
امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه
فيما قالت الصحافة الدولية ان الوفد الفلسطيني في مجلس حقوق الانسان رضخ امام ضغوط واشنطن وقبل تأجيل بحث التقرير، اعربت الجامعة العربية عن "اسفها الشديد" لهذا الارجاء. وفي بيان اصدرته السبت، انتقدت الجامعة العربية ضمنيا السلطة الفلسطينية التي يترأسها محمود عباس مؤكدة انه "لم يكن هناك تشاور مسبق" معها قبل الموافقة على تأجيل بحث تقرير غولدستون.
وردا على اسئلة الصحافيين، قال الامين العام للجامعة العربية السبت "كلنا منزعجون" من ارجاء بحث التقرير. وكان مجلس حقوق الانسان قرر خلال اجتماعه في جنيف الجمعة تأجيل التصويت على قرار بشأن تقرير لجنة تقضي الحقائق التي ترأسها القاضي الجنوب افريقي ريتشارد غولدستون الى دورته المقبلة في اذار/مارس 2010.
واوصى غولدستون في هذا التقرير بتقديم طلب الى مجلس الامن باحالة الملف الى المحكمة الجنائية الدولية اذا لم يحدث اي تقدم في غضون ستة اشهر في التحقيقات التي تجريها السلطات الاسرائيلية والسلطات الفلسطينية في قطاع غزة. واعربت منظمة العفو الدولية كذلك عن اسفها لتأجيل بحث التقرير وطالبت "الامين العام للامم المتحدة (بان كي مون) باحالة التقرير على الفور الى مجلس الامن". ويقول ديبلوماسيون من الجامعة العربية في احاديثهم الخاصة ان "الفلسطينيين قدموا تنازلا مجانيا ولم يحصلوا على شيء في المقابل".
ويضيف احد هؤلاء الديبلوماسيين ان "الفلسطينيين يقولون انهم وافقوا على الارجاء من اجل الحصول على مزيد من الدعم الدولي فلماذا لم يطلبوا عقد دورة خاصة لمجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان بعد شهر او شهرين". ويتابع "لقد كان بيدهم ورقة هامة للضغط على اسرائيل ولم يحسنوا استغلالها".
وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتاياهو هدد الخميس الماضي بان "تبني تقرير غولدستون (في مجلس حقوق الانسان) من شأنه توجيه ضربة قاتلة لعملية السلام". ورحبت واشنطن بقرار التأجيل فور صدوره. وداخل السلطة الفلسطينية نفسها بل وحركة فتح التي يتراسها كذلك عباس اثار قبول الوفد الفلسطيني ارجاء بحث التقرير استياء واضحا. وقدم السبت وزير الاقتصاد الفلسطيني باسم خوري (مستقل) استقالته من حكومة سلام فياض "احتجاجا" على موقف السلطة في مجلس حقوق الانسان. وقال المسؤول في حركة فتح محمد دحلان لوكالة فرانس برس ان الجنة المركزية للحركة عقدت اجتماعا السبت واكدت "معارضتها التامة" لتأجيل بحث تقرير غولدستون.
وازاء هذه الضغوط الداخلية، قرر الرئيس الفلسطيني الاحد "تشكيل لجنة تحقيق وطنية لبحث ملابسات وظروف تأجيل بحث تقرير غولدستون". ونقلت وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية وفا عن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه ان عباس امهل هذه اللجنة اسبوعين لتقديم تقرير بهذا الشأن الى اللجنة التنمفيذية.
وزير الخارجية السوري وليد المعلم في اسطنبول في 17 ايلول/سبتمبر 2009
في دمشق قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية في بيان "فوجئت سوريا بطلب السلطة الوطنية الفلسطينية تأجيل اتخاذ اجراء فى مجلس حقوق الانسان فى جنيف بصدد تقرير اللجنة الدولية لتقصي الحقائق في غزة برئاسة القاضي غولدستون". واضاف المصدر ان "سوريا تستغرب قيام السلطة الفلسطينية بمثل هذا العمل الذي عطل جهودا عربية واسلامية ودولية تضافرت من اجل اتخاذ الاجراء اللازم لتنفيذ توصيات هذا التقرير".
واشار المصدر الى ان هذا الطلب جاء في حين "وصف التقرير الجرائم التى ارتكبتها اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في غزة بانها جرائم حرب ترقى الى جرائم ضد الانسانية تستوجب ملاحقة مرتكبيهاامام المحكمة الجنائية الدولية".
