نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


الامارات تصدر جوازات سفر للصقور وتقيم لها مشفى وتسجلها في قائمة التراث الإنساني




دبي - أحمد هاشم - قبل ايام اعتمدت منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" تربية الصقور ، والصيد بالصقور، ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للإنسانية ،وجاء هذا القرار بعد جهود قادتها دولة الامارات ممثلة في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، التي اعدت ملفا شاركت فيه 12 دولة من بينها السعودية وسوريا وقطر والمغرب واسبانيا لاعتبار تربية الصقور والصيد بها، ضمن قائمة التراث الانساني


الامارات قادت جهود تسجيل الصقارة في اليونسكو
الامارات قادت جهود تسجيل الصقارة في اليونسكو
ويقدر الاماراتيون هواية وحرفة تربية الصقور، او "الصقارة" كما يسميها اهل الخيج، و ترجموا هذا التقدير باقامة مسابقات كبرى لها، تقدم لمالكي ومربي الصقور جوائز مالية ضخمة، واقاموا مستشفى كبير خاص بعلاج الصقور، وتعد الامارات اول دول في العالم تصدر جواز سفر للصقور.

وكان الاماراتيون سابقا يربون الصقور لالتقاط الفريسة وتأمين الطعام، لكن الأمر تحول إلى صداقة بين المربي والصقر، أكثر منه مصدرا للرزق.

ويمارس تربية الصقور اشخاص من كل الأعمار، رجال أو نساء، هواة أو محترفون، وتتناقل تربية الصقور من جيل إلى جيل، ويحرص الكبار على تعليم هذه الهواية للصغار في المنازل والنوادي المتخصصة.

ويصطحب مربو الصقور أولادهم معهم إلى الصحراء ويعلموهم السيطرة على الطائر وإقامة علاقة ثقة معه.

وقالت منطمة اليونسكو في شهرتشرين ثان/ نوفمبر 2010 انها اعتمدت "تربية الصقور" ضمن قائمة التراث، لان تربية الصقور اصبحت قاعدة لتراث ثقافي كبير، يشمل الأزياء التقليدية، والغذاء، والأغاني، والموسيقى، والشعر والرقصات، وتقاليد كثيرة تحافظ عليها الجماعات والنوادي التي تمارسها .

وعمت الامارات سعادة كبيرة لنجاح جهودها لإعتبار تربية الصقور أو "الصقارة" ضمن التراث الانساني.

ويقول مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث محمد خلف المزروعي أن دولة الإمارات تعتبر "الصقارة" جزءا مهما من ثقافتها وتاريخها، ومن خلال هذا الإنجاز الفريد من نوعه على مستوى الدول العربية، تكون الصقارة قد حصلت على أرقى وأهم اعتراف عالمي كتراث ثقافي إنساني.

واضاف "هذا الاعتماد من قبل اليونسكو يتوج جهداً متواصلاً وعملاً حثيثاً استمر لخمس سنوات مضت، بذلته هيئة أبوظبي للثقافة ونادي صقاري الإمارات وهيئة البيئة أبوظبي، بالتعاون مع وزارة الثقافة وعدد من الجهات المختصة بالامارات".

وأوضح أن من أولى أهداف تسجيل الصقارة في اليونسكو هو زيادة الوعي على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي بقيمة الصقارة كتراث وفن إنساني عالمي، وتشجيع الدول على تبني استراتيجيات وخطط عمل واضحة ومحكمة لصون التراث الإنساني.

وأشار إلى أن الإمارات عملت خلال الخمس سنوات على تجميع الوثائق والأفلام والصور والمؤلفات الداعمة لمطلبها باعتماد تربية الصقور ضمن قائمة التراث في اليونسكو، وقد بني كل ذلك على عمل ميداني ضخم اشتمل على قراءة وتحليل دقيق للمقالات والكتب وغيرها من الإصدارات العربية والأجنبية التي تناولت الصقارة، إلى جانب مقابلات مكثفة مع أشهر الصقارين في دولة الإمارات .

