تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي

كلمة للفائزين بعضوية مجلس الشعب السوري

26/10/2025 - ياسر محمد القادري


وردة مشتعلة في فوهة بندقية عربية"1"... في الطريق الى بيت المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد




الهدهد - الجزائر - صوفية الهمامي - من أين ؟ وكيف أبدأ ؟ مع هذه الأسطورة الحية فهي المرأة التي صفق لها العالم طويلا محبة واعتزازا وتقديرا، هي المرأة التي سيستيقظ الشهداء من مقابرهم إذا ما تكلمت، أما التاريخ فسيركع تحت ركبتيها إجلالا وإنصاتا. هي الشخصية التي اختارها التاريخ لتكون بين أبرز خمس شخصيات سياسية طبعت القرن العشرين. لم تكن مجرد اسم رنان في التاريخ العربي الجزائري ، إنها رمز مضيء من رموز الكرامة العربية والحرية الإنسانية وتجسيد للنزوع المقدس نحو كل ما هو جميل في الحياة البشرية . إنها قصيدة في تراب الوجدان الجزائري والعربي والإنساني، و شجرة مثمرة وخالدة في تربة الروح وفي ماء الحلم ودم التحرر القومي والوطني والإنساني. الجزائر سيدتها العظيمة. تخشى عليها ومستعدة أن تفديها بما تبقى لديها من عمر مديد وجسد نحيل وبصر ضعيف... كل محتاج وكل مريض، وكل جريح في الجزائر عكازها.


جميلة بوحيرد ...وسامة تاريخ مشرف
جميلة بوحيرد ...وسامة تاريخ مشرف
وحدهم العظماء يعرفون معنى الصمت، لذلك انسحبت ببساطة وفي سكون تام كأي كائن جريح، هربت داخل مرايا النسيان وخيرت الصمت. ذلك الصمت الصادق المخيف الجبار والجليل...
مأساة هذه السيدة مع أولئك الذين ينامون على الوسائد المحشوة بالوهم ويصرخون: نحن الأعظم! لقد محوا ضحكة الانتصار من على شفتيها، وقتلوا مجد الثورة في قلبها، ومحوا عظمة التاريخ حتى لا يكشف ضعفهم. فكيف لسيدة تربت على المجد العربي والثورة والوطنية أن تقبل بترويض الأجيال العربية على الذل ؟!.
هي لم ولن تترك الجزائر، لكن الجزائر تركتها. بعد أن أنهت مهمة الكفاح لتحرير الجزائر ها هي اليوم تكافح من أجل لقمة العيش وطلب العافية لتتابع رقصة الحياة لأن الشمس لا تملك إلا أن تشرق كل صباح. نالت أوسمة وتكريمات عربية وعالمية لكن الجزائر الوطن الذي فدته بدمها لم يكرمها رسميا، وكم تتمنى ذلك...
إنها المرأة العظيمة بعظمة الحياة . إنها المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد.

* الطريق إلى جميلة بوحيرد
"... لقد جئت في نفس الطائرة التي أقلت جميلة بوحيرد ، هذه امرأة جميلة وكبيرة ، تصوري أنك أمام امرأة بهذه العظمة والكثيرون لا يعرفون أنها على قيد الحياة ، لماذا ؟ لأنها تحترم اسمها ، لم يحدث أن أعطت اسمها لنظام، لم تبعه في سوق النخاسة ، لم تزر يوما نظاما يحكمه طاغية ، وقد كان بإمكانها أن تكون ملكة وأن تكون أغنى امرأة في الجزائر ، لقد جاءت مثلي في الدرجة الثانية تحمل حقائبها بنفسها ولا أحد يخدمها. كيف لا تتواضع أمام هذا المشهد . لقد قبّلت يدها وقلت لها إذا أهانتك الجزائر أنا أرفض أن تهاني في حضرتي ، وأنا أحمل عنك حقائبك وكل ما يمكن أن تحمليه وأنا أحملك على كتفي ، إنني واقفة بفضلك . ولكنني أعتذر لك نيابة عن هذا الوطن ، أعتذر لك لأنني أعرف إهانة وجع هذا الوطن . كيف لا تملك إمراة مثل هذه جواز سفر دبلوماسيا ، كيف تجمع امرأة مثل هذه الأموال لتعالج نفسها لأن الوطن لا يعالجها. كيف يحدث هذا وبإمكان جميلة أن تكتب مقالا أو أن تظهر في أي فضائية وتهين الجزائر. بإمكانها أن تستغل اسمها وأي ملك يدفع لها ما تريد ، وأي أمير يعالجها على حسابه . لقد رجوتها أن تتكلم ، لأن صمتها جعل الآخرين يتكلمون، لقد أعطت الفرصة بصمتها الحق للخونة في أن يكونوا مهمين . الصمت ليس وفاء للشهداء بل هو قتل لهم، إنها تقتلهم كل لحظة بصمتها. وجود جميلة يزعج الخونة ، ولو كان بإمكانهم اغتيالها لفعلوا. ولكنهم اغتالوها معنويا، إنهم دائما ينفون وجودها لأنها الضمير الحي".

