
وتقول سونيا التي تستخدم كلمة واحدة كإسم لها إنها لا تستطيع أن تلوم أي من زبائنها على هذه الرغبة، وتضيف قائلة "عليكم بالنظر فيما حولكم وسترون نجوم السينما وفتيات الإعلانات وأيضا معظم رموز الجمال في مجتمعنا من ذوات بشرة تميل للبياض، وقد تربينا جميعا وسط هذه الثقافة حيث يرتبط بياض البشرة بالجمال”.
وتحمل سونيا ذكرى يشاركها فيها كثير من الرجال والنساء في الهند، وتتمثل هذه الذكرى في سيدة كبيرة السن من العائلة تندب حظ طفلة ولدت للأسرة ببشرة داكنة، وتصيح السيدة قائلة " بنت وسمراء في نفس الوقت ٠٠ ليس ثمة قدر أسوأ من ذلك ".
ولا يحتاج المرء لقضاء فترة طويلة في الهند ليدرك أن معظم أبنائها يضعون مكانة عالية للبشرة الشقراء وتحفل برامج التلفاز بإعلانات عن أكثر من منتج لتفتيح البشرة يعد بالحصول على زوج أفضل ووظيفة أفضل وحياة أفضل.
ويطل من اللوحات الإعلانية الكبيرة الحجم المعلقة في الشوارع وجه فتاه يتحول الى اللون الأبيضعلى عدة مراحل باستخدام المنتج الذي يروج لتفتيح البشرة وتحقيق الجمال، وأصبح منتج التجميل الذي طرحته شركة " هندوستان يونيليفر ليمتد " شائعا منذ عام 1978 كما أصبح اسما متداولا داخل البيوت الهندية.
وطرحت شركة هندوستان يونيليفر مجموعة أخرى من منتجات تفتيح البشرة مثل بوند ولاكمي وغيرها من الأسماء التجارية، وطرحت شركة " إمامي ليمتد " الهندية عام 2005 منتجا للعناية بالبشرة تحت اسم " البياض والجمال " ويستهدف الرجال.
ودخلت شركة لوريال وغيرها من الشركات الدولية مثل أوريفلام وأفون السوق الهندية بطرح منتجات لتفتيح البشرة تقدر قيمتها بنحو 450 مليون دولار عام 2011، وتحقق هذه المنتجات نموا بنسبة تتراوح بين 15 الى 20 في المئة سنويا.
وتعمل دورجا التي تستخدم هي الأخرى اسما واحدا عاملة نظافة في منازل الطبقة المتوسطة في العاصمة الهندية، وهي تستخدم من آن لآخر منتجا لتنظيف الوجه يحما اسم العلامة التجارية " البياض والجمال " وهو منتج جديد تقول إنه يضيف الإشراق على وجهها.
أما المدرسة المتقاعدة شارميلا روى فهي مستخدمة مخلصة لمنتج البياض والجمال لأكثر من ثلاثة عقود، ولكن هل جعلها هذا المنتج أكثر بياضا ؟ وترد قائلة لم يحدث هذا حقيقية ولكنها تضيف إنها تستخدمه كمرطب لأنه يناسب بشرتها.
وثمة سؤال آخر وهو هل تدفع الإعلانات كل من دورجا وروي إلى استخدام مستحضرات تفتيح البشرة ؟. يقول كل منهما إنه يريد أن تكون بشرته فاتحة وإن الإعلانات ترشدهما فقط الى المنتج المناسب ويقول آلان كولاكو السكرتير العام لمجلس معايير الإعلان الهندي إن الإعلانات هي بمثابة مرآة للمجتمع.
ويضيف غير إن الإعلانات التي تقدم الوعود للفتيات بالوظائف والأزواج عن طريق تفتيح البشرة هي " مثيرة للسخرية "، وتم سحب الكثير من هذه الإعلانات بعد أن تدخل المجلس في أعقاب شكاوى ضدها.
وأحد أسوأ الإعلانات التي واجهها كولاكو كان يصور سيدة فشلت في جذب انتباه شريكها ولكنها نجحت في ذلك بعد استخدام كريم يفتح أعضائها الحساسة وتم سحب الإعلان ولكنه يبقى كإشارة على عمق التحيز ضد أصحاب البشرة الداكنة.
و تقول جاناكي أبراهام أستاذ علم النفس بجامعة دلهي إن أشياء عديدة دخلت المجتمع الهندي لتعمل معا على خلق ووضع مكانة عالية لأصحاب البشرة البيضاء.
