
قصص وشهادات المسعفين المصريين التي رواها بعضهم لوكالة الأنباء الألمانية (د .ب. أ ) تكشفت عن الكثير من تفاصيل معاناتهم اليومية والمخاطر التي يواجهونها والتي وصلت في وقت من الأوقات خلال بعض الاحتجاجات إلى اختطافهم وسياراتهم من قبل متظاهرين تحت تهديد السلاح من أجل إسعاف بعض زملائهم وسط الاشتباكات .
" كنت أجلس بسيارة الإسعاف عند مدخل شارع محمد محمود من ناحية ميدان التحرير خلال الاشتباكات التي تم فيها إحراق مبنى وزارة الداخلية ، وفجأة وجدت عددا من المتظاهرين يقتحمون السيارة حاملين أسلحة بيضاء عديدة منها مطاوي وسكاكين كبيرة وقاموا باختطافي وسيارة الإسعاف متوجهين إلى قلب الاشتباكات أمام وزارة الداخلية " ، كانت هذه كلمات المسعف شريف كامل / 25 سنة / في شهادته لوكالة الأنباء الألمانية ( د. ب. أ ) حول المخاطر التي يواجهها المسعفون خلال عملهم وسط الاشتباكات ، ويكمل قصة اختطافه قائلا : " حاولت تهدئة المتظاهرين لأنني أقدر انفعالهم بسبب إصابة زملائهم ، وقلت لهم أن عملي أن أنقذ المصابين وسوف أعالج زملائهم ولا حاجة إلى تهديدي بالأسلحة ، لكني فهمت منهم أن الأمر يتجاوز نقل زملائهم المصابين ، فقد قامت قوات الأمن في وزارة الداخلية باعتقال زملائهم وهم مصابون وكانت المهمة المطلوبة هي اختراق الحواجز وصولا إلى مقر الوزارة لتحرير زملائهم من قبضة رجال الأمن حيث سيتم السماح لسيارة الإسعاف بالمرور وسط الاشتباكات ، وبالفعل استطعت المرور إلى مقر الوزارة التي كان بابها الرئيسي يحترق وكان معي عدد من المتظاهرين الذين اختطفوني نائمين في سيارة الإسعاف بالخلف وقمنا بنقل زملائهم المقبوض عليهم وتوجهنا لميدان التحرير حيث قمت بإسعافهم " .
ويقول كامل الذي تتمركز سيارته أغلب الوقت بميدان سيمون بوليفار القريب من ميدان التحرير : " تعرضت كثيرا لحوادث مماثلة لكني أقدر دائما غضب المتظاهرين وانفعالهم ، ولدينا الكثير من المشكلات خلال أداء عملنا منها أننا كمسعفين نتعرض للإصابة مثل المتظاهرين ، فكثير منا يتعرض مثلا للإغماء من تأثير القنابل المسيلة للدموع وأحيانا ننقل زملائنا المغمى عليهم مع المصابين من المتظاهرين ، وليس لدينا كمامات للغاز سوى الكمامات القماشية التافهة وهي نفس الكمامة التي تباع وسط المظاهرات بخمسين قرشا " . ويضيف " كل منا يعمل ثلاثة أيام متواصلة في الأسبوع لمدة 24 ساعة يوميا وفي ساعات الليل المتأخرة لا نجد مكانا نغتسل فيه أو نقضي فيه حاجتنا ، لكن أكثر المشكلات إزعاجا خلال الاشتباكات هي الفوضى حيث يكون أمامك كمسعف عدد كبير من المصابين ذوي الحالات الخطيرة ويحتاجون للنقل إلى المستشفى فلا تعرف ماذا تفعل " .
