نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


انسحاب القوات الاميركية ترك الأزمة السياسية والعنف والتشدد وقضايا كثيرة دون حل في العراق




واشنطن - لاكلان كارمايكل - بغداد - ارثر ماكميلان - يمكن للقوات المقاتلة الاميركية التي تنسحب من العراق ان تفاخر بانها اطاحت بدكتاتور دموي لكنها تترك وراءها عدة مسائل بدون حل في مجال الاستقرار السياسي، من الارهاب الى الديموقراطية وصولا الى التعايش مع ايران المجاورة.
وبعد اكثر من سبع سنوات على اجتياح العراق في ظل حكم صدام حسين وفيما تستعد واشنطن لاعلان انتهاء مهمتها القتالية رسميا، يرى الخبراء انه من الصعب الحديث عن نتائج حاسمة بين الربح والخسارة في هذا البلد.


 انسحاب القوات الاميركية ترك الأزمة السياسية والعنف والتشدد وقضايا كثيرة دون حل في العراق
ويقول ستيفن بيدل الخبير في مركز الابحاث "مجلس العلاقات الخارجية" لوكالة فرانس برس ان "ابرز نقطة يجب التشديد عليها هي ان الامر اكثر تعقيدا مما يبدو عليه".
واضاف ان سقوط صدام حسين الذي حوكم بعد ذلك واعدم "هو احدى النتائج الاكثر وضوحا للحرب لكن معظم النتائج الاخرى يلفها غموض شديد" وابرزها على سبيل المثال مسالة اسلحة الدمار الشامل التي كان وجودها الذريعة الاهم لدى الرئيس الاميركي السابق جورج بوش لتبرير اجتياح العراق.

ورغم انه لم يتم العثور ابدا على هذه الاسلحة في نهاية المطاف، يعبر بيدل عن اعتقاده بان الاجتياح لم يكن يستحق عناء الكلفة الرهيبة التي خلفها، ويدعو الناس الى تصور ما كان سيكون عليه الخليج لو ان الاجتياح لم يحصل.
ويقول الخبير ان صدام حسين كان ليجد طريقة لتجنب الانصياع لالتزاماته مستفيدا من تلاشي نظام العقوبات الدولية وكان ليعيد تشكيل برنامجها النووي ما كان ليتسبب بسباق تسلح مع ايران.

وفي الوقت نفسه فان ضعف العراق بعد سقوط نظام صدام حسين السني ازال عقبة امام ايران الشيعية واعطى دفعا للشيعة في هذا البلد ذات الغالبية السنية.
واقرت مارينا اوتاواي من معهد كارنيغي بان دول الخليج العربية تتخوف "من سلطة شيعية واحتمال حصول تصادم بين شيعة ايران وشيعة العراق".
لكنها كتبت على موقع مركز الابحاث هذا ان "بعض المخاوف مبالغ فيها لان العراقيين عرب والايرانيين ليسوا كذلك. الى ذلك يواجه الايرانيو صعوبة في محاولة الحصول على ما يريدونه من العراق".

من جهته يرى مايكل اوهانلون من معهد بروكينغز ان احدى نتائج الاجتياح ان دول الخليج العربية اصبحت تعتبر الجمهورية الاسلامية التهديد الابرز في المنطقة وهو ما يخدم مصلحة واشنطن.
ولفت هذا الخبير الى ان "ذلك يبسط بشكل ما ادارتنا للتحالفات. وعمليا كل الدول العربية تريد اتفاقا عسكريا معنا".
وعلى غرار بيدل، يرى مايكل اوهانلون انه من الصعب القول ما اذا كان اجتياح العراق انتهى بحصيلة سلبية كليا بالنسبة للولايات المتحدة في حربها على القاعدة.

وقال بيدل ان "القاعدة استخدمت ذلك وسيلة للتجنيد. كما ان القاعدة دفعت ثمنا امام الرأي العام بسبب الطريقة (الوحشية) التي خاضت فيها الحرب في العراق. وبالتالي لا اعلم كيف تميل الكفة".
وفي ما يتعلق بالاهداف الاميركية لتشكيل حكومة ديموقراطية في العراق على ان تحذو حذوها دول اخرى في المنطقة، رأى الخبراء ايضا انه من الصعب تقييم هذا الموضوع.

وقالت اوتاواي ان صعوبة تشكيل حكومة في بغداد بعد انتخابات اذار/مارس يمكن ان تؤدي الى تحسن "وهذا قد يعتبر خطوة كبرى في الاتجاه الصحيح ليس فقط للعراق وانما للمنطقة".
ورأى بيدل انه من المبكر جدا القول ما اذا كانت الديموقراطية ستترسخ في العراق لكنه اعتبر ان احتمال انتقالها الى المنطقة اصبح مهددا.

وقال "اتصور ان الكثير من الطامحين لارساء الديموقراطية في المنطقة ينظرون الى العراق ويقولون +اذا كانت تلك النتيجة، لا نريد ذلك+".
كما ان صورة اميركا تاثرت بقوة خلال الاجتياح عام 2003 حيث نزل مئات الاف الاشخاص الى الشوارع للتظاهر ضد سياسة بوش لا سيما في العواصم الاوروبية.
وبعد سبع سنوات "تسير الامور بشكل افضل بكثير" مع انتخاب باراك اوباما رئيسا وتراجع حدة العنف في العراق، بحسب اوهانلون.

رسمياتنهي الولايات المتحدة في 31 آب/اغسطس رسميا مهمتها القتالية في العراق بعد سبع سنوات من سقوط نظام صدام حسين بينما يشهد هذا البلد تصاعدا في اعمال العنف يعزوه الخبراء الى الاجواء السياسية المسمومة.
وتزامن الخفض الكبير للقوات الاميركية في الاشهر الاخيرة الماضية، مع تزايد عدد تفجيرات السيارات المفخخة والهجمات ضد القوات العراقية التي تسلمت المسؤوليات الامنية بصورة تدريجية من نظيرتها الاميركية منذ 2009.

