تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


السياح محبطون بعد نسف معالم الماضي في هوشي منه





هانوي - ماريان براون - يقع سوق بن ثانه وسط سيل جارف من حركة المرور وباعة السلع الملحين ويعد معلما تاريخيا ثمينا على خارطة مدينة هوشي منه والتي كانت تعرف في السابق باسم سايجون، غير أنه جاءت أنباء مؤخرا تقول إن مبنى السوق الذي يرجع تاريخه إلى مئة عام سيصبح قزما بعد تشييد مبنى كبير مختلف تماما عنه وهو مجمع من البنايات متعددة الأغراض تقدم خدمات لمجموعات راقية من الزبائن.


السياح محبطون بعد نسف معالم الماضي في هوشي منه

وهذه الخطوة تعد بمثابة رمز لاتجاه واسع في هذه المدينة الآخذة في التحديث بشكل سريع، غير أنه في الوقت الذي يؤيد فيه البعض هذا التغيير يتوقع آخرون شيئا مختلفا من المدينة.

 

وقد مر وقت طويل منذ أن سار الفيلق الأجنبي - وهو فرقة عسكرية فرنسية يتكون قوامها من الجنود الأجانب الذين يسمح لهم بالالتحاق بها وحدها - أمام كاتدرائية نوتردام بوسط مدينة هوشي منه التي أطلق عليها وصف  " القرمزي القبيح " توماس فاولر وهو شخصية في رواية " الأمريكي الهادىء " للكاتب البريطاني جراهام جرين والتي تصور أحداثا من الحرب في الهند الصينية، غير أن كثيرا من السياح يرون أن شبح الاستعمار الفرنسي لفيتنام يعد أحد أهم معالم الجذب الكبرى في المدينة.

 

وأمضى السائحان البريطانيان سيلفيا وبول كوبسيك مؤخرا عطلة نهاية الأسبوع في هذه المدينة، وخططا للقيام بجولة قصيرة سيرا على الأقدام تشمل اثنين من المقاهي التي ترجع إلى فترة الوجود الفرنسي وهما واضحتان في الدليل السياحي الذي بين يديهما باعتبارهما من الأماكن الجيدة لتناول الحلوى والقهوة، ولسوء الحظ أصبح الدليل السياحي المطبوع متقادما منذ عامين ولذلك فإنه في الوقت الذي وصلا فيه إلى مكان المقهى كانت لوحات تغطي الواجهة استعدادا لتحويل المكان إلى شقق فاخرة، وكان أقرب مكان يمكن الاستراحة فيه مقهى يحمل اسما تجاريا دوليا ومع ذلك كان مجهولا لدى الدليل السياحي المطبوع.

 

ويقع المقهيان في شارع لو لوا في وسط المنطقة الأكثر ثراء بالمدينة وهو الحي رقم واحد، وبالقرب منه يقع شارع دونج خوي الذي يصطف على جانبيه الآن متاجر رائعة تعرض الملابس الأنيقة غالية الثمن، والعالم الذي يعرضه الشارع الذي كان يعرف في السابق باسم كاتينات يختلف عن الأيام السابقة حينما كانت تشوبه الأوساخ والذي وصفه بحنان الكاتب البريطاني جراهام جرين في روايته الشهيرة حيث كان الرجال يجلسون على المقاهي المشيدة على طراز الفن الحديث يلعبون النرد بينما تمر الفتيات راكبات الدراجات وهن يرفلن في سراويل حريرية بيضاء.

 

وقد بحث المواطن فام فان هونج الذي يبلغ من العمر 51 عاما عن رزقه كسائق لعربة نقل الركاب يجرها في المنطقة لمدة عشر سنوات بعد أن ترك مهنته كعامل في مصنع للصلب، ويصطحب هونج الزوار الأجانب عبر كاتدرائية نوتردام التي لا تزال تحتفظ باللون القرمزي ومبنى اللجنة الشعبية المشيد منذ أيام فترة الاستعمار الفرنسي والخالي من الزينة ويقع في شارع لي ثانه تون وعبر دار الأوبرا المشيدة على النسق المعماري المعروف باسم الكلاسيكية الجديدة.