وفي لبنان، اعتبر حزب الله اللبناني في بيان اصدره الاحد ان تاجيل البت في التقرير "جاء تلبية لطلب اميركي وبتواطوء بعض العرب" واعتبره "انتهاكا فاضحا للقيم الانسانية والقوانين الدولية". وفي غزة اعتبر رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة اسماعيل هنية الاحد ان ارجاء البحث في تقرير غولدستون "شجع" اسرائيل على اقتحام المسجد الاقصى.
وقال هنية في كلمة مقتضبة في مكتبه اثناء استقباله الاسيرة روضة حبيب التي افرجت عنها اسرائيل "ان القرار الذي اتخذ في رام الله بسحب تقرير غولدستون ان هذا القرار الطائش واللامسؤول والذي يفتقر الى ادنى المسؤولية ويتاجر بدماء الاطفال في غزة شجع الاسرائيليين على اقتحام الاقصى وارتكاب جرائمهم".
وكانت الشرطة الاسرائيلية حاصرت الاحد باحة المسجد الاقصى في القدس وفرقت نحو 150 مصليا بعد اسبوع من صدامات في المكان نفسه بين شبان فلسطينيين وقوات الامن، بحسب ما افاد متحدث. كما انتقد احد مسؤولي حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في لبنان، رافت مرة، "تواطؤ السلطة الفلسطينية" في تاجيل تبني التقرير.
وفي تجمع شعبي نظمته حماس في مدينة صيدا، كبرى مدن جنوب لبنان، اكد مرة "ان كل من يقف اليوم لطمس التقرير هو مشارك في الجريمة ضد شعبنا". غير ان ديبلوماسيا رفيعا من احدى الدول العربية المنتمية لمعسكر الاعتدال قال لوكالة فرانس برس "ليس صحيحا انه كانت هناك ضغوط اميركية فقط، اوروبا كانت مع التأجيل والصين وروسيا وبعض دول المنطقة كذلك". وتابع "العديد من الدول لديها مشكلات تتعلق بحقوق الانسان ولا تريد ان تجعل من هذا سابقة تحتذى في المستقبل ولا ترغب في ان تخول مجلس حقوق الانسان الحق في احالة انتهاكات الى المحكمة الجنائية الدولية".
غير ان الخبير في شؤون الصراع العربي-الاسرائيلي في مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية عماد جاد يرى ان "السلطة الفلسطينية رضخت اساسا للضعوط الاميركية لانها تراهن كثيرا على ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما وتأمل في ان تساندها في تحقيق تسوية مقبولة" للنزاع مع اسرائيل.
وردا على اسئلة الصحافيين، قال الامين العام للجامعة العربية السبت "كلنا منزعجون" من ارجاء بحث التقرير. وكان مجلس حقوق الانسان قرر خلال اجتماعه في جنيف الجمعة تأجيل التصويت على قرار بشأن تقرير لجنة تقضي الحقائق التي ترأسها القاضي الجنوب افريقي ريتشارد غولدستون الى دورته المقبلة في اذار/مارس 2010.
واوصى غولدستون في هذا التقرير بتقديم طلب الى مجلس الامن باحالة الملف الى المحكمة الجنائية الدولية اذا لم يحدث اي تقدم في غضون ستة اشهر في التحقيقات التي تجريها السلطات الاسرائيلية والسلطات الفلسطينية في قطاع غزة. واعربت منظمة العفو الدولية كذلك عن اسفها لتأجيل بحث التقرير وطالبت "الامين العام للامم المتحدة (بان كي مون) باحالة التقرير على الفور الى مجلس الامن". ويقول ديبلوماسيون من الجامعة العربية في احاديثهم الخاصة ان "الفلسطينيين قدموا تنازلا مجانيا ولم يحصلوا على شيء في المقابل".
ويضيف احد هؤلاء الديبلوماسيين ان "الفلسطينيين يقولون انهم وافقوا على الارجاء من اجل الحصول على مزيد من الدعم الدولي فلماذا لم يطلبوا عقد دورة خاصة لمجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان بعد شهر او شهرين". ويتابع "لقد كان بيدهم ورقة هامة للضغط على اسرائيل ولم يحسنوا استغلالها".
وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتاياهو هدد الخميس الماضي بان "تبني تقرير غولدستون (في مجلس حقوق الانسان) من شأنه توجيه ضربة قاتلة لعملية السلام". ورحبت واشنطن بقرار التأجيل فور صدوره. وداخل السلطة الفلسطينية نفسها بل وحركة فتح التي يتراسها كذلك عباس اثار قبول الوفد الفلسطيني ارجاء بحث التقرير استياء واضحا. وقدم السبت وزير الاقتصاد الفلسطيني باسم خوري (مستقل) استقالته من حكومة سلام فياض "احتجاجا" على موقف السلطة في مجلس حقوق الانسان. وقال المسؤول في حركة فتح محمد دحلان لوكالة فرانس برس ان الجنة المركزية للحركة عقدت اجتماعا السبت واكدت "معارضتها التامة" لتأجيل بحث تقرير غولدستون.
وازاء هذه الضغوط الداخلية، قرر الرئيس الفلسطيني الاحد "تشكيل لجنة تحقيق وطنية لبحث ملابسات وظروف تأجيل بحث تقرير غولدستون". ونقلت وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية وفا عن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه ان عباس امهل هذه اللجنة اسبوعين لتقديم تقرير بهذا الشأن الى اللجنة التنمفيذية.
وزير الخارجية السوري وليد المعلم في اسطنبول في 17 ايلول/سبتمبر 2009
في دمشق قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية في بيان "فوجئت سوريا بطلب السلطة الوطنية الفلسطينية تأجيل اتخاذ اجراء فى مجلس حقوق الانسان فى جنيف بصدد تقرير اللجنة الدولية لتقصي الحقائق في غزة برئاسة القاضي غولدستون". واضاف المصدر ان "سوريا تستغرب قيام السلطة الفلسطينية بمثل هذا العمل الذي عطل جهودا عربية واسلامية ودولية تضافرت من اجل اتخاذ الاجراء اللازم لتنفيذ توصيات هذا التقرير".
واشار المصدر الى ان هذا الطلب جاء في حين "وصف التقرير الجرائم التى ارتكبتها اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في غزة بانها جرائم حرب ترقى الى جرائم ضد الانسانية تستوجب ملاحقة مرتكبيهاامام المحكمة الجنائية الدولية".
وفي لبنان، اعتبر حزب الله اللبناني في بيان اصدره الاحد ان تاجيل البت في التقرير "جاء تلبية لطلب اميركي وبتواطوء بعض العرب" واعتبره "انتهاكا فاضحا للقيم الانسانية والقوانين الدولية". وفي غزة اعتبر رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة اسماعيل هنية الاحد ان ارجاء البحث في تقرير غولدستون "شجع" اسرائيل على اقتحام المسجد الاقصى.
وقال هنية في كلمة مقتضبة في مكتبه اثناء استقباله الاسيرة روضة حبيب التي افرجت عنها اسرائيل "ان القرار الذي اتخذ في رام الله بسحب تقرير غولدستون ان هذا القرار الطائش واللامسؤول والذي يفتقر الى ادنى المسؤولية ويتاجر بدماء الاطفال في غزة شجع الاسرائيليين على اقتحام الاقصى وارتكاب جرائمهم".
وكانت الشرطة الاسرائيلية حاصرت الاحد باحة المسجد الاقصى في القدس وفرقت نحو 150 مصليا بعد اسبوع من صدامات في المكان نفسه بين شبان فلسطينيين وقوات الامن، بحسب ما افاد متحدث. كما انتقد احد مسؤولي حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في لبنان، رافت مرة، "تواطؤ السلطة الفلسطينية" في تاجيل تبني التقرير.
وفي تجمع شعبي نظمته حماس في مدينة صيدا، كبرى مدن جنوب لبنان، اكد مرة "ان كل من يقف اليوم لطمس التقرير هو مشارك في الجريمة ضد شعبنا". غير ان ديبلوماسيا رفيعا من احدى الدول العربية المنتمية لمعسكر الاعتدال قال لوكالة فرانس برس "ليس صحيحا انه كانت هناك ضغوط اميركية فقط، اوروبا كانت مع التأجيل والصين وروسيا وبعض دول المنطقة كذلك". وتابع "العديد من الدول لديها مشكلات تتعلق بحقوق الانسان ولا تريد ان تجعل من هذا سابقة تحتذى في المستقبل ولا ترغب في ان تخول مجلس حقوق الانسان الحق في احالة انتهاكات الى المحكمة الجنائية الدولية".
غير ان الخبير في شؤون الصراع العربي-الاسرائيلي في مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية عماد جاد يرى ان "السلطة الفلسطينية رضخت اساسا للضعوط الاميركية لانها تراهن كثيرا على ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما وتأمل في ان تساندها في تحقيق تسوية مقبولة" للنزاع مع اسرائيل.