وقد اودت موجهة العنف الاخيرة بحياة مئات القتلى بما في ذلك عدد كبير من رجال الشرطة. لكن واشنطن واصلت بثبات سحب قواتها من البلاد قبل الانسحاب العسكري الكامل المقرر في نهاية العام المقبل.
والتدهور الذي سجل لا يقارن بمستوى العنف في 2006 و2007 عندما بلغ الصراع الطائفي ذروته الى جانب تمرد مناهض للولايات المتحدة. لكن نحو 300 شخص يقتلون كل شهر هذه السنة وكان تموز/يوليو الشهر الاكثر دموية منذ ايار/مايو 2008.

ويأتي تصاعد الهجمات بينما تشهد البلاد ازمة سياسية بسبب عدم قدرة الاحزاب الفائزة في الانتخابات على التوصل الى اتفاق لتشكيل حكومة جديدة بعد اكثر من خمسة اشهر على اجراء الانتخابات البرلمانية.
واعتبرت حكومة تصريف الاعمال الهجمات الاخيرة محاولة اخيرة يقوم بها المتطرفون لتقويض العملية الديموقراطية التي بدأت قبل اكثر من سبع سنوات بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة الذي اطاح بالرئيس السابق صدام حسين.

ويرى المواطنون العراقيون ان النزاع على السلطة بين السياسيين يندرج في اطار خدمة مصالحهم الشخصية لا الرغبة في خدمة المواطنين، مما يثير مخاوف من عدم ترسيخ الديمقراطية.
وكان الرئيس باراك اوباما اعلن بعد وقت قصير من توليه منصبه العام الماضي ان المهمة القتالية الاميركية في العراق ستنتهي في 31 اب/أغسطس لينحصر دور القوات الأميركية بالتدريب والمشورة.

وينتشر حاليا 49 الفا و700 جندي في العراق اي اقل من ثلث ما كان عليه في 2007 عندما بلغ عديد القوات الاميركية 170 الف جندي اثر التعزيزات التي تم ارسالها لتطبيق استراتيجية مكافحة العنف الطائفي في البلاد.
وكشف قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال راي اوديرنو انه سيتم الابقاء على حجم القوة الجديدة "حتى الصيف المقبل"، قبل حلول الموعد النهائي للانسحاب في كانون/الاول ديسمبر 2011.

وقال خلال مؤتمر صحافي في بغداد الثلاثاء "لا تزال هناك مشاكل لكن من الواضح ان العراق اصبح مختلفا كثيرا اليوم عما كان عليه قبل ثلاث سنوات".
واضاف ان "القوات العراقية اصبحت اكثر قدرة مما كانت عليه من قبل"، لكنه اكد ضرورة تحقيق تقدم سياسي قريبا لتهدئة الغضب الشعبي بسبب عدم وجود حكومة جديدة تعزز الامن والخدمات.

وقال ان "الناس محبطون للغاية وهنا يكمن الخطر اذا ما كان السياسيون نسوا ذلك". لكنه نفى وجود اي خطر كبير من انقلاب ينفذه ضباط كبار في الجيش العراقي.

وصرح اوديرنو ان "الضباط بقوا على الحياد (...) اعتقد انهم يريدون للعملية السياسية ان تمضي قدما والقضية هي من هم القادة" السياسيون..
واضاف ان "الناس لا يريدون اي احتمال لعودة دكتاتور قوي".

وكان رئيس اركان الجيش العراقي الفريق بابكر زيباري اكد هذا الشهر ان جيشه لن تكون قادرا تماما على تولي الملف الامني قبل 2020 داعيا القوات الاميركية الى البقاء حتى ذلك الحين.

كما طالب القيادة السياسية بالعمل على تحقيق ذلك.

وقال لفرانس برس "لو سئلت عن الانسحاب لقلت للسياسيين +يجب ان يبقى الجيش الاميركي حتى تكامل الجيش العراقي في 2020+".

واضاف "الان، انا مطمئن جدا لقدرة القوات العراقية مجتمعة (الجيش والشرطة) على تأمين الملف الامني لانه لا تزال قوات اميركية موجودة، لكن المشكلة تبدأ بعد 2011".

ودعا السياسيين العراقيين الى "ايجاد اساليب اخرى لتعويض الفراغ ما بعد 2011، لان الجيش لن يتكامل قبل عام 2020".

من جهته اتفق برايان فيشمان وهو زميل ابحاث مكافحة الإرهاب في مؤسسة اميركا الجديدة في واشنطن، مع تقييم أوديرنو.

وقال لفرانس برس "انه الوقت المناسب لعودة القوات الاميركية الى الوطن".
واضاف فيشمان ان "انسحاب القوات الاميركية قد يعطي مساحة اكبر لجماعات متشددة لكن المشكلة الحقيقية هي الازمة السياسية".

واوضح ان "قوات الامن العراقية قوية بدرجة كافية لكن المشكلة تكمن في السياسيين العراقيين والولايات المتحدة لا تستطيع حل الخلافات بينهم".
وفازت كتلة رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي على كتلة منافسه رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي بفارق بسيط في الانتخابات التشريعية التي جرت في السابع من اذار/مارس الماضي، مما دفع كل من السياسيين الى البحث عن حلفاء لتشكيل الحكومة.

وشكل ائتلاف المالكي تحالف مع الائتلاف الوطني الشيعي، لكنه لم يتمكن الحصول على تاييده لتولي رئاسة الحكومة مرة اخرى.

لاكلان كارمايكل وارثر ماكميلان
الخميس 26 غشت 2010