نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


الاعلام الاميركي ينحاز ويسوق اوباما




لاشئ يثبت ان السياسة في اميركا لا تختلف عن البورصة مثل استفتاءات الرأي حول المرشحين الرئاسيين اللذين ترتفع اسهمهما وتنخفض كالاسهم في البورصة اما الاعلام فهو يلعب الدور ذاته ويلمع من يريد ان ترتفع اسهمه والظاهر كما يبدو من هذا التقرير ان الاعلام الاميركي يساهم في ارتفاع اسهم اوباما يوميا ليسوقه للاميركيين وللعالم على انه المنقذ من كل الاضاليل التي سيخلفها بوش وراءه


الاعلام الاميركي  ينحاز ويسوق اوباما


في خضم الصعود المتنامي لباراك أوباما المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية التي ستُجرى في الرابع من نوفمبر المقبل، اهتم تقرير بحثي صادر عن مركز أبحاث الإعلام Media Research Center مؤخرًا بالدور الذي لعبته وسائل الإعلام في تلميع المرشح الشاب وجعله نجمًا ساطعًا في سماء أمريكا وأمل التغيير الذي ينتظره الأمريكيون.

التقرير الذي أعده الباحث ريش نويس Rich Noyes وحمل عنوان "كيف لم يكن باراك أوباما ليفوز بالترشيح الديمقراطي دون إيه بي سي وسى بي إس وإن بي سي" how barrack Obama could not have won the democratic nomination without ABC, CBS and NBC. والذي أكد أن الإعلام الوطني National Media ممثلاً في الثلاث شبكات التليفزيونية "إيه بي سي" و"سي بي إس" و"إن بي سي" عملت على إظهار أوباما نجمً سياسيًّا على حساب التغطية الموضوعية دون الخوض في أي موضوعات شائكة حول المزاعم المثارة حوله مع تجنب تسليط الأضواء على زلات مساعديه أو مَن حوله والتي من شأنها أن تهدد حملته الانتخابية كما حَمَتْهُ من هجوم منتقديه ومنافسيه.

هذه هي النتيجة الأساسية التي خرج بها التقرير معتمدًا على تحليل للتغطيات الإخبارية الليلية للقنوات التليفزيونية الثلاث حول الحملة الانتخابية لأوباما والتي وصل عددها إلى 1365 قصة إخبارية بداية من ظهوره في حديث على إحدى القنوات التليفزيونية قبل انطلاق حملته الانتخابية رسميًّا (مايو 2000) وحتى انتهاء الانتخابات التمهيدية داخل الحزب الديمقراطي في يونيو 2008.

أوباما نجمٌ ساطعٌ بلا منازع
وبالرغم من أنه لا يمكن القول بأن المرشح الأسود لم يكن ليفوز بترشيح حزبه لانتخابات الرئاسة من دون الدعم الإعلامي الذي قدمته له شبكات الإعلام الوطني، إلا أن هذه المساعدة دون شك كان لها بالغ الأثر على تقدمه في حملته الانتخابية وذللت له كثيرًا من الصعاب خاصة مع إعطائه صورة الرئيس المثالي والقادر على إدارة شئون البلاد واحتشاد الصحفيين العاملين في بعض وسائل الإعلام الأمريكية خلف المرشح الديمقراطي ليبدو الأمر وكأنهم عناصر من حملته الانتخابية تم زرعهم في وسائل الإعلام لتجميل صورته.

أهمية هذا الدعم اللامحدود الذي قدمته الشبكات الإخبارية الأمريكية تكمن في أنها بثت تقارير مؤيدة لأوباما في أوقات الليل وهي الأوقات التي تحظى بنسب مشاهدة عالية خاصة في أوساط الموظفين الأمريكيين الذين لا يكون لديهم الوقت الكافي لمتابعة التغطيات المختلفة لضيق الوقت بخلاف العاملين في مجال السياسة وبالتالي يسهل التأثير فيهم أكثر من غيرهم.

