نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


النقاب في مصر ساتر للبنات ومانع للتحرش ؟ أم ارتداد إلى الدين في بلد تطحنه الأزمات




القاهرة - فادي عاكوم - تحولت قضية النقاب في مصر الى كرة ثلج كبيرة تتدحرج من اعلى الجبل لا يوقفها شيئ، ويبدو ان معالجتها باتت صعبة جدا بعد انتشار النقاب في المجتمع المصري بشكل لا سابق له، وانتقلت المعركة حاليا بين المنقبات والجامعات الى اروقة المحاكم وفتاوي الازهر مما سبب جدل داخلي جدي قلما شهدته مصر مؤخرا


منقبات في الجامعات المصرية
منقبات في الجامعات المصرية
وقبل التطرق الى اخر التفاصيل والاحداث الجارية على الارض لا بد من الاشارة الى ان صعوبة قضية النقاب تعود الى تحولها لمسالة تخص المجتمع المصري ونسيجه المتحول الى الاسلام منذ فترة ليست قصيرة

فقد كان النقاب من قبل مقتصرا على فئات ومجموعات معينة تابعة للجماعات الاسلامية التي كانت غير منتشرة نسبيا، لكن بعد المد الاسلامي الاخير ورداءة الاوضاع الاقتصادية دفعت الكثير من المصريين الى الالتحاق بموجة الارتداد الى الدين كملجاء نفسي ويؤكد احد علماء النفس للهدهد هذا الامر

ويقول ان الارتداد الى الدين في ظل الازمات المالية والاجتماعية والسياسية امر طبيعي عند الانسان لانه يشعره بنوع من الراحة النفسية التي تساعده على تجاوز المرحلة، ويقول ان مسالة النقاب في مصر عرفت هذا الحجم بسبب العدد السكاني للمصريين وانتشار الفقر والتمدد الافقي للجماعات الاسلامية وعلى راسها الاخوان المسلمون والتيارات السلفية الاخرى.

كما ان النقاب ليس بجديد على المجتمع المصري فقد عرفه في القرون الماضية بالاضافة الى البرقع وكان موجودا بكثافة اثناء فترة الملكية والانتداب الانجليزي ثم انحسرت موجته خلال اواخر الستينات والسبعينات ليعود الى الظهور بقوة منذ منتصف الثمانينات وصولا الى الان بحيث بات منعه ووقفه شبه مستحيل، كما يستند المدافعون عن النقاب بقضية التحرش التحرش الجنسي التي اصبحت ظاهرة هي الاخرى في الشوارع المصرية واعتبار النقاب سترا للبنات وحاجزا لمنع التحرش.

وفي الايام الماضية استمرت ازمة منع دخول المنقبات الى قاعات الامتحانات في الجامعات المصرية بعد قرار وزارة التعليم العالي بضرورة حصول الطالبة على حكم قضائي شخصى للسماح لها بدخول الامتحانات، مع شهود حالات طرد للعديد من الطالبات بسبب الاصرار على ارتداء النقاب وعدم انصياعهن التوقع على تنازلات عن دخول الامتحانات، كما شهدت اقسام الشرطة تقدم العديدات بشكاوي ضد مديري الجامعات الذين رفضوا الاحكام القضائية ومنعوا الطالبات من الامتحانات.

وتقول الطالبة داليا عبد ربه المنتسبة الى كلية الاداب انها حصلت على حكم المحكمة لتسطيع الدخول الى الامتحانات علما انها حاولت من قبل ان تحتال على مسالة النقاب بالكمامة الطبية لكن لم تفلح محاولتها، بينما تؤكد ان الكثير من زميلاتها رفضن التوجه الى المحاكم مما اضاع عليهم التقدم للامتحانات وبالتالي بتن في خطر ضياع السنة الدراسية.

كما واجه قرار شيخ الازهر حول النقاب جدلا هو الاخر، فبينما تم التاكيد اكثر من مرة ان الشيخ طنطاوي "لم يصدر قرار بمنع النقاب بشكل مطلق وانما منعه في الفصول التي تدرس فيها فتيات فقط ويقوم بالتدريس فيها معلمات نساء فقط"، قررت محكمة القضاء الاداري وقف تنفيذ قرار المجلس الاعلى للازهر بمنع ارتداء النقاب في المدارس التابعة للازهر، وكان المجلس الاعلي للازهر قرر مطلع تشرين الاول/اكتوبر الماضي منع ارتداء الطالبات والمعلمات للنقاب داخل الفصول الخاصة بالبنات التي يقوم بالتدريس فيها سيدات في كل المدارس الابتدائية والاعدادية التابعة للازهر

فادي عاكوم
الاربعاء 27 يناير 2010