تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


بالتفهم والتسامح والحوار يمكن التغلب على فارق السن في الزواج




هامبورج - بريتا شيميز - غالبا ما يشعر الناس بالحيرة عندما يرون امرأة متزوجة من رجل في سن والدها، وفي هذه الحالة تسمع تساؤلات تتردد مثل " ماذا تريد هذه السيدة منه ؟"، أو " هل يريد هذا الرجل الحياة مع من هو أصغر منه ؟".


بالتفهم والتسامح والحوار يمكن التغلب على فارق السن في الزواج
وفي معظم الحالات يكون الحب هو العامل الذي يلعب الدور الأكبر في الاختيار، غير أنه عندما تنطفىء جذوة العواطف المشتعلة الأولى ينتهي الحال غالبا بالزوج الأكبر عمرا والزوجة الأصغر سنا إلى أن يسأل كل منهما نفسه ذات الأسئلة التي يرددها الناس، ويمكن أن يؤدي الفارق العمري بينهما إلى الشعور بعدم الرضا والإحساس بعدم الأمان ويؤدي في أسوأ الحالات إلى الانفصال، وتعد عوامل التسامح والمصارحة والإخلاص ذات أهمية قصوى.
 
وتوضح فيليسيتاس هيني أخصائية علم النفس والمؤلفة أن المشكلة الأساسية تتمثل في أن الأزواج الذين يزيد الفارق العمري بينهما عن 15  عاما أو 20 عاما يكونون غالبا في مراحل مختلفة كثيرا من العمر، وقد يكون أحد الزوجين يخطط للتقاعد من العمل بينما يكون الثاني لا يزال يعمل من أجل الترقي في حياته الوظيفية حيث أن لا تزال أمامه فسحة من العمر، وقد يكون الإنجاب هدف لأحد الزوجين بينما يكون الآخر قد تخطى هذه المرحلة وتركها وراء ظهره.
 
ويشير جورج فيرنر إخصائي علاج المشكلات الزوجية إلى أن الاهتمامات الشخصية بين الزوجين يمكن أن تكون مختلفة تماما في الغالب، ويقول إن الشخص الأكبر سنا في العلاقة قد لا يكون مهتما على الإطلاق في التخطيط لقضاء عطلة تتميز بالنشاط بعكس الآخر الأصغر عمرا.
 
ويضيف فيرنر إن توقع أن يتمكن الزوجان من فعل كل شيء معا بشكل مشترك هو توقع تشوبه الرومانسية ولكنه غير واقعي، وينصح بأن يكون من الواضح أمامهما أن أحد أطراف العلاقة سيشعر بوطأة العمر قبل الآخر.
 
والنتيجة المنطقية لذلك هي أن كلا من الزوجين سيختار المضي قدما في طريق من الأنشطة الشخصية يختلف عن طريق شريكه في الحياة، ويوضح فيرنر أن هذا الأسلوب يتطلب ثقة هائلة وقدر صحي من الفردية، ويقول إنه ليس بوسع كل شخص أن يتسامح بشأن عدم وجود صلة له بجزء معين من شخصية شريكه.
 
وتنصح فيليسيتاس هيني الزوجين بإيجاد مساحة واسعة مشتركة بينهما للاستمتاع بوقتهما معا، بينما ينصح فيرنر الزوجين بالتأكد بأن يكون ثمة شيء مشترك بينهما حتى تستند العلاقة إلى قاعدة تنطلق منها وتنمو.
ومن الطبيعي أن الأضداد ينجذبون إلى بعضهم البعض كما أن الاختلاف في العمر في حد ذاته يمكن أن يقرب بين الأشخاص، ولكن آن فريشي الأخصائية في حل مشكلات الأسرة والأزواج ترى أنه يجب على كل طرف في العلاقة أن يوضح لنفسه أنه ربما توجد دوافع أخرى تحفزه للاستمرار في العلاقة.
 
ويمكن للرجل أن يشعر بأنه أصبح أصغر سنا بالزواج من امرأة شابة ويمكن أن يحصل على فرصة أن يخبر أشياء معينة في الحياة مع تجربة جديدة، ومن ناحية أخرى تشعر السيدات الشابات غالبا بأنهن أكثر أمانا عند الاقتران برجال أصغر سنا أو يشعرن بأنهن أكثر نضجا، وهنا تقول فريشي إن هذه المرحلة من الشعور بالوقوع في حب جديد ستزول في النهاية.
 
وتنصح هيني بعدم السماح للأحداث التي تمر بها العلاقة بأن تملي مسار الأمور، وتقول إن العلاقة التي تتضمن اختلاف العمر بين الطرفين تتطلب مزيدا من التواصل مقارنة بحالة الأزواج الذين تتقارب أعمارهم، وثمة فكرة جيدة وهي الإفصاح عن مشاعر القلق والآمال بالنسبة للمستقبل وربما أيضا مشاعر الغيرة، وتضيف إن تعامل أحد الزوجين مع هذه القضايا بمفرده لن يساعد العلاقة، كما أنه لأمر ضار أن يقوم أحدهما بعرقلة المناقشة.
 
ويجب على الزوجين أن يفصحا عن كيفية تخيل شكل مستقبل العلاقة بينهما، وخاصة في الحالات التي يريد فيها أحدهما أن ينجب أطفالا بينما لا يريد الشريك الآخر، وذلك الخلاف قد يلقي بضغوط ثقيلة على العلاقة كما توضح هيني، وتقول إن إنجاب الأطفال يعد مسألة أساسية يجب الاتفاق بشأنها لأنه إذا لم يكن ثمة اتفاق بين الزوجين فقد يكون الانفصال أمرا حتميا.
 
غير أن الأزواج الذين يكون فارق السن بينهما كبيرا لا يعدون حالة ميئوس منها، ويقول فيرنر إنه في حالة التفاهم والإتفاق بين الزوجين فسيتبلور الموقف بفوز الطرفين معا، ويرجع ذلك إلى قدرة الزوجين على تعلم الأشياء كل منهما من الطرف الآخر.
 
ومع ذلك ومرة أخرى يتطلب ذلك الكثير من الجهد والتسامح والتفهم، وفي بعض الحالات يمكن أن تؤدي حيوية الشباب إلى وضع ضغوط على الزوج الأكبر سنا بينما يكون الوقار والحنكة عاملان يبعثان على الملل بالنسبة للشريك الأصغر سنا في العلاقة.
 
ولا ينبغي بأي حال من الأحوال أن تؤدي المشاركة في السلطة إلى حالة تشبه العلاقة بين " الأب والابنة "، وتقول فريشي إن مثل هذه الحالة تؤدي إلى وضع غير صحي على المدى الطويل، وتضيف إن مشاعر التقدير والاهتمامات المشتركة والتسامح تعد عوامل أكثر أهمية في مثل هذه الحالات من العلاقات بين الشركاء المتساويين في العمر.
 
ويرجع السبب في ذلك إلى أن الاتجاهات الاجتماعية المتباينة ومراحل العمر المختلفة إلى حد كبير يمكن أن تمنع أشياء كثيرة من أن تصبح واضحة بشكل ذاتي مثلما هو الحال مع الأزواج المتماثلين في العمر.

بريتا شيميز
الاربعاء 10 أكتوبر 2012