
أحلام مستغانمي ...زفاف في ذكرى الثورة
نوهت وزيرة الثقافة خليدة تومي بالمسيرة الإبداعية المتميزة لأحلام مستغانمي التي أعادت للرواية العربية حضورها،وقالت إن هذا التكريم سيبقى راسخا في ذاكرة مستغانمي مثلما رسخت رواياتها في قلوب قراءها،لارتباط هذا التكريم بالعرس الكبير الذي تعيشه الجزائر الاوهو الذكرى الخامس والخمسين اندلاع الثورة التحريرية الكبرى .وأضافت خليدة تومي خلال الكلمة التي ألقتها بالمناسبة " هي ابنة المجاهد الذي أبدع في كفاحه ونضاله وسجل أروع صور البطولات والأمجاد فكبرت ابنته على حب الوطن الذي كتبت فيه أجمل رواياتها "،ولم تتأخر أحلام مستغانمي في التعبير عن سعادتها بالتكريم، الذي حظيت به في وطنها خاصة وأنه تزامن مع ذكرى ثورة نوفمبر الخالدة.
وأشادت خليدة تومي بالنجاح الذي حققته أحلام مستغانمي مستطردة" أحلام مستغانمي بطاقة هويتنا الثقافية لأنها بقيت جزائرية حد النخاع في إبداعها، أحلام مستغانمي ليست أديبة عادية أنها كاتبة عبقرية لقد أعادت للرواية العربية هيبتها وحضورها الجماهيري" ،والمتتبع للحركة الثقافية بالجزائر لا يمكن أن ينسى أن المتحدثة-وزيرة الثقافة- كانت على خلاف كبير مع المكرّمة بعد أن قررت تحويل جائزة مالك حداد التي أطلقتها الروائية أحلام من سنوات وجعلها جائزة رسمية تحت إشراف الدولة إذ أعلنت سحب «جائزة مالك حداد» من الروائية أحلام مستغانمي. وتردد في الكثير من الأوساط الإعلامية أن تومي تعتزم إسناد مهمة الإشراف عليها إلى أحد الروائيين البارزين في الجزائر،تزامن ذلك مع انتقادات التي قدمتها صاحبة "الأسود يليق بك" سياسة نهب الأموال وتبذيرها في الكرنفالات والمحافل الثقافية الفولكلورية.و أعلنت صاحبة «ذاكرة الجسد» أنّ ذلك يدفعها إلى التفكير في إعادة فتح منبر جديد لهذه الجائزة كي تحتضنها دولة عربية أخرى غير الجزائر. وفي رد فعل، أعلنت وزيرة الثقافة الجزائرية سحب الجائزة من مستغانمي، وكانت أحلام قد صرحت للصحافة الجزائرية قائلة "لم أكن أستشر في شيء لا في اختيار الأعمال ولا في لجنة القراءة ولا حتى في تفاصيل الحفل لم أكن اعلم شيء عن الجائزة، سئمت الدفاع عن بلد لم يدافع عني يوما، كانت أول حملة شنت ضدي لأشهر بدأت من الجزائر عندما اتهمني سعدي يوسف بالسرقة لقد بزنس البعض بما يكفي باسمي" وتعبت "الآن أفضل أن أعود للجزائر من الخارج كبيرة، وعلى الكتاب اليوم الدفاع عن أنفسهم وجوائزهم"
.وبهذه المقولة تذكرنا بالثورة التي قامت بعد أن صرح العراقي سعدي يوسف بأنه الرجل الذي وقف وراء نجاح مستعانمي بل هو كاتب العمل،واعترف صراحة أنه هو ولا أحد سواه الكاتب الحقيقي لرواية ذاكرة الجسد ، ذلك الاعتراف بصوت الرعد في ليلة هادئة ، الذي كتبه الناقد التونسي كارم الشريف في صحيفة الخبر الأسبوعية الجزائرية ، وتناقلته عشرات الصحف والمجلات العربية عبر وكالة الأنباء الفرنسية وقال فيه ما نصه ، "عشت مع أحلام مستغانمي كل مراحل كتابتها لهذه الرواية ، وكانت تمدني بكل ما تكتبه ، وكنت اقرأ وأعيد الكتابة ، ولما انتهت أعدت قراءة المخطوط ، ثم أعدت كتابته ليصير كما هو عليه الآن ـ ذاكرة الجسد ـ . ولأن ذاكرة الإنسان هي الأبقى ، ولأنها أعتى من ذاكرة الجسد والروح ، قررت بعد ألم ما حدث معي ، ومحاولة محو كل أثر لي ، ومحاولة محوي وإغراقي في نسيان قصدته أحلام ، كتبت قصيدة ستظل تحكي ما حدث وما لم يحدث لكل الذين عرفوا ولم يعرفوا ، خصوصا لي أنا ، وأيضا لها هي ، لأن الحقيقة اكبر"•
هذا الاعتراف يعد الأول من نوعه في تاريخ الحركة الثقافية العربية ، وحتى إن سحبه سعدي يوسف أو أنكره ، فسيظل باقيا ، إذ أنه لفت الأنظار إلى إحدى قصائد ديوانه : حانة القرد المفكر ، الصادر في بيروت 1997 ، تلك القصيدة التي أكدت هذا الاعتراف ، وسترسخه على مر التاريخ ، مما يجعل إمكانية محوه مهمة صعبة ، وربما مستحيلة • في هذه القصيدة يقول سعدي يوسف تحت عنوان عن اللائي يكتبن رواية مشهورة متناسية سيرتك الأولي ـ خوفا ـ أو تعبا ـ فلماذا هذا العبث الفارغ كله؟ دوما تأخذك الكلمات ـ إلى أين ـ كأنك من الكلمات ، وكأن حياتك ليست بحياة ، قد تكتب أوراقا عن أسرار روايتك الأولى ، قد يذكر س أنك فرجينيا وولف ، حسنا، لكنك أدرى منه ، ومن تلك الأوراق ، أدري بتراب روايتك الأولى • رواية ذاكرة الجسد هي أولى روايات أحلام مستغانمي
و من جهتها تحدثت مستغانمي عن مسارها الشاق مع الإبداع والاغتراب، مؤكدة أن سنوات الغربة لم تنسيها في وطنها وجزائريتها حيث قالت صاحبة" نسيان كوم" "ثلاثون سنة ما استطعت خلالها لفظ جملة واحدة بلهجة مشرقية. وحدها اللهجة الجزائرية تحتلني وقد دافعت عنها كما لو كانت حصني الأخير".