وكان من أهم النتائج التي خَلُصَ إليها التقرير حول أداء القنوات التليفزيونية الثلاث هو أن طريقة تعامل القنوات الثلاثة ABC, CBS, NBC مع أوباما كانت إيجابية بشكل كبير حتى إن عدد القصص الإخبارية الإيجابية والمحابية له كانت سبع أضعاف القصص الإخبارية السلبية، 462 قصة إيجابية بنسبة 34% مقارنة بـ 70 قصة سلبية تنتقد المرشح الأسود بنسبة 5%، وذلك حتى في الأوقات التي خسرَ فيها بعض الولايات لصالح منافسته في الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون.

وكانت نشرات الأخبار الليلية على قناة "إن بي سي" هي الأكثر محاباة لأوباما حيث بلغ عدد التقارير الإخبارية المؤيدة له 179 تقريرًا بنسبة 37% أي أكثر من عشر أضعاف التقارير السلبية التي بثتها عنه والتي لم تتعد 17 تقريرًا بنسبة 3%، تليها نشرات الأخبار الليلية على قناة "سي بي إس" التي بثت 156 قصة إخبارية مؤيدة لأوباما بنسبة 38% مقارنة بـ21 قصة ضده بنسبة 5%، فيما جاءت تقارير قناة "إيه بي سي" في المركز الثالث حيث أذاعت تقارير إخبارية موالية لأوباما أربع أضعاف التقارير السلبية، 127 قصة إيجابية بنسبة 32% مقارنة بـ 27 قصة سلبية بنسبة 7%.

ورصد التقرير ميل القنوات التليفزيونية الثلاث إلى صَفِّ أوباما وحصوله على الدعم الإعلامي المطلوب في أشد أوقات احتياجه له مثلما كان الحال منذ إلقائه خطابه بمؤتمر الحزب الديمقراطي عام 2004، وبدايته مشوار جديد كسياسي معروف على المستوى الوطني حين امتنعت القنوات الثلاث عن بث أي قصة سلبية تسيءُ إلى أوباما من بين 81 قصة إخبارية بثتها عنه، وحتى بَدْءِ حملته الانتخابية للرئاسة في بدايات عام 2007.

وذكر التقرير أن أكثر الفترات التي حظى فيها المرشح الشاب بتغطية إعلامية إيجابية كانت بعد فوزه في ولاية نورث كارولينا North Carolina في السادس من مايو. وأضاف أن الشبكات التليفزيونية الثلاث حاولت التقليل من شأن الإيديولوجية الليبرالية لأوباما ووصفته بـ "الليبرالي" Liberal 14 مرة فقط خلال أربع سنوات مفضلةً وصفه 29 مرة بـ "النجم الصاعد" rock star أو rising star أو super star خلال الفترة ذاتها.

وحتى بالنسبة لاستطلاع الآراء التي تجريها هذه القنوات مع عينات من المواطنين الأمريكيين لسؤالهم عن رأيهم في المرشح الديمقراطي، تبين أن 114 شخصًا كانوا مؤيدين لأوباما أي بنسبة 78% مقارنة بـ 28 معارضًا بنسبة 19% وذلك من أصل 147 شخصًا تم استطلاع آرائهم وظهروا بأنفسهم أمام الكاميرات فيما أعرب الخمسة الباقون عن آراء مختلطة.

إدراك أمريكي للانحياز الإعلامي لأوباما
لكن يبدو أن المحاباة الإعلامية لأوباما لم تكن خافية على الجمهور الأمريكي، فقد أظهر استطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث Pew Research Center على ألف شخص في أواخر مايو الماضي أن غالبية الأمريكيين (بنسبة 35%) ترى أن التغطية الإعلامية تفضل باراك أوباما على هيلاري كلينتون. وفى السياق ذاته، أشار استطلاع لقناة "فوكس نيوز" Fox News أُجْرِيَ على 900 شخص في أواخر يوليو الماضي أن الأمريكيين يرغبون في فوز أوباما بالرئاسة عن منافسه الجمهوري جون ماكين بواقع ستة أضعاف.

