وأوضح الشرع، في المقابلة التي صُوّرت في 21 من أيلول الماضي، أن العلاقات السورية مع روسيا بُنيت على مصالح استراتيجية مستقبلية تشمل مجالات الطاقة والغذاء، لافتًا إلى أن “الاعتماد السوري على الإمدادات الروسية في هذين القطاعين أساسي”.
وتعتمد سوريا بشكل كبير على واردات القمح الروسي، وبالرغم من توقف هذه الإمدادت بعد سقوط النظام السوري، إلا أنها استؤنفت لأول مرة في 26 من نيسان الماضي عندما أرسلت روسيا شحنة 6600 طن من القمح إلى ميناء اللاذقية السوري.
 
 
ونشرت الصحفية في مشروع “SeaKrime ” الذي يتتبع الشحن غير القانوني لروسيا، كاترينا ياريسكو، عبر حسابها في “إكس ” أن روسيا استأنفت شحنات الحبوب إلى سوريا من شبه جزيرة القرم.
وذكرت ياريسكو، في 17 من آب الماضي، أن روسيا نفذت ثلاث شحنات خلال شهر واحد.
وأكد الشرع أن هذه العلاقات “لا تتعارض مع انفتاح سوريا على الغرب أو مع الولايات المتحدة”، مشيرًا إلى تبادل رسائل إيجابية بين دمشق وكل من موسكو وبكين خلال الأشهر الأخيرة.
وأضاف الشرع أن العالم بات ينظر إلى سوريا بوصفها دولة يجب أن تُمنح فرصة للنهوض من جديد، معتبرًا أن استمرار العقوبات “لا يخدم المصالح الإنسانية ولا المصالح الاقتصادية للدول التي تفرضها”.
وفيما يتعلق بالقواعد العسكرية الروسية في سوريا، أوضح الشرع أن هناك تفاهمات قائمة بين البلدين لتقليل التوتر والخسائر في العلاقة، مبينًا أن الدور الذي تلعبه القاعدة الروسية “لم يعد كما كان في عهد النظام السابق”، وأن الملف عُلّق حاليًا إلى حين الانتهاء من مفاوضات لم تُحسم بعد، لأنها “ليست أولوية ضمن عملية إعادة الإعمار السورية”.
وعن وجود القوات الأجنبية في سوريا، شدد الشرع على أن “من الأفضل أن يغادر الجميع الأراضي السورية، ليتمكن الجيش السوري من إعادة بناء نفسه وحماية الأراضي والمصالح الوطنية”.
لكنه أضاف أنه “في حال تعذر ذلك في الوقت الحالي، فإن أي وجود أجنبي يجب أن يكون قانونيًا، بموجب اتفاق واضح وموقع مع الدولة السورية، وأن تكون مهام هذه القوات محددة وشرعية من دمشق نفسها”.
ودعا الشرع إلى إضفاء الطابع القانوني على أي وجود عسكري أجنبي عبر اتفاقات تُعرض على الأمم المتحدة ومجلس الأمن، لتكون مرجعًا قانونيًا في حال وقوع أي خلاف مستقبلي، معتبرًا أن “التواجد العسكري دون وثيقة قانونية أو اتفاق رسمي لا يتماشى مع الأعراف الدولية”.
وأكد الرئيس السوري أن ملف “قسد” يجب أن يُحل أولًا قبل البحث في أسباب أو مبررات بقاء أي قوات أجنبية في سوريا، موضحًا أن “تقييم الحاجة إلى هذا التواجد لا يمكن أن يتم قبل معالجة القضية الداخلية الأهم”.

الشرع في روسيا

واستقبل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في العاصمة الروسية موسكو، الرئيس السوري أحمد الشرع، اليوم الأربعاء 15 تشرين الأول.
وقال الرئيس الشرع خلال اجتماعه مع نظيره بوتين في الكرملين، إن سوريا الجديدة تعيد ربط العلاقات الاستراتيجية والسياسية مع الدول كافة، وعلى رأسها روسيا.
وأكد أن جزءًا من الغذاء السوري معتمد على الإنتاج الروسي، بالإضافة إلى أن الكثير من محطات الطاقة تعتمد على خبرات موسكو، حسبما نقلت وكالة “سبوتنيك ” الروسية.
وشدد الشرع على أن “روسيا وسوريا تربطهما جسور تعاون جادة، بما في ذلك التعاون الاقتصادي”.
وأضاف الشرع أن “سوريا تحترم كلما مضى من اتفاقيات ومن هذا التاريخ العظيم، وتحاول أن تعيد وتعرف بشكل جديد طبيعة هذه العلاقات، بأن يكون هناك استقلال للحالة والسيادة السورية وسلامة ووحدة أراضيها، والاستقرار الأمني المرتبط بالسلام والأمن الإقليمي والعالمي”.
بينما أكد الرئيس الروسي بوتين أن أن علاقات روسيا مع سوريا استرشدت دائمًا بمصالح الشعب السوري.
“لم تكن لدينا في روسيا أي علاقات مع سوريا مرتبطة بظروفنا السياسية أو مصالحنا الخاصة، على مدى هذه العقود، كان هدفنا دائمًا هو مصلحة الشعب السوري، بحسب تعبير بوتين.

تسليم بشار الأسد

نقلت وكالة “رويترز ” عن مصدر رسمي سوري وصفته بـ”المطلع” الثلاثاء، أن الرئيس الشرع، سيزور العاصمة الروسية موسكو.
وذكرت الوكالة أن الشرع سيطلب رسميًا تسليم رئيس النظام السوري المخلوع، بشار الأسد، اللاجئ في موسكو، لمحاكمته بتهم تتعلق بارتكاب جرائم بحق السوريين.
كما سيجري الرئيس السوري مباحثات حول وجود القاعدتين الروسيتين في سوريا (الجوية في حميميم باللاذقية، والبحرية في طرطوس)، بحسب “رويترز”.
وتأتي الزيارة بالرغم من تأجيل القمة العربية- الروسية، التي كان من المفترض أن تقام اليوم الأربعاء، إلا أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أجّل انعقادها لوقت لم يحدده، بسبب الأوضاع في غزة، واجتماع بعض الزعماء في مدينة شرم الشيخ المصرية.