وأشارت إلى نخبة من الأسماء الأدبية التي تأثرت بها مثل زهورونيسي ، واسيني الأعرج ، الطاهر وطار .
وكانت احلام مستغانمي قد هاجمت العام الماضي حفلات التكريم في بلادها وقالت في يوم تسليم جائزة مالك حداد إنها تشكّ في النوايا الحسنة لوطنها تجاه عموم المبدعين وأظهرت رفضها المطلق لبهارج التكريم التي تنظّم في الجزائر للتغطية على فساد الواقع، وقالت إنها لا تقبل كما قالت “تكريما أقل من محاسبة الذين اختلسوا أحلامنا وثرواتنا بذريعتنا وعلى حسابنا”، مبرزة جزعا مضاعفا لوجود 17 مليون جزائري فقير، بينهم 70 بالمئة في وضع كارثي.
وبلهجة غاضبة، دعت أحلام الجزائريين - آنذاك - إلى خوض معركة الهوية والغيرة الوطنية، لتحديد قدرهم كأمة كما دعتهم لمقاومة ثقافة الاختلاس والنهبالتي أفرزت ثقافة التدمير والعجز العاطفي، هذه اللهجة الغاضبة لسوء الاحوال في الجزائر غابت عن كلمتها في تكريمها هذا العام فماذا حصل خلال 12 شهرا والجزائر هي الجزائر
جدير بالذكر ان احلام حازت على جائزة نجيب محفوظ للرواية سنة 1996، واعلنت عن جائزة باسم مالك حداد في الجزائر ثم قالت انها ستنقلها الى بلد آخر وما زال الموقف غامضا حول تلك الجائزة
وأشادت خليدة تومي بالنجاح الذي حققته أحلام مستغانمي مستطردة" أحلام مستغانمي بطاقة هويتنا الثقافية لأنها بقيت جزائرية حد النخاع في إبداعها، أحلام مستغانمي ليست أديبة عادية أنها كاتبة عبقرية لقد أعادت للرواية العربية هيبتها وحضورها الجماهيري" ،والمتتبع للحركة الثقافية بالجزائر لا يمكن أن ينسى أن المتحدثة-وزيرة الثقافة- كانت على خلاف كبير مع المكرّمة بعد أن قررت تحويل جائزة مالك حداد التي أطلقتها الروائية أحلام من سنوات وجعلها جائزة رسمية تحت إشراف الدولة إذ أعلنت سحب «جائزة مالك حداد» من الروائية أحلام مستغانمي. وتردد في الكثير من الأوساط الإعلامية أن تومي تعتزم إسناد مهمة الإشراف عليها إلى أحد الروائيين البارزين في الجزائر،تزامن ذلك مع انتقادات التي قدمتها صاحبة "الأسود يليق بك" سياسة نهب الأموال وتبذيرها في الكرنفالات والمحافل الثقافية الفولكلورية.و أعلنت صاحبة «ذاكرة الجسد» أنّ ذلك يدفعها إلى التفكير في إعادة فتح منبر جديد لهذه الجائزة كي تحتضنها دولة عربية أخرى غير الجزائر. وفي رد فعل، أعلنت وزيرة الثقافة الجزائرية سحب الجائزة من مستغانمي، وكانت أحلام قد صرحت للصحافة الجزائرية قائلة "لم أكن أستشر في شيء لا في اختيار الأعمال ولا في لجنة القراءة ولا حتى في تفاصيل الحفل لم أكن اعلم شيء عن الجائزة، سئمت الدفاع عن بلد لم يدافع عني يوما، كانت أول حملة شنت ضدي لأشهر بدأت من الجزائر عندما اتهمني سعدي يوسف بالسرقة لقد بزنس البعض بما يكفي باسمي" وتعبت "الآن أفضل أن أعود للجزائر من الخارج كبيرة، وعلى الكتاب اليوم الدفاع عن أنفسهم وجوائزهم"