هذا الكلام عن جميلة بوحيرد ليس لي إنه للكاتبة الكبيرة أحلام مستغانمي التي أسعفتني أنا التي عجزت عن العثور على هاتف جميلة بوحيرد . لقد حاولت كثيرا وبعد عديد المحاولات الفاشلة لم أجد سبيلا أو مسربا ضيقا يوصلني إليها وظل السؤال: كيف السبيل إلى هذه المرأة ؟ يحيرني طويلا... شعرت بالغيظ من عجزي إلى أن قرأت ذلك الحوار الذي تحدثت فيه الكاتبة الجزائرية عن هموم الأدب والوطن والغربة والثورة والشهداء في مجلة "الاختلاف".
أعدت قراءة هذا المقطع من الحوار مرارا حتى عثرت بين السطور على ذلك المسرب السري الذي سيأخذني إليها. شكر قلبي مؤلفة ذاكرة الجسد. وهاتفتها :
... آلو مرحبا، هل أستطيع أن أكلم السيدة جميلة من فضلك ؟
"أهلا وسهلا أنا جميلة"
عفوا هل أنت فعلا السيدة جميلة بوحيرد ؟
ضحكة لطيفة
"نعم أنا جميلة"
عفوا مرة أخرى صحيح هل أنت حقا السيدة جميلة بوحيرد المناضلة الجزائرية ؟
"نعم عزيزتي أنا المناضلة جميلة بوحيرد"
تساءلت من أكون ورحبت بي وبجميع الأخوة العرب ثم استغربت من قدرتي على الحصول على رقم هاتفها منوهة بذكائي "وشطارتي" الصحفية. لكن ذلك لم يشفع لي عندها فقبلت حديثي الشخصي معها لكنها رفضت الحوار الصحفي وبعد أن أقسمت لها أنني أخاطبها من هاتفي الشخصي قالت لي :
"أذبحك لو تسجلي كلامي. أنا أعرف أساليب الصحافة الملتوية". مرة أخرى أقسمت أنني لا أسجل هذه المكالمة ثم سألتها:
ماما جميلة هل أنت دائمة التواجد بالجزائر؟
لعلها استغربت سؤالي لكنها فرحت بمناداتي لها بماما فردت :"الله ما أجمل أن تناديني بماما وأنا لا أعرفك. أنا سعيدة بك، أنت رائعة يا ابنتي ويسعدني أن أكون أما لجميع الصحفيات العربيات. أما الجزائر فانا لم أتركها. أنا لم أغادر الجزائر يوما واحدا لأنني لم أجد من يعوضني عن أرض وطني...ولا حياة لي خارج تربتي".
بدا لي أنها ظامئة للأمومة كما لو أنها تتمنى لو أصبحت أما لكل الجزائريين وربما لكل العرب. احترمت رغبتها في عدم إجراء لقاء صحفي لكني لم افقد الأمل خاصة وأنها ختمت المكالمة بدعوتها لي لزيارتها في بيتها. قالت ذلك بالفرنسية فرددت عليها شاكرة ومقدرة بنفس اللغة. لكنها عادت وسألتني إن كانت تجيد الحديث باللغة العربية في نظري. فأكدت لها ذلك وعلقت: "أرأيت كيف أننا مظلومون من قبل إخواننا في المشرق الذين يتهموننا باستمرار أننا تركنا لغتنا الأم".

