نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

خديعة الرحمة

03/07/2025 - هناء محمد درويش

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر


أميركا تتحرك على ثلاثة محاور لبعث الروح في عملية السلام




واشنطن - شون تاندون - القاهرة - حسن بيومي - تتحرك الولايات المتحدة على ثلاث محاور لبعث الروح في عملية السلام المجمدة في الشرق الاوسط فببالاضافة الى اتصالاتها مع الاسرائيليين والفلسطينيين تركز اميركا بشكل أساسي على احياء الدور المصري ويريد الرئيس الاميركي باراك اوباما من نظيره المصري حسني مبارك مساعدته على الخروج من المأزق بين اسرائيل والدول العربية، في اطار سعيه لاعطاء دفع جديد لتحركاته من اجل احياء عملية السلام في الشرق الاوسط وفي سبيل هذا الهدف تبدو الولايات المتحدة على استعداد لنسيان ملف حقوق الانسان وربما ذهبت ابعد من ذلك لتناقش قضية ترتيب وراثة مبارك كما يعتقد مراقبون في القاهرة


الرئيسان المصري والاميركي
الرئيسان المصري والاميركي
وستكون هذه اول زيارة للرئيس المصري حليف الولايات المتحدة منذ فترة طويلة، الى البيت الابيض منذ خمس سنوات، لطي صفحة العلاقات المتوترة مع الرئيس السابق جورج بوش الذي مارس ضغوطا على مبارك للافراج عن السجناء السياسيين وتنظيم انتخابات حرة.

ويحاول اوباما دفع الحكومة اليمينية في اسرائيل الى تجميد الاستيطان اليهودي في الاراضي الفلسطينية ويدعو الدول العربية الى القيام بمبادرات رمزية لتشجيع تحرك الدولة العبرية في هذا الاتجاه.
لكن اوباما لا يملك الكثير ليقدمه مع مواصلة اسرائيل طرد عائلات عربية من منطقة حساسة في القدس الشرقية وتأكيد الدول العربية بما فيها مصر ان اسرائيل يجب ان تتحرك اولا قبل اي مبادرة من جانب هذه البلدان.

وقال الناطق باسم الرئاسة الاميركية روبرت غيبس ان اوباما "سيعقد لقاء مطولا" مع مبارك لتبادل الآراء.
وتابع غيبس للصحافيين الاثنين "اعتقد انه من الواضح ان كل دولة في المنطقة من جانبي القضية تترتب عليها مسؤوليات مع تقدمنا باتجاه سلام دائم في الشرق الاوسط".
واضاف غيبس على متن الطائرة الرئاسية التي اقلت اوباما في طريق عودته من رحلة عمل في غرب الولايات المتحدة "بدون اعتراف بهذه المسؤوليات سيكون من الصعب السير قدما".

وابدى اوباما تقديرا للرئيس المصري الثمانيني بتأكيد ادارته انها تريد مشاورته قبل اطلاق اي مبادرة جديدة في الشرق الاوسط.
وفي تصريحات نشرت الاثنين، اكد مبارك انه ابلغ اوباما في حزيران/يونيو عندما كان الرئيس الاميركي في القاهرة حيث القى خطابا موجها الى العالم الاسلامي، ان اسرائيل يجب ان تجمد الاستيطان.
وقال في مقابلة نشرتها صحيفة الاهرام الحكومية الاثنين "اكدت للرئيس اوباما في القاهرة (خلال الزيارة التي قام بها للعاصمة المصرية في الرابع من حزيران/يونيو الماضي) ان المبادرة العربية تطرح الاعتراف باسرائيل والتطبيع معها بعد وليس قبل التوصل للسلام العادل والشامل".

وبحثت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون مع مبارك الاثنين في التطوارت المتعلقة بايران، بينما تشتبه القاهرة وواشنطن بان طهران تسعى لامتلاك اسلحة نووية.
وقال الناطق باسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي ان كلينتون ومبارك اتفقا على الحاجة الى "مبادرات تسير باتجاه التطبيع" مع قيام اسرائيل والفلسطينيين بخطوات على طريق السلام.
واضاف ان كلينتون بحثت في مسألة حقوق الانسان مع مبارك.