.وبهذه المقولة تذكرنا بالثورة التي قامت بعد أن صرح العراقي سعدي يوسف بأنه الرجل الذي وقف وراء نجاح مستعانمي بل هو كاتب العمل،واعترف صراحة أنه هو ولا أحد سواه الكاتب الحقيقي لرواية ذاكرة الجسد ، ذلك الاعتراف بصوت الرعد في ليلة هادئة ، الذي كتبه الناقد التونسي كارم الشريف في صحيفة الخبر الأسبوعية الجزائرية ، وتناقلته عشرات الصحف والمجلات العربية عبر وكالة الأنباء الفرنسية وقال فيه ما نصه ، "عشت مع أحلام مستغانمي كل مراحل كتابتها لهذه الرواية ، وكانت تمدني بكل ما تكتبه ، وكنت اقرأ وأعيد الكتابة ، ولما انتهت أعدت قراءة المخطوط ، ثم أعدت كتابته ليصير كما هو عليه الآن ـ ذاكرة الجسد ـ . ولأن ذاكرة الإنسان هي الأبقى ، ولأنها أعتى من ذاكرة الجسد والروح ، قررت بعد ألم ما حدث معي ، ومحاولة محو كل أثر لي ، ومحاولة محوي وإغراقي في نسيان قصدته أحلام ، كتبت قصيدة ستظل تحكي ما حدث وما لم يحدث لكل الذين عرفوا ولم يعرفوا ، خصوصا لي أنا ، وأيضا لها هي ، لأن الحقيقة اكبر"•
هذا الاعتراف يعد الأول من نوعه في تاريخ الحركة الثقافية العربية ، وحتى إن سحبه سعدي يوسف أو أنكره ، فسيظل باقيا ، إذ أنه لفت الأنظار إلى إحدى قصائد ديوانه : حانة القرد المفكر ، الصادر في بيروت 1997 ، تلك القصيدة التي أكدت هذا الاعتراف ، وسترسخه على مر التاريخ ، مما يجعل إمكانية محوه مهمة صعبة ، وربما مستحيلة • في هذه القصيدة يقول سعدي يوسف تحت عنوان عن اللائي يكتبن رواية مشهورة متناسية سيرتك الأولي ـ خوفا ـ أو تعبا ـ فلماذا هذا العبث الفارغ كله؟ دوما تأخذك الكلمات ـ إلى أين ـ كأنك من الكلمات ، وكأن حياتك ليست بحياة ، قد تكتب أوراقا عن أسرار روايتك الأولى ، قد يذكر س أنك فرجينيا وولف ، حسنا، لكنك أدرى منه ، ومن تلك الأوراق ، أدري بتراب روايتك الأولى • رواية ذاكرة الجسد هي أولى روايات أحلام مستغانمي
و من جهتها تحدثت مستغانمي عن مسارها الشاق مع الإبداع والاغتراب، مؤكدة أن سنوات الغربة لم تنسيها في وطنها وجزائريتها حيث قالت صاحبة" نسيان كوم" "ثلاثون سنة ما استطعت خلالها لفظ جملة واحدة بلهجة مشرقية. وحدها اللهجة الجزائرية تحتلني وقد دافعت عنها كما لو كانت حصني الأخير".
وأشارت إلى نخبة من الأسماء الأدبية التي تأثرت بها مثل زهورونيسي ، واسيني الأعرج ، الطاهر وطار .
وكانت احلام مستغانمي قد هاجمت العام الماضي حفلات التكريم في بلادها وقالت في يوم تسليم جائزة مالك حداد إنها تشكّ في النوايا الحسنة لوطنها تجاه عموم المبدعين وأظهرت رفضها المطلق لبهارج التكريم التي تنظّم في الجزائر للتغطية على فساد الواقع، وقالت إنها لا تقبل كما قالت “تكريما أقل من محاسبة الذين اختلسوا أحلامنا وثرواتنا بذريعتنا وعلى حسابنا”، مبرزة جزعا مضاعفا لوجود 17 مليون جزائري فقير، بينهم 70 بالمئة في وضع كارثي.
وبلهجة غاضبة، دعت أحلام الجزائريين - آنذاك - إلى خوض معركة الهوية والغيرة الوطنية، لتحديد قدرهم كأمة كما دعتهم لمقاومة ثقافة الاختلاس والنهبالتي أفرزت ثقافة التدمير والعجز العاطفي، هذه اللهجة الغاضبة لسوء الاحوال في الجزائر غابت عن كلمتها في تكريمها هذا العام فماذا حصل خلال 12 شهرا والجزائر هي الجزائر
جدير بالذكر ان احلام حازت على جائزة نجيب محفوظ للرواية سنة 1996، واعلنت عن جائزة باسم مالك حداد في الجزائر ثم قالت انها ستنقلها الى بلد آخر وما زال الموقف غامضا حول تلك الجائزة