزائر - انشراح سعدي - "هذه هي طريقتنا في الحرب ضد العرب ... قتل الرجال وأخذ النساء و الأطفال ووضعهم في بواخر ونفيهم إلى جزر الماركيز البولينيزية، باختصار القضاء على كل من يرفض الركوع تحت أقدامنا كالكلاب، لقد أحصينا القتلى من النساء والأطفال فوجدناهم ألفين وثلاثمائة، أما عدد الجرحى فلا يكاد يذكر لسبب بسيط هو أننا لم نكن نترك جرحاهم على قيد الحياة" أنها مقولة للضابط الفرنسي مونتايناك يؤكد فيها معاناة الشعب الجزائري ابان الثورة فهل ستصل الجزائر يوما الى تجريم الحرب الفرنسية ؟أم ان منطق الأقوى سيبقى هو السائد حتى وان كانت بلد المليون ونصف المليون شهيد تنعم بالاستقلال.


قادة الثورة الجزائرية ،خيضر،لشريف،آيت احمد ،بوضياف،بن بيلا
قادة الثورة الجزائرية ،خيضر،لشريف،آيت احمد ،بوضياف،بن بيلا
تحيي الجزائر في الفاتح من نوفمبر الذكرى الخامسة والخمسين لاندلاع الثورة ويطفو على سطح الهيئات السياسية والبرلمانية والجمعوية مطلب شرعي مفاده ضرورة اعتراف فرنسا بجرائمها الاستعمارية، وتقديم اعتذار رسمي على الجرائم المرتكبة في حق الشعب الجزائري طيلة الفترة الاستعمارية، ووجوب تحمل الدولة الفرنسية مسؤوليتها التاريخية كاملة لفتح صفحة جديدة.

وعشية إحياء الذكرى، دعت المنظمة الوطنية للمجاهدين الدولة الفرنسية إلى الاعتراف بالجرم والاعتذار للشعب الجزائري بصفة رسمية عما ارتكبته في حقه من جرائم، والإقرار بالتعويض عن الأضرار التي اقترفتها، وما نهبته من ممتلكات، وتسديد ما عليها من ديون سابقة، وما استولت عليه إثر احتلالها للجزائر.

ففي بيان لها دعت المنظمة الوطنية للمجاهدين الدولة الفرنسية إلى تحمل مسؤولياتها التاريخية من خلال الاستجابة لمطالب الشعب الجزائري المشروعة، وذلك خدمة لمصالح الشعبين الجزائري والفرنسي، وفتح الآفاق أمام تعاونهما للتحرر من تراكمات ماض استعماري بغيض.
وركزت المنظمة على ضرورة ترسيخ هذه الفكرة في أذهان الأجيال الصاعدة من اجل إكمال رحلة الإصرار على هذا الحق المشروع والمواصلة في مسارات التطلعات الوطنية.

هل يمكن ان يضرب شعب بأكمله تصريحات الجنرالات الفرنسيين عرض الحائط،وإصرارهم على ان هدفهم الأوحد والمتمثل إبادة الشعب الجزائري بلا رحمة او شفقة ،مازالت كلمات الجنرال كافينياك عن جريمته في إبادة قبيلة بني صبيح عام 1844محفوظة في ذاكرة كل محب لوطنه "لقد تولى الجنود جمع كميات هائلة من أنواع الحطب ثم كدسوها عند مدخل المغارة التي حملنا قبيلة بني صبيح على اللجوء إليها بكل ما تملك من متاع وحيوانات ، وفي المساء أضرمت النيران وأخذت الاحتياط كي لا يتمكن أي كان من الخروج حيا....."

أما الناجون من فرن كافينياك الذين كانوا خارج أراضي القبيلة، فقد تولى العقيد كانروبار جمعهم بعد حوالي عام من حرق أهاليهم، ثم قادهم مقيدين إلى مغارة ثانية وأمر ببناء جميع مخارجها ليجعل منها على حد تعبيره "مقبرة واسعة لإيواء جثث أولئك المتزمتين .

نموذج آخر من سياسة القهر و الإبادة التي انتهجها بوجه الجزائريين والتي أحرز بمقتضاها بطلها على لقب "قاهر الجزائريين" وعلى عصا الماريشالية ، اثر المجزرة الرهيبة التي وقعت في أولاد رياح بغار الفراشيش في ناحية الظهرة في جوان 1845 ، وكان جلاد هذه المجزرة هو العقيد بيليسييه، وخلاصتها أن معركة كبيرة وقعت خلال شهر يناير- كانون الثاني عام 1845 بناحية الظهرة تعرف عند الفرنسيين بانتفاضة الطرق الصوفية، شاركت فيها على الخصوص القادرية والرحمانية والدرقاوية والطيبية وفروعها، وكانت قبيلة أولاد رياح التي شاركت في الإنتفاظة تقطن جنوب تنس فغزاها بيسيلييه وحطم أملاكها طبقا لسياسة الأرض المحروقة ، ففرت القبيلة واحتمت بغار محصن يدعى غار الفراشيش وعدد أفرادها أكثر من ألف شخص رجالا ونساء وأطفالا مع حيواناتهم يوم 17 حزيران - يونيو ، فحاصر بيسيلييه وجنوده المغارة من جميع الجهات وطالب القبيلة بالاستسلام فردت عليه بإطلاق الرصاص فقام بيسيلييه بجلب أكداس الحطب وأشعله محاصرا به المغارة ليجبر القبيلة على الخروج والاستسلام أو الموت اختناقا بالدخان ، وضاعف العقيد من تكثيف الدخان في مداخل المغارة . وانتهت المأساة باختناق ما يزيد عن ألف شخص في ذلك الغار الذي حاصرته النيران والدخان مدة يومين.

يرى بهذا الشأن المحامي محمد فادن المختص في القانون الدولي أن الجرائم التي ارتكبتها فرنسا في الجزائر قائمة وموثقة بالأدلة، وسوف تحاسب عليها، لأن كل القوانين الدولية تمنع العفو عن هذه الجرائم.

وأضاف أن مسألة اعتراف أو عدم اعتراف فرنسا بالجرائم التي ارتكبتها في الجزائر لا يغير في حقيقة الأمر فيما حدث طيلة قرن وربع قرن وأكثر من ذلك، من جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية أو جرائم إبادة أو جرائم العدوان، لأن هذه الجرائم قائمة وموثقة بالأدلة والبراهين، وسوف تحاسب عليها فرنسا أن آجلا أم عاجلا، اعترفت أم لم تعترف.

واعتبر ان ما يدعونا إلى للتفاؤل هو أن القوانين الدولية كلها تمنع العفو عن مثل هذه الجرائم، ولا يوقف متابعتها التقادم.


انشراح سعدي
السبت 31 أكتوبر 2009