وتوضح أنه في إطار الهيكل الهرمي التقليدي للطبقات بالهند أصبحت البشرة الفاتحة ترتبط بطبقة البراهمين التي تقف على أعلى السلم الاجتماعيفي البلاد ولا يزال هذا اللون يرتبط بالمكانة العليا في المجتمع وتضيف إن عصر الاستعمارالبريطاني أسهم في مزيد من التحيز حيث صارت البشرة الفاتحة ترتبط بالنفوذ والمكانة العالية.
ويشير متحدث باسم شركة هندوستان يونيليفر إلى أن التصورات السائدة عن الجمال تتباين بين المجتمعات المختلفة حيث تفضل المجتمعات الآسيوية لون البشرة الفاتح بين تفضل أوروبا والولايات المتحدة اللون البرونزي غير أن أبراهام تؤكد إن إعطاء الأولوية للبشرة الفاتحة لا يمكن حقيقه أن يقارن بالرغبة في اللون البرونزي للبشرة.
وتقول إن هذا المفهوم ينمو في المجتمع بشكل خفي إلى أن يترسخ كما أنه يمثل خطورة، وترى أنه توجد أنظمة من العنصرية متجذرة في هذا المفهوم وتضيف إن هناك عواقب مادية للون البشرة في الهند، ففي داخل الأسرة لا يحصل صاحب البشرة الداكنة على حصة عادلة من الطعام والملابس ولعب الأطفال.
ويرى راشمي ساركار طبيب الأمراض الجلدية بنيودلهي أن معظم منتجات تفتيح البشرة لا تسبب الضرر وتعمل كواقي من أشعة الشمس، غير أن المنتجات التي تحتوي على مواد لإزالة صبغة البشرة يمكن أن تكون ضارة.
ويقول ساركار إن هذه المنتجات متوفرة بسهولة في المتاجر وهي لا تستخدم تحت إشراف طبي ويمكن أن يسبب استخدامها لفترة طويلة مشكلات وعانت بريا شارما التي تعمل في مجال النشر بنيودلهي من ظهور بقع بيضاء في وجهها بعد استخدام هذا المنتج، وقال أخصائي الأمراض الجلدية الذي يعالجها أنه ربما استغرق الأمر عدة أشهر قبل أن تختفي هذه البقع.
ويضيف ساركار إن هناك ضرورة ملحة لخلق وعي بشأن الآثار الجانبية المحتملة وبأن الجمال لا يتعلق بلون البشرة ولكن بالنظر إلى أن عرض متلازمة" سنو هوايت " متجذر في وعي أبناء الهند فإنه يبدو أن ثمة بيزنس مزدهر لمنتجات تفتيح البشرة لعدة أعوام قادمة في هذه الدولة.
وتحمل سونيا ذكرى يشاركها فيها كثير من الرجال والنساء في الهند، وتتمثل هذه الذكرى في سيدة كبيرة السن من العائلة تندب حظ طفلة ولدت للأسرة ببشرة داكنة، وتصيح السيدة قائلة " بنت وسمراء في نفس الوقت ٠٠ ليس ثمة قدر أسوأ من ذلك ".
ولا يحتاج المرء لقضاء فترة طويلة في الهند ليدرك أن معظم أبنائها يضعون مكانة عالية للبشرة الشقراء وتحفل برامج التلفاز بإعلانات عن أكثر من منتج لتفتيح البشرة يعد بالحصول على زوج أفضل ووظيفة أفضل وحياة أفضل.
ويطل من اللوحات الإعلانية الكبيرة الحجم المعلقة في الشوارع وجه فتاه يتحول الى اللون الأبيضعلى عدة مراحل باستخدام المنتج الذي يروج لتفتيح البشرة وتحقيق الجمال، وأصبح منتج التجميل الذي طرحته شركة " هندوستان يونيليفر ليمتد " شائعا منذ عام 1978 كما أصبح اسما متداولا داخل البيوت الهندية.
وطرحت شركة هندوستان يونيليفر مجموعة أخرى من منتجات تفتيح البشرة مثل بوند ولاكمي وغيرها من الأسماء التجارية، وطرحت شركة " إمامي ليمتد " الهندية عام 2005 منتجا للعناية بالبشرة تحت اسم " البياض والجمال " ويستهدف الرجال.
ودخلت شركة لوريال وغيرها من الشركات الدولية مثل أوريفلام وأفون السوق الهندية بطرح منتجات لتفتيح البشرة تقدر قيمتها بنحو 450 مليون دولار عام 2011، وتحقق هذه المنتجات نموا بنسبة تتراوح بين 15 الى 20 في المئة سنويا.
