هاربون من الاشتباكات بجانب القصر الرئاسي في الصومال
كان فرجينيو، وهو حداد، يتقن اللغة الصومالية. وهو وصل الى شواطىء هذا البلد في حقبة كان الايطاليون يشكلون فيها نصف عدد السكان في العاصمة مقديشو.
وبعد خمسين عاما من الاستقلال، يسود شعور باللامبالاة تجاه المستعمر السابق بين الصوماليين الذين تقل اعمار 60% منهم اليوم عن 18 عاما.
وعلى خلاف صورة مقديشو التي تظهر في البطاقات البريدية الايطالية، بشوارعها الكبيرة ومبانيها البيضاء النقية، فان العاصمة الصومالية اليوم لم تعرف سوى الحروب منذ ثلاثة عقود.
وبدأ التاريخ الحديث للصومال بعد الاستقلال بشكل مشرق، ففي العام 1967، خسر عدن عبد الله عثمان، اول رئيس للصومال، الانتخابات. فانتقلت السلطة الى عبدي رشيد علي شرماركي والد رئيس الوزراء الحالي عمر، وانسحب الرئيس السابق من الحياة السياسية، ولزم مزرعته قرب مرقه الى حين توفي في 2007 عن 99 عاما.
وجرى يومها تسلم السلطة وتسليمها بين الرئيسين في حدائق فيلا صوماليا، وهو قصر الحكام الايطاليين الذي تحول الى قصر الرئاسة، وهو نفسه المبنى المحصن الذي يشغله اليوم الرئيس شيخ شريف احمد، والهدف اليومي لهجمات المتمردين الاسلاميين.
ولم تشهد الصومال قبل ذلك نضالا حقيقيا للاستقلال. ففي تشرين الثاني 1949 اعترفت الامم المتحدة باستقلالها، الا انها بقيت تحت الوصاية الايطالية.
وفي 26 حزيران/يونيو 1960، اعلنت محمية ارض الصومال البريطانية في الشمال استقلالها. وبعد ذلك بخمسة أيام استقلت الصومال الايطالية وتوحدت مع ارض الصومال.
وقد حال غياب حركات التحرير في البلاد دون تشكل طبقة سياسية ذات خبرة.
في العام 1969 اغتيل الرئيس شرماركي، فخلفه محمد سياد بري. وفي خضم الحرب الباردة اختار بري ان يكون الى جانب الاتحاد السوفياتي.
الا ان الاتحاد السوفياتي تخلى عن الصومال في العام 1977 لصالح اثيوبيا التي كانت تحت حكم الشيوعي منغستو هيلا مريم.
وفي نهايات ثمانينات القرن الماضي، غرقت ايطاليا في ازمتها السياسية الداخلية، فلم تعد قادرة على ملء الفراغ الذي احدثه تفكك الاتحاد السوفياتي.
ويقول احد المراقبين عن تلك المرحلة "كانت الطبقة السياسية الايطالية تغرق. فصار البلد الاكثر قدرة على مساعدة الصومال عاجزا عن فعل اي شيء".
واصبحت روما عاجزة تماما عندما دخلت القوات الاميركية الى الصومال في 1992 وفقا لاتفاق مع الامم المتحدة تحت ستار التدخل الانساني.
وأدت الهمينة الاميركية على الصومال الى تعطيل الدور الذي كان ممكنا ان تقوم به ايطاليا، مرتكزة على خبرتها في الشأن الصومالي.
وينص الميثاق الاتحادي للصومال على ان اللغة الايطالية هي اللغة الرسمية الثانية في البلاد، الا ان الروابط بين البلدين آخذة في الانحسار بشكل مستمر. حتى ان الصوماليين المهاجرين من بلادهم موزعون بين كندا والدول الاسكندينافية، فيما لا تضم ايطاليا منهم سوى 6000 شخص
وبعد خمسين عاما من الاستقلال، يسود شعور باللامبالاة تجاه المستعمر السابق بين الصوماليين الذين تقل اعمار 60% منهم اليوم عن 18 عاما.
وعلى خلاف صورة مقديشو التي تظهر في البطاقات البريدية الايطالية، بشوارعها الكبيرة ومبانيها البيضاء النقية، فان العاصمة الصومالية اليوم لم تعرف سوى الحروب منذ ثلاثة عقود.
وبدأ التاريخ الحديث للصومال بعد الاستقلال بشكل مشرق، ففي العام 1967، خسر عدن عبد الله عثمان، اول رئيس للصومال، الانتخابات. فانتقلت السلطة الى عبدي رشيد علي شرماركي والد رئيس الوزراء الحالي عمر، وانسحب الرئيس السابق من الحياة السياسية، ولزم مزرعته قرب مرقه الى حين توفي في 2007 عن 99 عاما.
وجرى يومها تسلم السلطة وتسليمها بين الرئيسين في حدائق فيلا صوماليا، وهو قصر الحكام الايطاليين الذي تحول الى قصر الرئاسة، وهو نفسه المبنى المحصن الذي يشغله اليوم الرئيس شيخ شريف احمد، والهدف اليومي لهجمات المتمردين الاسلاميين.
ولم تشهد الصومال قبل ذلك نضالا حقيقيا للاستقلال. ففي تشرين الثاني 1949 اعترفت الامم المتحدة باستقلالها، الا انها بقيت تحت الوصاية الايطالية.
وفي 26 حزيران/يونيو 1960، اعلنت محمية ارض الصومال البريطانية في الشمال استقلالها. وبعد ذلك بخمسة أيام استقلت الصومال الايطالية وتوحدت مع ارض الصومال.
وقد حال غياب حركات التحرير في البلاد دون تشكل طبقة سياسية ذات خبرة.
في العام 1969 اغتيل الرئيس شرماركي، فخلفه محمد سياد بري. وفي خضم الحرب الباردة اختار بري ان يكون الى جانب الاتحاد السوفياتي.
الا ان الاتحاد السوفياتي تخلى عن الصومال في العام 1977 لصالح اثيوبيا التي كانت تحت حكم الشيوعي منغستو هيلا مريم.
وفي نهايات ثمانينات القرن الماضي، غرقت ايطاليا في ازمتها السياسية الداخلية، فلم تعد قادرة على ملء الفراغ الذي احدثه تفكك الاتحاد السوفياتي.
ويقول احد المراقبين عن تلك المرحلة "كانت الطبقة السياسية الايطالية تغرق. فصار البلد الاكثر قدرة على مساعدة الصومال عاجزا عن فعل اي شيء".
واصبحت روما عاجزة تماما عندما دخلت القوات الاميركية الى الصومال في 1992 وفقا لاتفاق مع الامم المتحدة تحت ستار التدخل الانساني.
وأدت الهمينة الاميركية على الصومال الى تعطيل الدور الذي كان ممكنا ان تقوم به ايطاليا، مرتكزة على خبرتها في الشأن الصومالي.
وينص الميثاق الاتحادي للصومال على ان اللغة الايطالية هي اللغة الرسمية الثانية في البلاد، الا ان الروابط بين البلدين آخذة في الانحسار بشكل مستمر. حتى ان الصوماليين المهاجرين من بلادهم موزعون بين كندا والدول الاسكندينافية، فيما لا تضم ايطاليا منهم سوى 6000 شخص


الصفحات
سياسة