بعد ثلاث أسابيع قررت الاتصال بها من جديد وكالعادة كان ذلك صباحا. أبلغتها إني أريد الاطمئنان على صحتها وسماع صوتها فقط...
ردت بصوت متعب. تساءلت عن أسباب ذلك فأعلمتني أنها متعبة جدا بسبب أنفلونزا حادة أصابتها ألزمتها الفراش. ثم علقت برشاقة إنها الشيخوخة يا ابنتي.. لقد دخلت الشيخوخة مع الوطن".
سألتها إن كان بجانبها من يرعاها. فأبلغتني إن ابنتها مريم عادت إلى أمريكا بعد أن تحسنت أحوالها وان كل الأهل يزورونها باسمرار.
عرضت عليها أن أزورها فقط لأخدمها وتقبيل رأسها الطاهرة.
فردت قائلة " والله أنا انتظر اللحظة التي استقبلك فيها في بيتي وأضمك الى صدري". فكبر أملي في لقائها ...
* المكالمة الحاسمة...
مرة أخرى في الصباح أيضا وبعد أسبوعين وبعد أسبوعين هاتفها لأهنئها بقدوم الشهر الكريم، ردت التهنئة وسألتها إن كانت ستقضي شهر الصيام بالجزائر. ضحكت وقالت:" ليس لي غير بيتي في الجزائر"؟
ثم دعتني لإفطار أول أيام رمضان في بيتها. فرحت في سري بالدعوة وقلت :" إذا لم أذهب لوالدتي في الريف التونسي سأسعد بالإفطار عند ماما جميلة في الجزائر".
* وانقطلت المهمة الصعبة
كنت قلقة حد التوتر... كأني على موعد عشق. استغربت أن ينتابني هذا الإحساس أنا التي تعودت إجراء اللقاءات والحوارات . ربما لأنها امرأة مختلفة، امرأة خارج الزمن والعصر.
حطت الطائرة حوالي الساعة الثالثة والنصف بمطار هواري بومدين ، كانت حركة المطار عادية جدا ، غير أنني كنت أراها مختلفة... كنت مرهقة من التوتر، تناولت حقيبتي بتثاقل وخرجت أبحث عن "سيد" سيكون في انتظاري وسط جموع الناس في قاعة الهواء الطلق، انتابتني موجة جديدة من الارتباك تمنيت ألاَ أعثر على هذا "السيد" وأن أعود من حيث جئت... لكنه ظهر لي حاملا ورقة كتب عليها اسمي فوجدته رجلا نحيفا أبيض البشرة شديد الأناقة، وقفت أمامه... ابتسم وسلم ، حمل عني الحقيبة، أودعها بالسيارة وانطلقنا .
الجزائر العاصمة مدينة فسيحة طرقاتها مسطرة بعناية وممتدة لمسافات طويلة. كلمات بسيطة دارت بيننا. صمت الرجل قليلا وقال: "لقد طلبت مني "السيدة" أن أوصلك للبيت. إنها غائبة منذ البارحة لقد توفيت خالتها وهي تتقبل العزاء. ستأتي حتما بعد قليل"...
وصلنا إلى حي راق حيث رئاسة الجمهورية وبعض الوزارات وقفت السيارة أمام برج حوله حديقة تفتقد للعناية. وقفنا طويلا أمام المصعد. هدأت نفسي قليلا لان ماما جميلة ليست في البيت ولدي بعض الوقت لقمع لهفتي للقائها. في المصعد القديم، الضيق أصابتني الرهبة.
وقف "السيد" أمام الباب وطرقه متمتما بكلمات "سحرية" وأغلب الظن انها بالامازيغية لم أتفهمها لكنها فتحت الباب... جلب انتباهي لافتة مثبتة على باب الشقة كتب عليها باللغة الفرنسية "بوحيرد – فرجاس". تساءلت أمازالت تحتفظ باسم مطلقها المحامي الفرنسي الشهير ؟
فتحت لنا سيدة متقدمة في السن. يبدو أنها المعينة المنزلية رحبت بي وأجلستني بالصالون وغابت مع "السيد".
أحسست براحة بمجرد دخول ذلك الصالون لكأنني من سكانه، ربما لان الضوء يغمر هذه الشقة البسيطة الأنيقة والنظيفة جدا ... ديكور ينم عن ذوق رفيع ووفاء للأصالة الجزائرية العتيقة بخشبها المنقوش.