وتعمل دورجا التي تستخدم هي الأخرى اسما واحدا عاملة نظافة في منازل الطبقة المتوسطة في العاصمة الهندية، وهي تستخدم من آن لآخر منتجا لتنظيف الوجه يحما اسم العلامة التجارية " البياض والجمال " وهو منتج جديد تقول إنه يضيف الإشراق على وجهها.
أما المدرسة المتقاعدة شارميلا روى فهي مستخدمة مخلصة لمنتج البياض والجمال لأكثر من ثلاثة عقود، ولكن هل جعلها هذا المنتج أكثر بياضا ؟ وترد قائلة لم يحدث هذا حقيقية ولكنها تضيف إنها تستخدمه كمرطب لأنه يناسب بشرتها.
وثمة سؤال آخر وهو هل تدفع الإعلانات كل من دورجا وروي إلى استخدام مستحضرات تفتيح البشرة ؟. يقول كل منهما إنه يريد أن تكون بشرته فاتحة وإن الإعلانات ترشدهما فقط الى المنتج المناسب ويقول آلان كولاكو السكرتير العام لمجلس معايير الإعلان الهندي إن الإعلانات هي بمثابة مرآة للمجتمع.
ويضيف غير إن الإعلانات التي تقدم الوعود للفتيات بالوظائف والأزواج عن طريق تفتيح البشرة هي " مثيرة للسخرية "، وتم سحب الكثير من هذه الإعلانات بعد أن تدخل المجلس في أعقاب شكاوى ضدها.
وأحد أسوأ الإعلانات التي واجهها كولاكو كان يصور سيدة فشلت في جذب انتباه شريكها ولكنها نجحت في ذلك بعد استخدام كريم يفتح أعضائها الحساسة وتم سحب الإعلان ولكنه يبقى كإشارة على عمق التحيز ضد أصحاب البشرة الداكنة.
و تقول جاناكي أبراهام أستاذ علم النفس بجامعة دلهي إن أشياء عديدة دخلت المجتمع الهندي لتعمل معا على خلق ووضع مكانة عالية لأصحاب البشرة البيضاء.
وتوضح أنه في إطار الهيكل الهرمي التقليدي للطبقات بالهند أصبحت البشرة الفاتحة ترتبط بطبقة البراهمين التي تقف على أعلى السلم الاجتماعيفي البلاد ولا يزال هذا اللون يرتبط بالمكانة العليا في المجتمع وتضيف إن عصر الاستعمارالبريطاني أسهم في مزيد من التحيز حيث صارت البشرة الفاتحة ترتبط بالنفوذ والمكانة العالية.
ويشير متحدث باسم شركة هندوستان يونيليفر إلى أن التصورات السائدة عن الجمال تتباين بين المجتمعات المختلفة حيث تفضل المجتمعات الآسيوية لون البشرة الفاتح بين تفضل أوروبا والولايات المتحدة اللون البرونزي غير أن أبراهام تؤكد إن إعطاء الأولوية للبشرة الفاتحة لا يمكن حقيقه أن يقارن بالرغبة في اللون البرونزي للبشرة.
وتقول إن هذا المفهوم ينمو في المجتمع بشكل خفي إلى أن يترسخ كما أنه يمثل خطورة، وترى أنه توجد أنظمة من العنصرية متجذرة في هذا المفهوم وتضيف إن هناك عواقب مادية للون البشرة في الهند، ففي داخل الأسرة لا يحصل صاحب البشرة الداكنة على حصة عادلة من الطعام والملابس ولعب الأطفال.
ويرى راشمي ساركار طبيب الأمراض الجلدية بنيودلهي أن معظم منتجات تفتيح البشرة لا تسبب الضرر وتعمل كواقي من أشعة الشمس، غير أن المنتجات التي تحتوي على مواد لإزالة صبغة البشرة يمكن أن تكون ضارة.
ويقول ساركار إن هذه المنتجات متوفرة بسهولة في المتاجر وهي لا تستخدم تحت إشراف طبي ويمكن أن يسبب استخدامها لفترة طويلة مشكلات وعانت بريا شارما التي تعمل في مجال النشر بنيودلهي من ظهور بقع بيضاء في وجهها بعد استخدام هذا المنتج، وقال أخصائي الأمراض الجلدية الذي يعالجها أنه ربما استغرق الأمر عدة أشهر قبل أن تختفي هذه البقع.
ويضيف ساركار إن هناك ضرورة ملحة لخلق وعي بشأن الآثار الجانبية المحتملة وبأن الجمال لا يتعلق بلون البشرة ولكن بالنظر إلى أن عرض متلازمة" سنو هوايت " متجذر في وعي أبناء الهند فإنه يبدو أن ثمة بيزنس مزدهر لمنتجات تفتيح البشرة لعدة أعوام قادمة في هذه الدولة.