نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

خديعة الرحمة

03/07/2025 - هناء محمد درويش

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي

المثقف من قرامشي إلى «تويتر»

24/05/2025 - د. عبدالله الغذامي :


التلفزيونات الحكومية تستبعد المسلسلات ذات الطابع السياسي وتحتفي بكلام النسوان




القاهرة - إذا ضمنت أن تتذكر المشهد الذي تراه جيدا قبل أن تقطعه الإعلانات، وإذا لم تخلط بين دور الممثل هنا وبين دوره في مسلسل آخر على فضائية ثانية، فستضمن في رمضان وجبة من ستين مسلسلاً أراد لها صانعوها أن تتناول كل شيء في مصر تقريباً!.


 التلفزيونات الحكومية تستبعد المسلسلات ذات الطابع السياسي وتحتفي بكلام النسوان

طالما عرفت مسلسلات الدرامية المعروضة في رمضان بتناول قضايا مجتمعية وأسرية، واقتصرت السياسة على التاريخي منه بما فيها القريب منه، لكن الفترة الأخيرة أصبح تناول القضايا السياسية محليا وعربيا أو الإشارة لها سمة مميزة لمسلسلات الشهر الكريم.

مرة أخرى، لا تنس أن تركز في كل مشهد لأنه بمجرد انتهائه ستهجم عليك عشرة إعلانات على الأقل تشغل مساحة زمنية مقاربة لما عُرض من المشهد التلفزيوني، ثم تسلمك للمشهد التالي. وبسبب العائد الكبير للإعلانات ( 100 مليون دولار حسب تقديرات) فقد عُرض هذا الشهر ستون مسلسلا دفعة واحدة حيث يمكن توزيع هذه الإعلانات، بل وبدأ عرض بعضها منذ الصباح وليس فقط بعد الإفطار كما كان الحال سابقاً. وبلغت كلفة المسلسلات 700 مليون جنيه ( أكثر من 110 مليون دولار) ونشرت صحف مصرية عن محاباة القائمين على جهاز الإعلام لإحدى وكالات الدعاية الإعلان؛ حيث أعطيت مساحات إعلانات كبيرة، مقابل "إهدائها" برامج حوارية إلى التلفزيون المصري.

ومنعا للجدل قرر التلفزيون الحكومي استبعاد مسلسلين كانا مرشحين للعرض بقوة علي القنوات الأرضية، وهما مسلسلا "البوابة الثانية" والذي حافظت فيه الممثلة الستينية نبيلة عبيد على ملامحها الجميلة بتعبيراته المكررة المحفوظة، مثلما حافظت على أدائها التقليدي المحدود، وتجسد هنا دور أم يعتقل أحد أبنائها عند سفره عبر سيناء للاشتراك في المقاومة الفلسطينية، إذ يعتقله الجنود الإسرائيليون في غزة ويجدون بصمته على صاروخ القسام ( !) فتذهب الأم بنفسها- نعم نبيلة عبيد بنفسها- لتتفاوض مع وتقنع الجميع أن ابنها طفل، مجرد طفل.

المسلسل المستبعد الآخر هو "متخافوش" للمثل نور الشريف، والذي يتناول شخصية "مكرم" مذيع البرامج الحوارية صاحب الحضور الطاغي، وما يقابله من ضغوط لوقف بث بعض الحلقات، والتي يستضيف في أحدها شخصية فلسطينية تعطيك أجوبة عن الفرق بين اليهودية والصهيونية، ويستضيف شخصيات مطلوبة من قبل الموساد – لكنها في زيارة للعاصمة المصرية القاهرة، بالإضافة لبعض الحوارات التي يجريها البرنامج مع جماهير صادفهم في الشارع، ويفترض أنهم موظفون أو عمال مثلا، يتحدث الرجال منهم بلهجة خطابية حماسية، وتظهر النساء بماكياج كامل، ومعظمهم يطالب بالحرية والحريات وأشياء أخرى عامة. كما يتناول حصار إسرائيل لغزة، مما يؤدى لاتهامه بمعادة السامية.والطريف أنه سيكتشف لاحقا أنه من أصول يهودية؛ وهو ما يجعله يقع في معاناة نفسية لا نعقل سببها وإن كنا نرى أثرها عليه.