وقال كراولي للصحافيين "نود رؤية مصر تسير على طريق توسيع الحوار السياسي". واضاف ان حقوق الانسان والديموقراطية في مصر "هما مصدر قلق دائم للولايات المتحدة".
وتابع ان "هذه المسألة تشكل جزءا من محادثاتنا الجارية مع مصر. انه شيء نتطرق اليه في كل لقاء على مستوى عال" موضحا ان الولايات المتحدة سوف "تواصل اثارة هذه المشكلة".
وكانت منظمات لحقوق الانسان دعت اوباما الى انتهاز فرصة الاجتماع للدعوة الى اصلاحات.
وكان المعارض المصري ايمن نور الذي اطلق سراحه في شباط/فبراير الماضي بعد ان امضى ثلاث سنوات في السجن، اتهم باراك اوباما بالتراجع في قضية حقوق الانسان في الشرق الاوسط، عشية لقائه مع الرئيس المصري.
وقال نور لوكالة فرانس برس "هناك تراجع في القيم التي كان اوباما يدافع عنها في حملته الانتخابية وهذه خيانة للمبادئ الاميركية".
واضاف نور "اننا نريد ان نرى تحسنا في العلاقات بين مصر والولايات المتحدة ولكن هذا التحسن ينبغي ان يعكس تقدما" في قضية حقوق الانسان.

والتقى الرئيس المصري ايضا مدير المخابرات دنيس بلير وسوف يلتقي مستشار الامن القومي جيمس جونز وعلى ان يلتقي اليوم الثلاثاء نظيره الاميركي باراك اوباما ونائب الرئيس جو بايدن.
كما اجتمع مبارك الذي وقعت بلاده معاهدة سلام مع اسرائيل في 1979، الاثنين مع نحو عشرين مسؤولا من اليهود الاميركيين.
ووصف مارتن رافل نائب رئيس المجلس اليهودي للشؤون العامة الزيارة ب"الودية جدا".
لكنه اضاف ان المسؤولين اليهود طلبوا من مبارك طمأنة الاسرائيليين لجهة ان "العرب يفكرون جديا بالسلام مع اسرائيل".
ويرافق مبارك وزيرا الخارجية احمد ابو الغيط والمالية يوسف بطرس غالي.

وعلى صعيد يبدو متصلا مع هذه التحركات ويتعلق بالمحور الثاني قالت مصادر حكومية اسرائيلية الثلاثاء ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مستعد لوقف الاستيطان في الضفة الغربية بصورة مؤقتة بطلب من واشنطن، من خلال وقف طلبات استدراج العروض للبناء في المستوطنات حتى نهاية 2010.
واتفق نتانياهو مع وزير الدفاع ايهود باراك ووزير الاسكان ارييل اتياس على ابلاغ الولايات المتحدة بالموافقة على اجراء كهذا، على ما افاد مسؤولون كبار في هاتين الحكومتين وكالة فرانس برس.
وسيؤدي مثل هذا القرار الذي يحتاج ايضا الى موافقة الحكومة الى تمديد امتناع وزارة الاسكان منذ تسعة اشهر عن اعلان طلبات استدراج عروض بدون ان توقف مشاريع البناء الخاصة.

وقال مسؤول كبير رفض الافصاح عن اسمه "نعتبر انه لا مبرر للتسبب في توتر في علاقاتنا مع الولايات المتحدة وسنقوم بمبادرة بهذا الشأن" موضحا ان وقف استدراج العروض يشمل ايضا القدس الشرقية.
وقال مسؤول آخر "منذ تولي حكومة نتانياهو مهماتها، لم تطلق وزارة الاسكان اي استدراج للعروض".
واعلنت حركة السلام الآن الاسرائيلية المعارضة للاستيطان ان اسرائيل لم تصدر استدراجات عروض بشان مشاريع جديدة لبناء وحدات سكنية في مستوطنات الضفة الغربية منذ اشهر عدة.
لكن الحركة اشارت الى انه "حتى في حال اوقفت الحكومة استدراجات العروض بشكل كامل فان 60% على الاقل من اعمال البناء في المستوطنات ستستمر".

وقالت المسؤولة عن ملف الاستيطان في المنظمة هاجيت اوفران لوكالة فرانس برس ان "اسرائيل اوقفت استدراجات العروض منذ ايار/مايو 2009 سواء في الضفة الغربية او في القدس الشرقية" التي ضمتها الدولة العبرية في حزيران/يونيو 1967.
لكنها اضافت ان "وقف استدراجات العروض لا يتعلق باعمال البناء الجارية لأكثر من ألف وحدة سكنية".
ويعيش نحو 300 الف مستوطن اسرائيلي في الضفة الغربية وينتشر نحو 200 الف في نحو عشر مستوطنات في القدس الشرقية.
وتطالب واشنطن اسرائيل بتجميد تام للاستيطان من اجل استئناف عملية السلام مع الفلسطينيين دون ان تلقى هذه المطالبة استجابة.