ويرى المسعف جابر عبده / 26سنة / أن ما يحدث للمسعفين من اعتداءات خلال نقلهم المصابين في الاشتباكات قد يكون في جانب منه أمر مفهوم بسبب إنفعالات المتظاهرين وخوفهم على زملائهم المصابين ، لكنه أيضا يعكس ثقافة اجتماعية تنطوي على العداء للسلطة تتجسد في صب المواطنين لغضبهم تجاه كل من يمثل السلطة ، ويقول " بعيدا عن المظاهرات فنحن أيضا نتعرض للاعتداء والسباب من مواطنين عاديين في أوقات كثيرة خاصة من سكان المناطق الشعبية الذين يبدوا أنهم يصبون غضبهم على السلطة في صورة عداء لنا يصل في أحيان كثيرة إلى الاعتداء علينا وتكسير سياراتنا ، ويكون السبب عادة تأخر سيارة الإسعاف رغم أن هذا يكون بسبب الزحام المروري وليس لنا ذنب فيه ، لكن بعد الثورة لمسنا بعض التغير النسبي في تعامل الناس معنا " . ويضيف " في المظاهرات نتعامل مع المتظاهرين كمصابين ولا نفرق بينهم تبعا للانتماءات السياسية ونقدر انفعال المتظاهرين ونحاول تهدئتهم فيستجيب كثير منهم ويتعاونون معنا لكن بعضهم لا يقدر الموقف تماما ، وقد كنا نتعرض في الأيام الأولى للثورة لتفتيش كامل لسياراتنا من اللجان الشعبية مما كان يعوقنا عن تأدية عملنا " .
ويقول سائق سيارة الإسعاف محمد سيد / 27 سنة / أن الأيام الأولى للثورة كانت الأصعب بالنسبة له وزملائه حيث كانت الإصابات كثيرة وأكبر من عدد المسعفين الموجودين ، إضافة إلى صعوبة وصول سيارات الإسعاف إلى المصابين وسط الاشتباكات ، ويضيف " عندما كنت أتمكن من الوصول بسيارة الإسعاف إلى محيط الاشتباكات كنا نجد عشرات المصابين فلا يعرف زملائي المسعفين من ينقلون ، ونفاجأ أحيانا أن المتظاهرين يحملون المصابين ويدخلونهم للسيارة بأعداد كبيرة فلا نعرف ماذا نفعل ، وفي أحيان كثيرة كانت المستشفيات ترفض استقبال المصابين الذين نحملهم لأن الأعداد كبيرة ، وفي أحيان أخرى يموت المصاب داخل سيارة الإسعاف فنضطر إلى التوجه به إلى المشرحة وتحرير محضر بالحالة " .
ويرى سيد أن طريقة تعامل الناس مع سيارة الإسعاف تحتاج إلى إعادة نظر عن طريق نشر الوعي بين المواطنين كي يقوموا بدورهم في دعمنا وتسهيل مرورنا ، ويضيف " سعادتنا كمواطنين مصريين بالثورة تحولت إلى كابوس نعيشه يوميا بسبب الدماء التي كنا نراها ، فما زالت صور الشهداء والمصابين تترائ لنا طوال الوقت ، لكن الأمور الآن أكثر هدوءابكثير " .
" كنت أجلس بسيارة الإسعاف عند مدخل شارع محمد محمود من ناحية ميدان التحرير خلال الاشتباكات التي تم فيها إحراق مبنى وزارة الداخلية ، وفجأة وجدت عددا من المتظاهرين يقتحمون السيارة حاملين أسلحة بيضاء عديدة منها مطاوي وسكاكين كبيرة وقاموا باختطافي وسيارة الإسعاف متوجهين إلى قلب الاشتباكات أمام وزارة الداخلية " ، كانت هذه كلمات المسعف شريف كامل / 25 سنة / في شهادته لوكالة الأنباء الألمانية ( د. ب. أ ) حول المخاطر التي يواجهها المسعفون خلال عملهم وسط الاشتباكات ، ويكمل قصة اختطافه قائلا : " حاولت تهدئة المتظاهرين لأنني أقدر انفعالهم بسبب إصابة زملائهم ، وقلت لهم أن عملي أن أنقذ المصابين وسوف أعالج زملائهم ولا حاجة إلى تهديدي بالأسلحة ، لكني فهمت منهم أن الأمر يتجاوز نقل زملائهم المصابين ، فقد قامت قوات الأمن في وزارة الداخلية باعتقال زملائهم وهم مصابون وكانت المهمة المطلوبة هي اختراق الحواجز وصولا إلى مقر الوزارة لتحرير زملائهم من قبضة رجال الأمن حيث سيتم السماح لسيارة الإسعاف بالمرور وسط الاشتباكات ، وبالفعل استطعت المرور إلى مقر الوزارة التي كان بابها الرئيسي يحترق وكان معي عدد من المتظاهرين الذين اختطفوني نائمين في سيارة الإسعاف بالخلف وقمنا بنقل زملائهم المقبوض عليهم وتوجهنا لميدان التحرير حيث قمت بإسعافهم " .