ورغم ضخامة إنتاج الكثير من الأعمال فإنها تتعثر في أخطاء ناتجة غالبا عن عدم التدقيق، كتابة أو تنفيذا، وتقوم بعض الصحف يوميا بنشر أمثلة لتلك الأخطاء في حلقة اليوم السابق لمعظم المسلسلات ومنها ظهور موديل سيارات حديثة في مسلسل في السبعينات مثلاً، أو أخطاء في الترجمة أو الإشارة لأن تصوير مشهد جرى في بلد أوربي ما بينما تتضح معالم بلد آخر تماماً في الصورة. وفي المسلسلات المعاصرة، يظهر كثير من ملامح التغيرات في يوميات الحياة المصرية، فتجد أكثر من إشارة لاستخدام الانترنت، وان اتسم ببعض المبالغة أو عدم الدقة فتجد أن الصحفية تقوم بعمل جروب على شبكة الفايس بوك لتوفير آلاف الجنيهات ليلى علوي حتى تدفعهم لأحد الأشقياء فيرشدها على مكان أبنائها، أو في مسلسل متخافوش تحضر الأسرة مهندس كومبيوتر لمعرفة الباس ورد للبريد الإليكتروني لابنتهم الهاربة فيجرب عدة أحرف ورموز من اسمها وتاريخ ميلادها أي بالتخمين والحظ لا أكثر، حتى يقترح شخص أن يجرب اسم الدلع (التدليل) لوالدتهم فيفتح البريد.

أما مسلسل "هالة والمستخبي" لبطلته ليلى علوي فسوف تتغاضى عن بعض الهنات غير المنطقية في السيناريو متعاطفا مع الأم التي تبحث عن أطفالها الستة الذين باعهم الأب المدمن دون علمها، وأبقى على بقية أطفالها العشرة من كل ولادة أنجبت فيها توائم ، حيث خضعت لعمليات تخصيب من قبل طبيب يتاجر في الأطفال. وسوف تتغاضى عن استمرار نضارة وجه الممثلة رغم أنها أنجبت عشرة أطفال لأنها ببساطة: ليلى علوي.
وفي مسلسل "تاجر السعادة" يؤدي الممثل خالد صالح شخصية مصباح:مطرب كفيف خفيف الظل، ومن بين تفاصيل العمل صديقه القبطي الذي تحصل زوجته على حق الطلاق بعد اعترافه بخيانته لها، ومن ثم تتزوج ثانية فيما لا يستطيع هو ذلك.ويتناول المسلسل المصالح والمجاملات التي تلعب دورا في عالم التمثيل من خلال الزوجة الثانية للمطرب التي تدخل عالم التمثيل ككومبارس.

بعد أعمال ذاعت شهرتها عربيا مثل دموع في عيون وقحة لعادل غمام، ورأفت الهجان لمحمود عبد العزيز، قدمت الشاشة الصغيرة مسلسلات لم تحظ بنصيب من الشهرة أو خلت من الجودة المطلوبة، هذا العام يحاول وتعودمسلسلات الجاسوسية وملفات المخابرات مع ''حرب الجواسيس'' الذي يتناول شخصيةسامية فهمي الفتاة التي تكتشف أن خطيبها ما هو إلا جاسوس للمخابراتالإسرائيلية،وان شاب العمل إيقاع بطيء، ولا يتناول بطولة فردية يمكن أن تجمع بسهولة المشاهدين حولها كما اعتادوا.
وهناك مسلسل "هدؤ نسبي" الذي يشارك فيه ممثلون عرب ومصريون، ويتناول فترة الحرب الأمريكية على العراق من خلال مراسلة صحفية من مصر تعمل بالعراق قبيل الحرب وتتعرض لمضايقات من النظام السابق ثم قوات الاحتلال الأمريكي.
وهناك مسلسل ليالي الذي يتناول قصة صعود مطربة تجد نفسها مطمعا لرجال أعمال وساسة نافذين.