 

ويقول وهو يشير هنا وهناك ليوضح أماكن البنايات العالية الجديدة إن وسط المدينة يختلف الآن كلية عما كان الحال عليه منذ عشرة أعوام، ويضيف إنه في غضون عشرين عاما لن يبقى أثر للمباني القديمة التي أصبح يفتقدها إذا سارت عملية هدمها بنفس المعدل، ويشير مع ذلك إلى أن حالة الطرق أصبحت أفضل الآن.

 

ولكن هذا الشعور بالتشاؤم لا ينتاب الجميع، فتعرض شركة هايفيني للسفر جولات وفقا لرغبات الزبائن في جميع أنحاء فيتنام وتشمل جولة معلن عنها على الموقع الإليكتروني للشركة وتتضمن معالم بارزة تفصيلية جاءت في رواية جراهام جرين.

 

ويقول لو ديم هونج مدير المبيعات بالشركة إنك تستطيع رؤية كثير من المباني التاريخية والمعمار الذي يرجع لفترة الاستعمار حول وسط مدينة سايجون الآن، وقد تكون بعض الفيلات الخاصة حول المدينة قد تعرضت للهدم وحل مكانها مبان جديدة ولكني متأكد من أنها ليست أعمال معمارية فريدة من الطراز المعماري الاستعماري.

 

ويبدو أن المعالم البارزة ما زالت في أمان حتى الآن كما يقول إيريك بورديت وهو من سكان سايجون ويدير موقعا إليكترونيا عن سايجون القديمة يضع فيه الناس صورا عن المباني القديمة في المدينة.

 

ويضيف بورديت إن بعض المعالم الرائعة للمدينة مثل مبنى اللجنة الشعبية ودار الأوبرا وسوق بن ثانه من المرجح أن تكون آمنة في الوقت الراهن، وقام بورديت بذكر عدد من المباني التاريخية التي تعرضت للهدم في المنطقة لإفساح الطريق أمام بناء مبان عالية " قبيحة ".

 

ويشارك بورديت في هذا الرأي دونج هونج هاين وهو عضو رابطة المعماريين الذي يقول إن المشكلة تتمثل في أنه ليست هناك لوائح أو سياسات معينة مختصة بالحفاظ على المباني التاريخية.

 

ويضيف إن الحكومة مهتمة بهذه القضية غير أنها تحتاج إلى المساعدة، كما تحتاج الحكومة إلى أشخاص يستطيعون تحديد أي المباني تحتاج إلى الحفاظ عليها ولماذا.

 

وتشير إيلاريا وولكر من شركة " الكوكب الوحيد " للإرشاد السياحي إلى أنه من المستحيل قياس تأثير تغيير الأشكال المعمارية على عدد السياح الذين يزورون فيتنام، وتقول إن ثمة متغيرات كثيرة يمكن أن تؤثر على على إقبال السياح، ومع ذلك تؤكد على ضرورة تحديث كتب الدليل  السياحي لأماكن مثل مدينة هوشي منه بشكل مستمر.

 

ويمسك هذا الدليل السياحي كل من السائحين نيك واتسون وساره هيلاويل اللذين يبلغ عمرهما 22 عاما ثم يراقبان تدفق حركة المرور خارج سوق بن ثانه.

 

وتقول هيلاويل وهي طالبة تدرس التاريخ إنها كنت تتوقع رؤية مدينة حديثة، وعلى الرغم من أنه لأمر مؤسف أن يزيل المسئولون جميع المباني التاريخية ولكنه شيء مثير أيضا أن تكون هناك مباني عالية عصرية بالمدينة.

 

غير أن واتسون يعرب عن موقف أكثر تحفظا ويقول إنه إذا تخلص الفيتناميون من جميع المباني القديمة فمن المرجح ألا يأتي إليهم عدد كبير من السياح، وربما يتوجه السائح إلى بانكوك بدلا من فيتنام في حالة هدم كل المعالم التي تحمل عبق التاريخ.



ماريان براون
الاثنين 2 يوليو 2012