ويقول كامل الذي تتمركز سيارته أغلب الوقت بميدان سيمون بوليفار القريب من ميدان التحرير : " تعرضت كثيرا لحوادث مماثلة لكني أقدر دائما غضب المتظاهرين وانفعالهم ، ولدينا الكثير من المشكلات خلال أداء عملنا منها أننا كمسعفين نتعرض للإصابة مثل المتظاهرين ، فكثير منا يتعرض مثلا للإغماء من تأثير القنابل المسيلة للدموع وأحيانا ننقل زملائنا المغمى عليهم مع المصابين من المتظاهرين ، وليس لدينا كمامات للغاز سوى الكمامات القماشية التافهة وهي نفس الكمامة التي تباع وسط المظاهرات بخمسين قرشا " . ويضيف " كل منا يعمل ثلاثة أيام متواصلة في الأسبوع لمدة 24 ساعة يوميا وفي ساعات الليل المتأخرة لا نجد مكانا نغتسل فيه أو نقضي فيه حاجتنا ، لكن أكثر المشكلات إزعاجا خلال الاشتباكات هي الفوضى حيث يكون أمامك كمسعف عدد كبير من المصابين ذوي الحالات الخطيرة ويحتاجون للنقل إلى المستشفى فلا تعرف ماذا تفعل " .
ويرى المسعف جابر عبده / 26سنة / أن ما يحدث للمسعفين من اعتداءات خلال نقلهم المصابين في الاشتباكات قد يكون في جانب منه أمر مفهوم بسبب إنفعالات المتظاهرين وخوفهم على زملائهم المصابين ، لكنه أيضا يعكس ثقافة اجتماعية تنطوي على العداء للسلطة تتجسد في صب المواطنين لغضبهم تجاه كل من يمثل السلطة ، ويقول " بعيدا عن المظاهرات فنحن أيضا نتعرض للاعتداء والسباب من مواطنين عاديين في أوقات كثيرة خاصة من سكان المناطق الشعبية الذين يبدوا أنهم يصبون غضبهم على السلطة في صورة عداء لنا يصل في أحيان كثيرة إلى الاعتداء علينا وتكسير سياراتنا ، ويكون السبب عادة تأخر سيارة الإسعاف رغم أن هذا يكون بسبب الزحام المروري وليس لنا ذنب فيه ، لكن بعد الثورة لمسنا بعض التغير النسبي في تعامل الناس معنا " . ويضيف " في المظاهرات نتعامل مع المتظاهرين كمصابين ولا نفرق بينهم تبعا للانتماءات السياسية ونقدر انفعال المتظاهرين ونحاول تهدئتهم فيستجيب كثير منهم ويتعاونون معنا لكن بعضهم لا يقدر الموقف تماما ، وقد كنا نتعرض في الأيام الأولى للثورة لتفتيش كامل لسياراتنا من اللجان الشعبية مما كان يعوقنا عن تأدية عملنا " .
ويقول سائق سيارة الإسعاف محمد سيد / 27 سنة / أن الأيام الأولى للثورة كانت الأصعب بالنسبة له وزملائه حيث كانت الإصابات كثيرة وأكبر من عدد المسعفين الموجودين ، إضافة إلى صعوبة وصول سيارات الإسعاف إلى المصابين وسط الاشتباكات ، ويضيف " عندما كنت أتمكن من الوصول بسيارة الإسعاف إلى محيط الاشتباكات كنا نجد عشرات المصابين فلا يعرف زملائي المسعفين من ينقلون ، ونفاجأ أحيانا أن المتظاهرين يحملون المصابين ويدخلونهم للسيارة بأعداد كبيرة فلا نعرف ماذا نفعل ، وفي أحيان كثيرة كانت المستشفيات ترفض استقبال المصابين الذين نحملهم لأن الأعداد كبيرة ، وفي أحيان أخرى يموت المصاب داخل سيارة الإسعاف فنضطر إلى التوجه به إلى المشرحة وتحرير محضر بالحالة " .
ويرى سيد أن طريقة تعامل الناس مع سيارة الإسعاف تحتاج إلى إعادة نظر عن طريق نشر الوعي بين المواطنين كي يقوموا بدورهم في دعمنا وتسهيل مرورنا ، ويضيف " سعادتنا كمواطنين مصريين بالثورة تحولت إلى كابوس نعيشه يوميا بسبب الدماء التي كنا نراها ، فما زالت صور الشهداء والمصابين تترائ لنا طوال الوقت ، لكن الأمور الآن أكثر هدوءابكثير " .