وعلى المحور الثالث الذي يساعد عليه احياء الدور المصري بدأ وفد امني مصري برئاسة اللواء محمد ابراهيم مساعد رئيس المخابرات المصرية الثلاثاء سلسلة لقاءات مع حركتي فتح وحماس في مسعى مصري جديد لانهاء الانقسام الفلسطيني.
وقال رئيس وفد فتح الى الحوار مع حماس احمد قريع ان "الاخوة المصريين يقومون بمحاولة استطلاع المواقف للتوصل الى صيغة تمهد لتوقيع اتفاق المصالحة المقرر في الخامس والعشرين من الشهر الجاري في القاهرة".
وبعد اللقاء مع فتح، بدأ الوفد المصري اجتماعا في رام الله مع وفد من حماس يضم النواب في المجلس التشريعي عمر عبد الرازق ومحمود الرمحي وسميرة حلايقة.
وقال ان "الوفد المصري التقى امس (الاثنين) في دمشق قيادة حماس (...) وسيعود غدا (الاربعاء) الى دمشق للقاء قيادة حماس التي طلبت منه مهلة من الوقت للتشاور بينها على ما تم طرحه من افكار".
وتابع قريع "لا يوجد اي تغير في مواقف حماس بشكل جوهري حتى الان (...) لكن رغم تعنت حماس اذا ما تم التفاهم على صيغ لهذه القضايا سيتم التوقيع على اتفاق انهاء الانقسام والمصالحة في الخامس والعشرين من هذا الشهر او بعدها بقليل".

كما التقى الوفد المصري "الرئيس محمود عباس الليلة الماضية في عمان وسيلتقون اليوم مختلف الاطراف الفلسطينية".
وكانت القاهرة التي ترعى حوار المصالحة الفلسطيني منذ ان بدأ في شباط/ فبراير الماضي حددت السابع من تموز/يوليو الماضي موعدا لتوقيع اتفاق المصالحة.
لكنها ارجأت هذا الموعد مرة اولى الى 25 تموز/يوليو ثم مرة ثانية الى 25 اب/اغسطس.
وتقرر هذا التأجيل بسبب استمرار الخلافات بين فتح وحماس حول عدة قضايا عدة من بينها ملف المعتقلين والقانون الانتخابي الجديد الذي يفترض ان تجرى على اساسه الانتخابات التشريعية بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية في كانون الثاني/يناير 2010.


وقال قريع ان القضايا التي ما زالت عالقة بين الحركتين وبحاجة الى حل هي "تشكيل حكومة فلسطينية وضرورة التزامها بالتزامات منظمة التحرير الفلسطينية".
واوضح انها يجب ان تكون "حكومة تنهي الحصار عن الشعب الفلسطيني ولا تعيده وان تقوم بمهمة اعادة الاعمار في غزة وتهيء للانتخابات الرئاسية والتشريعية القادمة".
وتابع ان القضية الاخر التي ما زالت "محل خلاف" هي الامن.
وقال ان حركة فتح "تطرح عودة منتسبي الاجهزة الامنية بالتدريج الى غزة كما كانوا قبل الانقلاب الذي نفذته حماس فيما تتحدث حماس عن رقم لا يمكن ان يشكال اساسا لاتفاق".
والمشكلة الثالثة العالقة هي النظام الانتخابي للاقتراع التشريعي المقبل. وقال قريع "لا زالت هناك وجهات نظر متباينة بيننا لكن يمكن حل هذه القضية وجسر الهوة في وجهات النظر فيها".

اما قضية المعتقلين، فقال قريع ان "حركة حماس تطرح قضية المعتقلين وهي مهمة لكن هناك تجاوبا من طرفنا فيها".
الا انه اضاف "لكن خطوة حماس بمنع مشاركة اعضاء المؤتمر السادس من قطاع غزة شكلت مزيد من التعقيد".
ومنعت حماس قادة فتح في قطاع غزة من التوجه الى الضفة الغربية لحضور المؤتمر العام لحركتهم في بيت لحم (الضفة الغربية مطالبة بالافراج عن "معتقلي حماس في سجون السلطة" الفلسطينية.



شون تاندون وحسن بيومي - اف ب
الاربعاء 19 غشت 2009