وكانت الإمارات السباقة في إصدار جواز سفر للصقور في عام 2004 في خطوة هي الأولى من نوعها في العالم، والذي يُمنح بموجبه الصقر حرية الحركة والتنقل مع مالكه ، أو من ينوب عنه رسميا، إلى مختلف دول العالم للاستخدام الشخصي ، وليس للأغراض التجارية ، وذلك دون الحاجة للحصول على إذن دخول أو خروج أو مرور وفقاً لاتفاقية الاتجار الدولي المتعلقة بالنباتات والحيوانات المهددة بالانقراض المعروفة باسم " السايتس ".

وجاء إصدار جواز السفر بعد الانتهاء من وضع نظام تسجيل للصقور في الامارات يتضمن تسجيلها وتعريفها إلكترونيا. وهو جواز معترف به عالميا يعمل به مع الدول الـ 160 الموقعة على اتفاقية السايتس والتي يتزايد عددها باستمرار .

ومنذ الإعلان عن إصدار جواز السفر ، حدث إقبال كبير من مالكي الصقور للتسجيل ، وبالفعل تم الانتهاء من تسجيل آلاف الصقور في دولة الإمارات.

والمعلومات التي يتم جمعها عن الصقور تحفظ في قاعدة بيانات خاصة، وهذه المعلومات تمنح الجهات المختصة فكرة واضحة للتعرّف على الوضع القائم في الدولة، والخدمات التي يجب توفيرها للملاك ، ومعرفة التوزيع الجغرافي لهذه الصقور على مستوى دولة الإمارات، وهو الأمر الذي يُساعد في رسم الخطط المستقبلية لتطوير وحماية هواية الأجداد للأجيال القادمة بصورة واقعية وعملية ، بعيداً عن التكهنات والتوقعات غير الدقيقة .

وكل صقر في الامارات توضع عليه حلقة تعريفية مرقمة، ويزرع في جسده شرائح الكترونية دقيقة لتأكيد هوية الصقر ثم يصدر له جواز السفر.

إلى جانب ذلك، اقامت العاصمة الاماراتية أبوظبي مستشفى للصقور، يوصف بأنه المركز المتخصص الأكبر من نوعه في العالم وأحد أهم معالم الجذب السياحي في العاصمة الإماراتية.

وتقول الدكتورة مارجريت جابرييل مديرة المستشفى "الخدمات التي نقدمها لاتقتصر على صقور الامارات بل تمتد الى صقور دول الخليج كافة" مشيرة إلى أن المستشفى يعالج أكثر من خمسة الاف طائر سنويا.

وتضيف: يقدم المستشفى الرعاية الصحية اللازمة لحماية الصقور من أي أمراض، ويقدم الخدمات العلاجية الكاملة لأي صقر مريض.

وتتمتع الصقور بتدليل شديد في المستشفى فهي تعيش في غرف مكيفة وتحصل على وجبات طعام جاهزة من طائر السمان.

وتشير جابرييل إلى أن الصقر في الامارات تعدى مرحلة كونه رياضة إلى كونه جزءا من العائلة الاماراتية، والصيد به وتربيته هو أمر تراثي.

ويهدف المستشفى إلى نشر الوعي العام بقضايا الصحة والأمراض لدى الصقور بين الصقارين في دولة الإمارات إلى جانب إجراء الأبحاث الخاصة بصحة وأمراض الصقور، فضلاً عن تقديم التدريب التخصصي في مجال طب الصقور للراغبين من الأطباء البيطريين وطلاب الطب البيطري والفنيين والصقارين .

وفي إطار استراتيجية صون "الصقارة" بالامارات، يأتي برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور الذي يهدف إلى إعادة الصقور إلى بيئتها في مواطن تكاثرها الطبيعية وإتاحة الفرصة لها للتكاثر واستكمال دورة حياتها بما يساهم في دعم أعدادها في الطبيعة والحفاظ على رياضة الصيد بالصقور.

واستطاع هذا البرنامج أن يثبت نجاحه خلال الأعوام الماضية حيث نجح في إعادة المئات من الصقور منذ إطلاقه في عام 1995 حلّقت جميعها بنجاح في إيران وباكستان وقيرغيزستان.

ومن صور الاهتمام الاماراتي بالصقور، تقيم أبوظبي سنويا، معرضا دوليا للصيد والفروسية يشارك فيه المئات من مربي وملاك الصقور في الامارات ودول الخليج.