جماهيريات وجمهور لجميلة بوحيرد في كافة ارجاء العالم العربي
جماهيريات وجمهور لجميلة بوحيرد في كافة ارجاء العالم العربي
في الشرفة تطالعك الجزائر العاصمة كأمسية خريفية عذبة بدت لي مثل أم تنتظر طفلها. مدت ذراعيها لتحتضن البحر في حنو وتستنشق رائحته، هندستها المعمارية البيضاء تعزف على وتر ماض كان هنا... الأشجار الخضراء المتشابكة تتنافس لتشكل لغة شاهدة ... مشهد رائع : "تتشابه النساء... تتشابه المدن.. وتبقيان أنتما تشبهان حالكما" ...
تحتضن المرأة من تحب .. و تحتضن المدينة كل الأشياء... أما عندما تشرف المرأة على المدينة وتكون هذه المرأة جميلة بوحيرد والمدينة هي الجزائر فان الأمر سيختلف بالتأكيد. كأني بها اختارت السكن عاليا لتحتضن وتسطلع الجزائر...
تنفتح المدن أمام الغرباء ببساطة فتفصح عن دواخلها لمن يشاء. أما النساء فلا يفصحن عن أسرارهن إلا للأحباء... فهل تنفتح جميلة بوحيرد على الصفحات كما المدن أم كما النساء ؟
لا أدري كم مضى من الزمن حتى فتح الباب... وصلت السيدة جميلة . هي بالتأكيد بين هؤلاء السيدات اللاتي يرافقنها، ترى من منهن هي؟ استنجدت بذاكرتي لأتبين ملامحها من خلال صورة قديمة فلم أفلح. تسمرت في مكاني... اشتبه علي الإحساس فلم أدري إن كنت سعيدة بلقائها أم خائفة من مواجهتها... أنقذت الموقف بفتح ذراعيها وترحيبها بي: " أهلا بك في بيتك. وأهلا برائحة أخوالي". عانقتني طويلا فامتصت كل ما أشعر به من اضطراب.
أراها الان بوضوح أمامي : سيدة متوسطة القامة ، نحيفة وأنيقة كانت ترتدي بدلة سوداء وتضع شالا أبيضا على كتفيها. شعرها قصير فضي ، بشرتها بيضاء و توحي هيئتها بهيبة الحكماء ، في حركاتها إيقاع، تختفي آثار الـ 69 سنة من ملامحها ، ويبرز شبابها في خفتها ورشاقتها. رغم نظارتها الطبية السوداء السميكة تبدو نظراتها حادة جدا بل كلها إصرار. كان الجميع يقف خلفها ، لكأنها ليست إمراة ... إنها زعيمة !
* ليلة السقوط في ذكرى الثورة
هرج ومرج... تتحرك تلك السيدات في الشقة كأنهن مكلفات بمهمة، والمهمة هي إعداد وليمة الإفطار. رغم حزنهن لموت كبيرة عائلة بوحيرد فإنهن لم يبخلن لاستقبال الضيفة وما هذه الضيفة إلا أنا ! لم أصدق أن هذه الوليمة لأجلي . جئت لاكتشاف هذه السيدة الجليلة وفي أعماقي صحفية يقظة تتحين الفرصة لاقتناص مادة صحفية وإذا بي ضيفة مبجلة مكرمة فما أسعدني بذلك غير أن سؤالي: هل سأنجح في مهمتي ؟ لم يطفئه بهرج الضيافة .
حسب العادات الجزائرية يجتمع أفراد العائلة الموسعة لاستقبال الضيف. حضرت بنات أعمامها : زهرة بوحيرد وشقيقتها وهيبة وليلى ومريم وصليحة. ليلى يتيمة الأب منذ طفولتها ووالدها هو الشهيد مصطفى بوحيرد الذي لم تفارقهن ذكراه بسبب موتته الشنيعة إذ قتل بطريقة بشعة ووحشية أمام أفراد أسرته، بطلقات رصاص الجنود الفرنسيين فانفلقت جمجمته وتناثرت على جدران غرفة بيته بحي القصبة العتيق. ومازال الحزن يسكن عيني ليلى السمراء الصامتة المقربة لابنة عمها جميلة بوحيرد .
أما زهرة فهي الأقرب للسيدة جميلة، ربما لتقارب السن بينهما.. علقت السيدة جميلة ساخرة : "عائلة بوحيرد عائلة "نسوان" ماذا نفعل أكلت حرب التحرير رجالنا أما بناتنا فلم يتزوجن لان الناس يهابون عائلة بوحيرد. لقد سربلتنا الثورة برداء الأسطورة".
كنت على مائدة الإفطار محاصرة بكرمهن وإصرارهن على تذوق كل الأطباق التقليدية الجزائرية . تذوقت من أكلهن اللذيذ غير أن ذهني كان مشغولا بالطبق الصحفي الرئيسي . كنت أخطط للطريقة التي سأنقض بها على حكايتها مع الجزائر، مع النضال ، مع الحرب ، مع الحياة بحلوها ومرّها مع تجربتها الخاصة جدا...
خمنت أن أسألها دفعة واحدة. ربما تجيبني... و ربما تطردني... و ربما... خمنت أن أتحين المناسبات لأمرر في كل مرة سؤال دون إزعاجها بالشكل المباشر للحوار ربما أفلحت.
ونحن نشرب الشاي تداعى بنيان ذكرياتها فتحدثت عن أول و آخر لقاء صحفي مع قصي درويش بصحيفة "أخبار العرب" وتذكرت طردها للصحفية الفرنسية كريستين أوكرانت لأنها يهودية الأصل... فجأة لا أدري كيف انفتح رشاش أسئلتي : لماذا ترفضين الكلام ؟ ليس من حقك الصمت ؟ متى تفتحين خزانة تجربتك ؟ لماذا تصرين على قتل الشهداء مليون مرة بصمتك ؟ مالذي أغفله التاريخ ؟ هل فرجاس هو السبب ؟ هل تعانين من ضغوطات ؟ أين أنت من ذاكرة شعبك ؟ تصوري أن البعض يظن أنك رحلت عن هذا العالم فماذا تقولين لهم؟ دافعي عن وجودك ؟؟؟
------------------------------------------------
غدا : جميلة بوحيرد تدافع عن وجودها وتاريخها

صوفية الهمامي
السبت 26 ديسمبر 2009