وتُشير مقالة نشرت على الموقع الإلكتروني للشبكة الإخبارية التي تفضل جون ماكين والتي يملكها إمبراطور الإعلام روبرت ميردوخ Rupert Murdoch إلى أن واحدًا من كل عشرة يرى أن الإعلام يتعامل بشكل محايد مع المرشحين للرئاسة الأمريكية. وعندما سُئِلَ الأشخاص الذين تم استطلاع آرائهم بشأن موضوعية التغطية الإعلامية للحملات الانتخابية للمرشحين الديمقراطي والجمهوري، قالت الغالبية: إن أوباما يحصل على تغطية إيجابية أكثر من ماكين الذي قالوا: إنه لم يحصل سوى على 6% تغطية إيجابية مقارنة بـ 46% لصالح أوباما أي بنسبة 7 إلى 1.

الإعلاميون يؤكدون الانحياز
وما يعزز آراء الجمهور الأمريكي هو التصريحات المتكررة للصحفيين والإعلاميين التي تُؤكد وقوفهم في صف أوباما. من هؤلاء لي كوان Lee Cowan مراسل الأخبار بقناة "إن بي سي" والمسئول عن تغطية حملة المرشح الشاب الذي قال في حوار في يناير الماضي: إنه يشعر بالانجذاب تجاه أوباما. وأضاف ـ من وجهة نظر صحفية ـ يصعب أن يظل المرء موضوعيًّا لأن هذه الطاقة أمر معدٍ. هذا يتناقض مع صميم عملك صحافيًّا، لكن الحشود زادت كثيرًا وطاقته أصبحت أقوى".

أما النموذج الصارخ للهوس بأوباما في أوساط الصحافيين فهو ليندا دوجلاس Linda Douglass المراسلة السابقة لمحطتي "إيه بي سي" و"سي بي إس" التي استقالت من عملها الصحفي لتنضم للحملة الرئاسية لباراك أوباما في مايو الماضي. وقالت: إنها تتبع ما يمليه عليها قلبها الليبرالي حيث ترى اللحظة الحالية لحظة تحول وتغيير في أمريكا تفرض عليها أن تشارك في صنعها وأن تترك مقعدها الجانبي الذي ظلت طوال الوقت تشاهد منه ما يفعله الناس ببلادها.

وبعيدًا عن هذه القنوات التي وصف التقرير أداءها بغير المهني لميلها تجاه إظهار أوباما بصورة إيجابية طوال الوقت، فإن هناك أيضًا بعض وسائل الإعلام الأخرى ومنها الصحف والمجلات التي أسهمت في تلميع أوباما ـ إن جاز التعبيرـ. منها مجلة "نيوزويك" التي احتل فيها أوباما قصة الغلاف تحت عنوان "ماكينة حلم أوباما" كما تصدر مجلة "تايم" الأمريكية في أواخر أكتوبر 2006 عنوان "لماذا قد يكون باراك أوباما الرئيس القادم؟". وقد فسر جو كلين Joe Klein أحد كبار الكُتَّابِ بالمجلة ذلك بقوله: إن أوباما يبدو كالسياسي الذي يناظر قوس قزح.

وفى السياق ذاته، قال تيرى مولان من قناة "إيه بي سي" في نوفمبر 2006 : إنه يمكن رؤية الأمل وسط حشود أوباما الذي يجسد ظاهرة سياسية أمريكية تلهم كثيرين، فيما تساءل تشارلز جيبسون Charles Gibson عمن يستطيع منافسة الأمل المتجسد في أوباما. والسؤال الذي يُفْرَضُ هنا يتبلور في: هل يرد أوباما الجميلَ لشبكات الإعلام الوطني في حال فوزه؟.




حنان سليمان
الاربعاء 22 أكتوبر 2008