وكما في الأعوام الأخيرة، يتم تقديم مسلسلات عن شخصيات عامة وفنية رحلت، فبعد أم كلثوم وأسمهان و قاسم أمين، يعرض هذا العام مسلسلان،الأول هو ''قلبي دليلي'' الذي يتناول سيرة الفنانة المصرية الراحلة ليلىمراد، بطولة السورية صفاء سلطان، وبحسب تصريحات كاتب العمل فإنه يتناول إشكالية أصولها اليهودية ومحاولة إقناع البعض لهاالسفر إلى إسرائيل ورفضها ذلك تمسكا بانتمائها لمصر، وهناك مسلسل ''أبو ضحكةجنان'' الذي يتناول سيرة الكوميدي الراحل إسماعيل ياسين، وهو من بطولةأشرف عبد الباقي، والذي اشتهر كنجم في الخمسينات كما عمل في أدوار مساعدة بجوار كبار الفنانين. وتجذب هذه المسلسلات قطاعا من المشاهدين لأنها تتناول بدايات هذه الشخصيات قبل عالم الشهرة.

ويتناول مسلسل آخر هو "كلام نسوان" قصة أربع نساء مصرية وخليجية ولبنانية وتونسية، ومتاعب كل واحدة العملية والعاطفية. والأربعة كمنا يبدو من الحوار والملابس وتفاصيل يومهن يعشن في مستوى مادي واجتماعي مرتفع نسبياً في إحدى المجمعات السكنية التي تضم فئات أكثر ثراء وترفا رغم مشاكل جاءت غالبها بسبب الرجل: طمعه أو غيرته أو خيانته الخ. ويشارك في العمل ممثلات من خارج مصر.

ورغم تنوع المسلسلات المعروضة هذا العام فإن كثيرا من المواطنين يفضلون اختيار المسلسل حسب نجمهم المفضل فيما يشاهد البعض ما أمكنه من مسلسلات في الأيام الأولى، ليختار بينها ما سيتابعه لنهاية الشهر. ومن اشهر الممثلين الذي حافظوا مؤخرا على وجود عمل فني لهم كل رمضان، الممثل يحيى الفخراني في مسلسل "ابن الأردندلي" حيث يقدم شخصية رجل تتحول حياته بعد وفاة عمه المسن الذي حرمه من الميراث. وتقدم يسرا مسلسل خاص جدا تقوم فيه بدور طبيبة نفسية، وتستعرض عبر مرضاها حالات من التفكك الأسري والمآسي الشخصية، بينما هي نفسها تدير حياة أسرية مضطربة .

وتتناول أعمال أخرى قصصا لأشخاص تأثروا بدرجة ما بمعيشتهم في مناطق بعينها مثل مسلسل الباطنية، المأخوذ عن فيلم شهير لنادية الجندية منتصف الثمانينات عن عالم تجارة المخدرات في حي الباطنية القاهري، ومسلسل أفراح إبليس الذي يتناول أسرة ميسورة بالصعيد تعيش تحت سطوة الأب وتقاليد المجتمع.ومسلسل مسلسل "هانم بنت باشا" للممثلة المحجبة حنان ترك عن بائعة شاي في منطقة شعبية.
بالطبع لن نتوقف عند كل المسلسلات الستين، ففيها الأقل تميزا،أو ما لم نشاهد ولو مقاطع منه، ولأن ساعات اليوم لن تكفيك لتشاهد عشرة منها على الأكثر.

إذاعة هولندا العالمية
الاثنين 7 سبتمبر 2009