ويقول محمد المزروعي عضو مجلس إدارة نادي صقاري الإمارات رئيس اللجنة العليا المنظمة للمعرض، يقام هذا الحدث السنوي لدعم خطط الامارات للمحافظة على الصقارة من الانقراض وحمايتها كتاريخ وإرث حضاري ثقافي.

واضاف الهدف الرئيسي لتنظيم معرض الصيد هو الترويج لاستخدام الصقور المكاثرة في المزارع لممارسة رياضة الصيد كبديل عن الصقور البرية المهددة بالانقراض.

وأكد المزروعي أن معرض الصيد أسهم بشكل كبير في انخفاض نسبة استخدام الصقور البرية في دولة الإمارات في الصيد حيث يستخدم الغالبية العظمى من صقاري الإمارات الصقور المهجنة، كما تبلغ هذه النسبة على المستوى الخليجي أكثر من 75%، بفضل الدور الذي يؤديه معرض أبوظبي للصيد ونادي صقاري الإمارات، واقتناع الصقارين بجدوى استخدام الصقور المكاثرة في المزارع لما فيه من انعكاسات إيجابية على المجتمع والبيئة.

كذلك، ومن منطلق تشجيع الصقارين على استخدام الصقور المهجنة، جاءت مسابقة أجمل وأكبر الصقور المهجنة التي يُعلن عنها معرض الصيد سنوياً، بهدف تحفيز الصقارين على اقتناء الصقور المهجنة، وتشجيع خبراء إكثار الصقور على إنتاج صقور أكبر حجماً وأجمل شكلاً من حيث الريش واللون.

ويتم في المسابقة اختيار أكبر وأجمل صقر مهجن من نوع "جير حر"، وأكبر وأجمل "جير شاهين"، أكبر وأجمل جير ذكر، وفق معايير وشروط خاصة يُحددها صقارون وخبراء في هذا المجال .

واشار المزروعي الى أهمية الدور الذي يلعبه نادي صقاري الإمارات الذي تأسس في عام 2001 ، لنشر الوعي والارتقاء بمستوى رياضة الصيد بالصقور في دولة الإمارات ومنطقة الخليج العربي والمحافظة عليها كتراث مهم، الى جانب نشر أخلاقيات رياضة الصيد بالصقور والتعريف بصفات الصقور وعاداتها وأطوار حياتها وأنواعها ومواطنها الأصلية، وهجراتها ونقل إرث الأجداد في هذا الصدد إلى الأجيال القادمة تحقيقا لاستمرارية هذه الهواية على نحو سليم يحول دون تعرض الصقور إلى الانقراض.

ولاتكتفي الامارات بذلك، بل تجري بحوثا عديدة لحماية انواع الصقور المختلفة، ومن ابرزها بحثا اجرته هيئة ابوظبي للبيئة، تم خلاله تتبع صقر مهدد بالانقراض يسمى "الاسخم" بالاقمار الصناعية في رحلة هجرة شتوية شملت سبع دول من الامارات الى مدغشقر.

وهذا الصقر من أكثر الأنواع المهددة بالانقراض، حيث يتناقص بنسبة 64% سنويا، الأمر الذي يهدد وجوده، ويتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة لحمايته.

واشارت الدراسة التي تعتبر الأولى من نوعها في العالم لتتبع هذا النوع من الصقور، أن هذا الصقر ظل لغزاً بسبب نطاق تكاثره المحدود.

وتم خلال الدراسة زرع جهاز تتبع عبر الأقمار الصناعية يعمل بالطاقة الشمسية بجسم الصقر، وتبين أنه قطع مسافة تصل إلى 6700 كيلو متر ، في هذه الرحلة، حيث طار من غرب أبوظبي مروراً بالمملكة العربية السعودية واثيوبيا وكينيا وتنزانيا وموزمبيق، وانتهاء بمدغشقر.

وساعد هذا التتبع في معرفة الكثير من صفات الصقر "الاسخم" مما يساهم في توفير الحماية له من الانقراض

أحمد هاشم
الاربعاء 24 نونبر 2010